لا تختبئوا وراء الحوثي.. أمريكا تكشف عن وصول أسلحة ضخمة للمليشيات في اليمن    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    مجازر دموية لا تتوقف وحصيلة شهداء قطاع غزة تتجاوز ال35 ألفا    نقل منصات إطلاق الصواريخ الحوثية استعدادًا للحرب واندلاع مواجهات شرسة مع الأهالي ومقتل قيادي من القوة الصاروخية    اليمن تسعى للاكتفاء الذاتي من الألبان    الحوثيون يواصلون افتعال أزمة الغاز بمحافظتي إب والضالع تمهيد لرفع الأسعار إلى 9 آلاف ريال    طعن مواطن حتى الموت على أيدي مدمن مخدرات جنوب غربي اليمن.. وأسرة الجاني تتخذ إجراء عاجل بشأنه    المبادرة المُطَالِبة بالكشف عن قحطان تثمن استجابة الشرعية وتحذر من الانسياق وراء رغبات الحوثي    قائد الحراك التهامي السلمي يعقد لقاء مع المعهد الديمقراطي الأمريكي لبحث آفاق السلام    الحوثيون يواصلون حملة اعتقال الطلاب الفارين من المراكز الصيفية في ذمار    بن عيدان يمنع تدمير أنبوب نفط شبوة وخصخصة قطاع s4 النفطي    تحميل لملس والوليدي إنهيار خدمة كهرباء عدن مغالطة مفضوحة    الدولة العميقة ومن يدعمها هدفهم إضعاف الإنتقالي والمكاسب الجنوبية    اعضاء مجلس السابع من ابريل لا خوف عليهم ويعيشون في مأمن من تقلبات الدهر    وصمة عار في جبين كل مسئول.. اخراج المرضى من أسرتهم إلى ساحات مستشفى الصداقة    برشلونة يرقص على أنغام سوسيداد ويستعيد وصافة الليغا!    بيان عاجل لإدارة أمن عدن بشأن الاحتجاجات الغاضبة والمدرعات تطارد المحتجين (فيديو)    انفجار الوضع في عدن وقوات الانتقالي تخرج إلى الشوارع وتطلق النار لتفريق المظاهرات وهذا ما يحدث الآن "شاهد"    أسرارٌ خفية وراء آية الكرسي قبل النوم تُذهلك!    ليفربول يسقط في فخ التعادل امام استون فيلا    "نكل بالحوثيين وادخل الرعب في قلوبهم"..الوية العمالقة تشيد ببطل يمني قتل 20 حوثيا لوحده    استعدادات حوثية للاستيلاء على 4 مليار دولار من ودائع المواطنين في البنوك بصنعاء    إنجاز يمني تاريخي لطفلة يمنية    لاعب منتخب الشباب السابق الدبعي يؤكد تكريم نجوم الرياضة وأجب وأستحقاق وليس هبه !    ما معنى الانفصال:    جريمة قتل تهز عدن: قوات الأمن تحاصر منزل المتهم    سيف العدالة يرتفع: قصاص القاتل يزلزل حضرموت    اليمن تجدد رفضها لسياسة الانحياز والتستر على مخططات الاحتلال الإسرائيلي    برشلونة يتخطى سوسيداد ويخطف وصافة الليغا    البوم    غروندبرغ يحيط مجلس الأمن من عدن ويعبر عن قلقه إزاء التصعيد الحوثي تجاه مارب    انخفاض أسعار الذهب إلى 2354.77 دولار للأوقية    السفيرة الفرنسية: علينا التعامل مع الملف اليمني بتواضع وحذر لأن الوضع معقد للغاية مميز    السعودية: هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    الاكاديمية العربية للعلوم الادارية تكرم «كاك بنك» كونه احد الرعاة الرئيسين للملتقى الاول للموارد البشرية والتدريب    صراع الكبار النووي المميت من أوكرانيا لباب المندب (1-3)    دموع ''صنعاء القديمة''    فريق مركز الملك سلمان للإغاثة يتفقد سير العمل في بناء 50 وحدة سكنية بمديرية المسيلة    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    من أراد الخلافة يقيمها في بلده: ألمانيا تهدد بسحب الجنسية من إخوان المسلمين    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    تشافي: أخطأت في هذا الأمر.. ومصيرنا بأيدينا    ميلان يكمل عقد رباعي السوبر الإيطالي    هل تعاني من الهم والكرب؟ إليك مفتاح الفرج في صلاةٍ مُهملة بالليل!    رسميًا: تأكد غياب بطل السباحة التونسي أيوب الحفناوي عن أولمبياد باريس 2024 بسبب الإصابة.    اشتراكي المضاربة يعقد اجتماعه الدوري    وزير المياه والبيئة يزور محمية خور عميرة بمحافظة لحج مميز    بدء اعمال مخيّم المشروع الطبي التطوعي لجراحة المفاصل ومضاعفات الكسور بهيئة مستشفى سيئون    المركز الوطني لعلاج الأورام حضرموت الوادي والصحراء يحتفل باليوم العالمي للتمريض ..    وفاة أربع فتيات من أسرة واحدة غرقا في محافظة إب    أفضل دعاء يغفر الذنوب ولو كانت كالجبال.. ردده الآن يقضى حوائجك ويرزقك    بالفيديو...باحث : حليب الإبل يوجد به إنسولين ولا يرفع السكر ويغني عن الأطعمة الأخرى لمدة شهرين!    هل استخدام الجوال يُضعف النظر؟.. استشاري سعودي يجيب    قل المهرة والفراغ يدفع السفراء الغربيون للقاءات مع اليمنيين    مثقفون يطالبون سلطتي صنعاء وعدن بتحمل مسؤوليتها تجاه الشاعر الجند    هناك في العرب هشام بن عمرو !    قارورة البيرة اولاً    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عضو قيادة المشترك "المتوكل": نحن ضد عسكرة الثورة وضد هيكلة الجيش في الوقت الراهن
نشر في شهارة نت يوم 02 - 05 - 2012

بتاريخ 1/11/2011م وفي إطار الأزمة التي عشناها تحت يافطة “الربيع العربي”، تعرض الدكتور محمد عبدالملك المتوكل- عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك الأمين العام المساعد لحزب اتحاد القوى الشعبية- لحادث كاد ان يودي بحياته.. حينها سارعت أحزاب المشترك قبل النظام الحاكم في التأكيد بأن الحادث مروري بحت، وهي التي دأبت على استغلال أي حدث وتسييسه، الأمر الذي وضع علامات استفهام كبيرة، قبل أن يعود المتوكل من رحلته العلاجية ليفك اللغز بنفسه ويؤكد ان الحادث لم يكن مرورياً بقدر ما كان مدبراً ومخططاً له من قبل جهات أزعجتها مواقفه الرافضة لعسكرة “ثورة” الشباب ومواقف أخرى كشفها في حوار اجرته صحيفة “الجمهور” ونعيد نشره.
* دأبت أحزاب اللقاء المشترك وأمام أي حادث على محاولة تسييسه واستغلاله في صراعها ضد الآخر، لكنها في الحادث الذي ألمَّ بك وأنت القيادي في المشترك سارعت مثلها مثل النظام الحاكم في التأكيد بأن الحادث هو حادث مروري بحت، الأمر الذي وضع علامات استفهام.. ما رأيك؟
- هذا الموضوع غريب فعلاً، وبالنسبة لي أنا مقتنع أنه لم يكن حادثاً مرورياً على الإطلاق، وأنه “موتور” سياسي.
* طبعاً أنت تتهم جهات معينة في اللقاء المشترك؟
- لا.. لا.. أنا لم اتهم المشترك ولا أشخاصاً ولا قوى بعينها، ولا أستطيع حتى اللحظة أن أتهم أحداً، بل أنا أتهم نفسي، أنه كانت لدي آراء ومواقف أزعجت الكثير.
* من بين هذه المواقف، يأتي موقفك الرافض لعسكرة ما تسمى ب”ثورة الشباب”؟
- نعم.. أنا رفضت عسكرة الثورة، وكتبت رسالة للمشترك حول هذه المسألة، رفضت إيقاف التعليم في الجامعة، وبدأنا نعمل توازناً في القوى وبما تحتاجه العملية الديمقراطية في البلد، كنا رتبنا مع محمد علي ابو لحوم ومع الحوثيين ومع الحراك الجنوبي ومع كتلة الأكاديميين في الجامعة الدكتور جلال فقيرة وجماعته، ومع عدد من القوى.. هذه المواقف أو هذه الآراء هي في اعتقادي كانت وراء ما تعرضت له من حادث.
* وربما يكون من بين هذه المواقف موقفك من موقف الشيخ عبد المجيد الزنداني من الدولة المدنية، وما دار بينك وبين الشيخ من جدال؟
- لا.. لا.. هذا كان قديماً، وقد كنت حينها وبعدها أمشي في الشارع بمفردي ولم يعترضني أحداً، ولكنني اعتقد أن ما حصل لي هو نتاج للمواقف الجديدة، وهي كما قلت لك “عسكرة الثورة، التعليم في الجامعة، هيكلة الجيش، توازن القوى”.
* هذه المواقف تزعج أطرافاً في اللقاء المشترك، بما يعني أن هذه الأطراف أو هذه القوى هي من يقف وراء الحادث؟
- هذه المواقف تزعج الكل.. عملية توازن القوى مثلا يضيق منها الكل، فقد يكون فيه طامعون من هنا وهناك، ولهذا وقف الطرفان من الحادث موقفاً واحداً.
* تقصد أنهم سارعوا بالتأكيد على أن الحادث مروري بحت؟
- نعم.. مع أنه ليس كذلك، ما حصل هو حادث سياسي نتيجة مواقف سياسية.
قبيل الحادثة
* صباح يوم الحادث، كنت حضرت اجتماعاً مع مكونات تسعون معها إلى خلق توازن قوى، وكان الظاهر في الاجتماع الأستاذ عبدالغني الإرياني ومجموعته مجموعة الوعي؟
- صحيح.. اجتمعنا وكان الاتفاق أن نستكمل الاجتماع في الليل، قلت لهم أنا لا أحبذ الخروج في الليل، أنا دائما ألتزم بقول الله تعالى “وجعلنا الليل لباساً وجعلنا النهار معاشا”، ولكن لأنني الأكثر اهتماما بهذا الموضوع -خلق توازن قوى- اضطررت للخروج، قلت لهم طيب، لكن أنا لا أعرف مكانكم، قالوا بانرسل لك، وفعلا أرسلوا اثنين.
* من أرسلوا بالضبط؟
- سامي الحداد، وسمية (لا أذكر لقبها الآن) لكنني عرفت لاحقاً أنها إصلاحية، مشينا في المساء لكننا حصلنا الجسر الذي يفترض أن ندخل منه مسدوداً بسيارات، قلت لماذا ما نقول لهم يخرجوا من الجسر قالوا مش ممكن، ورجعنا من جنب الجسر في شارع وكان بجانبه أيضا شارع كبير، وكان خالياً تماماً لا سيارات فيه ولا مترات ولا حتى مشاة من بني آدم.. قلت لهم طيب أين البيت قالوا خمس دقائق ونكون قد وصلنا، قلت طيب نقطعها مشي ولم أعرف بعد ذلك ما حدث إلا بعد ثلاثة أيام وقد أنا في الأردن، سألت عندما صحوت: أيش فيه؟!!.. أين نحن؟!!.. أيش اللي حصل؟!!.
* أفهم من كلامك أن الشارع “الفارغ” هو الذي جاءت منه الدراجة النارية؟
- أنا أصلاً لم أشعر بالدراجة النارية ولم أرها، وإذا كانت هناك دراجة نارية فهي جاءت من الشارع الذي نزلنا فيه.

* أقصد أن الشارع “الفارغ” كان مهيأ للجريمة؟

- يبدو أنه كان كذلك.. أنا قناعتي أنه إذا كان فيه دراجة نارية فهي جاءت من الشارع الذي نزلنا فيه، لأن الشارع الذي أمامي كان (فاضي) تماماً.

* يعني.. إجمالاً نقدر نقول إن القوى التي تقف وراء الحادث هدفها قطع الطريق أمام استكمال هذا المشروع الذي تسعون إليه.. أعني خلق توازن بين القوى؟
- ما عنديش فكرة، ولكن أنا- كما قلت لك- اعتبرته نتيجة لعدد من القضايا، وهي القضايا التي أشرنا إليها، أيضا أنا كنت كتبت رسالة لجمال بن عمر أننا نريد تشكيل لجنة لهيكلة القوات المسلحة على أسس حضارية، وهذا الموضوع سيغضب الطرفين.
* وقبل الحادث بيومين كنت قد خالفت المشترك فيما يتعلق بإيقاف التدريس في جامعة صنعاء، بل وذهبت أنت كأستاذ في الجامعة للتدريس في المباني البديلة؟
- نعم.. وانتقدت هذا الموقف بشكل كبير، وقلت إنني سأكون حيث يكون الطبلة، وأنا ضد وقف التعليم، وقلت لهم الذين تمنعونهم من التعليم في جامعة صنعاء هم الفقراء والمساكين أما أبناء الأثرياء والمسؤولين هم في الجامعات الخاصة، وكتبت مقالاً حول هذا الموضوع ونشر في صحيفة “الأولى”، وأنا اعتبر هذا أحد المواقف والآراء التي تسببت في الحادث الذي تعرضت له.
الشاب مغرر به
* هل التقيت بالشاب منفذ العملية؟
- أنا طلبت ذلك، وقد جاءني والده وشقيقه ووالدته جاءوني إلى البيت وقيلوا معي وكان عندي عدد من الإخوان، وتناقشنا في الموضوع وقالوا لي انه شاب في الصف الثاني ثانوي، وقناعتي أنا أنه إما مغرر به وإما فقير إلى الحد الذي تغريه الفلوس على ارتكاب أي شيء، وقد قلت للمحامي حسن الدولة عندما جاءني إلى الأردن، قلت له وبكل وضوح لا يجوز أن تركزوا على هذا المسكين.
* ألم تلتق بهذا الشاب بعد؟
- لا.. لا.. أنا قلت لعائلته الذين جاءوني، ما يهمني من المعلومات التي تأتيني منه هو إحساسه بالندم والذنب، وأنه لن يكرر مثل هذا العمل مع أي كان، وإلا فلا استطيع أن أعفو عنه طالما وهو لا يزال لديه الاستعداد للقتل، لقتل أي شخص كان.. وأنا في اعتقادي انه مغرر به بمعنى انه ليس عدوانياً إلى هذا الحد، أما إن كان كذلك- عدوانيا- ففي هذه الحالة لا يجوز أن أعفو عنه.
عسكرة الثورة غلط
* منذ انشقاق بعض وحدات الفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الأحمر وانضمامه إلى ما يسمى “ثورة” الشباب، تغير مواقفك، وأصبحت تتحدث وبجرأة عن “طلبنة الساحات”، وعسكرة الثورة ولك كتابات بهذا الخصوص؟!
- أنا قلت إن عسكرة الثورة كان غلط- وهذا ما يفترض- أمام نضال سلمي، والنضال السلمي أدواته معروفة، وكان لي أيضاً رأي أهم طالما وقد حصل ما حصل، أنه ما دام وقد أصبح لدى الثورة عسكر لماذا لا تستفيد منهم ليس في الحرب وإنما في صناعتهم للمستقبل في الجيش الذي تحتاجه الدولة المدنية؟!!.
* الاستفادة في المستقبل ليست محل اعتراض.. ما وجه اعتراضك على الاستفادة من الجيش المنشق في اللحظة “الثورية” إن جاز التعبير؟
- اعتراضي هو على الممارسة، وليس على الجيش بحد ذاته، أنا اعترضت عندما بدأ العسكر يخرجون مع الشباب السلميين في المسيرة، وتحديداً في تلك المسيرة التي اتجهت إلى شارع الزبيري وحصل فيها الصدام المسلح..
أنا قلت أنه لا يصح عسكرة الثورة لأن ذلك يتعارض مع مفهوم النضال السلمي، ولذلك العالم اعتبر تلك المظاهرة مظاهرة غير سلمية.
* اعتراضك على “عسكرة الثورة” البعض يقول إنه اعتراض على شخص اللواء علي محسن الأحمر بحكم ارتباطه بتيارات إسلامية معروفة؟
- لا.. لا.. أنا كنت أقول بأن التيارات الإسلامية في العالم العربي كله هي اللي دفعت بالقوات المسلحة إلى الحكم.. في مصر الإخوان المسلمين، وكذلك في السودان، وفي تونس، وقلت: أنتم تدفعون العسكر إلى الحكم ليضربوكم بعد ذلك.
ولهذا كان رأيي أنه طالما وقد أصبح لدى الثورة جيش، لماذا لا نعمل على تكييفهم وتدريبهم وتثقيفهم بحيث يكونوا أداة من أدوات الدولة المدنية المنشودة؟!!.
* أنت وقفت ضد أن يكون لدى ما يسمى ب”الثورة” جيش؟
- أنا وقفت ضد الممارسة، وليس ضد الانضمام، أنا كنت ضد ممارسة الجيش عملاً ثورياً، كأن يخرج في المسيرات، وقلت- وبكل وضوح- يجب أن تقتصر مهامه إذا كان ولا بد على حماية المداخل المؤدية إلى الساحة فقط، وأن يتحول هذا الجيش إلى الجيش الذي نحلم أن يكون للدولة المدنية.
* كيف؟
- جيش تحت سلطة مدنية، وإلا كيف نضمنه في المستقبل.
الموقف السلبي
* إجمالاً.. تمرد بعض وحدات الجيش بقيادة اللواء علي محسن هل خدم “ثورة الشباب” أم أضر بها؟
- شوف استخدام العنف في النضال السلمي يأتي بنتائج سلبية، على سبيل المثال الشباب السلميون عندما خرجوا في مظاهرة كبيرة إلى شارع الزبيري “جولة كنتاكي” تحولت المظاهرة في نظر العالم إلى مظاهرة غير سلمية بحكم مرافقة العسكر للشباب، ولهذا أنا كنت أطرح أن الثورة السلمية لا تحتاج إلى حماية جيش، وينبغي ألا يتواجد فيها العسكر إطلاقاً لا في الساحات ولا في الجامعة، وإذا كان ولا بد فلتقتصر مهامهم في حماية المداخل إلى الساحة لمنع أية اعتداءات قد تحصل من الطرف الآخر.
* يعني انشقاق الجيش خدش سلمية “الثورة”؟
- مش انشقاق الجيش في حد ذاته وإنما ممارسة الجيش للعمل الثوري، لأن جيش الدولة في مصر – مثلاً- وقف مع الثورة ولم يخدش سلميتها، إذ أن موقفه كان إيجابياً.
* وبالعكس كان الموقف عندنا سلبياً؟
- السلبي هو خروج الجيش مع الشباب في المسيرات.. وقد قلت رأيي بكل وضوح أننا ضد عسكرة الثورة تحت أي مبرر كان، حماية الثورة أو العنف المضاد.. الثورة السلمية لها أدواتها السلمية المعروفة.
* وماذا عن توازن القوى الذي كنت تبحث عنه؟
- توازن القوى هو الممهد والضامن لنمو الديمقراطية، وبدون ذلك كأن يهيمن حزب أو حزبان على المشهد السياسي فلن تكون هناك ديمقراطية، وعلى هذا الأساس بدأنا في هذا المشروع- توازن القوى- وبدأنا في التنسيق مع الحراك الجنوبي ومع الحوثيين ومع كتلة أحرار المؤتمر البرلمانية ومع محمد أبو لحوم وجماعته ومع أساتذة الجامعة الذين انضموا للثورة ومع جماعة عبدالغني الإرياني جماعة تكامل الوعي.
حادث الرئاسة
* بالنسبة لمجزرة 18 مارس أو ما تسمونها ب”جمعة الكرامة” قلتم في المشترك أنه تم القبض على المتهمين وأنه تم تسليمهم إلى قيادة الفرقة الأولى مدرع.. السؤال لماذا تسلمونهم للفرقة وهي حينها لا تزال جزءاً من النظام المتهم؟
- لا أستطيع أن أحكم في هذا الموضوع بشيء.
* في حادث مسجد دار الرئاسة، كتبت مقالاً باسم مستعار، خاطبت فيه الرئيس، وبما يوحي بارتياحك لنجاته؟
- لم يكن باسم مستعار، المقال هو باسمي وكان بعنوان “لهذا أنجاك الله”.. طبعا الحادث كان المفترض أنه مميت، لكن الله أنقذ الرئيس من موت محقق، فقلت أنه ربما أن الله أعطاك فرصة أن تقدم شيئا لهذا الوطن، وأن تدخل مرحلة إصلاح متكامل.
* المقال فيه ما يوحي بغضبك من الحادث؟
- بدون شك أنا لا أؤمن بالعنف.
* وللأسف الشباب احتفلوا في الساحة بما يعني مباركتهم للعنف؟
- وأنا انتقدت هذا.. تحتفل بقتل الآخر ليش؟!!.. وعلى العموم أنا ضد العنف وبكل أشكاله، ولهذا أرسلوا لي دراجة نارية.
الحوثيون والإصلاح
* في البداية كان خطابكم في المشترك أن الإصلاح والحوثيين والحراك الكل قد اندمجوا في الساحات مع الشباب، ولكن في الواقع لم يمر ثلاثة أشهر حتى اندلعت المواجهات المسلحة بين الإصلاح والحوثيين في الجوف، ليمتد الصراع بعد ذلك إلى حجة، أيضا هناك صراع بين الإصلاح والحراك.. ما دلالات ذلك؟
- هذه كلها من ظواهر غياب الدولة.
* هل الصراع بين الإصلاح والحوثيين صراع مذهبي أم سياسي بحت؟
- نحن اليوم نعيش مرحلة توافق، ولهذا أنا أرى أنه لا يجوز أن نتهم أحداً، بل علينا أن نكرس جهدنا في الاستفادة من مرحلة التوافق التي يؤازرنا فيها العالم، ونضع تصوراً واضحاً لماهية الدولة التي نريدها.
* لكن الطرفين- الإصلاح والحوثيين، أو الإصلاح والحراك- يتبادلان الاتهامات حد التخوين بالعمالة للخارج؟
- شوف.. نحن اتفقنا أنا وعدد كبير ممن ليسوا مع هذا الطرف ولا ذاك، أن نضع تصوراً واضحاً لماهية الدولة التي نريدها، وعلى أساس أن ندخل الحوار الوطني بهذا التصور.
* أنت ومن في هذا المشروع؟
- أنا وعدد كبير، منهم مثلاً محمد علي أبو لحوم وحسين الأحمر، اتفقنا ألا نعادي أحداً ولا نسب أحداً لا علي عبدالله وجماعته ولا الإصلاح وجماعته ولا الحوثي وجماعته ولا الحراك الجنوبي.
* أفهم أن لديك الآن مشروعاً خارج إطار اللقاء المشترك؟
- نعم.. ولا أدري هل المشترك يؤيدنا فيما نطرحه أم لا؟!!.
* بالنسبة لحميد الأحمر، يبدو انه قد حدد موقفه من الفيدرالية كشكل للدولة، عندما قال مؤخراً أننا لسنا بحاجة إلى الفيدرالية لأننا قد توحدنا مسبقاً.. ما رأيك؟
- هو يعبر عن وجهة نظره.. وكما قلت لك، بالنسبة لنا نحن منهمكون في وضع تصور واضح لماهية الدولة التي نريدها، وعندما نخلص منه أرجو أن يتبناه أكبر عدد ممكن.
* طالما وأنك تنبذ السب والشتم ضد الآخر في هذه المرحلة – مرحلة التوافق- ما رأيك في خطاب رئيس الوزراء باسندوه، الذي هاجم فيه الرئيس السابق وبلغة لا تليق بمرحلة الوفاق؟
- حقيقة أنا لم اسمع هذا الخطاب، ولكن بشكل عام أنا ضد مهاجمة أي طرف داخل البلاد خلال هذه المرحلة.
هيكلة الجيش
* المبادرة الخليجية بآليتها التنفيذية حددت مهام اللجنة العسكرية في (أولاً وثانياً)، ووضعت عدة نقاط في أولاً، يتم إنجازها قبل الانتقال إلى ثانياً إعادة هيكلة الجيش، إلا أن المشترك وشركاءه يريدون البدء بثانيا قبل أولاً، كل همهم الآن إعادة هيكلة الجيش؟
- لا تصح هيكلة جيش إلا بعد أن يتم الاتفاق على الأسس وعلى طبيعة اللجنة وعلى ما نوع الهيكلة، وإلا فإن معنى الهيكلة لن يخرج عن كونه أنك تجمعهم لكي يقوموا بانقلاب.
* أفهم أنك لست مع زملائك في المشترك الذين يشترطون هيكلة الجيش قبل الدخول في الحوار الوطني؟
- نعم، أنا ضد عملية هيكلة الجيش قبل أن تلتقي جميع الأطراف في الحوار وتتفق على الأسس وطبيعة الهيكلة المنشودة.. الحوار أولاً وعلى أن تبقى الهيكلة جزءاً من الحوار.. نتفق على الأسس، وما هي القوات التي سنهيكلها!!.. أنا سألت البعض كيف قالوا: لا.. يروح علي عبدالله وجماعته وعلي محسن وجماعته؟!!.. قلت لهم: طيب ومن الذي يجيء؟!!.. وما درّاكم أن البديل ليس من هذه الأطراف نفسها؟!! وبعد أن تسلموهم كل السلاح يقوموا بالانقلاب..
للأسف الشديد، كثير من الأخطاء اللي نرتكبها من 48 إلى اليوم أننا نعمل ثورات ثم لا نستخدم الآليات التي تجعل منها ثورة صح، ولهذا نقوم ننسف الذي ثرنا عليهم والثوار.. وهكذا من 48 إلى اليوم.
* وكأنك تشير إلى انحراف المسار، وأن ما يسمى “ثورة الشباب” هي الأخرى انحرف مسارها؟
- أنا أقول ان الشباب مساكين هم الذين ضحوا ولا يجوز أن تضيع تضحياتهم عبثاً.
* ختاماً.. هل نقدر نقول إن الذين يطالبون بإعادة الهيكلة قبل الحوار لديهم مشروعهم الخاص؟
- نعم.. أنا أخشى أن يكون لديهم مشروع خاص.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.