بات الدعم القطري المتواصل للجماعات المصنّفة كتنظيمات إرهابية في أكثر من دولة في العالم مصدر قلق كبير للمجتمع الدولي ومحل جدل كبير في الولاياتالمتحدة الأميركية. وفي هذا السياق، اتهم ديفيد روبي المستشار المختص في الأمن القومي الأميركي، قطر بأنها الملاذ الآمن لإرهابيي القاعدة وطالبان، والممول الرئيسي لإيديولوجية جماعة الإخوان وحماس. ويأتي ذلك فيما تعالت أصوات خبراء ومستشارون في الأمن القومي معربين عن مخاوفهم من خطر السياسات القطرية التي تضغط باتجاه تغاضي الإدارة الأميركية عن تجاوزاتها وعلاقاتها المشبوهة بتنظيمات إرهابية تشكل تهديدا للأمن. وحذر من جماعات الضغط الأميركية التي تدعمها قطر، متسائلا كيف يمكن قبول الأموال من الدولة الأولى الداعمة للإرهاب؟ وجاءت تحذيرات روبي في مقال له على مجلة "نيوزويك" الأميركية. وأوضح روبي أن إغراءات قطر البلد النفطي الثري، نجحت في تكوين جماعات ضغط تدافع على الأجندة القطرية وتغطي على تجاوزاتها وعلاقاتها المشبوهة بالجماعات الإرهابية، على الرغم من أنها كانت المصدر الرئيسي للفكر الإسلامي والراعي الرسمي للإخوان المسلمين. وأشار مستشار الأمن القومي إلى الأزمة الخليجية ومقاطعة ائتلاف من الدول العربية للدوحة، مؤكدا أن الدفاع الأساسي هو دعم الدوحة للتنظيمات الإرهابية ولجماعة الإخوان المسلمين والتحريض على دول المنطقة عبر قناة الجزيرة الإخبارية. واتهمت دول المقاطعة قطر بأنها كانت تستخدم وسائل الإعلام القطرية لإثارة الثورة في المنطقة – وهو ما كانت تفعله منذ الربيع العربي في أواخر عام 2010. وأكد روبي أن الدوحة ستحاول كسب الصراع مع جيرانها في واشنطن، بشكل رئيسي من خلال استخدام جيش من جماعات الضغط ووسائل الإعلام ومراكز الفكر. ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، استهدفت جماعات الضغط القطرية السابقة نيك موزين وجوي اللحام وهما من "المؤثرين الرئيسيين على الرئيس الأميركي دونالد ترامب" من أجل التأثير على سياسة البيت الأبيض في الخليج. وأضاف روبي أن الدول الغنية مثل قطر لديها القدرة على تقديم هذه الأنواع من الفوائد لعدد كبير من الناس – وهم يفعلون ذلك. وحذر من قبول الرشاوى القطرية، قائلا "هناك فرق بين قبول الأموال من نظام أجنبي يمول التطرف والإخوان المسلمين وتوفر ملاذا آمنا للإرهابيين الإسلاميين من طالبان إلى القاعدة!"
