أثبت علي صالح بعد عودته من الرياض مؤخرا أنه الخطر الأكبر من بين بقية المحيطين به ، وتأكد لنا أننا كنا خاطئين حينما كان كبراؤنا يروجون أنه الشخص الأنسب للمرحلة ، وأن العيب كل العيب في بطانته ؛وبقينا ضحايا لهذه المعزوف طيلة 30 عاماً . تحدثك هذه الأيام عن أبشع بطولاته وهو يمارس هوايته المفضلة في والسلب والنهب ومصادرة ممتلكات أكثر من (25) مليون نسمة . لقد عاد الرجل بنية المنتقم من كل شيء ليجهز على ما تبقى من مكتسبات هذا الشعب المسكين الذي يعيش على الهامش الغذائي وفضول العيش الزهيد . ولم نعد نكترث لتلك الأخبار التي تناقلتها الصحف المصرية أن حسني مبارك كان يصادر الهدايا والهبات التي تمنح لمرافقيه من بعض الملوك والرؤساء، بعد أن فاجأنا هذا العجوز بسطوه على المليارات ومصادرته للأسلحة والذخائر وتوزيع السيارات بالمئات وتملك أراضي وعقارات الدولة . إنها أكبر عملية سطو في التاريخ ينفذها خائن اليمن وابنها العار علي صالح الذي رحل ولم يرحل شره . ما يدعو للدهشة هو أن الساسة في اليمن تعاملوا مع الرجل ، وكأن زيارته للسعودية الشقيقة تأتي في إطار زيارة البقاع المقدسة، ومن ثم التوقيع على حزمة من الاتفاقيات المبرمة بين البلدين الشقيقين . غير مدركين أن الرجل قد فخخ الاتفاقية من خلال كلمته الشهيرة وعبارته الأشهر (ليس المهم التوقيع وإنما المهم حسن النوايا) التي كشر من خلالها بأنيابه وصبغها بابتسامته الصفراء الماكرة . والعتب كل العتب على الإخوة الأشقاء الذين سمعوا تهديده ووعيده وشخيره ونخيره في وجه اليمنيين أثناء توقيعه على المبادرة، ثم أطلقوا له العنان وسمحوا له بالعودة وهم أكثر من يدرك نواياه الشيطانية، وطبعه اللئيم . لقد كان على الثوار أن يتعاملوا مع عودته كما تعامل سكان القدس مع رئيس الوزراء المصري الأسبق ( أحمد نظيف ) حينما قرر دخول بيت المقدس . إن واجب المواطنة اليوم يحتم على كل من يدعي حب وطنه أن يقف في وجه هذا اللص لإجباره على التوبة من هذه ( الولعة ) وكبح جماحه عن ارتكاب المزيد من ممارسة هذه الهواية والعادة القبيحة التي مارسها بحق الخزينة العامة والمال العام طول 33 عاماً . إن على الإخوة في حكومة الوفاق أن يتنبهوا لمخططات هذا الماكر وأن يقفوا بجدية تجاه ما يدبره بحق الممتلكات العامة قبل أن يتفاجأوا بأن الرجل قد باع قصر الرئاسة ومسجد الصالح وميدان السبعين لأحد شركائه الوهميين من رجال المال والأعمال . وأقدم على تأجير الأسواق العامة, وحول مقبرة الشهداء وخزيمة إلى مواقف للحافلات والباصات العامة ، بحجة أن الأموات المدفونين فيها فارقوا الحياة في سنوات حكمه. وسلم ملعب الثورة لبلاطجته ليتعلموا الرماية والقنص وركوب الخيل . - إن هذا الرجل الذي سرق الخيرات من باطن الأرض لن يعجزه أن يسرق ما على ظهرها . أو أن يلتهم كل ما يمكن التهامه مالم نتصدى له بكل ما أوتينا من قوة وإلا فإن ثلاثة أشهر من بقائه كزعيم فخري كفيلة بأن يسرق نعالنا ، ويبيعنا لشركة كورية أو يابانية بثمن بخس دراهم معدودات .