لا شيء يدمرنا أكثر من مصادرة أحلامنا القابلة للتحقق.. بينما يزداد واقعنا سوءاً.. يرسم المشير للثورة صورة على نحو "شعب طيب غضب قليلاً". هكذا يُفهم الإصرار في الإبقاء على سلالة منقرضة تحتال لتعود وتتمكن من جديد بعد أن سجلت الثورة نهايتها.
في هذا الجو المشحون بتفاعلات غير صحية، ومؤشرات سلبية بإمكان شاب يمني كانت الثورة بالنسبة له حلماً للخلاص أن يقول، غير أن الثورة غيرت بضعة وجوه، وجددت المشاكل.
سيرد أحد المتفائلين ما تراه هو شأن ما بعد كل الثورات، والثائر أرنستو تشى جيفارا قال (من يعتقد أن نجم الثورة قد أفل فإما أن يكون خائنا أو متساقطا أو جبانا). فل أكن جبانا، لكن السؤال أي ثورة تلك لم تنجح في إزاحة من تورطوا بقتل شباب الثورة من مناصبهم؟
يقولون النهايات السعيدة تزدهر حين يكون هناك إصرارا ويقظة من الحارس، وصبراً من الجريح وتحلياً بالأمل، وهدوءاً من المنفلت، والتفافاً من الجميع لحماية الثورة من أعدائها ولصوصها. فما النتيجة إذاً وقد قوبل إصرار الحارس بالخذلان، والجريح بالتجاهل، وزاد المنفلت قوة..
كل يوم أزداد يقينا بأن الشباب والجموع الشعبية التي خرجت في طول البلاد كانوا أكثر وعيا مما يراد لنا أن نعتقد، ولا مبالغة أن قلت أكثر إدراكاً من نخبتنا السياسية لواقع الحال، حينما تمسكوا بحقهما في رفض وجود البقايا كحالة عسكرية سياسية مسعورة تعيق المستقبل وتسممه مداميكه.
هذا لا يعني أنهم يعارضون الوفاق الوطني الذي يواجه أعباء دولة مفككة، بقدر ما يبرهن على حرصهم لوضع حد لهذا المشوار الحافل بالألم.
تلك رسالة لا نبغي بها إلا العدل السياسي في التعامل مع الثورة.