تشكلت حكومة الوفاق أخيرا بعد طول مخاض وعناء عسير امتدت آلامه إلى كل فرد يمني سواء كان في الداخل أو في الخارج كانت هذه الحكومة هي البديل الممكن والمتاح لتجنيب اليمن انفجار الوضع الداخلي عسكريا والحفاظ على ما تبقى من اقتصاده المنهار والمتهاوي محليا ، لاشك أن الحكومة التوافقية لاقت ارتياح كبير من معظم فئات الشعب اليمني حيث إن المجتمع اليمني يدرك ما هي مآلات الأمور في حال انفجر الوضع عسكريا ، وعي الشعب اليمني وسلميته خلال الفترة الماضية رغم طولها كان لها الأثر البالغ والواضح في إبراز هوية الثورة اليمنية محليا وإقليميا حيث ارتبطت الثورة بسلميتها رغم الوضع المتجمعي الخاص والقبلي اللذي يعيشه اليمن وهو من قاد الحل لكي يكون حلا سياسيا بامتياز نظرا للتوازن العسكري داخليا والدعم الإقليمي خارجيا فالكل يدرك أنها مازالت هناك دول تدعم النظام وبكل سخاء إلى اللحظة الأخيرة من عمره . رغم أن الحكومة في ظاهرها لا تلبي طموح شباب الثورة المرابطين في الساحات ومن هنا أجد لهم العذر في انتقادها فهم ينشدون الحسم الثوري ونتائجه كما رأوها في تونس وغيرها إلا أني هنا حاولت أن أكون محايدا قدر المستطاع في تشخيص ما يحدث على الساحة اليمنية ومتغيراتها اليومية ولذلك أنا مدرك كل الإدراك أن هناك مهمة صعبة جدا ومعقده تواجهها المعارضة اليمنية من عدة أوجه سياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية وإقليمية فهي من ترأس الحكومة وتملك نصف الوزارات بمختلف أنواعها ، ولذلك فالتركة ثقيلة جدا عليها خاصة وهي تشارك من ثارت ضده لعشرة اشهر وناضلت في معارضته لسنوات عديدة .