المقدمة :المنشور طويل جدا / هو عبارة ( عن تقرير علمي) وهو ليس تقريرا صحفيا او سياسيا وهو ايضا لا يرتقي الى مصاف البحث العلمي / لذلك ارجوا رجاء خاص من أراد ان يعلق على هذا المنشور فلابد ان يقرأه قراءة متأنية وبهدؤ حتى تكتمل الصورة الكاملة لهذا التقرير العلمي بعدها يعلق كيفما بدا له .. للتذكير نورد هذه المقولة الرائعة ( لا اعرف ما هو سر النجاح ، لكن سر الفشل هو محاولة إرضاء جميع الأطراف ) لذلك سوف نورد بعض الأمور التي قد ترقى عند كاتبها الى مصاف المسلمات أو الحقائق لما شاهدته والتمسته عن طريق الحواس الخمس التي نؤمن بان المعرفة كلما كانت مصادرها من هذه الحواس زاد اطمأناننا اكثر لها عكس الذين ينامون ويحلمون انهم في الجنان الخالدة او ان الوضع بالجنوب تحت السيطرة وعلى ما يرام !!! الحقيقة الاولى : كشاهد أعيان عشت تفاصيل هذه المليونية قبل أقامتها ، وأثناء أقامتها ، وبعد أقامتها ، بنظرة الباحث للحقيقة المجردة ولن يصل اليها الانسان الا اذا رصد وحلل وفسر الظاهرة السلوكية بأسلوب علمي متجرد عن الأهواء والذاتية وبما ان موضوعنا هو مليونية فك الارتباط فلابد من شرح مفصل عن سلوك من يحيوها الا وهم اهل الجنوب وهذا السلوك لابد ان يعرف بأبسط تعريف له ، الا وهو : كل فعل او قول او تقرير لهذه الحشود الضخمة من اهل الجنوب. في هذه الفعالية…اذا ( السلوك ) : اما قولا ، او فعلا ، او صمتا … وقد استخدمت أدوات البحث العلمي وأبرزها الملاحظة ، المقابلة ، الاستبيان .. الخ باعتبار ان تخصصنا هو علم النفس ولنا مؤلفات في هذا الجانب ، وبخاصة علم السلوكيات ،ومناهج البحث العلمي … وقد استنتجنا من هذه المليونية وممن أحيوها الآتي: الروح المعنوية العالية ، والإصرار ، والمثابرة ، والدافعية ، والحافز ، والباعث ، والهمة ، والعزيمة ، والديمومة ، والشجاعة ، والكبرياء ، والشموخ ، والأنفة ، والإباء ، والعزة ، والكرامة ، كل هذه الصفات هي السائدة والخاصية والسمة الأكثر وضوحا وانتشارا لكل من شارك في هذه المليونية ومن جميع الفئات ( رجال ، نساء ، أطفال . شباب .. الخ ) لاحظت ذلك عن طريق الآتي : 1/ الأفعال : الحركة الدائمة للمشاركين قبل أقامتها سوا بالشارع ، او بالمحلات ، او في الفنادق التي استقبلت المشاركين من خارج عدن ، او في المطاعم وذلك يرفعهم العلم الجنوبي او في الساحات وبخاصة المعلاء .. حركة غير عادية ، لا يوجد مظاهر للملل او الكسل من قبل تلك المجاميع من الشباب هذا كان سلوك ملاحظ ومشاهد قبل المليونية بأيام /اما اثناء المليونية فقد كانت الأفعال ( الحركات ) نشطة جدا ومنذ الصباح الباكر ( 8 صباحا )ذهبت مع الزملاء الأعزاء( العميد فيصل حلبوب وابنه الشاب محمد والأستاذ سعيد محمد والتحق بنا البروفيسور الدكتور فضل الربيعي ) وشاهدت المجاميع الغفيرة وهي تنشد وتردد الاهازيج والرقصات الفلكلورية في الميدان وتستقبل الوفود والمجاميع ذهابا وإيابا .وهي لم تكل ولم تمل حتى نهاية الفعالية بالمساء( ملاحظة شاهدت جميع انواع الفلكلوريات المتنوعة التي شملت المحافظات الست الجنوبية وهذا دليل على تمثيل جميع المحافظات في هذه المليونية ) اما الأفعال بعد نهاية هذه المليونية فكانت واضحة جدا استمرت الى بعد منتصف تلك الليلة في المعلا وبقية الأماكن الاخرى ، وكذلك اليوم التالي الذي أعلن انه يوم غضب في الجنوب اي يوم ( 22 مايو ) 2 / الأقوال : قبل يوم 21 سمعت بأذني معظم من قابلت ( ومن جميع فئات الشعب الجنوبي ) وفي أماكن كثيرة انه لا رجعة عن تحقيق الهدف العام لأبناء الجنوب الا وهو التحرير والاستقلال حتى لو ضحوا بالغالي والنفيس ( وقد ضحوا بأرواحهم ) .. اما ما سمعته اثناء اقامة المليونية فحدث ولا حرج ..فقد كان حديثاً راقيا لا يدل الا على شعب راقي ( لا اخفيكم سراً انني كنت متوقع كلام شتم وسب لنا ولدولتنا المحتلة لكن كان العكس ) كان كلاما منطقيا من جميع الشعارات الا وهو ( ارحلوا ارحلوا او با يرحلوا با يرحلوا !!! ) وشعارات اخرى مشروعة جدا لأي شعب يقع تحت الاحتلال .. ثم استمعت لخمس كلمات كانت الاولى / للرئيس علي سالم البيض وكان الرجل كعادته مازال متمسك في التحرير والاستقلال لشعبه ودولته ، والثانية / للزعيم حسن با عوم وكانت واضحة جدا هذه المرة في تأييده لهذه الفعالية وكل ما يتمخض عنها وكذلك كان هدفه التحرير والاستقلال ، الثالثة / كلمة رئس الهيئة التحضيرية لمليونية 21 لفك الارتباط الشيخ العلامة حسين بن شعيب وكانت كلمة جامعة شاملة كاملة واستطاع هذا الشيخ العالم ان يوظف جهورة صوته، وارتجال كلمته ، وفصاحة لسانه وحفظه للقران وللحديث ان يوجه كلمة للشعب الجنوبي وللعالم العربي والإسلامي بلغة شرعية دينية ، حضارية ، سياسية ، ثم أضاف اليها جانبا نفسيا واجتماعيا ، حيث بدا بالترحيب بأهل الجنوب على محافظة محافضة موردا و مذكرا سمات وخصائص كل محافظة وأعجبني عندما بدا بمحافظة لحج وقال ( احيي اهل لحج .. لحج الخضيرة .. لحج القمندان … الخ ) واختتمها بالضالع الصمود .. الضالع الشموخ .. الرابعة للشيخ النقيب او عبد الرب النقيب احد اكبر وجها الجنوب عامة ويافع على وجه الخصوص / كانت كلمة رائعة ودعاء أبناء الجنوب الى مواصلت نضالهم السلمي حتى التحرير والاستقلال ، وكذلك دعاء عقلاً الشمال الا ان يراجعوا مواقفهم تجاه الجنوب وذكر الجميع بأننا اخوة متحابين وكنا شعب واحد بدولتين واليوم أصبحنا شعبين بدولة واحدة /الخامسة : البيان الختامي السياسي والذي ألقاه ابن المعتقل المرقشي ( على ما أظن ) وكان واضحا لا لبس فيه في الدعوة لمواصلة النضال حتى التحرير والاستقلال .. اما الأقوال بعد المليونية فقد استمرت الجلسات والأهازيج والأغاني الثورية في كل أنحاء عدن ومقايلها ومجالسها وسواحلها وحتى هذه اللحظة 3 / الصمت او السكوت : وجدت في عيون الجنوبيون ومشاعرهم وانينهم وفي وجوههم وفي أيماءاتهم غير اللفظية وغير الحركة ان لا رجعة عن هدفهم .. قابلت شخص أعجم أبكم لا يتكلم عجوز وقد ارتدا ثوبا أسودا وفيه اعلام الجنوب ( تم تفصيل العلم بداخل أشياءه كلها وليس علما يرفرف ) ، ونظارة عليها علم الجنوب ، وساعة عليها علم الجنوب ، ومظلة تقيه من الشمس وعليها علم الجنوب ، وخاتم يلبسه وعليه علم الجنوب ، وسماعة بإذنه وعليها علم الجنوب ، وطاقية وعليها علم الجنوب ، ومسبحة وعليها علم الجنوب ، وحزام وعليه علم الجنوب ، وهاتف وعليه علم الجنوب ، وقلف او مخبأ الهاتف وعليه علم الجنوب ، وشنطة وعليها علم الجنوب ، ما عدا حذاءه فقط وهناك غيره من الرجال والنساء والأطفال ولكن هذا ما شاهدته وقابلته ، ونظرت للشيوخ العجزة والى الشباب والنساء وعلى وجوههم الغضب والحسرة ، ( لا اخفيكم سراً ان بعظهم قد ظهر الحقد والبغض والانتقام على وجيههم اذا أتيحت لهم الفرصة … بل التعصب لدرجة الجنون .. يا ساتر سترك من غضب النمر الجريح .. او الشجاع .. – تعوذ الرسول من غلبة الدين .. وقهر الرجال !! ..( اهل الجنوب مقهورين يا عالم !! يا ناس !! يا هوه ! يا شماليين !! يا أبناء المناطق الوسطى اين رد الجميل ؟؟ اللهم اني بلغت اللهم فاشهد ) الحقيقة الثانية : ان الرئس علي سالم البيض مايزال يتصدر المشهد الجنوبي بامتياز وما زال الرقم الأصعب الذي يخيف مراكز القوى بدولتنا المحتلة لانه متمسك بخيار التحرير والاستقلال ويبدو انه لم ولن يتنازل قيد أنملة عن هذا الخيار ، وان خيارات الفدرلة والاقلمة التي ينادون بها بقية الزعامات ( باستثناء الزعيم با عوم الذي يلتقي مع الرئس البيض في كثير من الأمور ) ليست في قاموسة مطلقا ، ومازال الرجل هو الأقوى على الساحة على الرغم ان هناك من المؤيدين له مازالوا يذكرون غلطته التاريخية في موضوع الوحدة الا انهم متمسكين به لانه صادق بما يقول وبخاصة قولته المشهورة ( سوف استمر في المطالبة بالتحرير والاستقلال حتى لو بقيت لوحدي ) ونجزم بان دعوته لهذه المليونية واستجابة تلك الحشود الضخمة من جميع محافظات الجنوب انها خير دليل. على شعبية الرئس البيض .. الحقيقة الثالثة : ان هذا الفصيل الذي يسمونه فصيل البيض -على الرغم انني شاهدت كل التيارات فيه-والذي استطاع ان يحشد تلك الجموع الغفيرة لهو خير دليل على مكانة الرئس البيض في عقول وقلوب الجنوبيين مع ملاحظة مهمة جدا نقولها : اذا كانت تلك الحشود تمثل فصيلا واحدا فقط اذا فكيف ببقية الفصائل عندما تدعوا لحشود في المستقبل !!! اذا الدنيا بخير في الجنوب !!! الحقيقة الرابعة : يجمع الجنوبيون بأنهم سوف يستمرون بمواصلت الحشود وتسيير التظاهرات مستقبلا وسوف يستمرون بتقديم قوافل من الشهداء فقط يتسالون بالاتي : ( كم تريد حكومة صنعاء من المليونيات حتى تكتفي ،وتعقل ،وتفهم ،وتخرج . من ارضنا ؟ ) ( كم تريد حكومة صنعاء عدد من الضحايا تقتلهم من اهل الجنوب حتى تخرج من ارضنا ؟؟) (كم تريد حكومة صنعاء عدد من المهجرين ؟ وكم تريد عدد من المعتقلين ؟؟ وكم تريد عدد من الجرحى حتى تخرج من ارضنا ؟؟؟ ) الحقيقة الخامسة : لا تسيطر حكومتي المحتلة الا على الشوارع الريئسة فقط في عدن !!! اما مديرياتها وشوارعها الفرعية فلا تواجد لا للأمن ولا للجيش ، وكذلك بقية مناطق الجنوب السيطرة على الشوارع الرئيسة فقط ، اما المديريات و الأرياف فقد تم السيطرة عليها من قبل ثوار الجنوب/ ، لم أشاهد علم الجمهورية اليمنية الا فوق الدبابات ً والمصفحات وعند نقاط التفتيش فقط وحتى هذه الاعلام صغيرة الحجم ومهترية جدا بل القماش رثة ، وبالمناسبة هذه الاعلام شبه منكسة تماما !!! ، بينما تشاهد اعلام دولة الجنوب ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) على المنازل والمحلات والعمائر العالية وعلى الساحل وهي ترفرف عالية بألوان زاهية ، فضلا عن الأفراد الذين يحملونها ويزهو بها ويتفاخرىن بعددها في البيوت والمحلات وعلى حقائب أطفال المدارس ، حتى المناهج يتم تغليفها بعلم الجنوب !! بل يدرسون مادتي التاريخ والجغرافيا ( بتاريخين وجغرافيتين منفصلتين ) وعند السوال كيف والامتحان وزاري ؟؟ كان الرد سريعا من احد المدرسين : ندرسهم الكتاب كما هو ونقول لهم : اهتموا بالكتاب كاملا !!! واجيبوا على قدر السوال فقط !!! الحقيقة السادسة : الإعلام الجنوبي سواء كان المقروء او المسموع ( توجد إذاعة محلية ) او القناة الأكثر متابعة في الجنوب على الإطلاق الا وهي قناة ( عدن لايف ) يؤدي دوره – او قد أدى دوره – على اكمل وجه ، حتى لو تم إغلاق ومنع الجميع فان رسالته قد أوصلت لأبناء الجنوب ….. الحقيقة السابعة : الشباب في الجنوب هم من يقودون العمل الثوري بامتياز مستلهمين من بعض مرجعياتهم التوجيهات والخطوط العريضة فقط ، ولديهم وعي وثقافة عالية ، بل لديهم دراية بالجانب السياسي والاقتصادي يذهلون من يناقشهم ( عقل متفتح ، محاورين ممتازين ، نظرة بعيدة المدى ، صدر واسع ، ايضا هضموا تاريخهم الجنوبي بجميع جوانبه .. فلله درهم من شباب ) لذلك نجزم بان الأمور خرجت عن السيطرة ممن كانوا يراهنون على بعض المستنسخين من بعض الجنوبيين ان يستمروا بايهام الناس ان لهم مكانة كبيرة بالجنوب وأنهم يستطيعون ان يحركوا الشارع الجنوبي متى ما شاءوا ( باستثناء البيض وبا عوم ) فما زالوا هم المرجعيات الاساسية والباقيين لحقة فقط !!!! الحقيقة السابعة : الجنوبيين مجمعين ان الشماليين بالماضي قد خلخلوا وسلبوا بل ومحوا هويتهم الجنوبية وأنهم اضروا بهم أضرار كبيرا و غير عاديا …. حيث ربطوا مصير الجنوب الارض والإنسان بمصير الشمال !! وان الجنوب عبارة عن جهة فقط وليس هوية له تاريخه الثقافي والفني والعادات والتقاليد لذلك لن يعود هذا الوضع مطلقا قرب الزمان او بعد ، واذا هنالك من تشابه فهو راجع للتقارب الجغرافي فقط !!! الحقيقة الثامنة : هناك ضرارا نفسيا وقع على أبناء الجنوب جراء إقالت أكثر من 301 الف من الحياة العسكرية والمدنية وهذا العدد كان يعول خمسة أضعافه اي نصف سكان الجنوب ( لذلك سوف تكون فاتورتنا كبيرة وكبيرة جدا عند الله وعند أبناء الجنوب في يوم من الأيام ) ونتيجة لما سبق ذكره وقناعتنا وكثرة الفواتير التي علينا ( عند الله وخلقه من اهل الجنوب ) نتيجة ما قامت به دولتنا ممثلة بمراكز القوى التقليدية فقد اعتليت منصة مليونية فك الارتباط وأعلنت موقفي من باب ( انصر أخاك ظالما او مظلوما ) وأنا قد وجهت النصيحة للظالم اكثر من مرة ومنذ 2007 م ولكن لم يستجب لذلك مطلقا … / وعليه قررت ان أقف مع المظلوم رسميا بلساني وبقلبي وذلك اضعف الإيمان وقد أعلنت تبرائي ( تبرأت ) من أفعال دولتي ومراكز القوى الظالمة فيها ضد أبناء الجنوب ولم يبقى بيني انا وهذه الدولة ( العصابة ) الا مهنتي التدريسية بالجامعة فقط واذا أرادوا ان يستغنوا عني كعضو هيئة تدريس فأنا مرحب بذلك ..قال تعالى ( وما من دابة في الارض الا على الله رزقها .. ) وقال تعالى. ( ورزقكم بالسماء وما توعدون .. ) اختم بما بدات به ( لا اعرف سر النجاح ، لكن سر الفشل هو محاولة إرضاء جميع الأطراف ) .
