يمر عام على دوران عجلة التغيير تجسدت بدايتها في تولي سلطة جديدة لإدارة شؤون البلد فرضتها مخرجات الثورة الشبابية الشعبية السلمية المباركة ممثلة في حكومة الوفاق الوطني التي تقف اليوم أمام تقييم منطقي وحقيقي بعد توليها إدارة شؤون البلاد مطلع ديسمبر من العام الماضي .. تقييم لا تقره سلطة فاسدة .. ولا يخضع لرغبات الفرد المتسلط ، ولا يقدم إعلاميا بلباس التضليل الكاذب .. والنفاق الأكذب .. والحق أن حكومة الوفاق التي تواجه حربا ضروسا لا هوادة فيها محاولةً ثنيها عن مواصلة السير بالبلد نحو التغيير المنشود قد أبلت حسنا رغم جملة من العوائق ، والألغام والصواعق التي زرعت بعناية في طريقها المفروش بالشوك أصلا ..! وما يثير الإعجاب أمام حكومة الوفاق انهماكها في عملها وعدم الالتفات للعوائق ومحاولات النيل والاستهداف والتجريح الشخصي لعدد من وزرائها ولرئيسها الأستاذ المناضل محمد سالم باسندوة ، متجاوزة كل التحديات وآخرها وليس آخر الهجمة الشرسة على أبراج خطوط نقل الطاقة الكهربائية وأنابيب توريد الغاز والنفط .. في محاولة لحشرها أمام الرأي المحلي والإقليمي والدولي في زاوية الفشل .. وفي كلمته التي ألقاها ليلة أمس الأول بمناسبة مرور عام على تولي حكومة الوفاق الوطني إدارة شؤون البلاد ، أكد دولة رئيس الوزراء عزم حكومته السير بخطى حثيثة وثابتة رغم العراقيل التي تعتمل في طريقها وزرع عوامل اليأس والإحباط والتي تهدف للتشكيك في مسيرة الثورة الشبابية الشعبية السلمية ، وعرقلة التسوية ووقف عجلة التغيير وخلق أزمة سياسية مفتعلة ، مؤكدا أن ما حققته حكومته من منجزات لا يمكن التغني بها أو المزايدة باسمه باعتبار ذلك من صلب مهامها وليس لها منة في ذلك .. وهذا خطاب مسئول لم نعهده من قبل ، من مسئول صادق افتقدنا صدقه دهرا من الأزمان .. حكومة الوفاق التي أعاد وزيرها الواعد با ذيب مثالا ميناء عدن إلى حاضنة الوطن بعد أن أقحم في صفقة فساد ، وأعادت سعر الغاز اليمني الذي بيع ذات ليلة سوداء بسعر التراب على حد تعبير رئيس وزراء كوريا حينها من دولار واحد إلى سبعة دولارات .. ونجاحها في كسب ثقة الدول المانحة وتقديمهم تعهدات مالية بلغت ثمانية مليارات دولار .. واعتمدت وظائف جديدة للخريجين بلغت 50 ألف وظيفة كانت بمثابة التعجيز في سابقة ربما لم تسبقها إليها حكومات سالفة لم نعرف منها غير مكافأة الفساد وتجريع المواطن ، وتجويع العباد ..! والحق أن رئيس وأعضاء حكومة الوفاق الذين جاءوا على خزينة مملوءة بالفئران أنجزوا المهم وبقي الأهم لأنهم وكما قال رئيسها جاؤوا على وضعٍ مزرٍ من استهتار بالسلطة وانعدام الأمن وسيادة القانون والمواطنة وإشعال الحروب وافتعال الأزمات وإذكاء الصراعات بين أفراد المجتمع واستئثار شلة فاسدة بمقدرات وثروات البلد وسيطرة المسلحين على عدد من المحافظات .. ورغم ذلك فإن طموحنا الذي استقيناه من ثورة الشعب السلمية لا يقف عند هذه المنجزات التي تقف صغيرة أمام عظمة تضحيات شبابها الأخيار ، لأن مبدأ أهدافهم وقناعاتهم التي ضحوا من أجلها عظيمة وواضحة لا تتحول أو تتحور .. لا تتغير أوتتبدل ، والعمل على التهيئة الكاملة لضمان مشاركتهم الفاعلة في مؤتمر الحوار الوطني المرتقب .. وأهم ما يجب على حكومة الوفاق القيام به سرعة تنفيذ توجيهات الأخ الرئيس بعلاج جرحى الثورة وإنشاء صندوق لرعاية أسرهم بالمسكن والمعاش الذي يكفل لهم العيش الكريم .. و " نحن صامدون وهيهات منهم التشكيك في عملية التغيير التي تسير بخطى واثقة سيلمسها المواطن " محمد سالم باسندوة رئيس الوزراء