أكد مصدر رسمي أمني باليمن، أن العملية الأخيرة التي نفذها الجيش اليمني على أحد المساكن في حضرموت بمدينة الشحر، استهدفت إحدى الشخصيات بتنظيم القاعدة، وهو عبد الكريم آنسي، يمني الجنسية، وقال المصدر: «نفذت العملية بمنزل عائلي، وأسفرت عن القبض على ثلاثة أشخاص ومقتل اثنين، والتحفظ على أربع سيدات». وكشف المصدر ذاته ل«الشرق الأوسط» عن تحفظ الجهات الأمنية على أربع سيدات، جميعهن من الجنسية اليمنية، وهن زوجات لأعضاء في تنظيم القاعدة، وُجدن أثناء المداهمة برفقة أطفالهن، مشددا على عدم وجود أي امرأة سعودية بينهن، أو كما تردد عبر بعض وسائل الإعلام من القبض على زوجة الرجل الثاني بتنظيم القاعدة وفاء الشهري برفقة أروى البغدادي. وقال: «لم نعتقل النساء الأربع، وإنما جرى التحفظ عليهن ليوم واحد قبل أن يسلمن لذويهن، اثنتان منهن من محافظة تعز والأخريان من حضرموت»، نافيا إلقاء الجيش اليمني القبض على وفاء الشهري وأروى البغدادي. وبحسب المصدر الأمني، فإن العملية الأمنية أسفرت عن القبض على ثلاثة أشخاص من تنظيم القاعدة ومقتل اثنين آخرين، لم تتعرف الجهات الأمنية على هويتهما حتى اللحظة، إلى جانب مقتل ثلاثة أفراد من الجيش اليمني، أحدهم برتبة عميد. ولم تكشف السلطات الأمنية اليمنية النقاب، قبل اليوم، عن هوية المقبوض عليهم، كما لم تبلغ السعودية ما إذا كانت وفاء الشهري من بين النساء المتحفظ عليهن. يُذكر أنه فور انتهاء العملية الأمنية، تفاعل موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ونشرت إحدى وسائل الإعلام اليمنية عن اعتقال سيدتين سعوديتين في المداهمة الأمنية بمنطقة حشر، هما وفاء الشهري وأروى البغدادي. وسرعان ما بادر عدد من المغردين من حسابات مختلفة، نسائية وذكورية، بعضها لها ارتباط بتنظيم القاعدة بنفي ما تناقلته وسائل الإعلام اليمنية، بينما تناقلت وكالات أنباء عالمية عن مصادر لم تسمها في الجيش اليمني أن بين المقبوض عليهن ثلاث سعوديات. تجدر الإشارة إلى أن وفاء الشهري، أنجبت – أخيرا – طفلها الأخير «سفيان الشهري» في اليمن من الرجل الثاني لتنظيم القاعدة سعيد الشهري الملقب ب«سفيان الأزدي»، الذي قتل بقصف جوي على مكان وجوده من طائرة من دون طيار في إحدى العمليات الأميركية، بعد أن أنجبت منه ثلاث إناث هن «سمية وسامية ومنيرة»، إلى جانب زوجين سابقين لها، هما «يوسف» و«وصايف»، ولا يعرف إن كانت طفلتها «شذا» التي بدلت اسمها إلى «هاجر» من سعيد الشهري، كما أعلنت، بعد فرارها إلى اليمن، لتصبح بذلك «أم هاجر الأزدي» هي إحدى بنات الشهري الثلاث أو هي الرابعة. وتتهم وفاء الشهري بتوليها الملف المالي فيما يتعلق بجمع المال والتبرعات من السعوديات لصالح تنظيم القاعدة، وذلك بعد فرارها من السعودية إلى اليمن ملتحقة بالتنظيم هناك، وحثها النساء السعوديات على الانضمام إلى «القاعدة» والالتحاق بها، متقاسمة بذلك زعامة تنظيم القاعدة بفرعه النسائي مع هيلة القصير الملقبة بحسب التنظيم نفسه ب«سيدة القاعدة» التي تقضي حاليا محكوميتها بالحبس، بعد أن قُبِض عليها بعد فترة وجيزة من هروب وفاء الشهري إلى اليمن. وتأتي تصريحات المسؤول اليمني ل«الشرق الأوسط» بعد أن أفاد مصدر أمني يمني الخميس الماضي، بأن السلطات اليمنية ألقت القبض على أربع نساء، بينهن ثلاث سعوديات، خلال مواجهات بين قوى الأمن و«القاعدة» في مدينة الشحر بمحافظة حضرموتجنوب شرقي البلاد، وذلك بتهمة التعاون مع تنظيمات متطرفة. وقال المصدر حينها في اتصال مع وكالة الصحافة الفرنسية إن «قوات الأمن نجحت في اعتقال أربع نساء يعملن مع التنظيم أثناء هروبهن من منزل بعد دقائق من مداهمته فجر الأربعاء».. وأشار المصدر إلى أن بين النساء ثلاث سعوديات. ولا تزال الشحر تشهد توترا بين الجيش والأمن من جهة، ومقاتلي «القاعدة» من جهة أخرى، حيث نشرت السلطات مركبات عسكرية في الشوارع الرئيسة واستحدثت نقاط تفتيش.
