إعصار «ساندي» ضرب أكبر مدينة في العالم لأكبر دولة ليعرف الناس أن لا كبير في هذا الكون إلا الله، وأن الضعف صفة ملازمة للبشر. تتجلى قدرة الله وقوته لمن أراد أن يعتبر.. 130كيلو في الساعة سرعة الإعصار «ساندي» وقد قلع ودمر السيارات والبيوت وقتل العشرات رغم الإجلاء القسري للسكان قبل الإعصار، لكن تصور معي لو أن سرعة الاعصار زادت أضعاف سرعتها 260 كيلو في الساعة، وأكثر 500 كيلو 1000 كيلو«مثلاً»، ودع خيالك يتصور السرعة أكثر وأكثر؟! بالتأكيد لن توقفها حضارة الإنسان لأن الحضارة والعمارات والناطحات ستتحول الى «أوراق» متطايرة في الفضاء بل والجبال أيضاً بقوة السرعة المرسلة ستكون «كالعهن المنفوش»؟؟!. تُرى أين سيكون الإنسان حينها إن لم يكن في كنف الرحمن الرحيم؟.. ربما تأتي إلى الذهن سورة القيامة المذكورة في القرآن الكريم، التي تعمل الكوارث لتقريب الصورة أكثر.. نكتفي هنا بالعبرة؟! أما واجباتنا فهي أن نستفيد من تعامل الناس مع الكوارث بسبب ترسيخ مؤسسات الدولة الغائبة عندنا. العجيب أننا رأينا أناساً يتحدثون بأسلوب الشماتة وكأننا حققنا نصراً على أمريكا مع أننا مطالبون بتحقيق السباق والنصر الحضاري على الواقع بالفعل الإنساني. ثم إن الكوارث قد تكون عقاباً، هذا صحيح، وقد تكون رحمة، فمن يدري؟. إن مثل هذه الكارثة أو تلك جاءت لتقي الناس من كوارث أعظم، من يدري ؟. تحديد العقاب ليس من مهماتنا ولا من واجباتنا.. مهماتنا أن نثبت مستوانا الحضاري في مساعدة الإنسانية عندما تصاب بالكوارث بما يؤكد حبنا لسلامة خلق الله أياً كانوا فنحن لسنا أمة أنانية.. نحن أمة «رحمة للعالمين». الغريب أن البعض أخذ يتحدث ليثبت أن زلزال أمريكا جاء دعماً «لبشارالأسد»، هكذا وصل تفكير وضمير بعض المسلمين إلى أدنى من الحضيض وهو يرى الطائرات الأسدية تدك المدن وتقتل الأطفال والنساء ثم يحاول تجيير آيات الله والظواهر الكونية لتأييد أبشع سفاح في التاريخ ودعم جرائمنا الملعونة. هذا التفكير هو من يستحق غضب الله الحليم، لأنه يشارك في القتل ويبرره وكأنه عمل خير يستحق النصرة من الله العدل.. إنه أسلوب وضيع من صور استغلال الدين لصالح الشر.. وهو أسلوب شيطاني وجد منذ هبط آدم مع إبليس اللعين.