بقلم | عادل حمران الشعيبي. عبد الكريم صالح الشعيبي من لا يعرف هذا الرجل ،كل جوارحي تسابقني في الحديث عنه نزيه ،كريم ،متواضع ،خلوق ،شهم ومقدام أبا فهد عرفته وأنا في الثانوية كانت اسعد أيامي حين تتاح لي الفرصة لزيارة منزلهم في التواهي كنت لا اشبع ضحك وسعادة فقط لانني بجانب العم عبد الكريم الشعيبي يحدثك بلغة الشباب يمازحك في أصعب الظروف يفتح قلبه قبل باب منزله للجميع . منذ أن عرفت منزله ما زال يمتلئ بالزوار والمرضى والمسافرين منذ أيام دولة الجنوب ومنزلهم مأوى لكل من تقطعت بهم السبل أو جار عليهم الزمن أو اشتدت بهم المرض فمنزل عبد الكريم مسكنهم بل كان في أيام دولة الجنوب المكان الذي يجتمع فيه الجنود من اغلب قرى الشعيب والضالع وأجازة الخميس يقضونها في ذلك المنزل الذي تخرج منه الكثير ومن عاش تلك ألأيام يدرك ما اكتب جيدا . أبا فهد حاصل على شهادة الماجستير من بلغاريا وتقلد العديد من المناصب أخرها مستشار للمؤسسة الاقتصادية اليمنية منذ أن عرفته إلى أن مات وبعد موته اقسم باليمين المغلظة أنني لم أجد ادمي واحد يذكره بكلمة سوء كل الناس تشكره حيا وميتا و الاغرب من هذا أناس يبكوا عليه بعد سنوات من خبر موته رحمة الله تخشاك أبا فهد فقد كنت مصباح نورت طريق الكثير وساعدت كل من طلب مساعدتك كم أنا ووطني بحاجتك ،كم نحن بحاجة نزاهتك وشهامتك ،كم نحن بحاجة قلبك الابيض وروحك المتسامحة . كل أب يرث لابنائه دراهم معدودات أو فلل وسيارات أما أبا فهد فلم يورث لهم فلوس مسروقة ولا شقق ولا غيرها مع أن منصبه كان يؤهله لعمل الكثير من المشاريع الخاصة ولكن ترك لهم ما هو أجمل الاخلاق والسمعة الطيبة فتخيلوا حمودي ابنه الاصغر ذهب لمرافقة ابن خاله إلى حدود اليمن والسعودية وحين افترقا أراد حمودي العودة إلى عدن ولم تكن لديه البطاقة الشخصية ليتمكن من الركوب في باص السفر فسأله احد قادة النقطة لعله يستطيع مساعدته فاخبره بأنه ابن عبد الكريم الشعيبي انحنى ذلك العسكري لحمودي إجلالا وساعده ليركب مركبة السفر بدون هوية فقد ترك له والده هوية اخلاقية يمر بها حيثما يريد . والمشهد الاخر فهد الابن الاكبر لعبد الكريم الشعيبي انتهت إقامته ودخل بمناوشات مع الكفيل ومع التشديد الذي مارسته السلطات السعودية على العمالة الاجنبيه وجد فهد نفسه مغلقة بين جدران العزبة الاربعة قرر الذهاب إلى العمرة ومن ثم محاولة ما سيقرره الكفيل او الااستعداد والعودة إلى اليمن وانتم تعرفون ماذا تعني العودة إلى اليمن لا شغل ولا وظيفة ولا أمن ولا أمان بدون ميعاد التقى فهد في الحرم بشخص يبحث عن عمال مع أحدى الشركات الكبرى شرح له فهد قصته فقال له وهل تعرف عبد الكريم الشعيبي بنظرة أمل ولهفة تفاءل صرخ فهد نعم فذلك أبي لم يصدق الا حين شرح له تفاصيل جسمه وصورته أيضا ،تطمن الرجل وطمن فهد بان عبد الكريم الشعيبي من قلائل البشر الذي ساعدوني في اليمن فقد كا مستثمر وأحتال عليه نظام العصابة الفاسدة وكان أبا فهد لهم بالمرصاد ورد ذلك التاجر جميل أبا وصلح امور رخصته فهنيئا لكم السمعة الطيبة فهي أعظم ميراث ورثتموها منه . كان شهر مايو من عام 2010 من أسوا أيام حياتي ففيه فقدت الاب الغالي أبا فهد وبعد أربعة أيام من نفس الشهر والعام فقدت الاخ الغالي رفيق الدرب أديب مانع حمران وفي شهر مايو تسعين فقدنا دولتنا العظيمة فمن حقي بان أعلن شهر مايو شهر حداد مدى حياتي و بعد كل ما سردت أدرك أنني مقصر بالحديث عن هامة وطنية وروح زكية مثل عبد الكريم الشعيبي فا إلى الان كل من يعرفوه يذكروه بكل خير رحمك الله أبا فهد واسكنك فسيح جنانه