يعيش الجيش اليمني حالة تصدع خطيرة وانقسام حاد ، وسط تخوف قياداته من انهيار كامل ، نتيجة أعمال انشقاقات قد تحدث داخله خلال الفترة القادمة ، تزامناً مع تصاعد دعوات الجنوبيين باستقلال دولتهم . وفي الوقت الذي سعت فيه سلطات صنعاء الحاكمة على محاولة هيكلة جيشها ، وتقسيمه وفق ما أسمته " دراسات علمية " ، وخاصة بعد ما جرى منذ العام 2011 ، من تقاتل بين فصائله وانشقاقات كبيرة في إطار الصراع على الحكم والقرار السياسي – إلا ان الفجوة ازدادت توسعاً وحدّة ، خاصة فيما يتعلق بالشأن الجنوبي واستمرار القمع الوحشي والقتل من قبل نقاط الجيش المنتشرة بكثافة في مناطق ومدن الجنوب . مصدر عسكري جنوبي رفيع ، يعمل في معسكر للجيش اليمني بالجنوب ، كشف ان انقسام حاد يجري داخل المعسكرات ، وان الأمور معقدة ، وخاصة على فيما يخص الجنود الجنوبيين والشماليين ، مشيراً ان ذلك الانقسام ينذر بتفجر صراعات دموية داخل كل معسكر على حدة . واعتبر المصدر العسكري الذي قال ان الوقت لا يسمح لكشف " اسمه " ، ان الجيش اليمني يعيش حالة فرز ، وان الأمور لا تتوقف في هذا الشأن بين الجنوبيين والشماليين ، بل ان هناك فرز بين الشماليين أنفسهم ، متمثلاً بصراع " شمالي شمالي " وهو ناتج عن الانقسام السياسي الشمالي في صنعاء والذي يتمثل في صراع " صالح وحلفاه وعلي محسن الأحمر واتباعه " ، فيما وصل الانقسام بين الجنوبيين والشماليين حد الانقسام حتى في وجبات الأكل داخل كل معسكر . حد وصفه . وفي حين تشهد معسكرات في الجيش اليمني المتواجدة في الجنوب ، حالة تخبط ، نتيجة تصدعها من الداخل ، فهي تعاني من تراجع نفوذها في العديد من المناطق في الجنوب ، بعد انسحابها نتيجة مواجهات او التوصل إلى حلول سلمية بخروجها وعودتها الى ثكناتها الرئيسية التي تعيش بحسب المصدر العسكري ،انقسام جنوبي شمالي يصل في بعض الأحيان إلى مواجهات بين الجانبين . وقبل أيام شهدت لواء " 119″ الواقع بمحافظة أبين ، صراع جنوبي شمالي كاد ان يؤدي الى تقاتل بين أركان اللواء الجنوبي وقائد اللواء الشمالي ن والذي اصطف أنصارهما إليهما ، قبل ان يتم نزع فتيل التوتر ، فيما شهد مقر المنطقة العسكرية الثانية الواقعة في المكلابحضرموت ن ويقودها قيادي عسكري جنوبي كبير هجمات عنيفة وتقاتل استمر لأيام نتيجة محاولة الانقلاب على قيادة المنطقة من قبل قوات " الأمن المركزي –القوات الخاصة " التابعة لقيادي عسكري شمالي . وكشفت معلومات خاصة ، ان معسكرات بعدن تعيش حاله اصطفاف " جنوبي – شمالي " ، حيث شهد معسكر " بدر " الواقع بمدينة خور مكسر عمق محافظة عدن، توترات واشتباكات متقطعة تحدث بين الفينة والأخرى نتيجة الخلافات التي بلغت مبلغاً خطيراً جداً ، ولا تزال نارها تحت الرماد ، في الوقت الذي مارست قيادات عسكرية وامنية بعدن عمليات اعتقال لجنود جنوبيين رفضوا المشاركة في عمليات قمع الاحتجاجات السلمية التي ينظمها الحراك الجنوبي في عدن وبقية محافظات الجنوب ، وهو ما زاد من غضب زملاءهم الجنوبيين في المعسكرات والغدارات الأمنية ، كما جرى اعتقال عشرات الجنود الجنوبيين في معسكرات واقعة في محافظات شمالية نتيجة مساندتهم للثورة الجنوبية المطالبة باستعادة دولة الجنوب ، حيث اعتقال أكثر من 70 العام الماضي في سجن الشرطة العسكرية بصنعاء لا يزال بعضهم معتقلاً حتى اللحظة ، على أساس تقديمهم للمحاكمة العسكرية ، فيما تطورت بعض الحالات الى عمليات تصفية لجنود ، كان آخرها قتل جندي جنوبي من "الصبيحة " قبل شهر تقريباً ، في نقطة عسكرية بمأرب بعد مشادات ونقاش حول الثورة الجنوبية واستقلال الجنوب . وكشفت تقارير سابقه تفاصيل الانقسام الحاد الذي يجري داخل معسكر " محور العند – بلحج " ، ومدى الانقسام الخطير الذي وصلت فيه الأمور داخل معسكر العند ،إلى حد تجييش القيادات العسكرية الجنوبية لقبائل الصبيحة ، ضد كتيبة وصلت العند قادمة من صنعاء بأوامر اللواء " علي محسن الأحمر " وتتبع اللواء " 135 " الذي جرى عسكرة جنوده ممن كانوا في ساحة التغيير بصنعاء إبان ما تسمى " ثورة شباب التغيير " . ويرى مراقبون عن كثب ، ان الجيش اليمني وقياداته في الصف الأول القابعين في صنعاء ، باتوا واقعين في ورطه خلافاتهم العسكرية من جهة ، وورطة الفرز " الشمالي الجنوبي " المستمرة داخل المعسكرات ، في حين تزيد الممارسات القمعية من قبل الجيش اليمني ، الذي تتوحد أطراف صراعه " الشمالية الشمالية " ضد دعوات الشعب الجنوبي برحيله وترك شئون الجنوب لأهله وشعبه كي يديرونها ، ومثلها دعوات الجنوبيين للقادة السياسيين والإداريين في صنعاء ، والتجار الشماليين الممسكين بزمام الاقتصاد الجنوبي وشعبه ، والمسيطرين على مؤسسات دولة الجنوب بعد نهبها منذ ما بعد حرب صيف 94م . قبائل حضرموت التي إلتئمت لأول مرة في تأريخها بتاريخ 10 ديسمبر الجاري ، وأعلنت قراراها بالسيطرة على أرضها في هية شعبيها من المزمع اطلاقها غد الجمعة (20 ديسمبر 2013 ) ، داعية الى رحيل الجيش اليمني ومغادرة المعسكرات في حضرموت وتسليمها لأبناء المحافظة ، حيث وجهت دعوتها لكل ابناء حضرموت المنخرطين في سلطات صنعاء الى العودة الى حضرموت ، وترك عملهم مع صنعاء ، وهو ما كانت دعت إليه مكونات الثورة الجنوبية التحررية ، أبناء الجنوب العاملين في سلطات صنعاء ، على اللحاق بركب ثورة شعب الجنوب ، وترك صنعاء وحكومتها ، على آمل ان يستجيب الجنوبيين المنخرطين في سلطات صنعاء وعلى رأسهم القيادات العسكرية التي قالت مكونات الثورة الجنوبية أنهم يجب ان يكونوا في مقدمة الشعب الجنوبي المطالب بتحرير أرضه واستعادة دولته بإعتبارهم جزءً من شعب الجنوب الذي يتعرض لقمع وحشي وقتل يومي على أيدي الجيش اليمني ، معتبرين ان استمرار الجنوبيين بالعمل مع سلطات صنعاء ، يعتبر دعم من قبلهم وتورط في جرائم القتل التي ترتكب أمام مرأى ومسمع العالم ضد الشعب الجنوبي المسالم . * بالتزامن مع صحيفة القضية