تكبدت العناصر المسلحة في منطقتي العرقوب وشقرة (45) كيلو شرق مدينة زنجبار بمحافظة أبين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح جراء القصف المدفعي والغارات الجوية وصواريخ البحرية التي طالت مواقع تلك العناصر. وأفادت مصادر مطلعة ل" أخبار اليوم" أن الجيش المرابط في العرقوب الذي تسانده القبائل واللجان الشعبية في لودر قد خاضوا معارك ضارية فجر أمس وتمكن خلالها الجيش واللجان التقدم نحو 2 كيلومتر من رهوة العرقوب حيث أسفرت تلك المعارك عن استشهاد جنديين وإصابة 22 آخرين في حين قتل أكثر من 15 مسلحاً.. مشيرة إلى أن الجيش قد أعطب دبابة وتمكن من الاستيلاء على أخرى كان المسلحون قد سيطروا عليها في وقت سابق. وأكدت المصادر ذاتها أن الطيران الحربي قصف مناطق "لاريب والكسارة وأشجار السيسبان" شرق مدينة شقرة, حيث أسفر ذلك عن مقتل عدد من المسلحين، منوهة بأن البحرية قد قصفت أيضا تمركز المسلحين في شقرة، بالإضافة إلى استهداف قاربي صيد كانت على متنه عناصر مسلحة هاربة إلى ميناء بئر على بمحافظة شبوة، مؤكدة أن شوهد المسلحون يقوموا بدفن قتلاهم في منطقة شقرة المحاصرون فيها بعد هروبهم من مدينتي زنجبار وجعار فجر أمس الأول. وكشفت المصادر أيضاً أن القبائل واللجان الشعبية في منطقة العرقوب قد قاموا بوضع نقاط في طريق الخبر لمنع هروب العناصر المسلحة. إلى ذلك ذكرت مصادر محلية للصحيفة أنه نتيجة لتضييق الخناق على العناصر المسلحة في العرقوب وشقرة فقد لجأت تلك العناصر بالتسلل إلى منطقة "باجدار" باتجاهه زنجبار.. وفيما يتعلق بالأوضاع الجارية في مديريتي خنفر وزنجبار بعد تطهير العناصر المسلحة منها، فقد باتت تلك المناطق محفوفة بالمخاطر عند عودة النازحين إلى مناطقهم ليطلعوا على مساكنهم وما لحق بها من تدمير وخراب بعد عام من النزوح والتهجير القسري، حيث استشهد أمس جنديان أحدهما يدعى أنيس عبيد ناصر وإصابة العميد الحمزة علي سالم جراء انفجار لغم ارضي زرعته العناصر المسلحة في مصنع 7 أكتوبر بمدينة الحصن، كما استشهد أيضا خمسة مواطنين في الكود والمراقد جراء انفجار الألغام الأرضية المنتشرة في منازل المواطنين والمزارع والطرقات العامة. إلى ذلك قام وزير الدفاع اللواء/ محمد ناصر احمد ومعه قائد المنطقة الجنوبية اللواء/ سالم قطن ومحافظ أبين جمال العاقل بزيارة تفقدية إلى الوحدات العسكرية في مدينة جعار، حيث أشادوا بالدور البطولي التي حققته تلك الألوية في هزيمة العناصر المسلحة وزاروا أيضاً مصنع 7 أكتوبر ومدينة جعار وجبل خنفر واطلعوا على المواقع التي كان تحصن فيها المسلحين في جعار. من جانبه قال العقيد أحمد علي مسعود – مدير أمن محافظة أبين- في تصريح ل "أخبار اليوم" إن قيادة الأمن والسلطة المحلية في المحافظة لديها خطة كاملة للحفاظ على الأمن والاستقرار ليس فقط في خنفر وزنجبار وإنما في جميع المديريات بالمحافظة، مشيراً إلى أن التواجد الأمني قد بدأ في مدينة الكود منذ العام، بالإضافة إلى التواجد الأمني في منطقة الحصن، كما بدأت أيضا عملية الانتشار الأمني منذ يوم أمس من خلال وضع نقاط أمنية في منطقة الكود من قبل أفراد شرطة النجدة والطرق الرئيسية من أجل الحفاظ على الأمن. وأضاف أنه وفق تعليمات محافظ أبين والقيادة السياسية سيتم تنفيذ الخطة الأمنية بشكل المطلوب من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار، مؤكداً أن الأجهزة الأمنية ستكون عند مستوى المسؤولية وستعمل على فرض الأمن وهيبة القانون وذلك بفضل أبناء أبين الخيرين والذين اثبتوا مدى إخلاصهم لمحافظتهم من خلال المشاركة في القتال إلى جانب الجيش في تطهير محافظتهم من تلك العناصر. وأكد أن القوة الأمنية الخاصة في مديريتي زنجبار وجعار، متواجدة وقيادة المحافظة متواجدة ولكن لم يكن هناك الموقع المناسب لتجميع تلك القوة، منوهاً بأنه قد طالب القيادة أن يكون هناك موقعاً لتجميع تلك القوة، إلا أنه لم يتم تلبية ذلك الطلب. واعترف مدير أمن محافظة أبين في سياق تصريحه بأن الآليات العسكرية والأسلحة المساندة لا توجد في المحافظة حتى اللحظة, مطالباً قيادة وزارة الداخلية بتوفير العتاد العسكري لمحافظة أبين أسوة بالمحافظات الأخرى التي شهدت أحداثاً مماثلة كالتي شهدتها أبين.