كشفت وثائق أمريكية تم العثور عليها بعد مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان بداية العام الماضي 2011م ، وذكرت الوثائق التي تم العثور عليها وهي عبارة عن رسائل من وإلى بن لادن ، أن القاعدة قد أوقفت نشاطها في اليمن منذ سنوات ، مما يركد بان ما يجري في محافظة أبين لا يمت بأي صلة لتنظيم القاعدة العالمي الذي يديره بن لادن ، بما يعني أن أقطاب السلطة في اليمن قد استخدموا شماعة القاعدة لإنشاء قاعدة تابعة لهم لتصفية حسابات فيما بينهم ، وابتزاز الدول الخليجي والعالمية ، ومحاولة القضاء على ثورة شعب الجنوب التحررية من خلال إلصاق تهمة القاعدة على شعب الجنوب ومحاولة خلط الأوراق على الثورة الجنوبية المطالبة برحيل الاحتلال اليمني والقوات العسكرية الشمالية من أرض الجنوب . وهذا ما أكدته الرسائل التي تم الكشف عنها مؤخراً بمنزل بن لادن ،حيث ذكرت الرسائل أن نظام علي عبدالله صالح وأركان حكمه هم مظله لنشاطات الإسلاميين خلال الفترة الماضية حيث لم يستفيد من ذلك غير "الإخوان المسلمين " ، مؤكداً في رسالته أنه لا علاقة لتنظيم القاعدة الذي يديره بما يجري في اليمن وفي محافظة أبين تحت اسم القاعدة ، وتذكر وثائق بن لادن السرية أن زعيم تنظيم "القاعدة" في الجزيرة العربي "ناصر الوحيشي " يحرّض ابن لادن على إشعال معركة تستهدف السيطرة على عاصمة "اليمن" صنعاء ، لينهي بذلك الحكم القائم فيها وتعلن " القاعدة " دولتها الإسلامية ، لكن ابن لادن يرفض تلك الفكرة ويعتبرها فاشلة ، بحكم موقع اليمن القريب من دول الخليج . وأكدت رسائل بن لادن بان تنظيم القاعدة أوقف نشاطه في اليمن تماماً وقبل سنوات ، بسبب أن اليمن تقع في قلب الخليج وفي اكبر مخزون نفطي في العالم ، وأكد بن لادن أن تنظيم القاعدة لن يقحم نفسه وأهله في اليمن بهذا الأمر ، وانه رغم ضعف الدولة في صنعاء وقابليتها للسقوط فإن الفرصة لإسقاطها وإقامة حكومة بديلة عنها متاحة لغير تنظيم القاعدة وليست له . ووصفت رسالة أسامه بن لادن نظام علي عبدالله صالح بالنظام الغير إسلامي والموالي للغرب ولكنه اخف من النظام الذي تريد أمريكا استبداله ، واصفاً نظام علي عبدالله صالح بأنه مظله للنشاط الإسلامي طوال السنوات الماضية حيث إستفاد من ذلك "الإخوان المسلمين". كما جاء في الرسالة رقم (17) بأن تنظيم القاعدة قد غيرت من إستراتيجيتها واكتفت بمحاربة الكافرين والتركيز على رأس الكفر، وأشار ابن لادن في وثائق عدة إلى الاكتفاء عما يعتبره الدفاع عن النفس فقط في الدول العربية. والتركيز على الأميركيين ، خصوصاً في مناطق لم تكن تستهدف مثل كوريا الجنوبية . رسالة تنصح أتباعه بعدم القيام بعمليات في اليمن "بخصوص قولكم إن أردتم صنعاء يوماً من الدهر فهو اليوم، فنحن نريدها لإقامة شرع الله فيها، إذا كان الراجح أننا قادرون على المحافظة عليها، فالعدو الأكبر رغم استنزافه وإضعافه عسكرياً واقتصادياً قبل الحادي عشر وبعده، إلا أنه ما زال يمتلك من المعطيات، ما يمكنه من إسقاط أي دولة نقيمها رغم عجزه عن المحافظة على استقرار تلك الدول (…) ولكم عبرة في إسقاط دولة طالبان (…) وإن استنفار الخصوم في اليمن لا يقارن البتة باستنفارهم في أفغانستان، فاليمن بالنسبة للأعداء كالذي هدده الخطر داخل بيته، فهي في قلب الخليج أكبر مخزون نفطي في العالم، فلا نرى أن نزج أنفسنا وأهلنا في اليمن في هذا الأمر وفي هذا الوقت. خلاصة القول : رغم ضعف الدولة وقابليتها للسقوط فإن الفرصة لإسقاطها وإقامة حكومة بديلة، متاحة لغيرنا لا لنا" . "ومن هنا يظهر أن معظم الناس في اليمن إن خيروا بين حكومة تشكلها(القاعدة)، أو حكومة تشكلها دول الخليج بشكل مباشر أو غير مباشر (…) فسيختارون الحكومة التي تشكلها دول الخليج) …) لسبب بسيط وهو اعتقادهم أن هذه الحكومات مسلمة، ولديها القدرة على توفير ضروريات معاشهم، وهذا مطلب الناس أن تجتمع لهم أمور دينهم ودنياهم . وحتى نكون بعيداً عن الآمال والتمني ينبغي أن نتعامل مع ثورة الشعب …كما لو أن صخرة كبيرة منحدرة من أحد الجبال وهي مكسب لمن يأخذها، إلا أن إيقافها لصالحنا متعذر". – رسالة رقم (19( رسالة تكشف عن رأيه في علي صالح لا نرى التصعيد لأننا في مرحلة إعداد، فليس من المصلحة التسرع في العمل على إسقاط النظام، فهو على رغم ردته وسوء إدارته، إلا أنه أخف ضرراً ممن تريد أميركا استبداله بهم. فعلي صالح عاجز عن قمع النشاط الإسلامي، وكونه رجلاً غير إسلامي، وموالٍ للغرب، كان بمثابة مظلة للنشاطات الإسلامية طوال السنين الماضية، فاستفاد من ذلك الإخوان والسلفيون والسلفية الجهادية، فيبقى استنزاف أميركا من خارج اليمن، كذهاب بعض الإخوة إلى الصومال أو إلينا". "خطورة الدخول مع القبائل في الدماء (…) فلا يخفى مدى عمق التعصب والثأر عند العرب، وكم للدماء من آثار على الخواص فضلاً عن العوام، فقد كان معنا بعض المجاهدين الملتزمين، إذا رجعوا إلى اليمن وثارت حرب جاهلية قبلية بين قبيلتهم وقبيلة أخرى، كان بعضهم ينخرطون فيها" – رسالة رقم (16) . نقلاً عن صحيفة "القضية"