بقلم : ابراهيم الكسادي حينما أتذكر تلك الوجوه التي تتلوح الجدران – صورهم – أحس بشيءٍ من الخوفِ والأمل يجريانِ معاً ولا يفترقان ، خوفٌ من بطش البندقية ودموع الأمهات ، واملٌ يحمله الثّوار والأحرار الذين آمنوا بأن الحرية دُفع ثمنها مسبقا ولا مجالَ للتراجع ، لكني أيضاً اقف ك ( الأطرش في زفة) حينما تُنصب مسارح المزادات العلنية للساسة فيبيعون ويشترون وكأنهم دفعوا فلذات أكبادهم وليس أولاد غيرهم ، للسخرية الحمقى تستغرب مِن ضمائرهم الضائعة (كيف يجرؤون على ذلك! ) لكن كما يقول تشي جيفارا (الأيادي البيضاء تزرع بالبندقية وتدفع الثمن والأيادي السوداء تتحين الجنى بعد تضحية الأحرار ) . لا يكاد يمر يوم على أعتابنا إلا وأفواه البندقيات تلفظ أنفاسها البطاشة ، فتزهق أروحًا وتعذب أخرى ، وكلّ واحدٍ منّا ينتظر متى يحين الوقت ليصبح خبرا لكان ؟ وليس من حق السلطويين أن يعبروا على جُثث الشهداء أو على أكتاف الجرحى ، فمهما غلبت نشوة السلطة فلا بد أن تُسقط صاحبها فلا شيء يستمر حتى النهاية ، لكن الإنسان يحيا بمواقفه ويخلده التاريخ ولن يموت ذكره لأنه اختار باب الخالدين ، للأسف حينما سقط الجنيد سقطت الأقنعة الخبيثة للبعض ، وها هو المشهد يكرر نفسه حينما سقط الإدريسي ، فالمتجارة بأرواح الثوار اصبح ظاهرا للعيان ، والمواطنون يلتزمون الصمت لأنه الأنسب في زمن يموت في كنفه من يقول لا . عهد الرعب والبطش ولى فمن المستحيل أن يعود الشماليون بأجسادهم لكن فكرهم هو السائد بيننا ، وهم من يتحكم بنا كأننا أحجار الشطرنج ، فمتى ستصحو إرادة الشعب ويقول : كفى ، فالشرعية غطاء يستبيح دماءنا ونحن لا نعلم لأي واجهة نسير ، في تعز تتراجع المقاومة الجنوبية وتخلف الضحايا تلو الضحايا بفضل المقاومة الفوتوغرافية لجماعة المخلافي ، وفي صنعاء تتساقط المعسكرات بلمح البصر والقتلى قلة من الضعفاء ، فيكفي أن نهدر دماء أهلنا يا جن ، القافلة تسير والذئاب تفترسها غدرا ، فهل من عقلاء يسمعون أصوات المعاناة ويفتحون آذانهم فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب … إبراهيم الكسادي