انعقدت في اسطنبول القمة الإسلامية لأجل القدس وحضر قادة فاعلون بالموقف والانتماء والدور وآخرون مشارکون بروتوكوليا أو مرغمون تحت عنوان القضية ،وغاب آخرون لم ينظروا لسرقه القدس کأولوية ،بل لمشاريع أخري في بلدانهم کتثبيت عروشهم تحت عناوين مختلفه کمحاربة الفساد في بلادهم الواقعة على مفترق الزمان.. لم يجعل الغائبون عن القمه القدسَ محطةً جامعة ،ولم يتعالَوا عن الخلافاتِ كرامةً للمقدسات ،والغريب أنه في ظل هذا التيه يُکشف عن دعوة علنية من وزيرِ الاستخباراتِ الصهيونية ،الذي أطلَّ عبر موقعِ ايلاف السعودي ،داعياً الأميرَ محمد بن سلمان لزيارةِ الكيانِ العبري. وفي الوقت الذي کان فيه البعض من باقي الشرفاء في هذه الأمة کالرئيس اللبنانيي ميشال عون الذي تکلم بلغة العروبة وبصوت عالٍ ومن علي منبر القمة بضرورة دعم انتفاضة شعبية فلسطينية مخاطباً الشعوبَ العربيةَ للتحرك في بلدانِها وأماكنِ انتشارِها كقوةِ ضغط ،والحكوماتِ بالذهاب إلى مجلسِ الأمنِ لتعطيل القرارِ الأميركي ،وفي الوقت الذي طالبت فيه الجمهورية الإسلامية الإيرانية ممثلةً يرئيسها الشيخ حسن روحاني بضرورة تفعيل الوحدة الإسلامية مبينا أنها هي الطريق الوحيد لدعم الحقوق الإسلامية والقدس الشريف ،و محذرا بضرورة عدم تجاهل مخاطر الكيان الصهيوني والترسانة النووية التي يملكها ،کاشفا أيضا عن سعي بعض الدول لإقامة علاقات مع "إسرائيل" مما شجع ترامب على اتخاذ قراره بشأن القدس. مقابلة موقعِ ايلاف مع وزير الاتصالات والاستخبارات الصهيوني يسرائيل كاتس ،لم تكن بريئة في توقيتها ،وكذلكَ دعوة كاتس إلى معاودةِ فتحِ خطوط قطار الحجاز ووصل "اسرائيل" بمحيطِها. ما حصل في قمة اسطنبول اليوم خطيرٌ جدا ... إنه انتکاسة جديدة للفلسطينيين وشعوب هذه الأمة حيث کان الکثيرون ينتظرون الإعلان عن دعم حقيقي لانتفاضة فلسطينية جديدة تعيد المقدسات المسلوبة وتدعم خيار الشعب الفلسطيني للتحرر من ظلم الصهاينة. کان من المنتظر من هذه القمة أن يعلن الکثير من المشارکين فيها اتخاذ خطوات عمليهة أولها قطع العلاقات العلنية مع "اسرائيل" وهي التي في معظمها تحتضن سفارات وبعثات دبلوماسية للکيان وليس آخرها الضغط علي السفارات الأمريكية لديها أقله تجميد العلاقات الدبلوماسية واستدعاء السفراء ،لکن للأسف لم يحمل البيان الختامي للقمي أملا للشعب الفلسطيني ولا للشعوب العربية إلا مزيدا من الخذلان والانتکاسات المتکررة. إن الأخطر في هذه القمة هو الاعتراف ب'أبو ديس' عاصمة لفلسطين ،هذا ما أرادته أمريکا بقرار رئيسها المتعجرف بدعم عربي ساهمت فيه دول بعينها وعلي راسها السعودية وکانت غائبه اليوم بکل وضوح. فالإعلان بأن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين دون ذكر حدود 4 حزيران 67 يعني تخلي عن كامل المقدسات وتنفيذ للمطلب الامريکي الاسرائيلي. ما حصل في اسطنبول اليوم تآمر سعودي مصري على الفلسطينيين ومبايعة مبطنة لترامب وكل ما عدا ذلك تضليل وذر الرماد بالعيون.