الطاغية لا يولد طاغية بالفطرة ، والطغيان ليس غريزة متأصلة في النفوس ما لم يجد المكان المناسب له لكي ينمو ويزدهر وقديما قالوا (من فرعنك يا فرعون قال ما لقيت احد يردني )وصناعة الطغاة حرفة عربية محتكرة ننفرد بها عن غيرنا من الأمم ( حقوقها محفوظة لدينا ) نحن من نصنع الطغاة والسرق و الحراميه وهذه مسلمة ولا تحتاج إلى ( فقيه) وذالك بكثرة الطبال والزمار والمديح وقول ما ليس فيهم، وزد على ذالك أنهم لم يجدوا من يردعهم عن غيهم .. ونبدأ بالأسعار والغناء حتى يظن المسؤول انه من كوكب آخر وانه منقذ البشرية فيكبر رأسه ، وبعدها يا (رب ) خارجنا منه.
لم نتعلم ابدا من أخطائنا فلا نزال نسمع عن تلك المفردات القديمة المنمقة يرددها بعض المذيعين والصحفيين والكتاب لنعت ضيوفهم ... لم يكلفوا أنفسهم ويشعروا بالتغير وان هناك ثورة ضد فساد عصف بالبلد طوال 33 عام ، وهناك مسؤول جعل الشعب عدوا له وظن أن الوزارة ملك له وليست للشعب !! و هذه بعض المفردات التي تشعرك بالقرف حين سماعها (سعادة الوزير) ووجهه أشد عبوسا من صاحب الخمارة _ أو (معالي الوزير) والتي بمجرد أن يسمع المسؤول المذيع يتلفظ بها حتى نرى رأسه قد أرتفع وعيناه قد لمعت نشوة وطربا ... لماذا لا ننعت المسئول باسمه وصفته الوظيفية فقط ؟!!!!! هل ينقص ذلك من قدره ؟ لقد قالوا قديما ( الألقاب ليست سوى وسام للحمقى والرجال العظام ليسوا بحاجة لغير أسمائهم ) أن الطبال يجعله متكبر متجبرا وتشجع يده على سرقة المال العام،، اعتقد ان تلك الصفات والألقاب لا دخل لها في أدب الحوار أو إعطاء الناس مكانتهم ، فقد جربنا معه طريقة المدح فلم نجده الا متكبرا جاحدا لوطنه وشعبه !!!! لم يقتصر الطبال والزمار على المسؤول او الوزير فقط . بل تعدى ذالك ليصل الى المشايخ ورجال الأعمال والقبائل والمدن حتى ظن ذالك الشيخ أو التجار أو أو .... انه حامي الحمى وأن الوطن بدونه لا شيء ، نقول اذا كان لأحد فضل فالفضل لله ان وفقهم لخدمة وطنهم وأبعد عنهم ذل الخيانة للوطن وحسرة الندم والعار لأجيالهم نريد ان نرى شعب حر واثق من إرادته لا يقدس غير الله احد ولا يرى المسؤول سوى عامل تم اختياره لخدمة الوطن أن أحسن أحسنا إليه وان أساء فعليه أن يعلم أن العاقبة ستكون وخيمة . جزاء خيانته للأمانة وخيانة الوطن .