يقص وزيران من حزب المؤتمر شريط افتتاح المبنى الجديد لمنظمة "اليمن أولاً"، في الوقت الذي يدلي فيه عبده بورجي قاتل الوعي التحرري في اليمن لعقدين تصريحاً هاماً عن قيم الولاء الوطني لدى الناشئة والشباب ، وعن غاية المنظمة في بناء الدولة المدنية. تأسست المنظمة في العام 2010م من مركز الفساد الإستراتيجي ، سخرت لها امكانيات الدولة ، لتخرج لنا بصيغة هشة وعائلية ، كيف يمكن لرجال ذبحوا البلد وهويته وحولوه الى وطن "للعفشنة" أن يرفعوا شعار اليمن اولاً! كيف يمكن ل "غارق في الفساد" وزارع ثقافة الولاء للعائلة المقدسة أولاً وثانياً وعاشراً أن يتحول الى واعظ وطني مخلص ، يتحدث عن ذات اليمن ورفعته والدولة المدنية واشياء أخرى ذبحها من الوريد للوريد. قاد السكرتير الصحفي لعائلة صالح معارك طاغية مع الصحافة المعارضة والصحفيين المعارضين ، وبنى امبراطورية ضخمة من المال ، ومواقع اخبارية لا تجيد سوى صناعة التدني والإعلام الهابط ، وقبل هذا وذاك أغرق الجنرال الحاكم في متاهات لا متناهية من الإستبداد والنزعة الديكتاتورية . في نوفمبر من عام الربيع العربي قالت منظمة الشفافية الدولية ان حسابات الرجل في البنوك الألمانية 800 مليون دولار باسمه واسم مقربين منه ، ولو كنا في ثورة تحترم نفسها لكان بورجي وجلاوزة النهب خلف القضبان. لا يتورع لصوص الحقبة الممسوخة في تصدر المشهد الوطني ، لا يخجلون من ممارسة دور الوطنيين في وطن مصوا دمه عقودا من الزمن ، ليس بإمكان جوزيف جوبلز وزير الدعاية النازي ان يتحول الى داعية يخطب في السلم الإجتماعي وقيم الحوار والتعايش . يشبه رفيق صالح إلى حد كبير رفيق هتلر ، حتى في الصلعة الواسعة التي يذاع على أنها دليل على العبقرية ، يشبهه أيضاُ في صياغة الكلمات الذكية التي كانت تنسب لزعيمهما . يشبه أيضاً في معاملته مع الصحفيين ومثقفي المجتمع ، قال جوبلز حينها " كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسى" ، لكن النهاية فرقتهما ، على عكس النازي الألماني الذي فضل الإنتحار نهاية له ، اختار صاحب البلاد قيادة مسلحين في محافظته وافتتاح منظمة وطنية . يكشف محمد عبدالمنعم سكرتيرالرئيس المصري المخلوع في مقابلة مع اليوم السابع المصرية أن مبارك كان يتصل برؤوساء تحرير صحف ، وصحفيين عاديين ، وكانوا يفاجئون بالإتصال بهم ، وأنه كان يكره قناة الجزيرة بسبب معلومات ان القناة أنشئت منبرا "للتعبئة" . في اليمن نكل عبده بورجي بطاقم قناة الجزيرة وقام باغلاق مكتبها ، وقاد حملة تحريض على مراسلي ال بي بي سي ووسائل اعلامية كثيرة، مارس القمع السلطوي على الصحفيين الذين تمردوا على أوامره . لفت نظري تكتل البقايا خلف اعادة انتاجهم بطريقة أو بأخرى ، حتى وسائل اعلام رسمية احتفت بالأمر وكأنه انجاز ما قبل 2011م ، وزيران ومسؤولون كبار وترسانة اعلامية رسمية ، وكأن الثورة أتت لتكريم هولاء الأوباش وليس لكنس حقبتهم الى قاع التاريخ . قريباً سينشيء هولاء البشر المحنطون بهوس السلطة والظهور ، منظمة "آسفين ياريس" ، وحينها ستتحقق نبوءة يحيى صالح "قادمون بإرادة الشعب وقوة الحق" ، وهي نفس العبارات التي ينتجها بورجي و كانت تردد في الثلاثة عقود الماضية .