دعا عدد من مدراء وموظفيّ المكاتب التنفيذية في مديرية المعلا، إلى الاستمرار في تطبيع الأوضاع الأمنية وتعزيز الاستقرار، كي يتسنى للمكاتب تأدية مهامها المناطة بها كما يجب، منوهين إلى أن كثير من المنشئات والمرافق الحيوية لا تزال تعاني حيثيات فوضى دمار مبانيها ونهب ممتلكاتها، تبعات الحرب الأخيرة، ومن جانب تعمل بطاقات أقل، وكثير من الإجراءات يتم تسهيلها وتسييرها بمبادرات ذاتية، وتُنجز بإمكانات بسيطة. جاء ذلك في ورشة عمل لتقييم الاحتياجات، عُقدت في مقر المجلس المحلي في مديرية المعلا، بالتعاون مع مجلس الظل الشبابي، في إطار المرحلة الأخيرة من مشروع "التمكين السياسي للشباب – الجيل الثاني"، الذي تُنفذه مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED، في محافظة عدن.
وأشاروا أن الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد، فرضت قيود وحصرت أدوار المكاتب التنفيذية، حيث أن الموارد التشغيلية شحيحة لا تضمن تأدية العمل بمستواه المطلوب، ولا تُغطي الاحتياجات اللازمة للمديرية، وكذا تراجع تنفيذ البرامج الاستثمارية والتنموية وتحويل مخصصاتها المالية إلى مشاريع طوارئ إنقاذية، كما أن بعض المشاريع التنموية متوقفة وأخرى متعثرة، تحتاج تدخلات مناسبة؛ لتفعيلها والانتهاء من تنفيذها.
كما أوصوا الجهات الضبطية إلى ابدآ تجاوب أكبر تجاه الحملات الرقابية التفتيشية، وتوفير الأمان والحماية لها؛ للوقوف أمام الخروقات والاختلالات التي تحول دون نجاح الإجراءات الإدارية، كما تتطلب تلك الحملات وعي وتعاون كبيرين من المجتمع لإنجاحها، وبشكل خاص الشباب ذويّ الكفاءات والكوادر المهمشة خلال الفترة السابقة، مشيدين بدور المجلس المحلي في معالجة المشاكل والتحديات التي تواجه المكاتب التنفيذية.
أدار مجريات ورشة العمل أعضاء مجلس الظل الشبابي: نافع محمد، بشرى علي، وأحمد عبدالله، عبدالرحمن محمد، وافتتحت فعالياتها بكلمة ترحيبية من مدير المشروع/آثار علي، وقدمت نبذة تعريفية عن المؤسسة والمشروع، وأشادت بمستوى نجاح مجلس الظل الشبابي، بالجهود الشباب الذاتية وتفاعل المجلس المحلي في تذليل الصعوبات؛ للتعرف على آليات إدارة شؤون المديرية، التعامل مع مشاكل المجتمع، ومحاولة معالجتها، وتسهيل الزيارات الميدانية إلى عدد من المشاريع؛ للاطلاع على تنفيذها ومتابعة سير العمل فيها.
وفي كلمة من الأمين العام للمجلس المحلي والقائم بأعمال مدير عام المديرية/كريم منير، دعا إلى الوقوف بجانب المحافظ الجديد/أحمد سالمين، وتدعيم جهوده في إدارة شؤون المحافظة، وأبدى تقديرًا عاليًا لجهود مؤسسة "ألف باء" في عدة مجالات في المديرية، منوهًا للحاجة إلى شراكة حقيقة مع منظمات المجتمع المدني في توعية وتثقيف المجتمع، وتبني أولوياته واحتياجاته بمشاريع خدمية، ملموسة على أرض الواقع، ما من شأنه تخفيف الأعباء على المجلس المحلي، واتاحة الفرصة للنظر في قضايا ومشاكل المجتمع الأخرى.
وكان المجلس الظل الشبابي قد انتهى من النزول الميداني إلى مختلف المناطق والأحياء السكنية في المديرية؛ لتقييد الأسر المستهدفة من برامج المساعدات الغذائية الطارئة، وذلك بتكليف من قيادة المجلس المحلي، وسبق أن تم تكليف مجلس الظل الشبابي بمتابعة مشروع إنارة منطقة "الكبسة"، الذي نفذته مبادرة "همزة وصل"، ومرافقة حملة وزارة التجارة والصناعة لمراقبة أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، وضبط التالفة ومنتهية الصلاحية، وحضور لقاءات جمعت إدارة مؤسسة الكهرباء – المنطقة الأولى وعدد من عُقال الحارات في المديرية؛ لمناقشة صيانة محطة الكهرباء الفرعية ومشاكل الربط العشوائي للتيار الكهربائي.
تتكون مجالس الظل الشبابية من 20 شاب وشابة، تتراوح أعمارهم بين 20 – 30 عام، من مختلف المكونات والأحزاب السياسية من كافة مديريات محافظة عدن، خضعوا في المرحلة الأولى من المشروع المذكور آنفًا لتدريبات نوعية ومكثفة تحت عنوان "المناظرات والحكم المحلي"، تعرفوا من خلالها على مجموعة من المواضيع ذات العلاقة، أبرزها: مفهوم الدولة، المركزية واللامركزية، قانون السلطة المحلية، مفاهيم الانتخابات والشكل الانتخابي، مهام جماعات وحكومة الظل، كيفية تصميم السياسات العامة وصناعة القرار السياسي، إعداد اللوائح وبناء الإجراءات الهيكلية لمجالس الظل المحلية، بالإضافة إلى ماهية الحكم الرشيد.
تقوم مجالس الظل الشبابية بزيارات ميدانية إلى المجالس المحلية في أربع مديريات مستهدفة بالمشروع: المنصورة، خور مكسر، المعلا، وصيرة؛ للتعرف على كيفية إدارة الحكم المحلي، صنع القرار، والمشاركة السياسية، وكذا التعرف عن كثب على مشاكل وهموم المجتمع، إلى جانب عقد ورش نقاشية تتناول آليات عمل المجالس المحلية وكيفية تطوير أدائها، وإقامة مناظرات تجمعها بالمجالس المحلية، ويتجسد الهدف الاستراتيجي من المشروع في التدريب على التمكين السياسي، والتطبيق العملي للمشاركة السياسية، وفي المحصلة تخرج شباب واعٍ وكفوء، مستعد للمشاركة في انتخابات المجالس المحلية القادمة بعد انتهاء الحرب.
تنفذ مؤسسة "ألف باء" مدنية وتعايش" مشروع "التمكين السياسي للشباب" للعام الرابع على التوالي في محافظة عدن، بدعم من الصندوق الوطني الديمقراطي NED، الذي أشاد بفكرة المشروع، وأعتبره الأول من نوعه على مستوى اليمن وكذا المنطقة العربية، ويعتزم الصندوق تعميم المشروع في الدول العربية المجاورة التي تشهد صراعات مُسلحة، بعد نجاح المؤسسة في تنفيذ نسخته التجريبية في اليمن وبشكل خاص عدن.
