أساليب أرهابية منافية لكل الشرائع    المحطات التاريخية الكبرى تصنعها الإرادة الوطنية الحرة    مهام العليمي وبن مبارك في عدن تعطيل الخدمات وإلتقاط الصور    رئيس انتقالي شبوة: المحطة الشمسية الإماراتية بشبوة مشروع استراتيجي سيرى النور قريبا    حرب غزة تنتقل إلى بريطانيا: مخاوف من مواجهات بين إسلاميين ويهود داخل الجامعات    ضوء غامض يشعل سماء عدن: حيرة وتكهنات وسط السكان    العدالة تنتصر: قاتل حنين البكري أمام بوابة الإعدام..تعرف على مراحل التنفيذ    أتالانتا يكتب التاريخ ويحجز مكانه في نهائي الدوري الأوروبي!    الدوري الاوروبي ... نهائي مرتقب بين ليفركوزن وأتالانتا    متصلة ابنها كان يغش في الاختبارات والآن يرفض الوظيفة بالشهادة .. ماذا يفعل؟ ..شاهد شيخ يجيب    في اليوم 216 لحرب الإبادة على غزة.. 34904 شهيدا وأكثر من 78514 جريحا والمفاوضات تتوقف    قوة عسكرية جديدة تثير الرعب لدى الحوثيين وتدخل معركة التحرير    لا وقت للانتظار: كاتب صحفي يكشف متطلبات النصر على الحوثيين    الحوثي يدعو لتعويض طلاب المدارس ب "درجات إضافية"... خطوة تثير جدلا واسعا    مراكز مليشيا الحوثي.. معسكرات لإفساد الفطرة    ولد عام 1949    الفجر الجديد والنصر وشعب حضرموت والشروق لحسم ال3 الصاعدين ؟    فرصة ضائعة وإشارة سيئة.. خيبة أمل مريرة لضعف استجابة المانحين لليمن    هموم ومعاناة وحرب خدمات واستهداف ممنهج .. #عدن جرح #الجنوب النازف !    بلد لا تشير إليه البواصل مميز    باذيب يتفقد سير العمل بالمؤسسة العامة للاتصالات ومشروع عدن نت مميز    أمين عام حزب الشعب يثمن موقف الصين الداعم للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة مميز    دواء السرطان في عدن... العلاج الفاخر للأغنياء والموت المحتم للفقراء ومجاناً في عدن    منذ أكثر من 70 عاما وأمريكا تقوم باغتيال علماء الذرة المصريين    لعنة الديزل.. تطارد المحطة القطرية    الخارجية الأميركية: خيارات الرد على الحوثيين تتضمن عقوبات    تضرر أكثر من 32 ألف شخص جراء الصراع والكوارث المناخية منذ بداية العام الجاري في اليمن    المحكمة العليا تقر الحكم بإعدام قاتل الطفلة حنين البكري بعدن    اعتدنا خبر وفاته.. موسيقار شهير يكشف عن الوضع الصحي للزعيم ''عادل إمام''    الأسطورة تيدي رينير يتقدم قائمة زاخرة بالنجوم في "مونديال الجودو – أبوظبي 2024"    تصرف مثير من ''أصالة'' يشعل وسائل الإعلام.. وتكهنات حول مصير علاقتها بزوجها    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل بوزارة الخارجية وشؤون المغتربين    "صحة غزة": ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 34 ألفا و904 منذ 7 أكتوبر    وفاة الشيخ ''آل نهيان'' وإعلان لديوان الرئاسة الإماراتي    الدين العالمي يسجل مستوى تاريخيا عند 315 تريليون دولار    امتحانات الثانوية في إب.. عنوان لتدمير التعليم وموسم للجبايات الحوثية    5 دول أوروبية تتجه للاعتراف بدولة فلسطين    ريال مدريد يقلب الطاولة على بايرن ميونخ ويواجه دورتموند في نهائي دوري أبطال أوروبا    أسعار صرف الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية اليوم الخميس    تصاعد الخلافات بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر والأخير يرفض التراجع عن هذا الاشتراط !    بعد وصوله اليوم بتأشيرة زيارة ... وافد يقتل والده داخل سكنه في مكة    جريمة مروعة تهز مركز امتحاني في تعز: طالبتان تصابا برصاص مسلحين!    قصر معاشيق على موعد مع كارثة ثقافية: أكاديمي يهدد بإحراق كتبه    دوري ابطال اوروبا .. الريال إلى النهائي لمواجهة دورتموند    مدير عام تنمية الشباب يلتقي مؤسسة مظلة    استشهاد وإصابة 160 فلسطينيا جراء قصف مكثف على رفح خلال 24 ساعة    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    وزير المياه والبيئة يبحث مع اليونيسف دعم مشاريع المياه والصرف الصحي مميز    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    البدعة و الترفيه    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.عبدالله الأسطى ل( شهارة نت): اطباء بشهادات مزورة يعملون في 16 مستشفى بضواحي صنعاء
نشر في شهارة نت يوم 22 - 04 - 2010

* اليمن اقل سكاناً لكنها الأكثر إصابة بالسرطان عن باكستان
* هناك مطالب طرحت لإيجاد مستشفيات في كل محافظات الجمهورية على غرار مستشفى الثورة لكن لم يتحقق ذلك.
* 16مستشفى بضواحي صنعاء فيها أطباء جميعهم بشهادات مزورة وينتحلون شخصية أستاذ دكتور أو بروفسور وهم غير أطباء أساساً.
* نطالب بأن يكون الاستدعاء للأطباء من الخارج عبر لجنة من وزارة الصحة.
* لابد من وجود لجنة في وزارة الصحة نزهيه تجري تقييم للأطباء بعد تخرجهم من أي دولة ومعرفة مدى إمكانياتهم ووضعهم في المكان المناسب.
* على الدولة فتح أقسام في الجامعات لتأهيل كوادر متخصصة بعلوم الأعشاب كما هو حاصل في ألمانيا وباكستان والهند وماليزيا وغيرها من دول العالم.

أجرى ما يزيد عن 3الاف عملية جراحية مختلفة داخل اليمن وخارجها منها عمليات في غاية الصعوبة والتعقيد وقف حيالها الكثير من الأطباء عاجزين عن القيام باجراءها ومنها عمليات الشرايين في الدماغ وعمليات السرطان المتواجد في قعر الدماغ والتي فعلاً أجراها ضيف حوارنا بعد أن رفضت إحدى الفرق الطبية الزائرة لليمن أجراءها لصعوبتها..
الدكتور البروفيسور عبدالله يحيى الأسطى عاشق للجراحة يبدع فيها وكأنه يرسم لوحه جراحية كان دليلنا إليه نجاحه الباهر والمتكرر في أصعب العمليات وأدقها وبمجرد الجلوس معه ينتابك شعور بالارتياح إلى جواره وهو منهمك في التخفيف من معاناة المرضى الذين يقصدونه من مختلف محافظات الجمهورية بالإضافة إلى بعض البلدان الخليجية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية كما تشعر بالارتياح وهو يحاول أن يقدم رؤية جديدة لمهنته التي يمارسها بقلب الجراح وعقل الإنسان.
لذا فلا عجب أن يذاع صيته كأول استشاري في مجال جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري في اليمن كان وما يزال بالنسبة للكثيرين ذالك الصديق المخلص والطبيب الإنساني الذي يجمع بين القدرة والكفاءة والأخلاق الحميدة. كيف لا وهو الطبيب الأول الذي نجح بامتياز بين الطلاب العرب وحصل على الدكتوراه..
حصل على الدكتوراه في العديد من المجالات أهمها جراحة العمود الفقري تحت الميكروسكوب بالإضافة إلي مجال جراحة المناظير.. كما حصل على لقب الأستاذية ليصبح بذلك الأستاذ الدكتور عبدالله الأسطى هو أول طبيب يمني يصل إلى هذه المكانة العالية.
ومن وسط الزحام الذي تكتظ به عيادته الموجودة في قلب العاصمة التقينا به ليحدثنا عن الكثير من أسرار مهنته والعمليات التي أجراها مؤخراً في اليمن،

- في البداية نود أخذ رؤية واضحة حول واقع الأورام في اليمن؟
* الأورام منتشرة في اليمن بصورة كبيرة وما كنا نشاهده في الخارج من أورام نادرة نجدها في اليمن سائدة ومعروفه.
وتقول الدوائر الرسمية أن بين كل ألف يمني حالة سرطان أي انه قد يصاب في اليمن كل شرائح المجتمع وفئاته.. واغلب المصابين هم من محافظتي ذمار وصعدة ومن خلال مناقشتي لهم يتضح لي أنهم كانوا يستخدمون أكثر من (5) أنواع من المبيدات ورشها في المزارع خاصة القات وكانت كل الحالات متقدمة في الإصابة لأن المريض لم يجد من يشخص له حالته المرضية في وقت مبكر إلى جانب عدم الوعي الذي يأتي من البعض وقد أصبحت لديه عاهة دائمة وهناك بعض المرضى الذين اجروا عمليات للسرطان في الخارج ولم يتم استئصال الورم كاملاً فيعود من جديد المرض وهذه حالات نواجه منها كثيراً في اليمن.
وأعتقد أن الكثير من المرضى يموتون داخل بيوتهم قبل أن يصلوا إلى المراكز المتخصصة بمعالجة الأورام السرطانية إما لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الانتقال إلى صنعاء وشراء الأدوية وإما لعدم معرفتهم بوجود الورم الذي سرعان ما يتحول إلى ورم خبيث.
- ما حجم المعاناة التي يتعرض لها المصابون بالأورام الحميده؟
* هناك الكثير من الحالات التي وجدتها في اليمن والتي يصل فيها حجم الورم إلى مرحلة خطيرة كأورام الرأس التي يتسع خلالها حجم الورم إلى حد خروجه من الأنف مما يتسبب في حدوث نزيف كما حصل مع الشاب ماجد "18عاماً والذي أخبرني أصدقاءه المزارعين أنهم يقومون بخلط خمسة أنواع من المبيدات في خزان المياه حتى يصبح لونه أحمر كلون الدم ثم يقومون بصبه على أشجار القات دون أي اعتبارات صحية أو إرشادات وكما هو معروف بأن المزارعين لا يراعون فترة الأمان قبل قطف أوراق القات وبيعها في الأسواق ومثل هذه الإعمال أدت إلى حدوث أورام في المنطقة كما حصل للأخ ماجد الذي استطعنا استئصال الورم من رأسه بعد عناء طويل.. وهناك حالة أخرى لسيدة تبلغ من العمر 50 عاماً حيث انتقلت إلى مدينة الحديدة بعد أن كانت تعاني من الأم في الظهر ونتيجة للتشخيص الخاطئ قام الأطباء في الحديدة بإجراء عملية الانزلاق الغضروفي غير أنها لم تشعر بتحسن وابتداء الورم الموجود أسفل الظهر بالتوسع. بعد ذلك قام الأطباء بأخذ عينه أولى ومن ثم قاموا بأخذ عينه أخرى وساءت الحالة جداً نظراً لهذا التأخير والتشخيص الخاطئ الذي استمر لأكثر من خمس سنوات وظلت المرأة تنتقل من مستشفى إلى أخر ومن طبيب الجراحة إلى طبيب المخ والأعصاب ومنه إلى العظام وتجري الرنين المغناطيسي دون أن يتم تشخيص حالتها. وفي النهاية أجمع الأطباء على ضرورة ترحيلها إلى الخارج لتلقي العلاج غير أن زوج المرأة لم يعد لديه ما يكفي لعلاجها في الخارج خاصة بعد أن أنفق ما يزيد على 400ألف ريال في عملية الانزلاق الغضروفي والتي اضطر إلى استدانتها من الناس لا استكمال المبلغ بعد أن باع بقرته.
وأود التأكيد هنا على أن التشخيص المبكر يمثل عامل مهم في مثل هذه الحالات حيث بالإمكان اكتشاف الورم واستئصاله بصورة سريعة في حال التشخيص المبكر والصحيح.
- لماذا يرفض الأطباء إجراء الكثير من العمليات الجراحية التي من الممكن اجراءها في اليمن؟
* السبب هو خوفهم من حدوث مضاعفات كما هو الحال بالنسبة للسيدة التي ذكرتها انفاً حيث أفاد أطباء الجراحة العامة بأن السبب في استحالة إجراء العملية لها تعود لسببين أولها دخول الورم إلى داخل القولون كما ظهر خلال الفحص ألسريري.. معتبرين بان هذا الورم لا يمكن استئصاله والسبب الأخر هو فيما قاله مستشار الجراحة بأن منطقة الورم فيها نزيف وريدي وعليه فأنه لا يمكن استئصاله.
- لكنكم قمتم بإجراء العملية ونجحتم في ذلك؟
* نعم.. وحقيقة المشكلة التي نواجهها في اليمن تكمن في عدم وجود أكاديمية طبية، فالطبيب عندما يجد مثل هذه الحالة يقوم بكتابة ورقة خروج للمريض دون أن يكلف نفسه إحالة المريض إلى الطبيب المختص.
- إذاً ما الذي ينقص الطبيب اليمني ؟
* نحن في اليمن بحاجة إلى النظرة الأكاديمية بمعنى أخرى غالباً ما نجد معظم الأطباء يقومون بمعالجة أغلب الأمراض وهذا غير صحيح حيث لابد لأي طبيب أن يحيل أمراض العيون لأخصائي العيون وأمراض القلب لأخصائي القلب وهكذا.. إضافة إلى أننا نجد أن كفاءة بعض الأطباء تصل إلى 60% من خلال التأهيل والتدريب المستمر.
كما أن المريض يتحمل جزء من هذه المشكلة فالمريض المصاب بالتهابات في الركبة عند دخوله على طبيب العظام مثلاً يقوم الطبيب باحالتة إلى طبيب الأعصاب المتخصص غير أن المريض يصر على عدم الذهاب مما يدفع الأطباء إلى معالجة المرضى في العديد من التخصصات .
- كم عدد العمليات التي أجريتها في مجال جراحة المخ والأعصاب؟
* قمت بإجراء ما يزيد عن 3ألاف عملية معظمها في باكستان وجميعها موثقة من البروفسورات ومن وزارات الخارجية الباكستانية واليمنية .
- ما مدى الاختلاف الذي وجدته بين اليمن وباكستان في جانب الأورام ؟
* لقد عملت في عدة مناطق متفرقة من باكستان ابتدءا من الأرياف والأدغال وداخل المدن الرئيسية وكانت هناك الكثير من الأورام التي وجدناها هناك والتي عملت على استئصالها طيلة ثمان سنوات دون أن أتمكن من أخذ أجازه أو الرجوع إلى بلدي.. ومقارنه مع اليمن استطيع القول أن الأورام في اليمن أكثر انتشارا منها في باكستان خاصة فيما يتعلق بأورام الغدة النخامية والدرقية وغيرها من الأورام التي تدخل في مجال جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري كوني متخصص في هذا المجال.
ومن خلال الواقع الحالي أكد أن الأورام النادرة التي وجدناها لدى شعب باكستان الذي يصل تعداده السكاني إلى نحو 170مليون نسمة نجدها مقارنة باليمن أورام عامة ويصاب بها الكثيرين حيث نستقل يومياً الكثير من هذه الحالات في اليمن. ووفقاً للإحصائيات المعلنة فإن أكثر من 22ألف مواطن يمني يصابون سنوياً بالأورام السرطانية بعد أن كان هذا المرض في العقود الماضية من الحالات النادرة.
- ما أسباب انتشار الأورام في اليمن؟
* الأسباب كثيرة منها سوء استخدام المبيدات وانتشارها بصورة كبيرة بما فيها المبيدات المحرمة دولياً ناهيك عن انتشار الإشعاعات غير المدروسة وكذا عدم وجود التثقيف الزراعي أو الصحي وسوء التشخيص وتأخره لفترة طويلة ولا يوجد سبب علمي محدد لهذه الأسباب إلا أن هذه العوامل تساعد كثيراً على انتشار الأورام دخل اليمن.. وأود أن أشير هنا إلى وجود مبيدات خطيرة يستخدمها المزارعون تعمل على تغيير لون أوراق القات من الأزرق إلى الأحمر وهناك مزارعون يقومون برش أوراق القات بالمبيدات بعد قطفها من الأشجار حتى يجعلوا من أوراقها ساطعة لفترة من الوقت.
- ما هي أكثر الأورام السرطانية تعقيداً؟
* بالنسبة للمخ فالأورام التي تصيب قعر المخ هي الأكثر تعقيداً حيث يتطلب إجراء العملية لها فتح الوجه أو عن طريق الدماغ حتى نصل إلى أسفل الدماغ وهذا يسبب مشاكل. أما بالنسبة للحبل ألشوكي فهي الأورام المتصلة بالعصب أو داخل الحبل الشوكي.
- هل تحتاج جميع الأورام تدخل جراحي لاستئصالها؟
* لا فهناك حالات تحتاج لجراحة وحالات يتطلب معالجتها بالإشعاع وحالات أخرى يتم معالجتها باستخدام الليزر أما الأورام التي تصبح منتشرة في الجسم فلا أحد بمقدوره عمل شيء لها.
- سمعنا أنكم قمتم بإجراء عمليات جراحية في اليمن لعديد من المرضى من خارج اليمن ما صحة ذلك؟
* نعم... لقد قمنا باستقبال بعض الحالات المرضية ومنها من مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية حيث كانت تعاني إحدى السيدات السعوديات من ورم سرطاني كبير في الغدة النكافية بمنطقة الرقبة وقد دخل الورم إلى الدماغ وكان يزن 3كيلو و400جرام واستطعنا استئصال الورم من جذوره بصورة صعبة من خلال الإحاطة بالورم من جميع الجهات وأصبحت السيدة فاطمة بحالة جيدة بعد العملية.. وهناك حالات كثيرة تأتي إلينا من المملكة العربية السعودية ومعظمها تعاني من الانزلاق الغضروفي التي نعالجها عن طريق المناظير.
_ هناك الكثير من العمليات التي قمت باجراءها لأول مرة في اليمن وذلك كما لا حظنا في بعض التقارير الطبية الصادرة عن عدد من المستشفيات؟
* هذه العمليات وفقني الله في إجراءها بعد أن صدرت تقارير طبية بترحيلها إلى الخارج لاستحالة إجراءها في بلادنا ومع ذلك تمكنت من إجراءها بنجاح. فلو وجدت لجنة أكاديمية لمعرفة إذا ما كان بإمكان الطبيب في اليمن إجراءها لكان أفضل بكثير من ترحيلها إلى الخارج لأنني شخصياً قمت بإجراء الكثير من العمليات التي كانت على وشك السفر إلى الخارج وبالتأكيد لم أكن لا قوم بها إلا إذا كنت قادراً عليها بصورة أكيده وليس بنسبة 40% أو 50% أو حتى 60%.. لذا أنا أقوم بدراسة الحالة جيداً وانظر ما إذا كنت قادراً على تقديم خدمة للمريض الذي قد يكون من الصعب عليه السفر إلى الخارج.
- هل هناك أزمة بين المريض والطبيب اليمني كانعدام الثقة مثلاً؟
* هناك أزمة كبيرة جداً والسبب كما حصل مع المريضة حليمة الذي وجدت نفسها ضحية تشخيص خاطئ.
- كيف تقيمون إمكانيات المستشفيات الحكومية في اليمن؟
* مستشفى الكويت والمستشفى الجمهوري بصراحة إمكانيتهما ضعيفة جداً مقارنه بمستشفى الثورة الذي يمتلك إمكانيات كبيرة على مستوى الجمهورية.. وهناك اسأله ومطالب طرحت لإيجاد مستشفيات في كل محافظات الجمهورية على غرار مستشفى الثورة لكن لم يفعل ذلك.
الدولة تقوم بتوفير كراسي للمستشفيات وفي اليوم التالي لا تجد هذه الكراسي كما أن نفقة الحكومة على قطاع الصحة ضئيل جداً نتيجة لاقتصادها وضعف إمكانياتها. ولكن لو استثمرت هذه الإمكانيات فسنشاهد مستشفى الثورة بمفرده قادر على توفير الخدمات الصحية لجميع المرض من العاصمة صنعاء وله القدرة على ذلك..
لقد سبق وان عملتم في قسم جراحة المخ والأعصاب بمستشفى الثورة فهل هذا صحيح؟
نعم
وكيف وجدتم العمل هناك؟
القسم كان يمتلك الكثير من الأدوات والمعدات الطبية الحديثة وكذا غرفة عمليات وغرف إنعاش ورقود إلى جانب وجود أشعة الرنين المغناطيسي، الأشعة المقطعية، إلا أن المشكلة كانت بالكادر المؤهل حيث لم يجري القسم من العمليات سوى (30٪) من جراحة المخ والأعصاب..
بصراحة هناك مآسي كثيرة في المستشفيات وغالباً ما نسمع عن قيام مدير مستشفى بالاشتباك مع الأطباء والأطباء يتشاجرون مع المرضى ونجد إطلاق نار داخل المستشفيات وهكذا بسبب رداءة الخدمة الطبية.
- وبالنسبة لإمكانيات المستشفيات الخاصة ماذا عنها؟
* أعتقد أن هناك مستشفيات أهلية لا تصلح أن تكون مستشفيات ويجب أن تغلق حيث نجد مثل هذه المستشفيات تستخدم المطابخ كغرف للعمليات والحمامات للغسيل ولكن في نفس الوقت بدأت تظهر مستشفيات تمتلك إمكانيات لا بأس بها.
- هل هناك ضعف في عمليات الرقابة والإشراف على المستشفيات؟
* هناك ضعف كبير جداً سوءاً في الرقابة على المستشفيات الحكومية أو الخاصة وأنا شخصياً لا أعتقد أن هناك رقابة عليها أطلاقاً فلدينا صحيين يفتحون عيادات خاصة ويعالجون من خلالها مختلف الأمراض, وأنا عند عودتي إلى اليمن وجدت المدير الفني بوزارة الصحة ولدية قائمة بأسماء 16مستشفى في ضواحي صنعاء ووصلاً إلى رداع فيها أطباء جميعهم بشهادات مزورة وينتحلون شخصية أستاذ دكتور أو بروفسور وهم غير أطباء أساساً ولعلك تعلم بقصة الطبيبة العراقية التي قامت بإجراء عملية قيصرية لإحدى السيدات اليمنيات وأدت إلى وفاتها واتضح بعدها أن الطبيبة غير مؤهلة.
- هناك مستشفيات تعلن بين الحين والأخر عن وصول أطباء وبروفسورات اجانب لإجراء عمليات وفحوصات في اليمن فهل هذا حقيقي؟
* أنا أعرف بعض المستشفيات وهم يتناقلون بروفسور فيما بينهم على أساسي أنه جاء من الخارج وهو أصلاً يعمل في أحدى المستشفيات الرديئة في اليمن منذ سنوات ومع ذلك يكتبون بالبنط العريض المستشفى الفلاني يستضيف الأستاذ الدكتور البروفسور فلان الفلاني. نحن منذ زمن طويل طالبنا بأن يكون الاستدعاء للأطباء من الخارج عبر لجنة من وزارة الصحة ويأتي عبر سفارة وذلك حتى تضمن الوزارة عدم استدعاء أي طبيب أجنبي إلا إذا كان مسجلاً في وزارة الصحة في دولته وله مكانته وخبرته.
- ما هي المعالجات التي يمكن من خلالها النهوض بالقطاع الصحي؟
* أولاً لابد لوزارة الصحة أن يكون لديها آليات للرقابة على المستشفيات والعيادات وعلى الأطباء أنفسهم وعلى الشهادات لان هناك أشخاص ينتحلون صفة الاستشاري مع أن الجهات الرسمية لم توافق على توصيفه كأخصائي ومع ذلك يكتب استشاري دون حياء أو خوف من العقاب. الشيء الأخر أتمنى أن يكون الأطباء لديهم نوع من الأكاديمية خصوصاً وأن الأطباء في اليمن أصبحوا خليط من كل دولة بعد أن تخرج بعضهم من مصر والبعض الأخر من ألمانيا ومثل هؤلاء نعرف قدرتهم وكفاءتهم خصوصاً وأن بعض الدول لا تسمح لأي طبيب الإمساك حتى بالمشرط لإجراء العملية الأبعد وقت طويل.
وهنا لابد من وجود لجنة في وزارة الصحة نزهيه تجري تقييم للأطباء بعد تخرجهم من أي دولة ومعرفة مدى إمكانياتهم ووضعهم في المكان المناسب.
- ظهرت في السنوات الأخيرة العيادات المتخصصة بالتداوي عن طريق الأعشاب والتي أضحت تعلن عن أدوية لجميع الأمراض ما تعليقكم على ذلك؟
* هذا صحيح فمثل هذه العيادات تدعي بأنها على قدرة في معالجة جميع الأمراض بما فيها معالجة الأبره والأبرص ولم يتبقى أمامهم سوى الموت.. وقد سمعت عن أحدى هذه العيادات التي لا يمتلك صاحبها أي خبره أو قدرة على التعامل مع الأعشاب ولا توجد لديه شهادة الإعدادية.
- ما هي الحلول الناجعة لمواجهة مثل هذا الظواهر؟
* من خلال الحساب والعقاب.. كما يجب تقنين استخدام الأعشاب خصوصاً في ظل وجود أعشاب صحية تستخدم لعلاج بعض الأمراض وعلى الدولة فتح أقسام في الجامعات لتأهيل كوادر متخصصة بعلوم الأعشاب كما هو حاصل في ألمانيا وباكستان والهند وماليزيا وغيرها من دول العالم.
وطبعاً لا يوجد طبيب واحد حاصل على شهادة علمية معترف بها دولياً باستثناء الشهادات الممنوحة لهم من قبل وزارة الصحة..
واري دان أقف هنا لتتخيل معي كيف صار الوضع في اليمن, هل تصدق أن بعض عيادات الأعشاب تضع التراب في أكياس وتطلب من مرضاها أن يمسحوا به الجنب اليمين من جسمه يوم الاثنين والجنب الأيسر يوم الخميس. هل أدركت الآن خطورة ما وصلنا إليه في اليمن من استهتار.
هناك دليل أخر أود ذكره فقد وجدت في عام 1993م شخص يدعي بأنه قادر على إخراج الحصوات من الكلى بإبره واحدة, وبعدها سافرت وعندما عدت في عام 2005م قلت في نفسي أن الدولة بالتأكيد منعت هذا الشخص من مزاولة هذا العمل ولكن للأسف وجدته مستمر في ممارسة عملة بمنتهى الحرية.
وهناك أيضاً العيادات المتخصصة بمعالجة المرضى بالقرآن أو بالسحر أو بالمكاوي وغيرها من العيادات المختلفة التي من الممكن لأي شخص في اليمن أن يمارسها..
- هل معنى ذلك أن الساحة اليمنية أصبحت حقل تجارب؟
* بكل تأكيد حتى من الأطباء اليمنيين والأجانب فالمواطن اليمني في المستشفيات الخارجية يعد أيضا حقل تجارب إذا ما سافر للعلاج في الخارج.
- أين دور وزارة الصحة من كل هذا؟
* أنا أتسأل عن هذا أيضاً خصوصاً وأن مثل هذه العيادات تظهر يومياً في أنحاء مختلفة من اليمن ...
ما هي طموحات الدكتور عبدالله الأسطى وماذا يريد أن يحققه؟
ما أريده هو إنشاء مركز لجراحة المخ والأعصاب على مستوى عالمي تتوافر فيه كل الإمكانات التي يحتاجها أي مركز أعصاب متقدم. كما أود أن يوجد كادر يمنياً مؤهلاً ومتخصصاً في جراحة المخ والأعصاب حيث لا تزال بلادنا في كثير من التخصصات الطبية معتمدة على الطبيب الأجنبي بغض النظر عن مستوى الكادر الوافد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.