ماذا لو قررت ثورات الربيع العربي أن تعطي فرصة للتاريخ ولأشخاصه أن يعيدوا كتابة تاريخها عبر العودة بعقاربها للوراء فماذا تعتقدون انه سيحدث؟هل سيعيد الحكام حساباتهم ويٌعدلون من طرائق سوسهم وحكمهم لشعوبهم؟وهل كانت الشعوب لتقبل بذلك التعديل وتَعْدل عن ثوراتها؟هل كان الحكام سيغيرون طريقة تعاملهم في قمع تلك الثورات عبر الحكمة الموعظة الحسنة والإصلاحات الملموسة و المعالجات السريعة_وليس المسكنات_ أم أنهم سيعمدون إلى القنابل النووية ؟وهل كان هذا ليثني الشعوب عن الخروج من لحود الصمت والخنوع واليأس إذا ما نجوا من لحود القنابل النووية؟ ماذا عن مواقف أولئك الذين وقفوا ضد الثورة والثوار بالصمت أو بالكلمة وماذا عن أولئك الذين وقفوا ضدهم بالمكيدة والمكر وماذا عن أولئك الذين وقفوا ضدهم بالذخيرة الحية أو الميتة؟وماذا عن أولئك الذين وقفوا ضد الثورة ومعها بذخيرة القناعين؟ ماذا لو توفرت مثل هذه الفرصة هل كان الشهداء ليقدموا على ما أقدموا عليه أم أنهم سيتراجعون عبر الهرب أو ربما الموت أكثر من مره لأجل مبدأ واحد (التغيير) وهل كان ذووهم ليدعموهم أو يدعوهم بعد أن ذاقوا مرارة فراقهم ومرارة ضياع حقوقهم أم أنهم كانوا ليشاركوهم المرارتين؟ ماذا عن أولئك الذين راهنوا بالقول أو بالفعل على استحالة زوال تلك الأنظمة هل كانت أرآهم ومواقفهم لتتبدل أم أن قيمة الرهان كانت لترتفع ؟وماذا عن أولئك الذين ضلعوا في تأسيس الحكومات المرحلية أو الانتقالية هل كانوا ليفرحوا بما أوتوا بعد ما عرفوا حقيقتها والغرض الظاهري والباطني من تكوينها أم أن الفرار كان هو الأسلم والأصح؟ من يدري ربما كان بعضهم ليقتتل عليها؟ هل كانت الشعوب التي خرجت للتغيير لتقدم على تلك الثورات بعد أن رأت ماذا حدث لهم فيها وبعدها أم أنها كانت لترضى بما قبلها رضا العاجز المستقر خير من التغيير غير المستقر وغير المعروف أم أنها كانت للتمنى لو أنها غيرت شكل الثورة وطريقة انفجارها وسبلها فماذا لو ؟
