فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    صحيفة تكشف حقيقة التغييرات في خارطة الطريق اليمنية.. وتتحدث عن صفقة مباشرة مع ''إسرائيل''    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    العميد باعوم: قوات دفاع شبوة تواصل مهامها العسكرية في الجبهات حماية للمحافظة    وكالة دولية: الزنداني رفض إدانة كل عمل إجرامي قام به تنظيم القاعدة    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    في اليوم 202 لحرب الإبادة على غزة.. 34305 شهيدا 77293 جريحا واستشهاد 141 صحفيا    "قديس شبح" يهدد سلام اليمن: الحوثيون يرفضون الحوار ويسعون للسيطرة    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    إلا الزنداني!!    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    الشيخ الزنداني رفيق الثوار وإمام الدعاة (بورتريه)    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    لابورتا يعلن رسميا بقاء تشافي حتى نهاية عقده    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    رئيس الاتحاد الدولي للسباحة يهنئ الخليفي بمناسبه انتخابه رئيسًا للاتحاد العربي    تضامن حضرموت يظفر بنقاط مباراته أمام النخبة ويترقب مواجهة منافسه أهلي الغيل على صراع البطاقة الثانية    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    اليونايتد يتخطى شيفيلد برباعية وليفربول يسقط امام ايفرتون في ديربي المدينة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    لغزٌ يُحير الجميع: جثة مشنوقة في شبكة باص بحضرموت!(صورة)    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    الديوان الملكي السعودي: دخول خادم الحرمين الشريفين مستشفى الملك فيصل لإجراء فحوصات روتينية    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    مع الوثائق عملا بحق الرد    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زايد الحكمة.. عنوان الإنسانية والسلام العالمي !!
نشر في شهارة نت يوم 13 - 01 - 2015

قرأ الماضي .. استوعب الحاضر .. استشرف المستقبل .. فصنع المعجزات
مقدمه :
في التاريخ الإنساني، محطات فارقة وشخصيات قيادية استثنائية تعرف جيدًا كيف تدير أحداث التاريخ وتوجّه سياقاته محققة تحولًا فارقًا ونقلة حضارية تخدم الإنسانية في زمن قياسي ، إن الله أذا أحب عبداً جعل أهل الأرض يحبوه ناهيك عن ملائكته، ومن هذه الشخصيات "زايد" شخصية بحثي هذا .. اسم ارتبط بالإنسانية والخير والعطاء والسلام والمحبة في العالم أجمع ، ونقش سيرته في قلوب الجميع ، أسس دولة العدل والإنسانية والتنمية ، سياسياً محنكاً بادر إلى رأب صدع الأمة ، وعاضد أشقاءه في كل مصيبة، وكانت فلسطين حاضرة دوماً في قلبه وفكره ، قضى عمره في خدمة الإنسان والإنسانية حتى صار حديث القاصي والداني، لاغياً مصطلح المستحيل من قاموسه، وراسماً الطريق لمسيرة خير لا تزال تؤتي أكلها، بجهود خيرة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله .
ووهب زايد نفسه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الرغدة، وقاد ملحمة البناء من مرحلة الصفر بإقامة المدارس ونشر التعليم، وتوفير أرقى الخدمات في كافة المجالات .
كان زعيماً رائداً ورجل دولة قوياً يتمتع بالحكمة وبُعد النظر ولا يخاف في الله لومة لائم ، أسهم في دعم قضايا أمته العربية والإسلامية من أجل تحقيق وحدة الصف والتضامن بين شعوبها والدفاع عن حقوقها ، كما دعم القضايا الإنسانية العالمية بمواقفه الصريحة والشجاعة، ومبادراته العديدة التي فاقت على كل المبادرات في ساحات العمل الإنساني لخدمة البشرية والأرض جمعاء ، ولم يكن رحيما بالإنسانية فقط بل شمل تفكيره الإنسان والحيوان والنبات وترجم كل ذلك إلى واقع ، كان يتعامل مع الإنسان مباشرة فقرأ ماضيه واستوعب حاضره واستشرف مستقبله ، فصنع المعجزات في زمن المتناقضات .
إنه زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان الذي لم يؤثر فقط في الحياة الإنسانية بل وصنع تاريخاً إنسانياً فريداً من نوعه غير مجرى التاريخ وغير من مجرى عدة شعوب في العالم .
وقبل أن أبحر في بحر هذا الحكيم الإنسان أدعوا الله فى خواتم شهر رمضان وأنا أعمل في بحثي المتواضع هذا أن يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، وأن يكون ممن أخبر عنهم النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من السبعة الذين يظلهم الله .
مولده :
مع نهاية الحرب العالمية الأولى وبالتحديد في ديسمبر عام 1918 ولد صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وهو نفس العام الذي ولد فيه مجموعة من أعظم رجالات القرن العشرين ، وهذا العام بالذات شهد مولد رجال خلدهم التاريخ الإنساني أمثال نيلسون مانديلا وتشاوشيسكو وستالين ، شخصيات عالمية أخرى غيرت من مجرى التاريخ وغيرت من مجرى شعوبهم وأوطانهم أيضاً ولكن لم يفعل أي من هؤلاء كما فعل زايد في بلده وعدة بلدان في العالم ولم يبني أي من هؤلاء كما بنى زايد كما استطاع أن يستشرف آفاق المستقبل بكل ثقة ووضوح؛ فسار بشعبه نحو الحضارة والتقدم حتى أذهل العالم، في أرض صحراء قاحلة، صارت خلال 40 عامًا وجهة سياحية رائدة في العالم ، وأنموذجًا اقتصاديًا وسياسيًا وشعبيًا يحتذى به، وينظر إليه كبارقة أمل تنتظر هذه المنطقة التي طالما عانت من شظف العيش وحول تراب الصحراء إلى جنة حتى تجاوز اللغات وتجاوز التاريخ .
ولد زايد في الجزيرة المطلة على الخليج العربي ( أبوظبي ) والتي أطلق عليها هذا الاسم كما تقول أغلب الروايات بسبب كثرة الظباء فيها ، لم يولد الشيخ زايد بن سلطان وفي فمه ملعقة من ذهب ولم يتعود جسده ملمس ونعومة الحرير .. لقد فتح زايد عينيه على قومه وقد نالت منهم سنوات الحرمان والقهر وبدأت شخصيته كزعيم تتكون وسط هذا المجتمع الذي حرم من كل شيء إلا الكرامة والإباء فقد كان من شأن الظروف التاريخية والاجتماعية التي عاشها أبناء المنطقة قروناً عديدة أن تولد لديهم ضميراً وطنياً لا مجال للشك فيه وظلت رؤوس الآباء والأجداد الذين بنوا أكواخهم على شطآن خليج ما قبل النفط مرفوعة رغم الجوع الذي كاد أن يكون مقيماً في أحشائهم وتركوا رصيداً من التقاليد والمثل الراسخة المتكاملة .
كان تمسك الآباء والأجداد بكرامتهم هو النبع الذي ارتوى منه الأبناء ليشبوا وكلهم حرص على هذه الكرامة وكان هذا الحرص هو السياج الذي حمى التقاليد العربية والأصالة المتوارثة رغم كل الظروف حتى جاء الجيل الذي برز من بين فتيانه زايد بن سلطان والأمم تتواعد مع زعمائها كما يتواعد زعمائها مع القدر وبقدر قدرتها على الاحتفاظ في أعماقها بحيويتها وأصالتها فإنها تستطيع أن تبني وتشكل شخصية الزعيم الذي يجيئها دائماً في موعده .. مهما طال الزمن !!
ولد الشيخ زايد عام 1918 في مدينة أبو ظبي، في قلعة الحصن، التي بناها والده الشيخ سلطان، الذي حكم في مدينة العين في الفترة مابين 1922-1926. وزايد هو الرابع بين إخوته، والرابع عشر في سلسة آل نهيان، ووالدته الشيخة " سلامة "، وسمي زايدا تيمنا باسم جده لأبيه زايد الكبير أمير قبيلة بنى ياس، الذي حكم إمارة أبو ظبي في الفترة من 1855 إلى 1909، وكان قد تولى إماراتها وهو في العشرين من عمره، واشتهر بالذكاء والشجاعة وحسن التصرف ومعاملة الآخرين، مما أكسبه شعبية كبيرة بين رعاياه، وكان فارسا قويا وحد بين القبائل، وصنع أمجاد بني ياس، التي خرج من بطونها آل نهيان.
بلغ زايد الرابعة من عمره، عندما تولى والده سلطان زمام القيادة كرئيس لقبيلته وكحاكم لأبوظبي عام 1922، أثر وفاة أخيه الشيخ حمدان بن زايد، واتسم حكم الشيخ سلطان بالشجاعة والحكمة والتسامح غير المفرط، ووطد علاقات طيبة مع جيرانه من العرب.
كان لا يزال طفلاً صغيراً يمرح ويركض في رحاب قصر الحصن مقر الحكم في أبوظبي الذي بناه الشيخ شخبوط الأول عام 1793بعد انتقاله إلى ابوظبي من ليوا وقد ولد فيه الشيخ زايد بن سلطان الثاني وعاش فيه طفولته وشبابه
طفولته :
عاش الشيخ زايد طفولته في قصر الحصن الكائن حاليا في قلب العاصمة أبوظبي، وفي زمن شهد ندرة المدارس إلا من بضعة كتاتيب، دفع به والده إلى معلم ليعلمه أصول الدين، وحفظ القرآن الكريم، ونسج من معانيه نمط حياته. وبدأ يعي أن كتاب الله جل جلاله ليس فقط كتاب دين، وإنما هو الدستور المنظم الشامل لجميع جوانب الحياة ، وفي السنة السابعة من عمره كان يجلس في مجلس والده الشيخ سلطان، وكان الطفل زايد يلتقط ويتعلم العلم من مجلس أبيه، فتعلم أصول العادات العربية، والتقاليد الأصيلة والشهامة والمروءة والشرف ، وتعلم الأمور السياسية والحوار السياسي ، وفي مرحلة يفاعته بدأت ثقافته تكتسب بعداً جديداً، فولع بالأدب واظهر الاهتمام بمعرفة وقائع العرب وأيامهم، وكان من أمتع أوقاته الجلوس إلى كبار السن ليحدثوه عما يعرفوه من سير الأجداد وبطولاتهم، هذا إلى جوار ما تعلمه من الخصال الطيبة من والدته الشيخة سلامه ، وتدل شواهد صباه انه كان قناصا ماهراً شجاعاً لا يعرف التردد أو الجبن، وفارساً من فوارس الصحراء، يجيد ركوب الخيل ويعرف أصوله ، وفي السنوات المبكرة من حياة زايد كانت سورة الفاتحة هي أول ما تنامى إلى سمعه .. حتى إذا ما بدأ ينطق ويتكلم راح على الفور يردد آيات سورة الفاتحة كما يتلقنها تماماً ثم يحفظها عن ظهر قلب على ضوء مصباح خافت يشتعل بزيت الزيتون وشيئاً فشيئاً تدرج مع الآيات والسور وتعلم أن القرآن ليس كتاب دين فحسب بل تنظيم شامل لجميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأصبح له باستظهار آيات القرآن وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام ولع شديد .
من هواياته :
كبر الشيخ زايد وترعرع وتعلم الفروسية والقنص. وكان يفضل المرح والقنص في الصحراء أو الجبال القريبة أو المنافسة مع أصدقائه وأقرانه ، كما تولع منذ طفولته بحب الخيل، حيث كان يتردد إلى إسطبل العائلة للخيول العربية الأصيلة ، وعندما أصبح الشيخ زايد فتى يافعاً كان قد أتقن فنون القتال، وبرز ميله إلى المغامرة، وتحدي صحراء مترامية الأطراف لكشف المجهول. وقد تعلم ممارسة هواية الصيد والقنص، ولا سيما الصيد بالصقور في عمر 16 سنة. وكان بارعا في الصيد بالصقور والبندقية، ولكنه توقف عن استخدام البندقية واكتفى بالصيد بالصقور وعن أسباب ذلك يقول الشيخ زايد : في ذات يوم ذهبت لرحلة صيد في البراري، وكانت الطرائد قطيعاً
وافراً من الظباء، يملأ المكان من كل ناحية، فجعلت أطارد الظباء وأرميها، وبعد حوالي ثلاث ساعات قمت أعد ما رميته فوجدتها أربعة عشر ظبياً، عندئذ فكرت في الأمر طويلاً، وأحسست إن الصيد بالبندقية إنما هو حملة على الحيوان، وسبب سريع يؤدي إلى انقراضه، فعدلت عن الأمر واكتفيت بالصيد بالصقور". وظل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شغوفا بممارسة ومتابعة هذه الهوايات والاهتمامات، وشجع الجميع على ممارستها، ورصد الجوائز القيمة للسباقات السنوية التي يأمر بتنظيمها ويرعاها .
بنفس هذه المعالم وهذا الجو العام أصبح زايد في العين حاكماً منذ عام 1946 ليس بينه وبين شعبه حجاب فهم جميعاً يستطيعون الذهاب إليه ويقولون ما عندهم ويأكلون مما يأكل وتتشرب نفوسهم بمعنى ان يكون الحاكم منهم ولا يعلو فوقهم غلا بقدرته على نفعهم وهو الشيء الذي تحقق لهم بالفعل عندما تحولت العين في عهده وعلى يده إلى جنة خضراء .
لقد أحس زايد منذ أن تولى أمور العين وضواحيها بحاجة الشعب إلى إصلاحات كثيرة ورغبة مواطنيه في مثل الحياة الطيبة التي بدأت تدب حولهم في بلدان الخليج الأخرى وكان زايد لا يملك سوى القليل القليل من كل شيء حتى من الماء مصدر الحياة وعمادها ولكن ندرة الماء والمال والإمكانيات لم تفت في عضد زايد أو تقوده إلى اليأس فإن النفوس الكبيرة لا تعرف اليأس مهما صادفت من الصعاب والعقبات فبدأ زايد في إصلاح الافلاج القديمة التي مضى عليها الدهر وحفر آبار جديدة للتوسع في زراعة الأرض ومنها فلج الصاروج في مدينة العين وقد بناه في ظروف صعبة كفيلة بأن تثني ذوي الهمم العالية !!
ويكبر الشاب زايد وتكبر معه أحلامه ويتولى زايد مقاليد الحكم في إمارة أبوظبي عام 1966 بإجماع وموافقة من العائلة الحاكمة خلفاً لشقيقه شخبوط لتبدأ مرحلة جديدة من الإنجازات ويخرج من جزيرة أبوظبي على الخليج نور عظيم يصل إلى العالم بأكمله ... إنه نور الإمارات العربية المتحدة .. وما أجمله من نور
شخصيته :
الشيخ زايد عربي مسلم، ذو سمات إنسانية، وهو رجل واضح الذاتية، وطيد الأصالة، مفتوح الطموح، مكفول الحاجات، رشيد التصرف، كريم المنزلة، غير منكمش ولا هياب، قادر على الابتكار والإبداع، ففي عام 1948 قام الرحالة البريطاني تسيجر بزيارة المنطقة، وعندما سمع كثيراً عن الشيخ زايد أثناء طوافه في الربع الخالي، جاء إلى قلعة المويجعي لمقابلته، يقول تسيجر: إن زايد قوي البنية، ويبلغ من العمر ثلاثين عاماً، له لحيه بنية اللون، ووجهه ينم عن ذكاء، وقوة شخصية، وله عينان حادتان، ويبدو هادئاً، ولكنه قوي الشخصية، ويلبس لباساً عمانياً بسيطاً، ويتمنطق بخنجر، وبندقيته دوماً إلى جانبه على الرمال لا تفارقه. ولم يعرف عن الشيخ زايد أية نقيصة أو تقصير في أداء واجبه نحو الغير، أو نجدة المضطر إليه، فكان كريماً سخياً، جواداً لا يرد لإنسان حاجة، وظلت هذه الصفة تلاحقه حتى توفاه الله، وكثيراً ما ضاق مقربوه ومستشاروه في الدولة الحديثة، واعتبروا هذه الصفة إسرافاً في الكرم لدرجة الإفراط، والواقع إن كل من عرفه، منذ تلك الفترة يشهد له بهذه الشخصية القوية والمميزة ، ويصف النقيب البريطاني أنطوني شبرد في كتابه مغامرة في الجزيرة العربية مكانة زايد وعظمته وسط مواطنيه ، قائلاً: كان رجلاً يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء المحيطة بواحة البريمي، وكان بلا شك أقوى شخصية في الدول المتصالحة، وكنت أذهب لزيارته أسبوعياً في حصنه، وكان يعرض عليّ وضع السياسة المحلية بأسلوب ممتاز، وإذا دخلت عليه باحترام خرجت باحترام أكبر، لقد كان واحداً من العظماء القلة الذين التقيتهم، وإذا لم نكن نتفق فالسبب يكون في جهلي .
وكان العقيد بوستيد الممثل السياسي البريطاني أحد المعجبين بكرم الشيخ زايد، فقد كتب بعد زيارته للعين: "لقد دهشت دائماً من الجموع التي تحتشد دوما حوله، وتحيطه باحترام واهتمام.كان لطيف الكلام دائماً مع الجميع، وكان سخياً جداً بماله، ودهشت على الفور مما عمله في بلدته العين، وفي المنطقة لمنفعة الشعب، فقد شق الترع لزيادة المياه وري البساتين وحفر الآبار وعمر المباني الأسمنتية في الأفلاج.
زايد اليمن :
ارتبط اسم الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، بالكثير من الجوانب الإنسانية التي أبرزت خصاله الحميدة ودوره الإنساني الكبير تجاه اليمن في الشمال والجنوب على حد سواء، قبل الوحدة العام 1990 أو ما بعدها
ارتباط الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باليمن بدأ منذ وقت مبكر من السبعينيات من القرن الماضي واستمرت حتى وفاته، وكانت الأعمال الخيرة وأياديه البيضاء تمتد إلى كل شبر في اليمن السعيد، الذي وجد في الشيخ زايد خير عون له في مواجهة الأزمات التي عانى منها خلال السنوات الصعبة في مراحل ومفاصل مختلفة من تاريخ اليمن .
سجل التاريخ بأحرف من نور فضل زايد الإنسان عبر عدة منجزات أهمها المنجز التاريخي العالمي والاستراتيجي ألا وهو إعادة بناء سد مأرب ليجسد صورة تعكس الماضي والحاضر بواقعية هذا الإنجاز في البلد العربي الذي يضرب جذوره في أعماق التاريخ , ولذلك حرصت في بحثي هذا على المزيد من التحري, والولوج الى تلك الصورة التاريخية ومساحتها الواسعة من المنجزات التنموية في اليمن ارتبطت باسم وفكر صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان .
سد مآرب العظيم صورة واقعية لمنجز يكفي لتقديم التاريخ حجته البالغة على سمو وعظمة مقام زايد الإنسان , ومع ذلك فلم يتوقف التاريخ عند هذه الحقيقة والحجة وحدها ، فتحدتنا الأرقام أن إعادة بناء سد مأرب قد ارتبطت بإعادة الحياة لأخصب مناطق العالم قبل 3500 سنة في الحضارة العربية التي انهارت آخر مرة بانهيار السد عام 575 قبل الميلاد ويواصل التاريخ جولته ليحدثنا بألق بإنجاز الطريق الإسفلتي إلى مكان السد مروراً بموقع السد القديم وقنواته, ومعابد وأثار الحضارة القديمة , هي الطريق الشرياني الحيوي للسياحة, فقد حرص صاحب السمو الشيخ زايد على تمويل عمليات تعبيدها وسفلتتها, لتؤتي ثمارها لصالح اليمن وشعبها وكذلك طريق صنعاء مأرب والتي ظل أدباء وشعراء العالم يتغنون طيلة القرن العشرين في السنوات ما قبل الثمانينات بسطور في كتب الرحالة والمستشرقين الذين يصفون عزلة اليمن عن مدينة مأرب اليمن وتماثيلها وأعمدة معابدها وبإشراف ديوان صاحب السمو الشيخ زايد .
كما مول مشروع مياه مدينة صنعاء الصالحة للشرب ،ومشروع مياه وادي سهام ومضخات المياه في الوديان تحدثك عن إسهامات القائد الإنسان في التنمية الريفية اليمنية بهدف زيادة الإنتاج الزراعي لمساحة 50 ألف هكتار في أراضي محافظتي تعز وإب, واكتمل المشروع عام 1979م , ومن خضرة الثمار إلى حرارة المعادن, مشروع المسح الجيولوجي بهدف إعداد دراسة تفصيلية لإعداد خرائط ومسح جيولوجي وجيو كيميائي وجيورفيزيائي لمناطق معبر ومناجم النحاس بوادي غبر, بهدف التعرف على المعادن الموجودة وتقييم صلاحيتها للاستخراج الاقتصادي, ومشاريع الوحدات السكنية والمستشفيات والمدارس ، ومشروع دعم الصيادين بقوارب الصيد وملحقاتها ، ومشروع توسيع ميناء عدن بهدف تلبية حركة السفن في الميناء والزيادة المتوقعة فيه ، ومشروع ميناء نشطون بمحافظة المهرة ، ومشروع تطوير المرتفعات الجنوبية بهدف رفع مستوى معيشة سكان الريف بزيادة الإنتاج الزراعي والحيواني ومشروع مياه الشرب لمحافظتي تعز وإب, والمحطات الكهربائية , كل هذه المنجزات لتنمية الإنسان اليمني وخدمته من دعم زايد الإنسان وبصماته في أرض الواقع وفي قلوب اليمنيين عشقاً له ، لأنه كان يتعامل مع الإنسان فقرأ ماضيه واستوعب حاضره واستشرف مستقبله .
فأسهمت كل تلك المشاريع في تخليده بأحرف من نور تاريخياً وفي القلوب التي شعرت بصدق وتواضع الرجل وشهامته التي عبر عنها في أكثر من محفل ليس في اليمن بل في العالم أجمع ، سواء بالمشاريع الاقتصادية أو من خلال المساعدات المالية التي مكنت اليمن وغيرها من البلدان من الوقوف على أقدامهم .
كانت تحظى زياراته إلى اليمن بحفاوة لا نظير لها، واحتفظ اليمنيون بانطباعات وذكريات جميلة عن واحد من الزعماء القلائل الذين قدموا أنفسهم بشكل مختلف عن كل من قاموا بزيارة اليمن ورسمت صورته وإنسانيته في قلوبهم .
وبقيام الوحدة اليمنية في 22 مايو/أيار 1990 أسهم الشيخ زايد بن سلطان بإرساء مداميك جديدة للعلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة واليمن الجديد، حيث فتح، رحمه الله، بعلاقاته الإنسانية المعروفة آفاقاً واسعة للتعاون والتفاهم المشترك بين قيادتي البلدين، حيث أسهمت دولة الإمارات العربية المتحدة من منطلق واجبها الإنساني والأخوي نحو أشقائها، بدعم اليمن في شتى المجالات .
من جانبها أسهمت الهيئات والمؤسسات الخيرية والإنسانية في دولة الإمارات، في عهد المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد، بفاعلية في تنفيذ العديد من المشاريع الإنسانية والخيرية في اليمن، وفي مقدمتها (هيئة الهلال الأحمر الإماراتي) و(مؤسسة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية) و(مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية) و(مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للأعمال الخيرية والإنسانية) و(هيئة آل مكتوم الخيرية) والعديد من المؤسسات الأخرى .
في اليمن ما أن يذكر اسم الشيخ زايد بن سلطان في أي محفل كان بسيطاً أو كبيراً، حتى يسمع المرء عبارات الثناء والتقدير لرجل ارتبط اسمه بكل خير للبلاد، ويتساوى في ذلك المشتغل في السياسة مع المواطن، الرجل والمرأة، وهذه حقيقة لا جدل فيها ولا مزايدة، بل وهو الشخصية العامة العالمية الأولى التي يجمع عليها اليمنيون تقديراً واحتراماً ، وذلك القول مجازاً، لأنهم يشعرون بأنه زايد اليمن ، حتى وأنا أكتب بحثي هذا بقيت أبحث عن ما الذي لم يفعله زايد لأنه فعل الكثير والكثير رحمه الله .
زيارات عديدة قام بها الشيخ زايد إلى اليمن قبل وبعد إعادة وحدة شطري البلاد، إلا أن اليمانيين كانوا وما زالوا يشعرون بوجوده معهم ، وارتبطت زيارتاه الأوليان في كل شطر على حدة، باسمين كبيرين ومحبوبين عند اليمنيين، تقاسما بصدق مع زايد شعاراً وهمّا عظيماً، وهو الوحدة ، الزيارة الأولى التي قام بها إلى عدن في العام 1972 حين استقبله آنذاك رئيس الشطر الجنوبي سالم ربيع علي (سالمين)، والزيارة الثانية إلى صنعاء واستقبله حينها رئيس الشطر الشمالي حينها الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي في العام 1975م .
وهكذا يبرز الشيخ زايد في ثلاث صور فوتوغرافية شهيرة، لم تنمحي من ذاكرة اليمنيين ويرفعونها باعتزاز عظيم، أولاها صورة افتتاحه لسد مأرب مع الرئيس صالح ، وثانيها وهو برفقة الرئيس سالمين والصورة الثالثة وهو برفقة الرئيس الحمدي، فكانت بحق قمم شامخة تجتمع في صور خالدة ، ترتبط واحدة من أغاني فنان الشعب في اليمن أيوب طارش، باسم الشيخ زايد، مؤلفها الشاعر اليمني الكبير عبدالله عبدالوهاب نعمان، ورددت بمناسبة زيارة الشيخ زايد إلى صنعاء في 1975م في عهد الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي .
فأغنية يامرحباً بالضيف . . مضياف الضيوف، كُتبت كلماتها تفاخراً بقيم الإخاء والكرم، وابتهاجاً بزيارة زايد إلى اليمن، وهي الزيارة التي حظي فيها باستقبال لافت وكبير، كما ينشر يمانيون مقاطع فيدو على الإنترنت لأغنية (الوطن المضياف) للفنان أيوب طارش مدعمة بصور لاستقبال للشيخ زايد برفقة الحمدي وجموع الجماهير المحتشدة، ومطلع الأغنية: أشرقي تحت سمائي يا سيوفي *** وانثري ضوءك في وجه ضيوفي .
صدقية سياسته :
ارتكزت ثوابت السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان - ولا تزال إلى نهج الشفافية والحوار والمصارحة، ومراعاة الجار، وإقامة علاقات متينة مع جميع الدول على أساس الاحترام المتبادل .
وتبوأت دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه كما ذكرت مكانة مرموقة بين الأمم والدول لسياستها الحكيمة المتوازنة وصدقيتها في التعامل مع مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية بفضل عدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، والجنوح إلى حل النزاعات بالطرق السلمية، والالتزام بمواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية الأخرى، والوقوف إلى جانب الحق والعدل، والإسهام الفعال في تعزيز ودعم الاستقرار والسلم الدوليين .
وانطلقت سياسته الخارجية التي وضعها المغفور له في إطار الالتزام بالانتماء الخليجي والعربي والإسلامي والإنساني ، والحرص على تعزيز وتوسيع دائرة الصداقة مع جميع دول العالم .
حيث كرس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على مدى أكثر من ثلاثة عقود جهوده من أجل تحقيق الوفاق بين الأشقاء، وحل توحيد الخلافات العربية بالتفاهم والتسامح، حتى أصبح بفضل مساعيه الحميدة المستمرة لتعزيز التضامن العربي والإسلامي رائداً في العمل من أجل وحدة الصف العربي والإسلامي، وإعلاء شأن الأمة العربية والإسلامية وتأكيد دورها ومكانتها في العالم .
ونظر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- بفكر متوازن حر وحكمة راسخة إلى الاتحاد كلبنة أولى في بناء أمة قوية، انطلقت من الكيان المحلي ووثبت نحو سماء الحرية والوحدة الإقليمية والعربية .
فقد كان فكر المغفور له الشيخ زايد دائم البحث عن سلام حقيقي، وجده أولاً في اتحاد الإمارات العربية التي عبر عن قيامه بمقولته الشهيرة والتي سكنت كل قلب "ليس لدي أغلى من لحظة قيام اتحاد الإمارات" ، دفعه ذلك فيما بعد إلى السعي الحثيث لوحدة إقليمية ، فعربية ، قامت على أسسها الرصينة سياسة الإمارات العربية المتحدة الخارجية .
كما آمن المغفور له الشيخ زايد في مجال السياسة الخارجية إيماناً راسخاً وثابتاً بالتضامن العربي، والتعاون بين الشعوب، على قاعدة الصداقة والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وارتكزت فلسفته الخاصة بالعلاقات الدولية على فرضية حاجة كل دولة كبيرة أو صغيرة إلى التعامل مع بعضها بعضاً، لمواجهة المشكلات التي تعترض مسيرة البشرية، وحلها بعيداً عن لغة المواجهة والعنف والصراع وفق مبادئ المساواة والعدل، وحق الشعوب في تقرير مصيرها .
وانطلاقاً من إيمانه بأسلوب الحوار لحل المشكلات والنزاعات بين الدول، عالج بحكمة قضية جزر الإمارات الثلاث التي تحتلها إيران منذ عام 1971م ، واتبع نهجاً سلمياً ودبلوماسياً مرناً لإنهاء احتلال إيران للجزر الثلاث "طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى"، بالوسائل السلمية عن طريق المفاوضات الجادة والمباشرة أو إحالة النزاع إلى محكمة العدل الدولية ،
وحظي هذا النهج بقبول ودعم من دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والمجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة .
ووقف الشيخ زايد رجل المبادئ والمواقف وقفة مشهودة ضد غزو النظام العراقي للكويت الشقيقة في أغسطس عام 1990م، فاستنكر العدوان، ووقف ضد الاحتلال، وبتوجيهات منه فتحت الإمارات ذراعيها بكل الحب والترحاب للأسر الكويتية التي قدمت إلى وطنها الثاني الإمارات، وشاركت القوات المسلحة الباسلة في معركة تحرير الكويت بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة .
ولكنه بالمقابل وبعد تحرير الكويت، تعامل بشفافية كبيرة مع الأزمة التي نشبت بين العراق والأمم المتحدة حول التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، وأكدت الإمارات باستمرار رفضها استخدام القوة ولأي عمل عسكري ضد العراق .
وتضامنت دولة الإمارات في عهد المغفور له مع شعب العراق وساندته في المحن التي مر بها قبل وأثناء الحرب وبعدها، ودعمت جهود قادته وأبنائه في إعادة بناء دولتهم واسترداد سيطرتهم على وطنهم ومقدراته وشؤونه كافة. فأمام التداعيات السلبية للحصار الذي فرض على العراق، بلغت قيمة المساعدات الإنسانية التي أرسلتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي إلى الشعب العراقي في أواخر عام 1996 م ما يناهز 10 ملايين درهم .
واستمرت هذه السياسة الهادئة والحكيمة والمتزنة لتثبيت معادلات الاستقرار والأمن في المنطقة أثناء بروز أزمة العراق، وليس أكثر دلالة على هذا، ما عرف ب"مبادرة زايد" قبيل الحرب على العراق عام 2003م ، لتجنيب الشعب العراقي أولاً والمنطقة برمتها ويلات العدوان .
وعندما اندلع القتال في سيناء والجولان في أكتوبر 1973م ، أعلن الشيخ زايد -رحمه الله- أن دولة الإمارات تقف بكل إمكاناتها مع مصر وسوريا في حرب الشرف، من أجل استعادة الأرض العربية المغتصبة .
وخرج زايد الرجل العربي المسلم بوقفته التاريخية المشهودة مطلقاً صيحته المدوية متجاهلاً كل التهديدات الغربية : "إن الذين قدموا دماءهم في معركة الشرف قد تقدموا الصفوف كلها، وإن النفط العربي ليس بأغلى من الدم العربي ، إننا على استعداد للعودة إلى أكل التمر مرة أخرى، فليس هناك فارق زمني كبير بين رفاهية البترول وبين أن نعود إلى أكل التمر ."
واقتحم المعركة بالسلاح الجبار الذي يملكه، فبادر بكل شهامة إلى قطع النفط عن الدول المساندة لإسرائيل وتبعته بقية الدول العربية المصدرة للنفط ، مما شكل ضغطاً فاعلاً على القرار الدولي بالنسبة لهذه الحرب ، وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده زايد أثناء المعركة، سأل أحد الصحفيين الأجانب المغفور له: "ألست خائفاً من الدول الكبرى، لقد كنت أول من قطع النفط عن الولايات المتحدة؟"، حيث أجابه - رحمه الله - على الفور: "إننا لا نخاف من أحد، وإذا تسلل الخوف إلى قلوبنا، فإننا سنقاتل دفاعاً عن شرفنا ، ونسترد حقوقنا المسلوبة ، إن أغلى شيء يملكه الإنسان هو روحه والأرواح بيد الله عز وجل ، إن إسرائيل توجه صواريخها إلى الأرض العربية، وتتمركز فيها منذ أكثر من 30 عاماً، والولايات المتحدة تساندها وتدعمها بالسلاح الذي يصل إليها براً وبحراً وجواً وبالمال الذي يدفع لها من الخزانة الأميركية كل يوم بلا حساب، فإلى متى نخاف ونحسب ونخطط ونخشى الخطر ؟ ."
وعن لبنان أكدت الإمارات بقيادة زايد منذ اندلاع الأزمة اللبنانية عام 1975م ، وما أعقبها من إفرازات وتداعيات، دعمها المطلق لسلامة لبنان ووحدة أرضيه وسيادته وعروبته، وقد حددت موقفها من هذه الأزمة وفق أسس ثابتة دعم لبنان مادياً ومعنوياً للمحافظة على طابعة العربي الأصيل ، سعى الشيخ زايد - رحمه الله - إلى مساعدة اللبنانيين وفق ذلك التصور على بسط سيطرة السلطة اللبنانية على جميع أراضي لبنان، مع تأكيد وحدة لبنان أرضاً وشعباً، يرافقها الاستعداد للإسهام في إعادة تعمير لبنان ، وتفعيلاً لهذه الثوابت التي وضعها المغفور له، شاركت دولة الإمارات عام 1977م في قوات الردع العربية لحفظ الأمن في لبنان. ولم تترك سانحة إلا ودعت فيها المجتمع العربي والدولي إلى العمل على إنقاذ لبنان من محنته .
واعتبر الشيخ زايد - رحمه الله - الحرب في لبنان ضد مصلحة الأمة، ودعا في أكتوبر 1980م إلى عقد قمة عربية لإنقاذ لبنان مما يعيش فيه من حرب ودمار وفرقة ، حين وصلت الأزمة اللبنانية إلى ذروتها في سبتمبر عام 1988م ، حيث لم يتمكن مجلس النواب اللبناني من الانعقاد لانتخاب رئيس جديد للبلاد، أطلق الشيخ زايد - رحمه الله - مبادرته الشهيرة التي دعا فيها إلى تحرك عربي فوري لإنقاذ لبنان ومساعدته على الخروج من محنته ، وأعرب الشيخ زايد -طيب الله ثراه- في حديث لجريدة الأنوار اللبنانية نشرته يوم 17 نوفمبر 1990م في أعقاب بدء سيطرة الدولة على لبنان عن ثقته بأن لبنان على أبواب السلام والنجاة بعد محنته الأليمة التي دامت 15 عاماً ، وقدمت الإمارات دائماً منذ عهده دعمها للبنان في مسيرة البناء والتعمير وإعادة تعمير ما تم تخريبه من قبل العدوان الإسرائيلي على الجنوب اللبناني، وأوفدت عدداً من كبار المسئولين ومديري الدوائر إلى الجنوب اللبناني يوم 30 مايو 2000م للاطلاع على احتياجات الشعب اللبناني وتقديم "ما يمليه الواجب الوطني والقومي تجاه أشقاء عانوا طويلاً جراء الاحتلال الإسرائيلي المدمر ."
ووقعت الإمارات مع الجمهورية اللبنانية في 25 أكتوبر 2001م في بيروت على الاتفاقية الخاصة بتنفيذ مشروع التضامن الإماراتي بجهود المغفور له، لإزالة الألغام في جنوب لبنان بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية، بتكلفة قدرها 50 مليون دولار أميركي، لإزالة نحو 130 ألف لغم موزعة في عشرات القرى في الجنوب اللبناني، كما أزالت القوات المسلحة 62 ألفاً من الألغام والذخائر غير المتفجرة في نحو 92 بلدة .
لقد وقفت الإمارات مع القضايا العربية بالنهج المتوازن نفسه الذي اتسمت به سياستها الحكيمة، فأكدت في الشأن السوداني أهمية اتفاقية السلام ، ومنذ عهده -رحمه الله- أكدت الإمارات دائماً أن الأوضاع الإنسانية على الساحة السودانية ظلت على الدوام محل اهتمامها حكومة وشعباً .
أما في الشأن الصومالي، فقد طالب -رحمه الله- بتدخل دولي عاجل من أجل وضع حد للاقتتال والصراع الطائفي الذي اندلع في الصومال وتدهور الأحوال الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية بهذا البلد العربي ، واستمرت الإمارات على هذا النهج الحكيم، فشاركت بقواتها ضمن قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في الصومال، كما قدمت العديد من أشكال المساعدة الإنسانية لشعبه .
انخرطت دولة الإمارات منذ استقلالها في العمل الدولي إيماناً منها بإمكانية خلق فضاء دولي خال من الحروب والأزمات، فانضمت في عهد المغفور له إلى الأمم المتحدة وأسهمت بشكل ملموس في بلورة مبادئها وتحقيق أهدافها المرتبطة بتحقيق السلم والأمن الدوليين من خلال المشاركة في هيئاتها واتفاقياتها ، وعبر الشيخ زايد عن دعمه لمعظم قضايا التحرر في العالم، وأمام الانعكاسات السلبية للعولمة على مختلف الواجهات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وما تلاها من اتساع الفجوة بين مختلف الدول والشعوب، طالب بنهج حوار بناء بين دول الشمال والجنوب بالشكل الذي يخدم المصالح المشتركة لكل الأطراف سواء الفقيرة منها أو الغنية. وحرصت الدولة منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة في التاسع من ديسمبر 1971م في عهده على تأكيدها التمسك بالمواثيق والمبادئ الدولية التي ينص عليها ميثاق الأمم المتحدة، والعمل على تعزيز مكانة الإمارات الدولية عبر الانضمام إلى جميع الهيئات والمنظمات والمنبثقة عن الأمم المتحدة، الأمر الذي انعكس على حضورها الدولي اللافت للنظر .
ومدت الإمارات يدها منذ عهده بالمودة لدول العالم الإسلامي ليس من خلال عضويتها الفاعلة والمؤثرة في نطاق المؤتمر الإسلامي فحسب، بل ومن خلال علاقاتها الثنائية الداعية لتعميق أواصر الإخاء وتوثيق عرى الصداقة مع كل الدول الإسلامية ، أسهمت معها في أوجه التنمية الاقتصادية ولا تزال تدعم .
أما في إطار منظمة عدم الانحياز، فقد أكدت الإمارات أهمية تعزيز دور الحركة ووحدة مواقفها إزاء التحديات التي تهدد أمنها واستقرارها ، وانضمت الإمارات في عهده إلى المنظمة في 9 أغسطس 1972م الذي عقد في جورج تاون عاصمة جوايانا ، وأكدت التزامها بمبادئ الحركة واستناداً إلى تلك المبادئ أقامت علاقات دبلوماسية مع الدولتين العظميين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي "سابقا" وحافظت على علاقاتها الطيبة مع دول العالم الأخرى .
كما ارتبطت الإمارات وباكستان بعلاقات مميزة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي تعززت بفضل الدعم المستمر والمتواصل من المغفور له الشيخ زايد مرسياً دعائم ثابتة على مدى العقود الأربعة الماضية ، وتعتبر باكستان من أوائل الدول التي تبادلت التمثيل الدبلوماسي مع دولة الإمارات، وشهدت العلاقات الثنائية تطوراً ملحوظاً ، قدمت الإمارات لباكستان مساعدات ضخمة ودعماً على مختلف الصعد ، ولم تتوان عن بذل المساعدات التنموية والمادية لضحايا الكوارث والحروب .
أما على صعيد أفغانستان، فقد التزمت دولة الإمارات منذ عهد الشيخ زايد -رحمه الله- برعاية القضية الأفغانية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وأولتها الكثير من الاهتمام، حيث وقفت في طليعة الدول المساندة لدعم الكفاح الأفغاني، وقدمت في سبيل ذلك المعونات الغذائية والدوائية .
وفي قضية البوسنة والهرسك، كان الشيخ زايد -رحمه الله- في مقدمة الذين دعموا شعب البوسنة إثر الاعتداءات الصربية ، وحظيت القضية منذ تفجرها باهتمام بالغ من حكومة وشعب الامارات، فكانت أولى الدول التي هبت لمساعدة شعب البوسنة بإرسال شحنات الإغاثة من المواد الغذائية والطبية، واستقبلت أفواجاً من الجرحى لعلاجهم بمستشفيات الدولة، كما تكفلت بإقامة العشرات من العائلات ووفرت لهم فرص العمل، وفتحت أبواب المدارس والمعاهد لأبنائهم .
زايد .. إنجازات .. بناء .. تنمية :
إنجازات ، بناء ، تنمية .. كلمات تلخص مسيرة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس وقائد دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي أقام دولة اتحادية متطورة ومتقدمة بكل المقاييس وجعلها في مصاف الدول الأكثر تقدما في العالم. ولا تكاد تُذكَر الدول ذات الدخل الفردي المرتفع ورفاهية العيش إلا وتكون الإمارات من بينها ، كل هذا وأكثر بفضل جهود صاحب السمو الشيخ زايد وإيمانه العميق بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية للشعوب .
عمل زايد بكل جهد فجمع في شخصيته كل صفات القيادة وأدرك قواعد لعبة التوازنات القبلية وأصول حل الخلافات الناشئة بين الأطراف المختلفين فيما بينهم. وأيقن بحكمته المعروفة أن صراع البقاء سيبقى هاجس جميع القبائل وان النزاعات الناجمة عن ذلك لن تنتهي حتى يتغير المحيط والوضع العام. ولمع نجمه إبان المحادثات الخاصة بحل النزاع حول منطقة البريمي الحدودية فنظر إليه الناس باحترام وإعجاب شديدين
لم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين. فوضع خطة دقيقة لاستثمار إمكانات المدينة وعمل بدأب على تحقيق تلك الخطة ، فافتتحت في عام 1959 أول مدرسة بالعين حملت اسم "المدرسة النهيانية" كما تم إنشاء أول سوق تجارية وشبكة طرق ومشفى طبي ليجسد الشيخ زايد ما كان يحلم به إلى حقيقة واقعة. ولعل أبرز ما تحقق في تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضي بإعادة النظر في ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوفرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية ، وله إنجازات أخرى منها على سبيل المثال :
*ألف كتاباً عن رياضة الصيد بالصقور.
*صدرت له عدة دواوين من الشعر النبطي، وهو الشعر التقليدي في شبه الجزيرة العربية.
*حرص الشيخ زايد على تشجيع إحياء التراث والعادات والتقاليد.
*اهتم بالزراعة بشكل ملفت للنظر فانتشرت في جميع الأرجاء رغم طبيعة المنطقة الصحراوية.
* عمل على تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وكانت مدينة أبو ظبي، عاصمة اتحاد الإمارات هي التي احتضنت أول قمة للمجلس في 25 فبراير 1981م .
*أنشأ كلية الإمارات العسكرية، واعتبرها قوة للوطن العربي، وخطوة هامة من أجل بناء الأمة، وقال: إن الدفاع عن الاتحاد فرض مقدس على كل مواطن، وأداء الخدمة العسكرية شرف، كما أن جيش الإمارات هو درعها الواقي للحفاظ على التراص الوطني، وصيانة الأرواح، وحماية ثروة البلد، وهو أيضاً لمساندة الأشقاء إذا احتاجوا إلينا.
* أنشأ مركز زايد للدراسات، الذي أصدرت حكومة الإمارات قرارا بإغلاقه في آب /أغسطس 2003م بسبب ضغوط أمريكية.
*أمر بتأسيس مجلس البيئة الأعلى، والذي يعنى بشؤون البيئة والزراعة، ويحافظ على البيئة البرية في دولة الإمارات، وتحولت في عهده العديد من المساحات القاحلة إلى واحات خضراء.
*افتتحت قرينته الشيخة فاطمة بنت مبارك، في عهده، بتاريخ 9/5/2004م ، أول مصرفين للنساء في الإمارات، وهما فرعان لمصرف أبوظبي وبنك دبي الإسلاميين، مخصصان فقط للخدمات المصرفية للسيدات، ويعمل بهما طاقم من المواطنات، تم تدريبهن بشكل متطور، للعمل في الميدان المصرفي الحديث، بما يؤمن احترام خصوصية المرأة وراحتها، مع صالة لرعاية الأطفال.
* خصص جائزة لسباق الخيول العربية، أطلق عليها اسم جائزة الشيخ زايد لسباق الخيول العربية، وكان قد أسهم في بذر البذور الأولى لهذه الرياضة.
* أنشأ أول إسطبل للخيول العربية الأصيلة بعد قيام دولة الإمارات عام 1969م ، وأطلق عليه اسم (أشعب)، ورغم وجود الإسطبل في بقعة صحراوية، إلا أنه قد تم تجهيزه طبقاً لأحدث المقاييس العالمية لإسطبلات الخيول.
* بدأ عام 1980م برنامجاً لتربية الخيول العربية الأصيلة في إسطبلاته الخاصة، ونجح في تشجيع أبنائه على الإقبال على هذه الهواية، وشراء أفضل الجياد، ومتابعة السباقات والمشاركة فيها.
* رصد العديد من الجوائز لتشجيع رياضة الخيول، وحرص على تنظيم ورعاية العديد من السباقات السنوية
زوجاته :
حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد الأول آل نهيان ووالدتها حصة بنت صقر بن زايد آل نهيان .
فاطمة بنت مبارك الكتبي
موزة بنت سهيل بن عويضة الخييلي
شيخة بنت معضد بن سيف المشغوني
عائشة بنت علي الضبع الدرمكي
آمنة بنت صالح بن بَدّوُة الدرمكي
فاطمة بنت عبيد المهيري
علياء بنت محمد بن سالمين بن ارحمة الشامسي - (متوفية)
أبناؤه :
1 خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة أبو ظبي والقائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية ، متزوج من الشيخة شمسة بنت سهيل بن حمد المزروعي .
2 سلطان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم ، متزوج من الشيخة شمسة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان وموزة بنت حمد بن محمد المزروعي ( مطلقة ) .
3 محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، رئيس المجلس التنفيذي ، متزوج من الشيخة سلامة بنت حمدان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان .
4 حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية ، متزوج من الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان ، ومتزوج من إبنة خاله الشيخة عائشة بنت سهيل بن مبارك الكتبي .
5 هزاع بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني ، رئيس مجلس أبو ظبي الرياضي ، الرئيس الفخري لاتحاد الامارات لكرة القدم ، النائب الأول لهيئة شرف نادي العين الرياضي الثقافي ، رئيس مجلس إدارة نادي العين ، متزوج من الشيخة موزة بنت محمد بن بطي آل حامد القبيسي .
6 سعيد بن زايد آل نهيان ، رئيس مجلس إدارة نادي الوحدة الرياضي ، متزوج من الشيخة شيخة بنت حمدان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان .
7 نهيان بن زايد آل نهيان ، قائد الحرس الأميري – سابقاً ، متزوج من الشيخة ميثاء بنت محمد بن خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان ، ومتزوج سابقاً طليقته سلامة بنت محمد بن بطي آل حامد القبيسي .
8 عبد الله بن زايد آل نهيان ، وزير الخارجية ، متزوج من الشيخة اليازية بنت سيف بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان .
9 طحنون بن زايد آل نهيان ، عضو المجلس التنفيذي ، رئيس هيئة الطيران الأميري ، متزوج من الشيخة خولة بنت أحمد بن خليفة بن أحمد السويدي .
10 سيف بن زايد آل نهيان ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ، متزوج من الشيخة أسماء بنت حمد بن سهيل الخييلي .
11 منصور بن زايد آل نهيان ، نائب رئيس مجلس الوزراء ، وزير شئون الرئاسة ، رئيس دائرة القضاء بإمارة أبو ظبي ، متزوج من الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم وعلياء بنت محمد بن بطي آل حامد القبيسي .
12 خالد بن زايد آل نهيان ، نائب رئيس مجلس إدارة شركة الاتحاد للطيران ، متزوج من الشيخة شمسة بنت نهيان بن مبارك بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان .
13 أحمد بن زايد آل نهيان ( طيب الله ثراه ) ، رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد للأعمال الإنسانية والخيرية سابقاً ، متزوج من الشيخة اليازية بنت حمد بن سهيل الخييلي ، أعلنت وفاته في 30 مارس 2010م بعد سقوط طائرته الشراعية في المغرب .
14 حامد بن زايد آل نهيان ، رئيس ديوان ولي العهد ، رئيس المؤسسة العليا للمناطق الاقتصادية ، رئيس مجلس إدارة طيران الاتحاد ، متزوج من الشيخة فاطمة بنت حمد بن سهيل الخييلي .
15 ناصر بن زايد آل نهيان ( طيب الله ثراه ) ، توفي في صيف 2008م في حادث سقوط طائرة مروحية ، متزوج وله إبن هو الشيخ أحمد بن ناصر .
16 فلاح بن زايد آل نهيان ، رئيس نادي غنتوت لسباق الخيل والبولو ، متزوج من الشيخة فاطمة بنت غانم بن فارس المزروعي ، وصنعاء بنت محمد بو قبي المنصوري ( مطلقة ) .
17 ذياب بن زايد آل نهيان ، رئيس دائرة الماء والكهرباء في أبو ظبي .
18 عمر بن زايد آل نهيان ، المرافق العسكري لصاحب السمو رئيس الدولة ، متزوج من الشيخة عوشة بنت نهيان بن مبارك بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان .
19 عيسى بن زايد آل نهيان ، متزوج من الشيخة مريم بنت حمدان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان .
بناته :
1 سلامة بنت زايد آل نهيان ، متزوجة من الشيخ سلطان بن شخبوط بن سلطان بن زايد آل نهيان .
2 شما بنت زايد آل نهيان ، متزوجة من الشيخ سرور بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان .
3 اليازية بنت زايد آل نهيان ، متزوجة سابقاً ومطلقة من الشيخ حمد بن حمدان بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان .
4 شيخة بنت زايد آل نهيان ، متزوجة من الشيخ المر بن مكتوم بن جمعة بن مكتوم بن حشر آل مكتوم .
5 شمسة بنت زايد آل نهيان ، متزوجة من الشيخ طحنون بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية .
6 ديمة بنت زايد آل نهيان ، متزوجة من الشيخ سلطان بن طحنون بن محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان ، رئيس هيئة الثقافة والفنون .
7 روضة بنت زايد آل نهيان ، متزوجة سابقاً ومطلقة من الشيخ عبد الله بن محمد بن خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان .
9 ميثاء بنت زايد آل نهيان ، متزوجة من الشيخ سلطان بن محمد بن خالد بن سلطان بن زايد آل نهيان .
10 موزة بنت زايد آل نهيان ، متزوجة من الشيخ ، محمد بن حمدان بن حمدان بن زايد آل نهيان .
11 لطيفة بنت زايد آل نهيان ، متزوجة سابقاً ومطلقة من الشيخ طحنون بن سعيد بن شخبوط بن سلطان بن زايد .
من قصائده :
دنيا محلا وطرها
شطن بي الغزلاني
هلا بنور الفجر
قاصد جداكم
يابو خدود
عشب بينونه
يالسمرا
نسيم الشرق
العيد عيدك
حي نود
مرحبا مليار
حايز عامي
احذر لاتشتط
يا خفيف الروح
إبسم عسا تبسم
آه يا من صوب
مرحبا يا حي فضل الله
صوتك الموسيق بالهاتف
يا نسيم هب جدواكم
يا السيّد اثره العيد
إن لذع بالطرّف
إلتمحته حزّة المغرب
العيد عيدك يا مها
مترى العيل من بونه
يا عويد البان
بوعيان نعّس
ويهٍ باسم نسيمه
جيل لي عنّيته
يعلّ عيدك
ياحمد كيف اختفى
دكتورنا به عوقي
شرتا الهوى عمّالي
حيّ بجواب منك رايع
الحب واشروطه
حيّ بجيل عنا لي
حيّ بجواب ياني
ألا يا مرحبا حيّ
دكتور وله بغيّه
يا نجيّ الدر
أنا مغذّي للهوى
ياشاطئ الراحة
نسنس شرتا الفجر
حيّ نود له لفحه
يا هبوب الورد والفلّ
فلسفته الإنسانية :
* لابد من الحفاظ على تراثنا القديم لأنه الأصل والجذور وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة .
* العلم والتاريخ يسيران جنباً إلى جنب، فبالعلم يستطيع الإنسان أن يسطر تاريخه ويدونه ويحفظه للأجيال ليطلعوا عليه ويعرفوا ما قام به الأجداد والآباء .
* إن الإنسان هو أساس أي عملية حضارية.. اهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مبانٍ ومنشآت ومدارس ومستشفيات.. ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه ، روح كل ذلك الإنسان.. الإنسان القادر بفكره ،القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها .
* لم تكن عملية التطوير والبناء .. خاصة بناء الإنسان عملية سهلة .. بل كانت مهمة شاقة اقتضت وتقتضي منا مزيداً من الصبر والحكمة .
* إن الدولة تعطي الأولوية في الاهتمام لبناء الإنسان ورعاية المواطن في كل مكان من الدولة وأن المواطن هو الثروة الحقيقية على هذه الأرض .
* إن اهتمامنا بالشباب لابد أن تكون له المكانة الأولى فهؤلاء الشباب هم الجند وهم الموظفون وهم أمل المستقبل .
* إن بناء الإنسان في المرحلة المقبلة ضرورة وطنية وقومية تسبق بناء المصانع والمنشآت لأنه بدون الإنسان الصالح لا يمكن تحقيق الازدهار والخير لهذا الشعب .
* إن المرأة ليست فقط نصف المجتمع من الناحية العددية، بل هي كذلك من حيث مشاركتها في مسؤولية تهيئة الأجيال الصاعدة وتربيتها تربية سليمة متكاملة .
* إن الجيل الجديد يجب أن يعرف كم قاسى الجيل الذي سبقه، لأن ذلك يزيده صلابة وصبراً وجهاداً لمواصلة المسيرة التي بدأها الآباء والأجداد وهي المسيرة التي جسدت في النهاية الأماني القومية بعد فترة طويلة من المعاناة ضد التجزئة والتخلف والحرمان .
* لابد أن تمثل المرأة بلادها في المؤتمرات النسائية بالخارج لتعبر عن نهضة البلاد وتكون صورة مشرفة لنا ولمجتمعنا وديننا الذي أعطاها كافة هذه الحقوق .
* إننا نؤمن بالوحدة وطنياً وخليجياً وعربياً وإسلامياً إيماناً لا يتزعزع ولا يتطرق إليه الشك وذلك بما نملك من عناصر الوحدة والقوة .
* إننا نعيش في عصر لا مكان فيه للدويلات الضعيفة الهشة وإنه لا بقاء إلا للكيانات العملاقة القوية اقتصادياً وبشرياً وعسكرياً لذلك سعينا دائماً إلى تحقيق هذا الهدف في توجهاتنا الوحدوية على كافة الأصعدة .
* إن إيماننا بالاتحاد ينبع من تاريخنا العربي والإسلامي فقد وحد الإسلام العرب وجمع شملهم وصنع منهم قوة واحدة استطاعت أن تفتح القلوب والعقول بنور الإيمان والمعرفة، وأن تهدي إلى العالم كله حضارة رائدة ما زالت الإنسانية تجني ثمارها حتى الآن .
* إننا نؤمن إيماناً عميقاً بحرية الصحافة ونحن جميعاً شركاء في الرأي وفي السياسة وفي التخطيط وفي الإعداد وفي التنفيذ وبدون هذه المشاركة لا يكون للعمل الوطني معنى أو محتوى .
ومضى زايد على طريق الإصلاح فلم يترك ميدانا دون أن يطرقه حتى عرف بأنه "رجل الإصلاح الكبير". وكانت كل تلك الإصلاحات والانجازات تبشر بأن زايد هو الرجل الموعود لحكم إمارة أبوظبي.
في السادس من أغسطس 1966 تولى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي فوضع برنامجاً ضخماً لعملية الإنماء وبدأ بدفع أبناء شعبه للمساهمة بكل طاقاتهم في هذه العملية، كما دعا الكفاءات الأجنبية لدعم هذه المسيرة بالخبرات ، ولم تمض أيام على تسلمه الحكم حتى أعلن زايد عن إقامة حكومة رسمية ذات إدارات ودوائر ، وأسند إليها المهام اللازمة لتسيير الدولة.
كانت أولوياته رحمه الله إقامة المدارس والمساكن والخدمات الطبية وإنشاء ميناء ومطار وشق الطرقات وبناء جسر يربط بين أبو ظبي واليابسة ودفع المكافآت الشهرية للطلبة الذين يتعلمون كحافز لاستمرارهم في المدارس، وأوفد البعثات التعليمية إلى البلدان المجاورة، وجامعات الدول العربية و الأجنبية، لتلقي التعليم في التخصصات المختلفة ، وانقلبت أبو ظبي التي كانت نائمة في أحضان الرمال قبل أن يأتي زايد إلى أكبر ورشة عمل تنموية إنسانية في كل اتجاه ، وأصبح هدير الآلات في كل مكان وانتقل الآلاف من الأكواخ إلى البيوت الصحية النظيفة وامتدت الطرق الحديثة فوق رمال الصحراء ودخلت المياه العذبة والكهرباء إلى كل بيت وانتقل التعليم من نظام الكتاتيب إلى المدارس العصرية وانتشرت المدارس على اختلاف مراحلها في كل بقعة من البلاد وفتحت عشرات الفصول الجديدة لمحو أمية من فاتهم قطار التعليم وبدأت العيادات في تقديم خدماتها الطبية للبدو في الصحراء بعد أن حرموا من الرعاية الصحية طويلا ونجحت المسيرة في تعويض قرون من التخلف والجمود. يقول زايد: "إن عملية التنمية والبناء والتطوير لاتعتمد على من هم في مواقع المسؤولية فقط بل تحتاج إلى تضافر كل الجهود لكل مواطن على أرض هذه الدولة" ، مع إيمانه بأن كل هذه المشاريع تحتاج إلى تضحيات كبيرة إلا أن زايد كان على يقين بضرورة تطوير المستوى الحياتي والمعيشي للفرد. وغير بعيد عن اهتمامه بتسريع دوران عجلة التنمية فقد أولى صاحب السمو الشيخ زايد اهتماماً خاصاً بالبيئة فأنفق مبالغ طائلة على عملية تشجير مدينة العين وإمارة أبوظبي ، فتتابعت العملية بعد قيام الاتحاد الى سائر إمارات البلاد ليصل عدد الأشجار المزروعة في الدولة إلى نحو 41 مليون شجرة خلال العقود الثلاثة الماضية، فقد حلم زايد منذ القدم بتحويل الصحراء إلى واحة خضراء تقلل من قسوة المناخ فكان له ما أراد بفضل عمله الدؤوب ورؤيته البعيدة. وفي هذا السياق أوجد زايد محمية طبيعية نادرة وفريدة من نوعها في جزيرة بني ياس .
الجدير ذكره أن بناء الموارد البشرية والبنية التحتية والاهتمام بالبيئة لم تكن هي الانجازات الوحيدة التي قام بها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في الستينيات فقد نذر نفسه للتعاون مع جيرانه من القبائل والإمارات لأنه أيقن أن التطور الذي تشهده أبوظبي لن يتوقف عند حدودها وفي هذا الإطار كان لقاؤه مع حاكم دبي حينها المغفور له بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم لحل نزاع طويل على الحدود بين أبوظبي ودبي وجاء بعد ذلك توقيع اتفاقيات مماثلة مع كل من عمان وقطر .
عندما أعلن البريطانيون رغبتهم في الانسحاب من منطقة الخليج بعد 150 عاماً من السيطرة التامة اغتنم زايد الفرصة ليرسم بحكمته وذكائه المستقبل السياسي للمنطقة فأقنع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي حينها بالانضمام اليه في بناء دولة اتحادية من تسع إمارات هي أبوظبي ودبي وعجمان والفجيرة ورأس الخيمة والشارقة وأم القيوين إضافة الى البحرين وقطر ، غير ان البحرين وقطر فضلتا العمل للحصول على استقلال كامل مما دفع زايد الى مضاعفة جهوده لإقامة الاتحاد مع الإمارات المتبقية ، بعد جملة من الاتفاقات تمكن المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من ترجمة حلمه الكبير إلى حقيقة واقعة فأقام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر 1971، ولم يتوقف زايد يوماً عن اداء دوره الداعم للإمارات الأخرى بل انه بات يعتقد ان واجباته تجاه الدولة تفوق واجبات ومسؤوليات إخوانه حكام الإمارات الست مجتمعين. وأرسى زايد مفهوماً مهماً يقوم على ان استمرارية كل إمارة تعتمد بالدرجة الأولى على استمرار الاتحاد وان أي خلل في بنية الدولة الواحدة سينعكس سلباً على بناء كل إمارة
كثف صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جهود البناء بعد قيام الاتحاد ورفع من وتيرة العمل في سائر المشاريع الحيوية والمهمة. وبانت النتائج للعيان فازدادت المساحات الخضراء وكذلك الأراضي الزراعية فباتت المحاصيل الزراعية للدولة تعم الأسواق وتنافس بجودتها المنتجات المستوردة ، وتذكر وزارة الزراعة والثروة السمكية على موقعها على شبكة الانترنت أن إجمالي المساحات الخضراء في الدولة وصل في عام 1998 الى نحو 1,2 مليون دونم بينما وصل إجمالي مساحة الأراضي الزراعية الى ما يقارب 617 ألف دونم من بينها 591 ألف دونم مخصصة لزراعة النخيل .
كذلك أولى الشيخ زايد مشاريع المياه والطاقة أهمية بالغة لإيمانه بأن توفيرها يسهم في دفع عجلة النمو الصناعي والزراعي قدما في البلاد ، وعليه فقد امتدت شبكات المياه والكهرباء في أنحاء الدولة لتؤمن احتياجات المواطنين من المياه العذبة وتفي بالاحتياجات الزراعية وتشير إحصائيات وزارة المياه والكهرباء الى أن إجمالي استهلاك المياه يوميا وصل الى ما بين 250 مليون جالون يوميا و 300 مليون جالون. والجدير ذكره هنا أن مشروع الربط الكهربائي الموحد بين إمارات الدولة ساهم في سد احتياجات الامارات كافة من الطاقة وأصبح يوجد في دولة الإمارات اليوم واحدة من أكبر الشبكات الكهربائية وأكثرها تطورا في المنطقة
وعلى الصعيد الصناعي شهدت الدولة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة رحمه الله نهضة صناعية كبيرة فأقيمت المناطق الصناعية والمؤسسات المشرفة على إدارة الشؤون الصناعية بالدولة واستثمرت مبالغ كبيرة في عملية النهوض بالصناعة الوطنية لتأمين مصادر بديلة للدخل. أما هذه المبالغ فقد وصلت في العام 1995 الى نحو 13,7 مليار درهم ، ولا بد من الوقوف هنا عند النهضة التي شهدتها صناعة المشتقات البترولية مستفيدة من ثورة اكتشاف النفط في البلاد ، وتوضح وزارة المالية والصناعة من خلال إحصائياتها أن إجمالي عدد المنشآت الصناعية في الدولة بلغ في العام 2003 نحو 2795 شركة ومصنعا .
كما شهدت أعمال البنية التحتية نهضة حقيقية شقت خلالها الطرقات وشيدت الجسور لتصل أواصر البلاد ويبلع إجمالي طول شبكة الطرقات في الدولة اليوم الي ما يناهز السبعة آلاف كيلومتر من الطرق السريعة المعبدة .
الشيخ زايد اهتم بالعلم أكثر من أي شيء آخر وأصر على تسليح أبنائه بالعلم والمعرفة بالدرجة الأولى وفي هذا السياق أثمرت جهوده إيجابا في رفع عدد المدارس والجامعات بالدولة فوصل عدد المدارس الى نحو ألف مدرسة تضم ما لا يقل عن نصف مليون طالب في مختلف المراحل التعليمية، ووصل عدد المدرسين الى نحو 42 ألف مدرس أي ما نسبته مدرس لكل 12 طالبا ، في حين بلغ عدد الطلاب في المراحل الجامعية والمعاهد العليا ما يقارب 20 ألف طالب
وعلى الصعيد الطبي تبرز الإنجازات التي تحققت في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من خلال ارتفاع عدد المؤسسات الطبية العاملة بالدولة من مستشفيات حكومية وخاصة ومراكز صحية حكومية وصيدليات تؤمن الرعاية الصحية للمواطنين والمقيمين على أرض الإمارات فقد بلغ عدد المستشفيات الحكومية نحو 40 مستشفى تتسع لما يزيد على 4500 سرير. "إن الحاضر الذي نعيشه الآن على هذه الأرض الطيبة هو انتصار على الماضي وقسوة ظروفه" تلك مقولة اختصر بها صاحب السمو الشيخ المرحوم بإذن الله زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة مسيرة العمل في سبيل رفع شأن دولة الإمارات وشعبها .
وباستغلال الفرصة التي أوجدتها عائدات الثروة النفطية؛ لم يدخر زايد أية فرصة لمضاعفة مسيرة الإنماء والتنمية لبناء الدولة ، وفي أقل من ثلاثة عقود تمكن من تحقيق حلم البناء الكبير، بناء دولة التقدم والتطور والرفاهية والأحلام الطموحة التي رسمها بأفكاره الفريدة وأنجزها بتسخير جميع الإمكانيات اللازمة .
إن زايد الحكمة والإنسان بأفكاره وانجازاته سيبقى رمزاً لأجيال مقبلة فهو سبب النهضة الثقافية والحضارية والإنسانية والعمرانية التي عرفتها دولة الإمارات بشكل عام وإمارة أبو ظبي بشكل خاص.
رؤيته ومواقفه :
وفي ما يتعلق بمواقفه السياسية والوطنية فإن الشعوب نفسها في مختلف الأقطار العربية والإسلامية تشهد لزايد بأن اهتمامه بتأمين الرفاهية لشعبه لم يشغله أبداً عن أمته العربية والاهتمام بأمورها وقضاياها فكان من أكثر الداعمين للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره ، وفي مايو من 1981م ترأس صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان أول قمة عربية لتعلن عن ميلاد مجلس التعاون الخليجي من دول الخليج العربية الست. كما اهتم بمساعدة دول مثل لبنان من خلال مبادرته بنزع الألغام التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي للجنوب وعلى نفقته الخاصة وكذلك اهتم بأن تقوم الإمارات بدور فاعل في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب فقدمت الدولة المساعدات المالية والهبات والقروض للمشاريع الحيوية والتنموية ، وكما في لبنان كان الأمر في اليمن والبوسنة حيث شاركت القوات المسلحة في إطار القوات المتعددة الجنسيات ، ولا ينسى أحد المبادرة الخاصة التي قام بها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في إعادة بناء مخيم جنين الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي على نفقته الخاصة أيضا .
إن رؤية المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كانت تقوم على أساس التعاون والابتعاد عن الفردية وقد تجلت هذه الرؤية في إنجازاته التي لا تحصى في منطقة الخليج العربي لاسيما في إطار المساهمة في قيام مجلس التعاون الخليجي وفي الهيئات والمنظمات الاقتصادية والانسانية والاجتماعية العربية والإسلامية ، وعلى المستوى العالمي كسب رئيس الدولة احترام قادة العالم ولم يتوقف يوماً عن دعوتهم لإقرار السلام والعدل ورفعهما فوق المصالح الضيقة ، فقد اتخذ الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قرارا بمنع البترول عن الدول المساندة لإسرائيل في عام 1973م .
تسلم المغفور له صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في عام 1985م الوثيقة الذهبية التي منحتها لسموه المنظمة الدولية للأجانب ومقرها جنيف، تقديرا منها على جهوده في المجالات الإنسانية المختلفة، ورعاية الجاليات الأجنبية العاملة في الدولة ، وفي عام 1988م اختارت إحدى الهيئات الدولية التي تتخذ من باريس مقراً لها صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كأبرز شخصية سياسية لذلك العام وكذلك لدور سموه في وقف الحرب العراقية الإيرانية، وإعادة العلاقات بين الدول العربية .
وفي الاستطلاع الذي أجراه مركز الشرق الأوسط للبحوث والدراسات الإعلامية في جدة في عام 1995، فاز صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بلقب الشخصية الإنمائية على مستوى العالم وقد شارك في ذلك الاستطلاع أكثر من نصف مليون عربي من مختلف الجاليات العربية حول العالم .
* أسس صندوق أبو ظبي للتنمية في عام 1971، ليتمكن من خلاله تقديم معظم المساعدات والقروض للدول الشقيقة والصديقة.
* شارك الدول العربية في البحث عن حل لمسببات الحرب اللبنانية، وكان جيش الإمارات ضمن قوات الردع العربية، التي تم إرسالها لحماية لبنان واللبنانيين.
* ندد بسلبية مواقف الدول الكبرى، والأمم المتحدة في معالجة قضية البوسنة والهرسك. وأمر بإرسال العديد من شحنات الإغاثة من المواد الغذائية، والطبية، واستقبال الجرحى لعلاجهم بمستشفيات الدولة، كما أمر بتمكين عشرات العائلات البوسنية من الإقامة في الإمارات بشقق مجهزة بالكامل، وتوفير فرص العمل لهم، وفتح أبواب المدارس والمعاهد لأبنائهم .
وفي حرب تشرين/أكتوبر 1973م قام بقطع زيارته للعاصمة البريطانية عام 1973 عند اندلاعها بين العرب وإسرائيل ، وعاد ليشارك الأشقاء العرب معركتهم المصيرية في تلك الحرب ، وليقف مع دول المواجهة بكل إمكانياته المادية وثقله السياسي .
*أعلن عام 1996م عن تقديم 15 مليون دولار، وبعض المعدات والعتاد العسكري، من دولة الإمارات إلى جيش البوسنة والهرسك، لإعادة تسليحه.
*بلغ حجم المساعدات التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة في عهده، إلى دول العالم المختلفة أكثر من 5 مليارات دولار أمريكي.
*صادقت دولة الإمارات في عهده على الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي دخلت حيز التنفيذ اعتبارا من شهر أيار/مايو 1999م .
*شاركت الإمارات وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون في اجتماعهم العشرين، الذي عقد بالمنامة بتاريخ 30 تشرين أول/أكتوبر 2001، وأعلنت تأييدها للتحرك والتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وقطع مصادر التمويل عنه وعلاج أسبابه، كما أكدت مع دول مجلس التعاون، على وجوب التمييز بين الإرهاب، والحق في الكفاح والنضال المشروع، لمقاومة وطرد الاحتلال الأجنبي .
*اتصل بسفير دولة الإمارات في لندن وطلب منه حجز جميع غرف إجراء العمليات الجراحية المتنقلة، وشراء هذا النوع من الغرف من كل أنحاء أوروبا وإرسالها فوراً إلى دمشق والقاهرة.
*طلب أن تقدم كافة التسهيلات لرجال الأعلام الذين يريدون زيارة جبهات القتال العربية في سوريا ومصر، وان تكون جميع نفقاتهم على حسابه الشخصي، وسافر بالفعل 40 صحفياً يمثلون أكبر دور الصحافة في بريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأسبانيا، متجهين إلى دمشق والقاهرة لتغطية أخبار المعارك.
*مول إقامة عدد من المشروعات السكنية التي تحمل اسمه في مدينة القدس المحتلة، إضافة إلى عدد من مشاريع الترميم في المدينة.
* أمر مؤسسة زايد للأعمال الخيرية وجمعية الهلال الأحمر في الإمارات بتلبية المتطلبات الطبية، والتعليمية، والاجتماعية، لسكان القدس المحتلة، وتوفير ما يلزم لدعم المؤسسات المعنية بهذه النشاطات، حتى يتسنى للمدينة المقدسة الصمود في وجه محاولات التهويد المستمرة.
* نددت الإمارات في عهده بقرار مجلس الشيوخ الأمريكي نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس بنهاية شهر أيار/مايو عام 1999، واعتبرته صدمة كبيرة.
*طلبت دولة الإمارات عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن، لاعتماد مشروع القرار المقدم من دول حركة عدم الانحياز الأعضاء في مجلس الأمن، والذي يدعو إلى إلغاء قرار المصادرة، وحين استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حق النقض ضد مشروع القرار، أعربت دولة الإمارات عن أسفها واستغرابها للموقف السلبي للولايات المتحدة.
*بذلت دولة الإمارات برئاسته جهوداً حثيثة خلال توليها رئاسة مجلس جامعة الدول العربية من اجل استصدار قرار من مجلس الأمن، يدين مصادرة الحكومة الإسرائيلية ل 52 هكتاراً من أراضي القدس الشرقية، لإقامة مستوطنات عليها.
* تكفل بترميم سقف مسجد قبة الصخرة في الحرم القدسي الشريف على نفقته الخاصة بعد أن تضرر جراء الهزة الأرضية التي ضربت مدينة القدس عام 2004، فضلا عن تقادم سقف القبة الرخامي، وكانت إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة قد تعرضت لهزة أرضية في 11 من شهر شباط 2004، بلغت قوتها أكثر من خمس درجات على مقياس ريختر المفتوح.
* في 23 أيار/مايو 2004، أمر الشيخ زايد الهلال الأحمر الإماراتي بإعادة إعمار أكثر من 400 منزل، من المنازل التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في رفح، وحي الزيتون، وإعادة تأهيل المستشفيات، والعيادات الصحية، والمدارس، والمساجد، والمرافق الخدمية الأخرى في غزة .
* أعلنت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أنها خصصت حسابين مصرفيين لتلقي التبرعات من أهل الخير تحت اسم حساب إغاثة فلسطين، لمساندة ومساعدة الفلسطينيين المتضررين من الهجوم الإسرائيلي على غزة.
قالوا عنه :
يقول المؤلف النقيب انتوني شبرد، المسؤول عن الكشافة في الإمارات المتصالحة: إن زايد رجل يحظى بإعجاب وولاء البدو الذين يعيشون في الصحراء ، وهو بلا شك أقوى شخصية في الإمارات المتصالحة، وإذا دخلت عليه باحترام خرجت باحترام أكبر، لقد كان واحد من العظماء الذين التقيت بهم .
ويقول ويلفريد تسيجر: إن زايد رجل قوي البنية في الثلاثين من عمره تقريبا، وجهه ينم عن ذكاء حاد، وعيناه ثاقبتان وقويتا الملاحظة، وهو شخصيته قوية وإن كان بسيطا في لباسه.
ويضيف ويلفريد تسيجر : إن لزايد شهرة واسعة في أواسط البدو، الذين أحبوه لأسلوبه السهل وغير الرسمي في معاملته لهم، واحترموا فيه قوة شخصيته وذكاءه، وقوته البدنية، وعلاقاته الودودة بهم.
وذكر العقيد بوستيد الذي خدم في المنطقة في كتاب عن زايد يقول فيه: لقد دهشت كثيرا من الجموع التي تحتشد حول زايد، إنه رجل مرموق يحيطه البدو بالاحترام والاهتمام، وهو لطيف الكلام مع الجميع، سخي بماله, ودهشت أيضا من كل ما أنجزه في بلدته العين بل في المنطقة كلها لمنفعة الشعب.
وأشار كيلي الباحث والمؤرخ المعاصر في تاريخ عمان وشبه الجزيرة العربية في كتاب له سنة 1964م إلى شخصية الشيخ زايد بقوله: في عام 1946 م تولى زايد الحكم في العين، ومنذ أن تولاها ظهر أمام القبائل نموذجا لصنف الرجال العظام من أمثال جده زايد الكبير.
وينقل كلود موريس في كتابه (صقر الصحراء ) على لسان العقيد هيوبوستيد الممثل السياسي البريطاني الذي عاش فترة طويلة بالمنطقة قوله: كنت أدهش للجموع التي تحتشد حول الشيخ زايد بشكل دائم، وتحيطه باحترام واهتمام. ويضيف: لقد شق الينابيع لزيادة المياه لري البساتين، وكان يجسد القوة مع مواطنيه من عرب البادية، الذين كان يشاركهم حفر الآبار، وإنشاء المباني، وتحسين مياه الافلاج، ويجلس معهم ليشاركهم مشاركة كاملة في معيشتهم، وفي بساطتهم، كرجل ديموقراطي لا يعرف الغطرسة أو التكبر. لقد صنع خلال سنوات حكمه في العين شخصية القائد الوطني إضافة إلى شخصية شيخ القبيلة المؤهل فعلا لتحمل مسؤوليات القيادة الضرورية.
في خطاب للرئيس الفرنسي جاك شيراك في مؤتمر الحوار الأوروبي الخليجي، امتدح شيراك الشيخ زايد بقوله: لقد عرف زايد بحكمته كيف يجعل من الإمارات العربية المتحدة نموذجا للرفاهية والتوازن والتنمية.
أعلن وزير الدفاع السوري الأسبق العماد مصطفى طلاس، لتلفزيون الإمارات بتاريخ 14/5/2004، عن عزمه تأسيس مركز عربي للدراسات في دمشق يضم 40 باحثاً ومثقفاً عربياً يضطلع بمهام استشراف المستقبل ودعم النخبة المثقفة، وذلك على غرار ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية، وأضاف أنه حالياً في صدد البحث عن مصادر لتمويل مشروعه الفكري والبحثي، وأنه لن يجد "أفضل من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ليقدم الدعم اللازم للمركز" المزمع تأسيسه في العاصمة السورية.
وذكر أحد المقربين من الشيخ زايد رحمه الله موقفا إنسانياً للمرحوم عندما كان في جنيف في احد المطاعم وكانت الطيور وبعض الحيوانات تتجمع لتأكل من فضلات المطعم ، فقام أحد المرافقين للشيخ زايد برمي بعض قطع الخبز والطعام عليها فأخذت الطيور والحيوانات تأكل فلما رآها الشيخ زايد رحمه الله سأل مرافقيه عن من يتولى إطعام هذه الطيور فقالوا له إنها تأكل من فضلات الطعام في هذا المطعم يوميا ، فقام الشيخ زايد بدفع مبالغ نقدية لمدير المطعم وطلب منه إطعام هذه الحيوانات بصورة مستمرة .
زايد العالم :
المقصد الإنساني روح دأب زايد في كل جهد وموقف في تاريخ حياته الإنساني الناصع الذي كان يستهدف في المقام الأول خير الإنسان ورفاهيته في هذا العالم ، يظل زايد بن سلطان آل نهيان علامة إنسانية فارقة وشخصية عالمية متفردة ، شخصية استطاعت أن تقتحم التاريخ من أوسع أبوابه وأسرت قلوب الملايين في العالم لدرجة أنها أصبحت قيد دراسة المئات من الأكاديميين والباحثين في هذا العالم وبعدة لغات ، فالزائر لأي مكتبة عالمية في أي بلد في العالم سيجد بأن هناك المئات من الكتب عن زايد بلغات عديدة ، والعشرات فقط من الكتب عن شخصيات عالمية أخرى ، حقيقة أكدها الكثير من الباحثين الذين عبروا في إنتاجاتهم العلمية والبحثية عن إعجاب العالم بشخصية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الشخصية التي أسرت قلوب الملايين في العالم بإنسانيتها ، وأكدوا من خلال زياراتهم للمكتبات العالمية أن 88% من الكتب الموجودة هي بأقلام غير إماراتية ، وهذا أكبر دليل على أن الشيخ زايد حظي بإعجاب العالم بل ومن أكثر الشخصيات التي صدرت عنها الكتب في العالم وبلغات مختلفة إلى الجانب العربية .
هكذا ظل زايد مهجوساً بإسكات نباح الجوع ومقاومة نوبات الأوبئة والأمراض، واحتواء أخطار الكوارث الطبيعية، وإضاءة ظلمات الجهل بالعلم في كل مكان في هذا العالم ، كان الحكيم زايد مهموماً بالبؤساء من المحرومين والمنكوبين والمشردين، وباليتامى والأرامل وبالعطشى والمرضى ، العمل الإنساني لم يكن في منهج زايد مناورة للكسب السياسي، لم يكن جهداً طارئاً يستهدف التخفيف، بل جهداً مؤسسياً غايته تجفيف معاناة الإنسان وإسعاده، لذلك فإن جهد زايد الخيري لم يتخذ أشكال العون والدعم والمساعدة فقط، بل انصب في أقنية التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشعوب .
هكذا كان رحمه الله مع الطفل والشاب والشيخ والمرأة.. مع الإنسان والحيوان، والشجر والحجر، في الداخل والخارج، حتى مع العدو وإن لم يكن...!! كان المغفور له إنساناً بكل ما ترسخه هذه الكلمة من معانٍ تسمو وترقى، لم ينظر إلى ديانة أو جنسية أو عرق أو لون ، كان زايد زايداً في كل شيء.. هكذا كان في السراء والضراء إنساناً ، بطل المواقف ورجلها، صادفه الكثير والكثيرون صادفوه فرحين، رصد القريبون مواقف له، وكتب آخرون مواقف أخرى، وقصَّ كثيرون مواقف تُحكى ، كلها تعود إلى المغفور له الشيخ زايد، ولا تختزلها سوى كلمة واحدة ( إنسان )
وهنا أستذكر لكم صورة جمعت المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه"، بشخصية إنسانية عالمية هي الراحل نيلسون مانديلا ، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا ، حينئذ ، بقصر الوثبة في 7 ديسمبر من العام 1998م ، وصف الشيخ زايد، مانديلا، بأنه زعيم تاريخي له مكانته الدولية، وقلده وسام زايد الأول ، ورد عليه مانديلا بقوله : أنت الزعيم الذي يعتز به العالم فقد حققت إنجازات عظيمة في العالم ، وثمن مانديلا قيادة زايد الحكيمة والواعية ومساهمته في القضايا الدولية ومساندة الحق والعدل في العالم ، تلك الصورة جمعت زعيما الإنسانية تطابقت رؤاهم وكانا مظلة إنسانية لنهضة الإنسان في هذا العالم بكل إخلاص وواقعية .
كثير من الأكاديميين بحثوا وحاولوا أن يجدوا من لا يحب شخصية الشيخ زايد، وإلى الآن لم يجدوا أحداً .
قال زايد :
(كانت أحلامي كثيرة، وكنت أحلم بأرضنا تواكب حضارة العالم الحديث، ولكني لم أكن أستطيع أن أفعل شيئا كبيرا، لم يكن في يدي ما يحقق الأحلام، ورغم ذلك كنت واثقا أن الأحلام سوف تتحقق في أحد الأيام).
(إنني منذ بداية خلافات العالم العربي إلى يومنا هذا، لم أبت ليلة واحدة مسروراً، وأسعى دائماً، وأود أن أبذل الجهد، وأصرف المال من أجل ألا يختلف الشقيق مع شقيقه).
(إنني لا أنفرد برأي، ولا أفرضه فرضاً، وإذا كانت هناك آراء مخالفة لرأيي، لعدلت إلى الرأي الأصوب).
(إنني مثل الأب الكبير الذي يرعى أسرته، ويتعهد أولاده، ويأخذ بأيديهم حتى يجتازوا الصعاب، ويشقوا طريقهم في الحياة بنجاح، فالحاكم ما وجد إلا لخدمة شعبه، ليوفر لهم سبل التقدم والأمن والطمأنينة والاستقرار).
(يتهمني الناس إنني وحدوي، وهذه تهمة لا أنفيها، ولكني لا أفرض هذه الوحدة على أحد قط).
(إن الاتحاد يعيش في نفسي وفي قلبي وأعز ما في وجودي ولا يمكن أن أتصور في يوم من الأيام أن أسمح بالتفريط به أو التهاون نحو مستقبله).
(إن أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتي، وسأضحي بكل شيْ في سبيل القضية العربية، إنني رجل مؤمن والمؤمن لا يخاف إلا الله) .
*إنني أؤمن بدور الإعلام وأريد من كل مواطن أن يعبر عن رأيه بصراحة.
*إننا نؤمن إيماناً عميقاً بحرية الصحافة، ونحن جميعاً شركاء في الرأي، وفي السياسة، وفي التخطيط، وفي الإعداد، وفي التنفيذ، وبدون هذه المشاركة لا يكون للعمل الوطني معنى، أو محتوى.
*إننا نؤمن بأن الشعب يجب أن يكون له مطلق الحرية في إبداء رأيه. والصحافة هي جزء من هذا الشعب.
*إن على الصحفي أن يجند نفسه، وأن يكون جندياً مع أمته، وأن يتبع الأسلوب السليم للإقناع دون تجريح.
*من واجب الصحافة ومن حقها أن تنتقد ونحن نرحب بالنقد البناء لأننا نريد أن نبني بلدنا ونحن نؤمن في هذا المجتمع بحرية المواطن وكرامته كما نؤمن بحرية الصحافة
الجوائز التي حصل عليها :
الوثيقة الذهبية 1985 من قبل المنظمة الدولية للأجانب في جنيف .
رجل العام 1988 من قبل هيئة ( رجل العالم ) في باريس .
وشاح جامعة الدول العربية 1993 وشاح رجل الإنماء والتنمية .
الوسام الذهبي للتاريخ العربي 1995 من قبل جمعية المؤرخين المغاربة .
الشخصية الإنمائية 1995 استطلاع لمركز الشرق الأوسط للبحوث والدراسات الإعلامية – جده .
درع العمل 1996 من قبل منظمة العمل العربية .
جوائز أعمال الخليج 1996
شهادة الباندا الذهبية 1997 من قبل الصندوق العالمي لصون الطبيعة .
وسام المحافظة على البيئة الباكستاني 1997 من قبل الرئيس الراحل فاروق ليجاري .
زايد داعية البيئة 1998 من قبل منظمة المدن العربية الدورة السادسة في الدوحة .
زايد رجل البيئة لعام 2000 يوم البيئة العالمي 5 مايوم 2000 معهد الجودة اللبناني .
ميدالية اليوم العالمي للأغذية 2001 منظمة الأغذية والزراعة ( الفاو )
جائزة كان الكبرى للمياه 2001 من قبل منظمة شبكة البحر الأبيض المتوسط التابعة لليونسكو للموارد البيئية والتطوير المستدام والسلام .
وفاته :
لاشك أن صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وعلى امتداد مسيرته الحافلة قد أدخل تغييرات جذرية وإيجابية على مستوى حياة الملايين في هذا العالم سواء في بلاده أو خارجها .
لقد استطاع المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أن يضع بلاده على الخريطتين العالمية والإقليمية وأن يكرس اسمه كقائد عربي وشخصية إنسانية عالمية فريد تمتعت باحترام العالم أجمع .
كان يعاني الشيخ زايد (86 عاما) قبل وفاته من مشاكل صحية منذ سنوات عدة، وقد ذهب إلى لندن في زيارة علاجية خاصة بتاريخ 15/5/2004، مما اضطره لعدم حضور القمة العربية التي كان مقررا عقدها في تونس في الثاني والعشرين من نفس الشهر ، وتعرض الشيخ زايد إلى وعكة صحية أخرى في أواخر شهر أيلول/سبتمبر من العام 2004م زادت من حالته حتى توفي ، وبحزن عميق وأسى بالغ نعى العالم وفاة المغفور له بإذن الله سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الذي انتقل إلى جوار ربه في مساء 2 نوفمبر 2004م ، في ساعة كان الصائمون يتحلقون حول موائد إفطار اليوم التاسع عشر من رمضان، جاء النبأ الأليم ، رحل زايد بن سلطان إلى بارئه، بعد أن أضاء العالم بإنسانيته وحكمته ، رحل زايد، ليعتصر الحزن القلوب، وتذرف العيون دموعاً لا تجف، وترتفع الأكف إلى السماء، ضارعة إلى المولى بإسباغ رحمته على من حلّ ضيفاً عليه أبا خليفة .
لقد خسر العالم أجمع واحد من أبرز قادته ورجاله الخيرين الذي وهب نفسه وكرس كل جهده في سبيل خدمة الإنسان والإنسانية والعمل من اجل تحقيق الأمن والسلام بين الأمم ، فكان رحمه الله عنواناً للخير والعطاء ومثالاً للعربي الغيور والقائد الحكيم النافذ البصيرة الوحدوي الشجاع الذي آمن بالوحدة سبيلاً لتحقيق العزة والنهضة والتقدم جسد ذلك فيما حققه لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي قاد مسيرتها بكل حنكة واقتدار وحقق لشعبها العزيز كل ما يصبوا إليه من الرفعة والرخاء والازدهار .
لقد شعر العالم بالألم البالغ والحزن الشديد لرحيل هذا القائد العربي الشهم ، والامتنان الكبير لمواقفه الأخوية المساندة للمستضعفين في العالم في مختلف الظروف والمناصرة لقضايا الأمة في مختلف المحافل والأصعدة .
وعبَّر الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد عن صدمته بوفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة رحمه الله "الذي غاب عن العالم بجسده لكن روحه وذكراه ستبقيان أبد الدهر حاضرتين.. تلهمان وتشدان من الأزر وتدفع الجميع إلى الأمام.
وقال سموه في مرثية بعنوان "إلى والدي وقائدي ومعلمي"...
ما تصورت نفسي يوماً تنعى سيدي ووالدي ومعلمي وقائدي
ما تصورت نفسي تنعى من ملأها بحضوره الساطع حتى تمازجت به وتماهت فباتت بعضاً منه وبات كنهها وصيرورتها
والله لو كان الموت الحق يُفتدى لافتديت الشيخ زايد بروحي، ولو كانت السنون تُعطى لوهبته سنوات الصبا والشباب وأحلى أيام العمر
يا اللّه يا رحيم نقبل بقضائك وقدرك بنفوس راضية مطمئنة، لكننا محزونون ففراق حبيبنا الأعز يدمي القلوب
يا اللّه يا حكيم نقبل بحكمتك، لكننا مكلومون بما اصطفيت لوطننا وكتبت قيامته على يديك فكان الوفي الأمين
أية كلمات وأية عبارات تكفي للإحاطة بوجعنا وألمنا ومشاعرنا المبعثرة على امتداد عمر عشناه مع زايد وما عرفنا قائداً سواه ولا معلماً في قامته ولا زعيماً بصلابته وحكمته وسعة صدره وعلوّ همته وكبريائه
يغيب الشيخ زايد عنا بجسده لكن روحه وذكراه ستبقيان أبد الدهور حاضرتين تلهماننا وتشدان من أزرنا وتدفعاننا إلى الأمام
يغيب الجسد ويبقى الشيخ زايد حاضراً في الدولة التي بنى والشعب الذي كون والقدوة التي قدم
يغيب الجسد ويظل الشيخ زايد حاضراً في المصانع والمزارع والحدائق والشواطىء في خطوات أبنائنا الأولى إلى مقاعد الدراسة وحرم الجامعة ومواقع العمل وصفحة كتاب الوطن الأولى ومطلع النشيد وتحية العلم
يا صاحب الظلّ العالي الممتد من سد مأرب إلى جنبات المسجد الأقصى، وشواطىء النيل ودجلة وإلى مدارس وجامعات ومساجد ومصانع في أرجاء عالمنا الإسلامي الفسيح
أينما تلفتنا يا سيدي نراك في مقل شعبك، التي زادها الدمع بريقاً فكشفت مخزون محبة لا ينتهي ومعين وفاء لا ينضب
أينما تلفتنا نسمع صوتك المحبب إلى النفس وكلماتكم النابضة بروح الحكمة والحب والنصيحة والإرشاد والهداية
بك يا سيدي شمخت نفوسنا وعلت هممنا ورفعت الإمارات رأسها بين الدول. كيف لا نشمخ وأنت العربي الصافي العروبة، والمسلم الصادق الإسلام، والزعيم الذي ورث المناقب كلّها، وأضاف إليها، والسياسي الذي ربط السياسة بالمبادئ والأخلاق، وسار بها فكراً وسلوكاً في قومه وأمته؟
كيف لا نشمخ بك وأنت تسري في كل شيء جميل في حياتنا مسرى الدم في العروق؟
كيف لا نشمخ بك وقد قدت سفينة الوطن وسط بحور متلاطمة وأنواء عاصفة فكانت صلابتك ورؤاك طريق النجاة إلى بر الأمان
تغيب يا والدي عن العيون لكنك حاضر في أكثر زوايا الفؤاد دفئاً وخفقاً وحميمية سيرة نبيلة تسري في عروق التاريخ والوطن سيرة أحرفها إنجازاتك وخلقك ومواقفك ومناقبك وسجاياك التي عرفها القاصي والداني
ما أحب الناس عبداً إلا أحبه الله
وأشهد أنك فزت بحب شعبك وأمتك العربية والإسلامية كما لم يفز قائد سواك
نم يا سيدي قرير العين
عزاؤنا أنك باق فينا وممتد في أبنائك البررة وشعبك المحب
عزاؤنا في ميراث المروءات الشيخ خليفة وإخوانه
عزاؤنا أنك أسست لعطاء يستمر عملاً صالحاً، مصداقاً لحديث رسولنا صلى الله عليه وسلم فعمل ابن آدم ينقطع بموته إلا من ثلاث.. الصدقة الجارية، والعلم الذي ينتفع به، والابن الصالح الذي يدعو له وأنت أيها الراحل الكبير وافيت الثلاث وأكثر
نعاهدك يا سيدي أن نكون دائماً كما أردتنا أسرة متماسكة متحابة، نعطي من دون حدود وننحاز إلى الحق. نلفظ الظلم، ونسعى في هذه الأرض لما فيه خير الوطن والمواطنين وتقدم الأمة ورفعتها
للّه ما أعطى، وللّه ما أخذ، وكل شيء عنده بأجل مسمى، وإننا بقضاء اللّه راضون ولما أصابنا محتسبون ولا نقول إلا ما يرضي الله عزّ وجل "وبشِّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا للّه وإنا إليه راجعون" صدق الله العظيم .
أما الدكتور الشاعر سعيد مانع العتيبه فقد أرثاه بهذه القصيدة الرائعة :
ألوذُ مِنْكَ بِصبري أيّها القَدَرُ ..... والمؤمنون إذا حل القضا صبروا
يدي تلوح يوم البين في وهنٍ ..... والدمع خلف قناع الصبر مستتر
فزايد كان قلب الحب في وطني ..... والحب من بعده للقلب مفتقر
هول الفجيعة هذا كاد يُفقدني ..... رشدي وكاد حسام البأس ينكسر
ولا أُلامُ فمن أبكيه كان أباً ..... عليه قلب بلادي اليوم منفطر
لولا يقيني بأن الموت خاتمة ..... لكل حي وأن القبر منتظر
لما اهتدت لمواني الصبر أشرعتي ..... فعاصف الحزن لا يبقى ولا يذر
فراق من كان أغلى الناس زلزلني ..... فصحت: لا كنت إلا الزيف يا خبر
غاب الزعيم العظيم اليوم عن وطني ..... كما تغيب عن ظلمائنا القمر
فساءلتني طيور الدوح باكية ..... ألن يعود؟ فكاد الصبر ينتحر
هذي الرمال التي تزهو بخضرتها ..... لولاه ما زانها عشب ولا شجر
عرفته من قديم فارسا بطلا ..... بالحلم والجود معروف ومشتهر
كانت تجاربه الراء مدرسة ..... العلم فيها كنور الشمس منتشر
يصغي الى قارئ القرآن يحفظه ..... ويمعن الفكر فيما دلت السور
كان المعلم والتلميذ في زمن ..... لم يكتسب علمه بدو ولا حضر
بفطرة الخير أعطى زايد دررا ..... من المآثر لا ترقى لها الدرر
رأيت فيه أبا يحنو على ولد ..... وعشت عمري بهذا الفضل أفتخر
أحس باليتم هذا اليوم يا وطني ..... لكن زايدنا أيتامه ك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.