الترقب والحذر يتسيد الموقف في مدينة سيئون مع موجة غضب وسخط عارمة تسود أبناء مدينة سيئون ووادي حضرموت جراء اغتيال الشاب الشهيد رمزي علي حمدون عصر الثلاثاء إثر قيام بعض من أصحاب المحلات التجارية من أبناء المناطق الشمالية بإطلاق الرصاص بشكل عشوائي من سطح أحد المحلات التجارية الواقع في وسط السوق العام بمدينة ما أدى إلى إصابته بإصابة مباشرة في القلب ، في الوقت الذي لم تشهد فيه المدينة في ذات لحظة وقوع الحادثة أي مسيرات او اشتباكات. كيف بدأت القصة ? بقلم : حسام عاشور في الساعة العاشرة من مساء الأثنين الماضي انطلقت من ساحة مسجد بن موسى بالعصيدة ، حي الحوطة بمدينة سيئون – مسيرة كانت قد دعت لها مكونات الحراك السلمي بمدينة سيئون ، للتضامن مع أبناء الشحر جراء ما يتعرضون له من عمليات قتل وتنكيل من قبل المستوطنين وسلطات الاحتلال بحسب الإعلان ، وانطلقت المسيرة بشكل سلمي وهي تردد شعارات الحراك المعتادة وفور وصولها إلى السوق العام قام أحد الباعة من أبناء المحافظات الشمالية بإطلاق النار على المتظاهرين دون حدوث أي احتكاكات مسبقة تدعوا إلى ذلك حد قول شهود عيان من أبناء المدينة ، وهو ما أثار حالة من الهلع والارتباك ماجعل مجموعة من الناس يتوجهون إلى صوب الشخص الذي اطلق النار كانوا الأقرب منه لمنعه من اطلاق النار وأخذ سلاحه الناري وفور مقاومته ومساندة بعض أصحاب البساط والمحلات المجاورة له من أبناء المحافظات الشمالية وقيام شخص أخر منهم بإطلاق النار من ناحية قصر سيئون التاريخي حتى تطور الأمر إلى اشتباكات عنيفة جدا بين المتظاهرين وعدد من أبناء المدينة الذين انضموا إليهم وأبناء المحافظات الشمالية وصلت حد إحراق أحدى البساط وتكسيرها فيما قام البعض بسلب بعض المحلات والبساط ليتدخل حينها بعض من قيادات الحراك والعقلاء للسيطرة على الموقف ومنع تفاقم الأمور وتطورها إلا إن ما حصل كان أكبر من أن يسيطر عليه الجميع لتتدخل بعدها قوات الأمن المركزي التي جاءت مسرعة وقامت بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف وعشوائي لتفريق الاشتباكات والسيطرة على الموقف وقامت باعتقال شخصين من المتظاهرين وإيداعهم السجن .. أنور باعشر رئيس الحركة الشبابية والطلابية لتحرير واستقلال الجنوب بوادي حضرموت قال إن ما حدث هو أمر استفزازي مقصود من قبل المستوطنين من أبناء المحافظات الشمالية لتغيير مسار المسيرة السلمي والدخول إلى دوامة العنف والصراع ، محملاً إياهم نتائج ما حدث لتعمدهم ذلك ، مشيرأ إلى أن ما قام به اصحاب المحلات التجارية من الشماليين هو أسلوب اعتادوا عليه في المكلاوالشحر والغيل وغيرها من المناطق والقيام بحرق البساط والمحلات التجارية للحصول على تعويضات مالية من قبل السلطة وهو أمر اصبح مكشوف ومعروف للجميع .. باعشر أوضح إن المسيرة سلمية وجاءت للتضامن مع أبناء الشحر الملكومة على فلذات أكبادها الذين سقط منهم حتى الآن ثلاثة شهداء وخمسة من الجرحى من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين اليمنيين الذين تعمل على الدس من بينهم من يعيثون فساداً وترويعاً للآمنين في كافة المناطق والمدن الجنوبية حد تعبيره ..
أصحاب المحلات التجارية من المناطق الشمالية وحسب قول المواطن سعيد أحمد فأنهم اجتمعوا في وقت متأخر من نفس الليلة في بيت أحدهم الواقع بساحة سعيد بحي الحوطة مدينة سيئون ليتوجهون بعد ذلك صوب منزل وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء لتقديم شكوى حول ما حصل والمطالبة بالتعويض ..
صباح اليوم الثاني وحسب رواية عبدالله علي فأن أبناء المحافظات الشمالية أرادوا منع أبناء المحلات التجارية بمدينة سيئون بإغلاق محلاتهم بالقوة للتضامن معهم وشوهد بعضهم يحملون اسلحة نارية فيما اخذ البعض الأخر العصي وتهديدهم لهم وهو ما استفز الجميع من أبناء المدينة وأثار سخطهم لتعود حالة التوتر والغضب والاحتقان من جديد في تطور خطير حدثت معها بعض الاشتباكات ، لتعود على إثرها قوات الأمن المركزي بإطلاق وابل من القنابل المسيلة للدموع بشكل مكثف وعشوائي وحركات استفزازية للجميع في وسط السوق العام من الظهر حتى العصر ويقول كرامه عمر أن أحد جنود الأمن المركزي قام بإطلاق القنابل المسيلة للدموع في وسط سوق الخضار الذي لا توجد به أي اشتباكات وهو ما أدى إلى اختناق الباعة والمشتريين وكل المتواجدين في بالسوق في وسط ذهول واستغراب واستنكار من الجميع الذين اعتبروا ذلك محاولات استفزازية للمواطنين تعمدها جنود الأمن المركزي .. المواطن أبو علي اعتبر " ما حصل في سوق سيئون قبيل مغرب الثلاثاء يعد خطوة استفزازية هوجاء لمشاعر ابناء الوطن اصحاب الحق . فعندما تقوم جماعة مسلحة من المستوطنين بالعمل على إجبار اصحاب المحلات التجارية ( الحضارم ) في سوق سيئون لإغلاق محلاتهم بقوة السلاح ، هذة لو حدها كبيرة . ثم تأتي قوات أمنهم المركزي بمساندة اولئك المستوطنين فهذة اكبر من الاولى. !" .
مكونات الحراك السلمي بمديرية سيئون وفي بيان صادر عنها قالت أنها دعت " إلى مسيرة سلمية تضامناً مع أهالي مدينة الشحر ليله أمس الإثنين الموافق 8 أغسطس 2011م. إنطلقت من ساحة مسجد بن موسى بالعصيدة مروراً بشارع الجزائر ووصولاً إلى السوق العام بمدينة سيئون. وحال وصول المسيرة إلى السوق العام قام أحد المستوطنين الشماليين بإشهار سلاحة وإطلاق النار على المتظاهرين العزل قاصداً إثارة الفوضى وتحويل مسار المسيرة السلمية." . و أدان البيان ما اسماها " التصرفات الهوجاء المفضوحة والتي يقصد منها جر الحراك السلمي إلى مربع العنف من قبل المستوطنين الذين يفترض أن يكونوا محايدين. إذ ليس لدينا مشكله معهم وإنما مشكلتنا مع نظام الإحتلال وقواته. وعليه نؤكد للجميع أن حراكنا سلمي وسيبقى سلمي مع الإحتفاظ بحقنا في الدفاع عن النفس. كما أن ماحصل عصر اليوم الثلاثاء الموافق 9 أغسطس 2011م من إندماج المستوطنين مع قوات الإحتلال في الإعتداء على أصحاب المحلات التجارية في سوق سيئون وإغلاقها بالقوة فإنه يعد عملاً إستفزازياً ندينه ونستكرة بشدة, بالإضافة إلى أنه يضع المستوطنين في دائرة التواطؤ مع نظام الإحتلال."
استشهاد رمزي حمدون في حوالي الساعة الخامسة من عصر يوم الثلاثاء كان رمزي علي حمدون متواجدا بسوق الخضار في حين كان السوق شبه خالي من مرتاديه بعد إن اغلقت كل المحلات التجارية فيه جراء ما حصل بأستناء وجود طقمين تابعة للأمن المركزي تتجول بسرعة جنونية في وسط السوق وتقوم بإطلاق القنابل المسيلة للدموع و وجود أصحاب المحلات التجارية من أبناء المحافظات إمام محلاتهم فيما شوهد عدد منهم يحملون أسلحة نارية وأعتلى بعض المسلحين منهم أسطح المراكز التجارية ويقومون بإطلاق النار بشكل عشوائي ، صعد رمزي حمدون على دراجته النارية وبعد بضع خطوات سقط على الأرض بعد أن أصابته أحد الرصاصات الغادرة انطلقت من فوهة سلاح أحد المسلحين من الشماليين المعتلين في الأسطح وأصابت قلبه مباشرة واردته صريعا في الحال .. لتأخذ الأزمة بعد وقوع الحادثة واستشهاد الشاب رمزي بعدا أخر .
تصاعد الأزمة والاحتقان
بعد انتشار نبأ استشهاد الشاب رمزي علي حمدون برصاص أصحاب المحلات التجارية الشماليين خيم على مدينة سيئون الحزن وسادت حالة من السخط والغضب العارم وكانت الأمور ستخرج عن السيطرة وكانت ستكون ليلة عنف دامية لم تشهد لها سيئون مثيل .. تجمع على أثرها العديد من الشباب الغاضبين من أحياء مدينة سيئون بأسلحتهم في ردة فعل غاضبة على ما حدث لأخذ بثأر رمزي ، فيما قام بعض قيادات الحراك والعقلاء من الشخصيات الاجتماعية بالتدخل لإنقاذ الموقف .. بيان مكونات الحراك الجنوبي بمدينة سيئون حمل أبناء المحافظات الشمالية كامل المسئولية عن ما أسموه " الأعمال اللامسئولة التي راح ضحيتها الشهيد الشاب رمزي علي حمدون برصاصة إستقرت في قلبه أطلقها عليه أحد المستوطنين. كما حمل ذات البيان ما قال انها " سلطة الإحتلال كامل المسئولية عن إحضار القاتل وخاصة أنه يوجد عدد كبير من الشهود في الحادثة, وإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حياله." .
وفيما قالت مصادر قانونية ومقربة من أسرة الشهيد انه بعد الضغوط التي مورست على الأجهزة الأمنية التي لم تتحرك فور وقوع الحادثة قامت الأجهزة الأمنية باعتقال 11 شخص من الشماليين اصحاب المحلات التجارية المتهمين في حادثة استشهاد رمزي فيما قال مصدر أمني انه تم اعتقال 2 من المشتبه والذين قاموا بإطلاق النار .. وقال المصدر الأمني إن التحقيق لا زالت جارية في ملابسات الحادثة وانه تم التوصل إلى خيوط الجريمة وسيتم الاعلان عنها عقب انتهاء كامل التحقيقات .. علي حمدون والد الشهيد كان قد أعلن عن موعد مراسيم التشييع والدفن في الساعة العاشرة من مساء الأربعاء إلا أنه عاد وأعلن مرة أخرى عن تأجيل ذلك لموعد آخر لاستكمال كافة التحقيقات في ملابس القضية حسب رأي النيابة العامة بسيئون .. إلى ذلك أفادت مصادر أمنية بأن قيادات أمنية وعسكرية قامت بالاتصال بجموعة من القيادات في الحراك الجنوبي بمدينة سيئون أشادت فيها بالجهود التي بذلوها قادة الحراك في منع حصول اشتباكات وتلافي ردة الفعل العنيفة والغاضبة من قبل الشارع التي كانت ستؤدي إلى حدوث مجزرة تسفك فيها الكثير من الدماء يصعب السيطرة عليها إثر مقتل الشاب رمزي علي حمدون عصر أمس برصاص بعض من أصحاب المحلات التجارية من أبناء المناطق الشمالية الذين كانوا يطلقون الرصاص بشكل عشوائي من سطح أحد المحلات التجارية الواقع في وسط السوق العام بمدينة ما أدى إلى إصابة الشهيد رمزي علي حمدون بإصابة مباشرة في القلب اردته قتيلا في الحال ، وقيام بعض الأطقم العسكرية التابعة للأمن المركزي بإطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع بشكل عشوائي مستفز للمواطنين وفي إنحياز واضح لأبناء المحافظات الشمالية .. وكانت مدينة سيئون قد شهدت عصر ومساء أمس موجة غضب عارم وتوترا حادا عقب الحادثة تجمع على أثرها العديد من الشباب الغاضبين من أحياء مدينة سيئون بأسلحتهم كردة فعل غاضبة على ما حدث ، وهو الأمر الذي جعل عدد من قيادات الحراك تتدخل للسيطرة على الوضع بإعتبار إن توجه الحراك ونهجه لا يزال سلميا ولا يمنع ذلك تقرير مبدأ الدفاع عن النفس ، وإن ما قد يحدث سيهدد السلم العام وسيجر المجتمع الحضرمي إلى مربع الصراع والعنف الدموي . هذا ولا زالت موجة الغضب العارمة تسود أبناء مدينة سيئون ووادي حضرموت جراء هذه الجريمة الشنعاء ويتسيد الترقب والحذر الموقف حتى الان .. ويتوقع أن يشهد تشييع جنازة الشهيد موكب جنائزي مهيب تحضره جموع غفيرة من المواطنين من كافة مدن حضرموت ..