- لماذا اُعقيت الصين عن تشغيل ميناء عدن بعد موافقة الرئيس هادي ؟ - من يقف خلف تعطيل العمل بميناء عدن وما دور وزير النقل ؟ - وزير النقل خضع لضغوط نافذين لتعطيل تشغيل شركة صينية للميناء - شركات قطرية وتركية وهمية تسعيى لتشغيل الميناء بالتقاسم مع حميد الاحمر . - الاتفاقية اليمنيةالصينية تضمنت تنفيذ المشروع بتكلفة إجمالية 507 ملايين دولار تمل بناء ارصفة وقنوات ملاحية . - شركة (شينا هاربور) الصينية لهندسة الموانئ المحدودة والمملوكة للحكومة الصينية وهي من أعرق وأكبر الشركات الصينية في مجالات الهندسة والموانئ والمطارات وتملك 62 فرعاً في العالم . يافع نيوز – تقرير – خاص : ميناء عدن .. صراع النافذين يدمر آخر موقع اقتصادي عدن بعد ان تم تصفية وتدمير، اغلب ما تمتلكه عدن من مقومات اقتصادية، خلال العقدين الاخيرين، وتم انشاء شركات استثمارية من قبل نافذين، وتقاسمها الاستثمارات في عدن بين متنفذين وتجاراً ومسئولين، ومستثمرين وهميين، يأتي ميناء عدن كأبرز موقع اقتصادي تمتلكه عدن، وهو ما تبقى لها، من رصيدها التأريخي وانجازاتها العظيمة، قبل الوحدة اليمنية، ليكون موقع الصراع بين الاقطاب والمتنفذين والشركات الوهمية اليمنية التي برزت عقب غزو الجنوب بعد الوحدة اليمنية . ويشهد ميناء عدن الى جانب الصراع المحموم، تدهورا كبيراً، وخاصة بعد سيطرة نافذين على أجزاء منه بحجة الاستثمار، وهو ما بات يعيق أي تقدم للنهوض بميناء عدن، الى جانب محاولة نافذين جلب شركات استثمارية والدخول معها كشركاء في تشغيل الميناء، على غرار ما يحدث عادة في الاستثمارات لشركات خارجية في اليمن خلال العقدين الماضيين . صراع نافذين يعيق شركة صينية من الاستثمار في الميناء : زار فريق استشاري قطري ميناء عدن في 16 من مايو الماضي، بهدف دراسة مشروع تشغيل الميناء واحتياجات تطويره ، وتضمنت مذكرة لوزير التخطيط والتعاون الدولي الموجهة للقائمين على الميناء توصيهم بتقديم كل الدعم والتسهيلات للفريق القطري، الأمر الذي أثار استغراب العاملين في الميناء، حول اقتراب دولة قطر من تشغيل ميناء عدن الدولي، وهو ما يضرب بالاتفاقية الموقعة بين الصينواليمن برعاية الرئيس هادي عرض الحائط، وتقديم المصلحة الشخصية والسياسية على المصلحة العامة للبلاد، والإطاحة باتفاقية الرئيس عبد ربه منصور مع الصين خلال زيارته إلى جمهورية الصين الشعبية في نوفمبر 2013، والتي حضي فيها هادي بتقدير وحفاوة كبيرة، ووقع العديد من الاتفاقات لدعم اليمن بقروض من ضمن تلك القروض قرض خاص بميناء عدن بقيمة 507 ملايين دولار. وتقضي الاتفاقية قيام شركة صينية بتوسعة وتعميق محطة الحاويات بميناء عدن باشراف شركة " شينا هاربور " الصينية لهندسة الموانئ المحدودة والموقعة بإشراف الرئيس هادي وقضت بأن تبدأ الصين بتنفيذ المشاريع. وقام رئيس البنك الصيني بصحبة وفد قدم معه للاطلاع على ميناء عدن ونزل فريق البنك لدراسة المشروع واحتياجاته، وبدلاً من أن يبدأ تنفيذ المشروع من قبل الصين، نزل فريق استشاري ألماني قطري، بالتزامن مع إبعاد الكابتن "سامي فارع "من قيادة المؤسسة والذي كان يرفض الجانب القطري في محاولات سابقة لتشغيل الميناء، في الوقت الذي انتهت الدراسات كاملة من قبل الصينيين. وتأتي هذه الخطوة لتمس العلاقات اليمنيةالصينية وخصوصاً سمعة الرئيس هادي ووعوده للدول الصديقة والداعمة لليمن وخصوصا الصين التي أكد هادي خلال زيارته العام الماضي أن اليمن قريبة ومقربة منها، وأكد حينها أن هناك آفاقاً واسعة للشراكة والاستثمار في مجالات البنى التحتية والصناعية والاستخراجية ، وستعمل اليمن من أجل الترانزيت وإعادة التصدير والتسهيلات الكبيرة للسفن الصينية العملاقة. هادي كان رحب حينها بالاستثمارات الصينية ، وأكد أن الشركات الصينية بكل تخصصاتها ستحظى بالرعاية والاهتمام، وان الشعب يكن كل التقدير والحب للصين وأبناء الشعب الصيني، لكن يبدو أن قيادات نافذة تعمل على تنفيذ أجندة خاصة ولمصالح شخصية تغلب على المصلحة العامة، وعملت على عرقلة المشروع وتشويه سمعة اليمن وبيئتها الاستثمارية في الخارج. زيارة الوفد القطري جاءت كخطوة لثمرة جهود متواصلة عرقلت تنفيذ مشروع تطوير ميناء عدن وخلق الإضرابات العمالية من وقت لآخر للعاملين في الميناء، ودار صراع خفي خلال الفترة الماضية يقوده نافذون في البلاد من أجل الاستحواذ على عقد استئجار محطة الحاويات عن طريق مشغل دولي بعد إلغاء الاتفاقية التي جرى توقيعها مع شركة موانئ دبي العالمية. وذلك من ضغوطات كبيرة يمارسها القيادي في جماعة الإخوان المسلمين " حميد الأحمر" ورئيس حكومة الوفاق "محمد سالم باسندوة" المحسوب عليه، أدت إلى تأخر مباشرة الشركة الصينية في البدء بمشروع تطوير رصيف ميناء عدن بمعدل ألف متر, كون حميد الأحمر يطالب أن يكون شريكا من الباطن مع الشركة الصينية المقاولة، الأمر الذي رفضه القبطان "سامي سعيد فارع" رغم موافقة وزير النقل " واعد باذيب " وتم تعطيل تدخل الشيخ "حميد الأحمر" أن يكون شريكا من قبل القبطان رئيس مؤسسة مواني خليج عدن " سامي فارع " المقال، وهو الأمر الذي تسبب بإقالته من منصبه. ميناء عدن بعد تخليصه من موانئ دبي : مر عامان على فسخ إلغاء اتفاقية المشغل السابق موانئ دبي الدولية ودفع الشرط الجزائي لذلك والمقدر باكثر من (30 مليون دولار ) إلا أن ثمة توجهات رئاسية لتأجير الميناء لمشغل أجنبي خصوصاً وأن المشغل المحلي للميناء فشل في إدارته كما كان، بالإضافة إلى تفاقم العديد من المشاكل العمالية التي أوقفت الميناء أكثر من 18مرة خلال الفترة منذ ما بعد فسخ العقد مع مواني دبي. ويعاني الميناء حاليا من صراعات شتى منذ خروج موانئ دبي، إذ يسعى تجار ونافذون يمنيون للسيطرة على الميناء بدعم كامل من محافظ عدن " وحيد رشيد "، وهو الامر الذي قد يثير ردود افعال واسعة، وخاصة لدى الموظفين من ابناء عدن الذين يرفضون الاجهاز على الميناء من قبل القوى المتنفذة في النظام اليمني . كما لا يخفى للجميع سيطرة نافذين على اجزاء من ميناء عدن، واراضي شاسعة من المنطقة الحرة، اذ يتقاسم نافذون بعلم " قيادة المنطقة الحرة " ويسيطرون على اراضي شاسعة بحجة الاستمثار ، فيما العقود جاوزت عمرها سنوات، ولم يقم اولئك من ادعياء الاستثمار باستثمارها . الاتفاقية اليمنيةالصينية : الاتفاقية اليمنيةالصينية تضمنت تنفيذ المشروع بتكلفة إجمالية ( 507 ملايين دولار ) ويشمل بناء رصيف إضافي في الجهة الغربية من رصيف ميناء كالتكس بطول ألف متر وعمق 18 متر ، فضلا عن تعميق وتوسعة القناة الملاحية الخارجية بطول ( 7400 مترا ) وعرض ( 250 مترا ) وعمق ( 18 مترا ) إضافة إلى القناة الملاحية الداخلية بطول ( 3800 مترا ) وعرض (230 مترا ) وعمق( 18 متر). كما تنص الاتفاقية على ( تعميق وتوسعة حوض استدارة السفن وتركيب رافعات جسرية عملاقة، ورافعة حاويات متنقلة وقاطرات عملاقة لنقل الحاويات للمرحلة الأولى من الرصيف لرفع قدرة المناولة حتى مليون ونصف المليون حاوية في العام بإضافة 500 ألف حاوية)، بالإضافة إلى ملحقات أخرى من (ساحة خزن للحاويات ومرافق خدمية ومباني إدارية وورشة مركزية للصيانة العامة) . على أن تنفذ المشروع شركة ( شينا هاربور ) الصينية لهندسة الموانئ المحدودة والمملوكة للحكومة الصينية . وهي من أعرق وأكبر الشركات الصينية في مجالات الهندسة والموانئ والمطارات وتملك 62 فرعاً في العالم. تنفيذ مشروع تطوير ميناء عدن من قبل الصين سيعزز إنجازه التعاون المستقبلي بين عدنوالصين، وسيمثل إنجاز المشروع نقلة نوعية للعمل الملاحي في ميناء عدن ذي التاريخ الحافل والقريب من خط الملاحة الدولية لاستشراف المستقبل، لكن تبقى القوة الضاغطة هي المتحكم بمصالح الأمة، بقصد تحقيق منافعها الشخصية.