أكد الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، على ضرورة الانطلاق نحو آفاق رحبة لبناء مستقبل جديد لليمن تتسيد في كنفه الدولة المدنية الحديثة، ويسود في ظلها النظام والقانون وتترسخ في رحابها قيم العدالة والشراكة والمساواة في السلطة والثروة بلا استئثار أو احتكار أو إقصاء. وأشار رئيس الجمهورية في كلمة ألقاها نيابة عنه مستشاره للشؤون الإعلامية محبوب علي، في الأمسية الرمضانية الموسعة التي نظمتها، أمانة العاصمة ومجلسها المحلي لقيادات العمل التنفيذي والتربوي والفعاليات الجماهيرية والشبابية، تحت شعار "على خطى التسامح والسلام والتوافقية الوطنية ومن أجل حاضر ومستقبل اليمن ومن أجل اصطفاف وطني شامل خلف القيادة السياسية"، أشار إلى أهمية استغلال المناسبة التي تعد ذات دلالات هامة، لمخاطبة الحاضرين والمشاركين فيها وهم يلتئمون في هذه الأمسية الرمضانية لمخاطبتهم ومن خلالهم إلى كل أبناء الشعب اليمني العظيم، باعتبارهم دعاة التغيير. وقال: "كنا وما زلنا على يقين تام بل راسخ أن هذا الخيار الوطني العظيم الذي ارتضيناه، لن يتحقق ويرى النور على أرض الواقع، لا بقوة السلاح ولا بالاقتتال وإراقة الدماء، بل بالحوار دون سواه، وهو الخيار الذي لا بديل عنه في كل تجارب الحروب والصراعات الدموية التي اكتوى شعبنا وبلادنا بنيرانها ومآسيها منذ ما يزيد عن نصف قرن من الزمان. وأضاف: لعلكم تدركون بالقرائن والشواهد التاريخية أن ما تم تحقيقه في مؤتمر الحوار الوطني الشامل مثّل حدثاً هاماً غير مسبوق في تاريخ شعبنا وقواه السياسية والحزبية والمتعددة والمتنوعة، بمشاركة كل أطياف المجتمع نساءً وشباباً من كافة مكونات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية ومن ضمنهم المهمشون. ونوه الرئيس عبدربه منصور هادي، بالمنجز اليمني الرائد والمتفرد الذي أبلى الجميع في تحقيقه، بلاءً حسناً، وجعلوا به، اليمن تكبر في عيون العالم، وتشرئب لها الأعناق والأعماق من لدن الأشقاء والأصدقاء، حرصاً على استقرارها وأمنها وديمومتها ووحدتها وحضورها الذي يليق بمكانتها في محيطها العربي والإقليمي والدولي. وأكد أنه علينا الاعتراف بلا مواربة أو مداراة، أننا نواجه تحديات خطيرة اقتصادية وتنموية وأمنية من جرّاء أعمال التخريب المتعمد لأبراج الكهرباء، وأنابيب النفط والغاز، والتهريب الممنهج، والإرهاب المسلط، تستدعي من الجميع بلا استثناء، توحيد الجهود ورص الصفوف والتسامي فوق الخلافات والضغائن والاحترابات للوصول بالوطن إلى بر الأمان. ولفت رئيس الجمهورية إلى أنه على يقين، أن التاريخ اليمني الذي حفل بإفشال المشاريع الطائفية والجهوية والاقصائية سينتصر لإرادة الشعب في بناء دولته المدنية الحديثة الجديدة والعيش في ظل حياة حرة وكريمة تسود في ظلها قيم التسامح والوئام والسلام ورباط التآخي والتراحم والمحبة وثقافة الشراكة والتعايش والتنوع وقبول الآخر ونبذ الإقصاء والتهميش والتعصب والغلو والتمييز. ومضى في حديثه قائلاً: إننا دون أدنى ريب أو تردد، نراهن عليكم يا معشر الشباب، باعتباركم عماد المستقبل، كما نراهن عليكم يا معشر النساء باعتباركن شقائق الرجال وعلى كل الأطياف السياسية والحزبية ومكونات المجتمع المدني من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والفكرية والإعلامية ورجال المال والأعمال سنداً وعمداً في تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل التي مثّلت القاسم المشترك للإجماع الوطني والمدخل الحقيقي لبناء اليمن الجديد، جنباً إلى جنب، ويداً بيد، وعلى قلب رجل واحد مع الرجال الميامين، حُماة الوطن الأشاوس وحصن مكتسباته الأمين، من منتسبي القوات المسلحة والأمن الأفذاذ. ودعا الجميع بقوله :آن الأوان أن نعلي معاً راية المسئولية الوطنية المشتركة التي لا تستثني أحداً، ولا تختصر على شخص رجل واحد، إن لم يكن الكل في واحد والواحد للكل إنه الهم الوطني الجمعي وليس الفردي الذي يتعين علينا جميعاً أن يتسامى ويتسابق في حياتنا ويسمو في رحاب الوطن، وينبض بقدسية اليمن.