أصبح مصطلح «داعش» في الاعلام الدولي مقرونا ليس فقط بالدولة الإسلامية بل بوصف الأعمال الدموية والهجمية، ويمكن استثناء دولة واحدة من هذا وهي المكسيك حيث ممارسات الرعب وصلت الى مستوى رهيب ومرعب وآخرها «حرق عشرات الطلاب أحياء في مقبرة جماعية»، وهو الحادث الذي يهز هذا البلد الأمريكي اللاتيني. وتعيش المكسيك على إيقاع جريمة مرعبة ذهب ضحيتها 43 طالبا الذين اختطفتهم جماعات مسلحة في مدينة إيغوالا بولاية غيريرو بمساعدة من الشرطة المحلية منذ أكثر من أسبوع. وتؤكد التحريات أن الطلبة كانوا في احتجاج في الجامعة وقاموا بالسيطرة على حافلات النقل لاستعمالها في مسيرة احتجاج، واستعانت الشرطة بمجموعات مسلحة لاعتقال الطلبة بعدما فتحت النار عليهم خلال المواجهات. وبعد الاعقتال سلمتهم للمقاتلين. ونقلت المليشيات المسلحة 43 من الطلبة اليساريين الى مناطق في الغابة بهذه الولاية، ولم يتم العثور عليهم نهائيا رغم عمليات التفتيش التي قامت بها قوات الجيش طيلة الأيام الماضية. واعترف شرطي منذ ثلاثة أيام بقيام الجماعات المسلحة بقتل الطلبة بطريقة بشعة. وعمليا، جرى العثور على مقابر جماعية بها جثث 26 شخصا، ويعتقد أنها تعود للطلبة، في حين يجهل مصير 17 آخرين. وتنقل الصحافة المكسيكية ومنها «لخورنادا» أمس أن مقتل الطلبة جرى بطريقة بشعة للغاية. وتتحدث مصادر عن تجميع الطلبة في مقابر جماعية وإشعال النار فيهم، بينما تتحدث مصادر أخرى عن تعليق جثثهم في الأشجار وحرقهم أحياء والقيام لاحقا بدفنهم. وتروي بعض الصحف مشاعر التذمر وسط الأطباء الشرعيين وهم يجمعون العظام المتفحمة من المقابر الجماعية ليجرون تحاليل الحمض النووي لتحديد هوية الطلبة. وتشهد المكسيك جرائم مروعة بشكل يومي إلا أن هذه الجريمة تشكل تحديا للرئيس إنريكي بينيا نييتو الذي يتعرض لضغط كبير من الشعب المكسيكي بالتحري ووضع حد لهذه الجرائم التي لم تكن البلاد تشهدها حتى السنوات الأخيرة بسبب تجارة الكوكايين وتورط الشرطة في الإجرام المنظم، مما جعل الحكومة تعتمد على الجيش أكثر من الأجهزة الأمنية. وبدورها طالبت الأممالمتحدة من المكسيك الإسراع في التحقيق وتقديم الجناة الى العدالة. وسجلت المكسيك منذ بداية السنة حتى نهاية أيلول/ سبتمبر الجاري أكثر من ستة آلاف جريمة قتل. وكان معدل السنوات السابقة هو تسعة آلاف جريمة قتل. وبعض هذه الجرائم مروع للغاية مثل قطع الرؤوس والأطراف وحرق الأشخاص أحياء بل ورميهم للكلاب في بعض الحالات لافتراسهم. وبهذا يقول بعض الكتاب المكسيكيين أن العالم ترعبه «داعش» بينما المكسيك تعيش «داعش» في صيغة أخرى منذ سنوات.