أتى شهر يوليو المجيد ،أوّله نصر تليد ، ووعدٌ ووعيد ، وتقضي الأوامر "السامية" باستهداف الجميع ، ليس من هم في الحراك فقط ، ولكن كما يبدو كل شيء يتحرك في مدينة سيئون هوهدف محتمل . حماة الوطن انتشروا من كل معسكر بعيد ، يرصدون وهماً ، ويفصّلون تهماً من نسج الطغيان والقمع والاضطهاد ، لم يجدوا شيئاً يتحرك في سيئون ، الجمود هنا هو سيد المشهد ولا حرج . عقد الأمن صلحاً أبدياً مع تجار المخدرات ، وزناة المال العام ، ولقطاء الفساد ، واتجهوا إلى فلذات أكبادنا التي تمشي على الأرض ، يسومونها سوء العذاب،وويلات التهم . كان الطفل / عبدالله عمر بن عبدات ذو الخمسة عشر ربيعاً جالس ذات مساء في مقر عمله بأحد الفنادق بمدينة سيئون ، داهمه العسس على حين غرة في يوم سابق للسابع من يوليو ! . وبحسب الأوامر أيضاً لا بد من الزج بستة أطفال كي يكتمل النصاب – سبعة أطفال – وحبسهم في أمن مديرية سيئون سبع ليالٍ عجاف تحت درجة حرارة 45 درجة مئوية . التهمة الموجهة إلى "زعيم "عصابة الأطفال / عبدالله عمر عبد بن عبدات هي التوعّد بإقامة مظاهرة ! والتحريض على الانفصال ! ورمي قارورة داخلها بترول بقصد إحراق محلات تجارية .. في السابع من يوليو" المعظم" من العام الجاري 2009م !. بصق وكيل النيابة في محاضر جمع الاستدلالات وأمر للتو واللحظة بالإفراج عن السبعة الأطفال المعتقلين لعدم وجود الجريمة .. بيد أن الجريمة قد بدأت تتضح ملامحها ، وهي تتحدث عن نفسها ، طفل في الخامسة عشر من عمره فاقد للذاكرة .. غير قادر على التخاطب مع أهله وذويه يعاني من اختلال في المشي ، وإجمالاً يعاني من حالة نفسية وعصبية عجز أطباء النفس عن تحديد معالمها بوضوح .. عبدالله عمر عبد فرج منصور بن عبدات هو " مانديللا " لأطفال حضرموت ، ويوماً بعد يوم يصبح " مانديللا " للكبار أيضاً .. نبرات الحسرة وعبرات الألم تراها في مآقي والده / عمر عبد بن عبدات الموظف المتقاعد ببريد سيئون .. الآمال تنعقد_ بعد الله تعالى_ على النائب العام ورئيس نيابة استئناف سيئون في إرساء قيم العدالة من خلال التوجيه بإجراء تحقيق شامل مع المشتبه بقيامهم انتهاكات حقوق هؤلاء الأطفال الأبرياء وسفك براءة الطفولة بحد ذاتها . مشاعر الغضب هي سيدة الموقف وهي تدين هذا العمل الإجرامي ومطالبة بمحاسبة المسئولين عنه،وعبارات المؤازرة والتأييد المعنوية للطفل بن عبدات وأهله تظل الحاجة إليها كحاجة الأحرار إلى الحريّة والإنعتاق .. الصورة للطفل/عبدالله عمر بن عبدات نقلا عن موقع دمون نت في أغسطس2009م.