لاحظ الكثير من المراقبين في الآونة الأخيرة منذ توجه الناخبين لاختيار عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية وحتى اليوم تزايد نشاط تنظيم القاعدة وبصورة تدعو للغرابة، ففي الوقت الذي كان الرئيس المخلوع قد صرح في أكثر من مرة أن الوريث له في اليمن في حال تخلي الأمريكان عنه هو تنظيم القاعدة وفعلاً ما إن اتجه اليمنيون لاختيار رئيس جديد لهم كثمرة أولى جناها اليمنيون من الثورة المباركة حتى تزايدت تحركات ونشاطات القاعدة ففي المكلا تفجير وفي ابين هجوم وفي البيضاء سيارة مفخخة وكان القاسم المشترك فيها جميعاً هو أن القاعدة تهجم والحرس الجمهوري يتوعد. الحرس الجمهوري ضحية للقاعدة أم داعم لها بعد كل تفجير وقبل أن تتبناه القاعدة نجد أن المواقع التابعة للمؤتمر ومن لف في لفيفهم يسارعون باتهام القاعدة وفي نفس الوقت يباشرون بأخبار بأن قائد الحرس يتوعد ويهدد تنظيم القاعدة وأن الحرس الجمهوري يستعد لهجمة شرسة لا هوادة فيها على القاعدة ، وفي اليوم التالي تقوم القاعدة بمهاجمة معسكرات الحرس وتأتي أخبار لتؤكد المواقف البطولية للحرس في تصديها للقاعدة وإبطالها لعمليات محتملة فعلى سبيل المثال نشر أحد هذه المواقع خبرا بعنوان الحرس الجمهوري يحبط محاولة من قبل تنظيم القاعدة لاقتحام القصر الجمهوري بعدن فجاءت بعدها بأيام حادثة تفجير المكلا التي راح ضحيتها 26 عسكرياً فقرانا خبراً في أكثر من موقع إخباري مقرب من الحرس بأن الحرس الجمهوري يتوعد «تنظيم القاعدة» بردٍ قاسٍ وسريع رداً على تفجيرات المكلا وجاءت العناوين الرنانة عن حرب لا هوادة فيها ضد القاعدة مثل "تعزيزات عسكرية من الحرس الجمهوري تصل أبين لمعركة الحسم ضد تنظيم القاعدة " وخبر آخر بعنوان "قيادة الحرس الجمهوري: سيتم القضاء على عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين خلال ساعات" وثالث بعنوان "قائد قوات الحرس الجمهوري يقوم بزيارة مفاجئة الى مناطق الحرب مع تنظيم القاعدة" ويخيل للقارئ انه لن يصبح الصبح وهناك شي اسمه تنظيم القاعدة بعد هذا التهديد والوعيد من الحرس وما هي إلا أيام قلائل حتى قرانا أخباراً عن استهداف القاعدة لمعسكر الحرس في مدينة البيضاء وتضمن الخبر أنه لولا شجاعة الأبطال من الحرس الجمهوري لكان التفجير أشد ضراوة ، مع العلم أن الانتحاريين الذان استهدفا دار النصر بالبيضاء كانا يلبسان لباس الحرس الجمهوري ، وكأن العملية برمتها كان الغرض منها إظهار أن الحرس هم الدرع الحامي لليمن من القاعدة بعد علي عبدالله صالح وأن على الأمريكان ألا يفكروا في الاستغناء عن أحمد علي ذلك القائد الذي لولاه لكان اليمن سيدخل في غيابت الجب القاعدية. أحداث دوفس والمنقذ واليوم باشرتنا تلك المواقع بنشر أخبار بأن تنظيم القاعدة قد سيطر على مدينة دوفس وتستولي على عتاد وسلاح ودبابات وراجمات صواريخ وبعدها بساعات قرأنا خبر آخر ليؤكد الغرض من نشر الأخبار السابقة يقول"الحرس الجمهوري ينقذ الموقف ويستعيد السيطرة على دوفس ويلحق خسائر فادحة بصفوف القاعدة" ولم تتطرق تلك المواقع لخبر قيام المقال مهدي مقولة بالتوجيه بسحب القوات من نقطة دوفس بأبين وبعد توجيهاته بساعات سيطرت القاعدة على الموقع ، والكل يعرف من هو مقولة وما علاقته بصالح وابنه. تخيلوا لو لم يكن معنا حرس جمهوري ينقذ الموقف ويستعيد السيطرة على دوفس فمن كان سينقذنا ، والإشارة واضحة وتحمل في طياتها مدلولات كثيرة أنكم أيها اليمنيون والغرب عليكم الاحتفاظ بالحرس وقيادته المحكنة التي تنقذ الموقف في وقت مناسب لكي لا تتورطوا بأن تسيطر القاعدة على اليمن بكاملها لولا وجود الحرس. القاعدة ترث اليمن وتفاجأ الكثير صباح اليوم بخبر وصورة نشرها موقع نبأ نيوز التابع ليحيى صالح تظهر أحد مسلحي القاعدة وبهامشها تعليق مفاده" القاعدة هل سترث اليمن " في إشارة واضحة من الموقع أن اليمن بعد صالح وأولاده ستورث للقاعدة ، ولا ندري على ماذا استند نبأ نيوز في بناء هذه التنبؤ ربما بنو ذلك على اعتبار أن القاعدة هي الابن الأكبر لعلي صالح والولد يرث اباه دائما" وأخيراً لسنا هنا بصدد التقليل من خطر القاعدة فهي منظمة إرهابية تستهوي القتل وتتلذذ بسفك الدماء وعلى الجميع الوقوف بحزم لاجتثاثها ولكن ما أردنا توضيحه في هذا التقرير هو محاولة الربط بين الاهتمام الاعلامي لمواقع الأبناء وأبناء الإخوة بأخبار القاعدة والتذكير بخطرها وفي نفس الوقت التذكير ببطولات الحرس الجمهوري في إبطال كل مؤامرات القاعدة وتعطيلها وإظهار أن الحرس الجمهوري هم هدف أول للقاعدة وأن القاعدة تستهدفهم بصورة مباشرة، ولن نربط بين هذه الأحداث وسنترك الحكم للقارئ ولن نعيد هنا سرد قصة سقوط زنجبار ورداع في يد القاعدة وتواطؤ القوات الموالية لصالح في العملية ، فقط سنعيد نص مقولة قالها الرئيس المخلوع علي صالح في مايو الماضي عندما بدأ المجتمع الدولي يضغط عليه بأن يتنحى من منصبه ويترك السلطة استجابة لمطالب الشعب اليمني قال صالح "إن تنظيم القاعدة سيبسط سيطرته على أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة العربية في حال تنحّيه عن منصبه بموجب المبادرة الخليجية." وأضاف: "إذا سقط النظام، ستستولي القاعدة على مأرب وحضرموت وشبوه وأبين والجوف، أي أنها ستسيطر على الوضع."وقال: "هذه هي الرسالة التي أودّ إرسالها إلى أصدقائنا وأخوتنا في الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، إن البديل سيكون أسوأ من الوضع الحالي.") وقال في مناسبة أخرى" القاعده ستقوى شوكتها والحوثيين وستقوم حرب أهليه" إذا فالمسألة لا تحتاج إلى ذكاء خارق للربط بين ما حدث وبين ما قاله صالح والتأكد ان كل هذه العمليات مدبرة وهدفها واحد فقط وهو إظهار اليمن هدفاً سهلاً للقاعدة بعد غياب صالح وأن البديل المنقذ هو ابنه أحمد " فهل ستنطلي هذه الخدعة على الأمريكان وهل سيستمر أبناء صالح في ابتزاز المجتمع الدولي أسوة بأبوهم الذي استمر لسنين باللعب على هذه الأوراق ،، في اعتقادنا ان الزمن قد تغير وأن الأمريكان الآن أصبحوا أكثر فهماً لصالح وأبناءه من أي وقت مضى والأيام خير شاهد.
* الصورة نشرت اليوم في موقع نبأ نيوز التابع ليحيى صالح