تنظر اليوم الأحد محكمة جنح عابدين أولى جلسات محاكمة مؤسس حركة 6 أبريل أحمد ماهر والناشط السياسي أحمد دومة الموجودَيْن رهن الحبس، والناشط محمد عادل، لاتهامهم بالتظاهر بدون ترخيص وفق قانون التظاهر الذي صدر الشهر الماضي ولقي انتقادات داخلية وأميركية. ومن جملة التهم الموجهة إلى الناشطين -إلى جانب التظاهر بدون ترخيص- الاعتداء على مجندين من الأمن المركزي. ومن المتوقع عقد جلسة المحاكمة داخل معهد أمناء الشرطة بمنطقة طرة. وكان النائب العام قد أحال الناشطين في الخامس من الشهر الجاري إلى القضاء، في أول قضية تحال إلى المحكمة طبقا لقانون التظاهر الجديد. يُشار إلى أن ماهر -الذي يعتبره الكثيرون أنه أحد من كان لهم دور رئيسي في إذكاء جذوة ثورة 25 يناير 2011 التي أدت إلى إسقاط الرئيس المخلوع حسني مبارك- قد سلم نفسه طواعية للسلطات بعد علمه بوجود اتهامات ضده.
قانون التظاهر وكان الرئيس المؤقت عدلي منصور قد أصدر في الرابع والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي قانون التظاهر الذي يمنع خروج المظاهرات بدون إذن مسبق من السلطات، وهو ما أثار انتقادات داخلية وأميركية.
فقد قالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس بوقت سابق -في كلمة أمام المؤتمر السنوي لمجموعة "حقوق الإنسان أولا"- إن القانون له تأثيرات مؤذية. وقالت رايس "لقد تحدثنا عن الآثار المؤذية لقانون التظاهر الجديد" متعهدة بأن بلادها ستستمر في الحث على اتباع النهج السلمي لتحقيق التقدم في "خريطة الطريق" بمصر وصولا إلى نظام ديمقراطي مستقر يحتوي جميع الأطراف. يُذكر أن السلطات القضائية أخلت أمس سبيل 21 فتاة على خلفية التظاهر، وبرأت 155 من مناهضي الانقلاب العسكري بقيادة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي، وأدى قمع المظاهرات المناهضة للانقلاب إلى مقتل وجرح الآلاف.
تنحي المحكمة وفي تطور آخر، قررت دائرة محكمة الجنايات التنحي عن نظر محاكمة القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي، والداعية الإسلامي صفوت حجازي، بسبب استشعارها الحرج.
ويحاكم البلتاجي وحجازي (العضوان بالتحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب) وطبيبان بالمستشفى الميداني لاعتصام رابعة العدوية بتهمة اختطاف ضابط وأمين شرطة واحتجازهما قسريا وتعذيبهما داخل مقر الاعتصام. وتشهد مصر مظاهرات ومسيرات احتجاجية بشكل يومي ضد الانقلاب العسكري، وتصاعدت حدة هذه الاحتجاجات عقب ارتكاب قوات الأمن مجزرة عند فض اعتصامي رابعة ونهضة مصر، مما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى. كما تشهد الجامعات المصرية منذ بداية العام الدراسي مظاهرات طلابية كبيرة تنديدا بالانقلاب ومطالبةً بعودة الشرعية والإفراج عن الطلاب الذين اعتقلتهم قوات الأمن. وسقط في هذه المظاهرات قتلى بين طلاب الجامعات، كما اعتقل الأمن العشرات منهم وحوكم بعضهم بأحكام وصفت بالجائرة.