المؤسسات الصحفية الرسمية تحت رحمة البنادق وحصار البلاطجة هكذا يردد الكثير من الصحفيين الذين يقفون امام رئاسة الوزراء بالعاصمة صنعاء منذ ايام مطالبين حكومة الوفاق بان تقوم بدورها في حماية الصحافة والصحفيين من البلطجة التي تتعرض لها المؤسسات الصحفية والعاملين فيها دون تدخل يذكر من قوات الامن هنا او هناك. كانوا قبل ايام يحملون لافتات تندد باقتحام المسلحين مطابع صحيفة الثورة ومحاصرة صحيفة الجمهورية اما اليوم فانهم يضيفون الى لافتاتهم القماشية لافتة اخرى تدين محاولة اغتيال وزير الاعلام الاستاذ علي احمد العمراني في 31 يناير الماضي, في منطقة تعتبر من اهم الاماكن في العاصمة صنعاء, ويحيط بها سوار عسكري من جميع الجهات. لقد عاشت الصحافة الرسمية طيلة ثلاثة عقود في ترف دائم توفر لها الاحتياجات المالية والامنية, على عكس الصحف الاهلية او الحزبية التي كانت تتعرض للمصادرة في اكثر الاحيان, لكن اليوم يبدوا ان الامر اختلف كثيراً عندما انتهجت تلك الصحف سياسة الانفتاح على الاخر ونقل الآراء دون تحيز, وايمان القائمين عليها بدور الاعلام المتحرر من قيود التبعية وهيمنة قوى تريد ان يبقى الاعلام رهينة لخدمتها وصنع انتصارات وهمية على الورق باسمها. استياء واسع للمضايقات التي يتلقاها رواد الكلمة هنا وهناك, وتحريض بعض المواقع على شخصيات اعلامية تكافح من اجل اظهار الحقيقة ونقل المعرفة دون رتوش, ويرى الكاتب ثابت الاحمدي " ان الكلمة والسلطة خصمان لايلتقيان وهما في احسن الاحوال في تجاور يشبه تجاور العينين ولذلك من الطبيعي ان تحارب السطلة الكلمة ممثلة في الصحافة اليوم لان الصحافة هي الدليل الصحيح لقول الحقيقة والكشف عنها وهناك اطراف تتضرر من الكشف عن الحقيقة وبالتالي تلجا الى استخدام هذه السلوكيات التي تنم عن عقلية بدائية, وكان الاولى مواجهة الحجة بالحجة, ومايحصل اليوم يجب ان نقرئه من زاوية كلية اعتداء على المؤسسات الرسمية بالسلاح ومحاولة اغتيال وزير الاعلام ومضايقة الصحفيين هو جزء من مسلسل في اتجاه محاربة الكلمة والتضييق على حملتها. فيما يرى البعض ان الانتقال من محاربة الكلمة الى محاولة اغتيال اعلى هرم في السلطة الرابعة وهو وزير الاعلام بادرة خطيرة ودخلية على العالم العربي, داعيين من يقف وراء تلك الاعمال الى مراجعة حساباتهم بعيداً عن التأثر بمصالح شخصية هنا او هناك. وكان مسلحون قد قاموا بمحاصرة صحيفة الجمهورية في 1 فبراير الحالي وحاصروا مبنى صحيفة الجمهورية في الثالث من الشهر الحالي, بذريعة ازالة اهداف ثورة 26 سبتمبر,واعتبر مراقبون محاصرة صحيفتي الثورة والجمهورية مؤشرا على الصراعات التي قد تجتاح البلاد ومحاولة عرقلة العملية الانتقالية حيث لم يتبق سوى اقل من اسبوعين على الانتخابات الرئاسية المقررة في 21 فبراير الجاري, واعتبرت نقابة الصحفيين في وقت سابق الحصار بانه واقعة خطيرة تهدد النشاط الاعلامي في البلد. الصورة من إعتصام سابق للصحفيين أمام رئاسة الوزراء