خلال 90 دقيقة.. بين الأهلي وتحقيق "الحلم الآسيوي" عقبة كاواساكي الياباني    الهلال السعودي يقيل جيسوس ويكلف محمد الشلهوب مدرباً للفريق    اللجنة السعودية المنظمة لكأس آسيا 2027 تجتمع بحضور سلمان بن إبراهيم    رئاسة الحكومة من بحاح إلى بن مبارك    غارات اسرائيلية تستهدف بنى تحتية عسكرية في 4 محافظات سورية    احباط محاولة تهريب 2 كيلو حشيش وكمية من الشبو في عتق    صحيفة: أزمة الخدمات تعجّل نهاية التعايش بين حكومة بن مبارك والانتقالي    إذا الشرعية عاجزة فلتعلن فشلها وتسلم الجنوب كاملا للانتقالي    سنتكوم تنشر تسجيلات من على متن فينسون وترومان للتزود بالامدادات والاقلاع لقصف مناطق في اليمن    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الفريق السامعي يكشف حجم الاضرار التي تعرض لها ميناء رأس عيسى بعد تجدد القصف الامريكي ويدين استمرار الاستهداف    الطيران الأمريكي يجدد قصف ميناء نفطي غرب اليمن    مسلحون يحاصرون مستشفى بصنعاء والشرطة تنشر دورياتها في محيط المستشفى ومداخله    وزير سابق: قرار إلغاء تدريس الانجليزية في صنعاء شطري ويعمق الانفصال بين طلبة الوطن الواحد    هزتان ارضيتان تضربان محافظة ذمار    باحث يمني يحصل على برأه اختراع في الهند    الكوليرا تدق ناقوس الخطر في عدن ومحافظات مجاورة    غزوة القردعي ل شبوة لأطماع توسعية    "الأول من مايو" العيد المأساة..!    وقفات احتجاجية في مارب وتعز وحضرموت تندد باستمرار العدوان الصهيوني على غزة    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قراءة في عوامل ومراحل صمود اليمنيين خلال عام من العدوان
نشر في شهارة نت يوم 24 - 03 - 2016

في الثانية بعد منتصف ليل الخميس المشؤوم 26 مارس 2015م أيقظت اليمنيين غاراتٌ شنّها طيرانُ دول التحالف في عُدْوَان سافر الوجه، بعد أن كان يتزّيا الاغتيالات وتصفية الشخصيات والتفجيرات ونسف المساجد والطرقات.. هذه المرة أتى صاحبُ المشروع بشخصه ليستهدفَ اليَمَنَ أرضاً وإنْسَاناً وحضارةً، وقد وصلت الاحصائياتُ التقديريةُ من أَرْوَاح البشر منذ بدأ العُدْوَان إلَى أَكْثَر من خمسةٍ وعشرين ألف نسمة بين شهيد وجريح، أَغلبهم من النساء والأَطْفَال، وعمدَ إلَى تدمير آلاف المنازل وهدْمها على ساكنيها، وكذلك هدم كُلّ مقومات الحياة من مدارسَ، ومصانعَ ومستشفياتٍ، ومساجدَ، ومتاحفَ، وحدائقَ، وجسورٍ، وطرقات، وموانئ، ومخازن غذائية ومنشآت حكومية، وغير حكومية، ومعالمَ دينية، وفرض حصار بري وبحري وجوي شامل استهدف الماءَ والغذاء والدواء وكل المواد الأَسَاسية الخدمية وفي مقدمتها النفط.
عُدْوَانٌ في صورةٍ وحشيةٍ لم يشهد له التأريخُ مثيلاً.. ويكفي دليلاً أن عددَ الغارات الجوية التي تم تنفيذُها على اليَمَن وما تزال بلغت حسبَ اعترافاتهم إلَى (أَكْثَر من ستين ألفَ غارة)، متجاوزةً ما تم تنفيذُه في الحرب العالمية الثانية بنسبة أَكْثَر من 30%، مستخدماً فيها كُلّ أَنْوَاع الأسلحة المحرّمة دولياً ومنها العنقودية والانشطارية وقنابل الدخان الخانق، ليجعلوا من اليمن حقلَ تجارب لأسلحتهم حديثة الصنع.
ويرى مراقبون أن تحالُفَ العدوان كان يعتقدُ أن الشَّعْبَ اليَمَني سيستسلمُ في الشهر الأول أَوْ الثاني أَوْ ربما في الأُسْبُوْع الأول أَوْ الثاني من العُدْوَان، لكن الشعب اليمني سجل صموداً أُسْطُورياً تجلى، وما يزال، يوماً بعد يوم، ربما هو الأعظم في تأريخه، والذي أذهل العالَمَ بوقوفِه ومواجهتِه لأَكْبَر تحالف عُدْوَاني اجمعت فيه أَكْثَرُ من ثلاثين دولة، وشاركت فيه عشرُ دول عربية بقيادة النظام السعودي وبدعم ومشارَكة إسْرائيْل وأَمريكا.
عوامل الصمود
ثمة أسباب جَمَّة تقفُ وراء صمود اليَمَنيين، ويمكن إيجازُها في التالي:
أولاً: قوةُ الارتباط بالله سبحانه وتعالى والوقوف إلَى جانب الحق الذي سيخدمه حتى الباطل إن تحرّك أهل الحق، وخصوصاً مع الاصطفاف الذي أفرزته وفضحته المرحلة بعد أن وقفت تلك الأَنْظمَة المعتدية والتي تدّعي الإسْلَام إلَى جانب الشيطان الأَكْبَر الذي اتخذتها يداً لقتل الشَّعْب اليَمَني.
ثانياً: الإيمان بالقضية وعدالتها، والدور الفعلي للشعوب؛ كونها الضحية، فدورُ الشعوب ضروريٌّ ومهمٌّ وفاعلٌ ومجدٍ والشعوبُ هي معنية بأن تتحرك لمواجهة الأخطار التي تعاني منها، فهي الأَسَاس وهي من تمنح الحكومات الشرعية أَيْضاً وهي من تستطيع أن تنتزعَها منها، وبالتالي لا تمتلك الحكومات الحق أَوْ الصلاحية في تبني مواقفَ تجاه قضايا كبيرة خطيرة نتيجتها في نهاية المطاف بيع وطن أَوْ التضحية بسيادة أمة وكرامة شعب، وهدر دمائه، وَجلب الغزاة إلَى داخله تحت أية مسميات، أَوْ تطلب أي تدخل عُدْوَاني لإخضاع إرَادَة الشعوب الثورية.
وهذا ما أدركه الشَّعْب اليَمَني وعلى أَسَاسه تحرك وسيواصل جهادَه جيلاً بعد جيل حتى لآلاف السنين، كما قال قائد الثورة، الأربعاء 23 ديسمبر 2015م، 12 ربيع الأول 1437ه، في خطابه بذكرى المولد النبوي الشريف 1437ه.
ثالثاً: تماسُك الجيش واللجان الشَّعْبية والمجتمع القبَلي في الجبهات الداخلية وتوحيد الصفوف، وهذا في حد ذاته، أَكْبَر انتصار.
رابعاً: وجود القيادة الحكيمة لإدارة المعركة، واستعدادها لمعركة طويلة الأمَد ضمن خيارات استراتيجية مرتّبة ومدروسة استنزفت العدو طيلة العام الأول عدوان حتى انهار اقتصاده وكل وسائله ولم تبقَ له إلّا وسيلة السلاح الجوي الذي يعتبرُ سلاح الجُبْنَاء، والسلاح القاتل للإنْسَانية.
مراحل الصمود
اًولاً: صمودُ ما قبل الرد
على الرغم من قساوةِ ووحشيةِ العُدْوَان الذي شُنَّ على أَبْنَاء الشَّعْب اليَمَني منذ اليوم الأول بتكالب خليجي، وتحالف عربي ودعم أَمريكي وإسْرائيْلي وصمْت دولي، وَاستهدافه المدنيين العُزّل منذ الضربة الأولى، وارتكابه أَبْشَع المجازر بحقهم، وَاستهداف كُلِّ مناحي الحياة والنيل من قُوة عيش المواطن وحصاره حتى من أبسط الخدمات الأَسَاسية، وذلك من أجل إرْكَاع الشَّعْب اليَمَني وإضعافه واستسلامه. إلّا أن النتيجة كانت عكسيةً وأذهلت الجميعَ وفاجأتهم بما فيهم قوى العُدْوَان وأَدَوَاتها ومن يقف خلفها.
فقد أثبت الشَّعْبُ اليَمَني ممثلاً بقيادة الثورة صمودَه، وثباته، وقوته، وعزيمته، وحكمته في التعاطي مع المرحلة رغم صعوبتها، وحاولوا طيلةَ هذه الفترة ولمدة أَرْبَعين يوماً أن يتحاشوا كثيراً لما يحدث واتخذوا قرارَ عدم التعجل في الردّ ليس من باب الضعف وإنما لإعطاء النظامِ السعودي الفُرْصةَ الكافيةَ التي يفكّر فيها، لعله يتراجَعُ عن عُدْوَانه غير المبرر عن انتهاكه لسيادة بلد، وإدْخَال المنطقة في صراع وحروب، لعله يصل إلَى مرحلة الرشد والتعقل، ويدرك خطورة المؤامرة التي زَجّوا به فيها، وأنه عبارةٌ عن دُمية يحرّكونها لتنفيذ أجندتهم، وسيدفع في يوم من الأَيَّام الثمن غالياً، إلّا أنهم عصوا واستكبروا وواصلوا عُدْوَانهم الذي لو كان على بلدٍ غير اليَمَن لما تحمّل وصمد لمدة أَرْبَعين يوماً دون الرد، والتي اضطر بعدها إلَى بدأ الردّ وكان بمستويات وَبطريقة منظّمة تتيح الفرصة مرَّة أُخْرَى لأولئك المجرمين لأن يراجعوا حساباتهم.
لكن دون جدوى فما كان أَمَام الشَّعْب اليَمَني وقيادة الثورة إلّا البدء بالتعبئة العامة في أَوْسَاط المجتمع من أجل الرد والمواجهة، وذلك من منطلق الدفاع عن النفس والأرض.
ثانياً: تكافلٌ اجتماعي وقوافلُ كِرَام
أثبت الشَّعْبُ اليَمَني طيلةَ هذه الفترة التي مرّ بها أنه شعبٌ عزيز وصامد يستمد قوتَه، وعزمه، وإباءَه من اعتماده على الله، وأنه يمن الأَنْصَار والأوس والخزرج، يمن الحكمة والإيمان، والحضارة والقيَم والشموخ، لا ينكسر في أي حالٍ من الأَحْوَال، مهما كان حجمُ التضحيات التي يقدمها والصعوبات، والتحديات التي يواجهها.
فقد رأينا الصمودَ الأُسْطُوري الذي تجلّى من أَبْنَاء الشَّعْب اليَمَني لعام أَمَام أشرس عُدْوَان وحصارٍ حيّر كُلّ مراقب لمجرياته، وخصوصاً أن العُدْوَان السعودي كان يراهنُ على انكسار الشَّعْب اليَمَني، وأنه سيتخلى عن ذاكرته وتأريخه وأرضه وحضارته وقيَمه الإنْسَانية وكرمه الذي تميّز به وشجاعته، إلّا أنه أثبت غيرَ ذلك وبدأ بكل فخرٍ واعتزاز يسيّر شؤون حياته اليومية بما يعزّزُ الثباتَ والكرامة على الأرض، وَدوَّت صرخاتُ الكثير من الموطنين نحن جائعون جائعون. لكن لم ولن نستسلم، صامدون بالميدان، وصامدون بالموقف، ولن نستسلمَ حتى آخر قطرة من دمائنا. وعملوا بثقافة التراحم والتكافل، والترابط بين أَفْرَاد المجتمع بمختلف مكوناته وفئاته، وبادر الجميع إلَى تقديم المساعدات الإنْسَانية من فاعلي خير وتجّار وجمعيات خيرية حتى المجتمع البسيط الذي لا يمتلكُ إلّا قوتَ يومه أعطى وشارك إخْوَانه مما يأكل وأنفق بقوة في سبيل الله وسبيل العزة والكرامة.
والشَّعْب اليَمَني معروفٌ بكرمه ويشهد له التأريخُ بذلك، وما زاده العُدْوَان والحصار إلّا جوداً وكرَماً، تجلى ذلك في تقديمه الكثير من الدعم المادي والنفسي والمعنوي سواء للأسر الفقيرة أَوْ أسر الشهداء الذين قدموا أَرْوَاحهم في سبيل الوطن وسبيل العزة والكرامة أَوْ الأسر النازحة التي نزحت من مناطقها جراء القصف المتكرر واستهداف للمدنيين العُزّل، فقد اعتمدت الأسر النازحة بنسبة 90% على عطاء وبذل المجتمع خصوصاً مع غياب دور المنظمات الدولية التي تعمَلُ على الإغاثة الإنْسَانية والتي تطبل باسمِ حقوق الإنْسَان فلم نرَ منها لا مواقفَ قويةً وعملية ولا تقديم مساعدة وإن قدمت فهو بسيط ولا يصل إلَى حجم الكارثة التي خططت لها أَمريكا لقتل الشَّعْب اليَمَني.
ثالثاً: صمودٌ مجتمعي يتجلى في 26 مسيرةً، وما يربو على 250 وقفة
خرَجَ المجتمعُ اليَمَنيُّ منذ أول يوم لشنّ العُدْوَان السعودي الصهيو أَمريكي غاراتِه على العاصمة صنعاء، رافضاً للعُدْوَان ومستنكراً ومندداً لجرائمه ولم يَخَفْ أَوْ يخضع وعبّر عن مواقفه الرافضة والمستنكرة بكل الوسائل والأَدَوَات المتاحة رغم شُحَّة الإمْكَانيات المادية والوضع الأمني المخيف الذي فرضته طائراتُ ال F16 الأَمريكية التي لا تتحرك إلّا بإذن من غرفة عمليات تدار في البيت الأبيض، وقد سُخّرت لقتل الشَّعْب اليَمَني دون استثناء ض، إلّا أنها لم تكن عائقاً أَمَام المجتمع اليَمَني وقد تحرك صغيرُه وكبيرُة، رجاله ونساؤه وحتى أَطْفَاله، وخرجوا في مسيراتٍ حاشدة وصلت إلى في 26 مسيرةً، وما يربو على 250 وقفة، وأنشأوا الكثيرَ من الجبهات والتكتلات والائتلافات والمبادرات ومن مختلف المكونات ونَفّذوا من خلالها مئات الوقفات الاحتجاجية المناهضة للعُدْوَان الذي لا شرعية له والحصار الذي لا مبرر له، وأقاموا العديدَ من الندوات، والفعاليات الثقافية، والسياسية، والقانونية، والحقوقية والأُمسيات الشعرية والأفلام الوثائقية، والمعارِض التشكيلية وَالبتوغرافية والمجسّمات.
كلها تبرزُ جرائمَ العُدْوَان وانتهاكات حقوق الإنْسَان، التي يرتكبُها قاتلو الإنْسَانية وبشكل يومي، فالعُدْوَانُ على اليَمَن أحرج كُلّ المطبّلين باسم حقوق الإنْسَان وفي مقدمتهم أَمريكا التي تقتلُ الشَّعْب اليَمَني بأسلحتها المختلفة والمحرّمة دولياً وبتخطيط خُبرائها العسكريين والاستخباراتيين، وبأَدَوَات أَنْظمَة عربية باعت نفسَها من الشيطان الأَكْبَر أَمريكا وفي مقدمتها النظام السعودي.
رابعاً: الاندفاع في رفد الجبهات الداخلية والخارجية
الدورُ الذي لعبه الشَّعْبُ اليَمَني في دعمه للجيش واللجان الشَّعْبية كان ولا يزال مشرّفاً على امتداد العام الماضي وفي مختلف ميادين الجهاد؛ لأنه شعبٌ لا يقبل الذلة والمهانة ولا يتحمل الغزو والتدخُّل في قراراته، وَمعروفٌ على مدى التأريخ أن الشَّعْبَ اليَمَني شعبٌ حر لا ينكسر.
فيكفينا من الشموخ والصمود والتحدي اللحظات التي "يخرج فيها الرجل من بين رُكام منزله وهو يمسح التراب من على رأسه وجسمه وأمامه أشلاء زوجته وَأَوْلَاده كيف يتحدى ويوعد أنه لن يترك المجرمين والغزاة أعوان أَمريكا التي تقتل الشَّعْب اليَمَني، ويحمل سلاحه مُسْرعاً إلَى جبهات القتال دون أن يستسلم وينحني للألم على ما فقد؛ لأنه يعرف مدى خطورة المرحلة التي ستكون على الأُمَّة بأكملها إِذَا تساهل في مسؤوليته؛ لذلك سارع المجتمع اليَمَني، وبكل أَطْيَافه المختلفة بقوة وتحدٍّ وصمود إلَى رفد الجبهات الداخلية والخارجية بالمجاهدين، ومدهم بالمال والسلاح، وقوافل الكرم والعطاء، وقدم الكثير من الأَنْشَطة التي تهدف إلَى الدعم النفسي والمعنوي للجيش واللجان الشَّعْبية، والإشادة بصمودهم ودورهم العظيم وكان في مقدمتها اللقاءات القبلية الموسعة للتأكيد على مواصلة الصمود ورفد الجبهات لدعم الخيارات الاستراتيجية لردع الغزاة والمحتلين ومرتزقتهم في الداخل وأعلن النفير العام والتأهب للحظات الحاسمة والمفصلية التي ستخرج اليَمَن إلَى بر الأمان.
سادساً: صمود الجيش واللجان الشَّعْبية
معروفٌ عند الجميع ما تعرض له الجيشُ اليَمَني طيلة الأَعْوَام الماضية من إقصاء وإهمال وَاستهداف وتفكيك ممنهج من قبل الأَدَوَات الأَمريكية على المستوى الداخلي أَوْ الإقْليْمي، وأَكْبَرُ دليل على ذلك ما تعرض له من اغتيالات بشعة وبشكل متكرر راح ضحيتها العشرات، وتفجيرات استهدفت الكثير أَيْضاً أبرزها تفجير ميدان السبعين، وَالعُرضي، الذي ثبت أن منفذِي الجريمة فيه من جنسيات سعودية، وبلا شك أن التخطيط لتنفيذ الجريمة كان مشتركاً بين ثلاث قوى أَمريكا، والنظام السعودي وأجنحتهما في الداخل اليَمَني، وفي مقدمتهم عبدربه، وهي نفس القوى التي تكالبت اليوم على أَبْنَاء الشَّعْب اليَمَني، وفي مقدمتهم الجيش بهدف إضعافه والقضاء عليه من أجل أن يباشروا مشروعَهم التقسيمي بكل سهولة. إلّا أن الجيشَ وبإرادته القوية أثبت أنه جيش الوطن وتحرك بكل قوة يخوض معركة الشرَف والبطولة، وبجانبه اللجان الشَّعْبية فقد تحركا بكل إباء وثبات وشجاعة وصمودٍ في الجبهات الداخلية والخارجية وسطّروا أروع الملاحم البطولية رغم كُلّ المحاولات التي قام وَيقومُ بها المعتدي فقد وّفر واستخدام كُلّ الوسائل المتعددة التي كان يعتقدُ أنها تمكّنه من أرض اليَمَن وتحقق أَهْدَافه.
ومن هذه الوسائل نقل القاعدة وداعش من مختلف البلدان إلَى أرض اليَمَن، وَالمرتزقة الذين تم جلبُهم من مختلف الجنسيات، واستخدامه الغطاء الجوي المكثف الذي استهدف وَيستهدف البلد بأكمله بالأسلحة المختلفة، وشراء الضمائر، والمواقف بالمال السعودي والدولار، والغطاء الاعلامي المدروس الذي يسعى دائماً إلَى قلب الحقائق والترويج للحدث قبل وقوعه والمقصود بذلك زعزعة المجتمع وإرْبَاكه لكي تفشل الجبهات، وفي المقابل محاربة القنوات التي تسعى لإظهار الحقيقة وحصارها، وَكذلك إثارة المناطقية والمذهبية، وتوظيف الدين لمصالحهم ومصالح أَهْدَافهم بإصدار الفتاوى المتعددة من قبل علماء السوء التي تشرعن لاستمرار العُدْوَان والتحشيد له.
فعلى الرغم من قوة ودعم هذه الوسائل المتعددة والمتنوعة إلّا أنه وبعد عام كامل استطاع الجيشُ واللجان الشَّعْبية إفْشَالها، ونقلوا مسار المعركة إلَى العُمق السعودي ضمن خطوات استراتيجية مرتّبة ومتدرِّجة أذهلت العالم وجعلته ينظر إلَى المقاتل اليَمَني بكل إعجاب وإكبار.
‫#امريكا_تقتل_الشعب_اليمني‬
‪#‎USAKillsYemeni


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.