نتابع بين الحين و الاخر ما يكتبه و ينشره الاعلام الاماراتي و بعض الكتاب و المثقفين في دولة الامارات العربية المتحدة حول تاريخ الامارات حيث يتحدثون عن تاريخ يعود احيانا الى ما قبل الميلاد و احيانا اخرى يربطون احداثا قد وقعت بانها جزء من تاريخ الامارات و الغريب العجيب ان هؤلاء و كانهم يستهدفون تاريخ سلطنة عمان الشقيقة سواء من حيث المواقع و الشخصيات بمختلف توجهاتها العلمية و السياسية و الثقافية و الدينية و غير ذلك بل يصرون على تنسيب التراث العماني بانه جزء من مكوناتهم الثقافية بالرغم ان بعضة لا يتناسب و طبيعة المكان كرقصة الهبوت مثلا حيث من المعروف ان هذا النوع من الفن لا يتواجد الا في ظفار فقط في شبه الجزيرة العربية فكيف يمكن ان يكون تراثا اماراتيا؟ كذلك من العجب ان يقوم الاماراتيون بتسجيل الخنجر العماني في اليونيسكو كجزء من موروثهم و الكل يعلم و يشهد ان العمانيين من لا يزالون يستخدمون هذه الخنجر و في جميع مناسباتهم في السابق و اللاحق عدى القدماء من سكان امارات ساحل عمان عندما كانت هذه البلدان جزء من عمان الطبيعية. لا نود التوسع في هذا المجال و لكن ما نود قوله اننا في دول الخليج كان اباؤنا و الى عهد قريب عندما يريدون السفر الى ابوظبي يقولون اننا ذاهبون الى عمان كذلك كان المقيمون في ابوظبي عندما يريدون الذهاب الى مدينة العين يقولون ذاهبون الى عمان و هذا يعني ان اسم عمان هو الاسم الشائع و المتعارف عليه خصوصا في المناطق التي تسمى امارة ابوظبي. الاهم من كل هذا ليس هناك من تاريخ مسجل مكتوب عن امارة ابوظبي او ما تسمى حاليا بدولة الامارات الا ما تم كتابته بعد الثمانينات من القرن الماضي كذلك لم يكن هناك حاكم او رئيس لابوظبي ما قبل 1971 و المعروف ان الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان هو اقدم حاكم في تاريخ ابوظبي و لاحقا الامارات و ما قبل ذلك كانت هناك في ابوظبي مجموعة قبائل كالظواهر و المناصير و غيرهم و هذه القبائل يتولى شؤونها السياسية و الادارية الشيخ او الامير مثله مثل باقي قبائل الخليج و مكانة الشيخ او الامير هي لا تتعدى الاشراف على القبيلة فقط فمثلا يقال شيخ ابوظبي او امير ابوظبي بعد ان كان هناك توافق على ان تكون الزعامة لقبيلة ال نهيان على جزيرة ابوظبي. نلاحظ كمتابعين ان الامارات تسعى لخلق او ايجاد تاريخ لها من خلال نقل ما هو موجود في سلطنة عمان بشتى الانواع و ينسبون تلك الثقافات و الحضارات و الفنون و كانها جزء من تراثهم و يعد ذلك من الاشياء الغير مقبولة ثقافيا بل هي سرقة لا يقدم عليها الا الضعفاء الباحثون عن بناء مجد وهمي. نقول لاخواننا الاماراتيين يكفيكم العمارات الشاهقة و الاموال التي رزقكم الله بها و عالجوا ما هو اهم لمستقبل ابنائكم و اتركوا التاريخ لاهله و كونوا جزء منه تعيشوا بسلام فالتاريخ معروف و مسطر في امهات الكتب ولا يمكن تزويره حتى لا ياتي اليوم الذي يلعنكم فيه احفادكم بتهمة الغش و التزوير. ختاما تحية اجلال و تقدير لعمان التاريخ لعمان الحضارة لعمان الثقافة لعمان الخير الذي لم نرى نحن في مجلس التعاون الخليجي من عمان الا الهدوء و الاستقرار و التقدم و الازدهار فبوركت يا شعب و بوركت ايامكم و الله يحفظ عرب الخليج و يوفق الجميع للخير. كاتب سعودي
