تضم قائمة التراث العالمي سلسلة مختارة ومتمیزة من المدن والمواقع والمعالم التاریخیة والأثریة حول العالم، تعتبر مھددة بالاندثار لأسباب مختلفة، وتبذل منظمة الیونیسكو بالتنسیق مع السلطات المحلیة في البلدان التي تضم هذه المواقع، جھودا على مستویات عدة، تھدف إلى الحفاظ على هذه المواقع وصیانتھا ، وفقا لبرامج عملیة تكفل الإبقاء على قیمتھا الأثریة والتاریخیة كإرث وطني وإنساني. وتھدید منظمة الیونیسكو للسلطات الیمنیة جاء على هیئة تحذیر رسمي لوزارة الثقافة الیمنیة كجھة مختصة ومعنیة، بإخراج المدینة «زبید»، التي عرفت على مدى تاریخھا ب«مدینة العلم والعلماء»، من قائمة التراث العالمي التي ضمت إلیھا عام 1995 باعتبارها مدینة تاریخیة تضم إرثا معماریا وهندسیا ممیزا ینبغي الحافظ علیه وحمایته. وحجة الیونیسكو في إخراج زبید من القائمة العالمیة، التي جاءت في سیاق تقریر مطول صادر عن المنظمة بشأن الأوضاع العامة، أن الجھات المعنیة والمختصة في الیمن لم تعمل بما یكفي للحفاظ على الطابع المعماري والتاریخي للمدینة من زحف الامتدادات العمرانیة الحدیثة إلى ساحات زبید وباحاتھا، كما أنھا لم تعمل على وقف عملیات الھدم وإعادة البناء على نحو عشوائي للمباني القدیمة، بالإضافة إلى إفساح المجال أمام عملیات ترمیم وصیانة المنازل والمنشآت القدیمة بمواصفات ومواد بناء تشوه الطابع المعماري التاریخي وتمس خصوصیتھ كإرث إنساني. ورصد تقریر المنظمة الدولیة ما تتعرض لھ مدینة زبید، التي ظلت مركز إشعاع فكري وعلمي على مدى أكثر من سبعة قرون، من أعمال عبث وتشویھ خلال السنوات الماضیة، بالنظر لتراجع البرامج والخطط الخاصة بالحفاظ على هذه المدینة التراثیة التي تضم القدر الأكبر من الآثار الإسلامیة التي شیدت في الیمن خلال القرن الثالث الھجري. تحتل مدینة زبید التاریخیة موقعا جغرافیا متمیزا في محافظة الحدیدة (غرب الیمن) وعلى بعد 25 كلم من الساحل الشرقي للبحر الأحمر، وعلى مسافة مماثلة من جبال الیمن الوسطى.