تواصل مليشيات الحوثيين حشد مسلحيها لاقتحام مدينة تعز، رغم التحذيرات المتكررة من محافظ المحافظة شوقي هائل والتهديدات التي أطلقها اللواء محمود الصبيحي (وزير الدفاع حالياً) عندما كان قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة، بمنع دخول المسلحين الحوثيين إلى مدينة تعز . وتزايدت احتمالات اقتحام المليشيات الحوثية لعاصمة المحافظة بعد أن سيطر مسلحوها يوم أمس الأول، على مدينة "القاعدة"، التابعة لمحافظة إب، والتي تبعد (20) كيلو متراً من محافظة تعز. وكان محافظ تعز شوقي أحمد هائل شنّ الأربعاء الماضي هجوماً حاداً على مليشيات جماعة الحوثي المسلحة واتَّهمها بمحاولة إثارة الفوضى في المحافظة عن طريق تشكيل ما يسمى باللجان الشعبية والثورية بهدف الوصاية على المحافظة . وقال شوقي: أن تعز شبَّت عن طوق الوصاية ولن تقبل بأي وصاية عليها من أي جهة كانت . وأضاف في لقاء ضم قيادات أمنية وعسكرية وأعضاء في السلطة المحلية والمكونات السياسية: إن تعز " صحت" وأن أبناءها هم السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية وأن أي محاولة لكسر هذه الإرادة سيتم ردعها بقوة وحزم . وجدَّد شوقي رفضه لأي لجان شعبية أو ثورية في المحافظة ونوَّه إلى أن تعز محافظة مدنية ولن يسمح فيها بانتشار السلاح ،مؤكداً أن الأجهزة الأمنية تقوم بدورها في حفظ الأمن على أكمل وجه، داعياً الحوثيين لأن يكونوا مكوِّناً سياسياً واجتماعيا مثل المكونات الأخرى بعيداً عن السلاح . للواء الصبيحي موقف تحذيرات المحافظ شوقي الرافضة لتواجد مليشيات الحوثيين في تعز ليست الوحيدة حيث سبقتها تهديدات صريحة من قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء محمود الصبيحي باستخدام القوة العسكرية في حال حاولة الجماعة اقتحام المحافظة . الصبيحي أكد بعد تعيينه وزيراً للدفاع بأن «تعز» خط أحمر أمام المليشيات المسلحة وأنه لن يسمح ولن يترك تعز تخضع لأي مليشيات أو أي لجان . وكشفت صحيفة أخبار اليوم في 3من ديسمر الجاري عن توجيهات للواء الصبيحي للأجهزة الأمنية والعسكرية باليقظة وإحباط أي محاولة لإثارة الفوضى أو إدخال تعز في إطار أعمال عنف وحرب، والتصدي لأي مليشيات تحاول الدخول إلى المحافظة، مؤكدا أن تعز خط أحمر، وسيتم اتخاذ إجراءات صارمة بحق أي التفاف على الاتفاقية. التحذير الأقوى وفي صورة لافتة تبنت القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني موقف موحد من محاولة مليشيات الحوثيين اقتحام المحافظة وأكدوا أن أبناء المحافظة لن يقفوا مكتوفي الأيدي إزاء أي محاولة للمساس بالأمن والسلم في المحافظة . وخرج الآلاف من الناشطين المحسوبين على تلك القوى في جمعة أطلقوا عليها جمعة «التلاحم المدني» ضد التحركات الحوثية التي تريد اغراق مدينة تعز بالفوضى وفرض غطرستها المعروفة. ورفع المشاركون في الجمعة شعارات وهتافات عبرت عن رفض أبناء تعز للمليشيات المسلحة منهجا وسلوك وسياسة. وطالب المتظاهرون الجهات العليا في الدولة لاتخاذ تعز عاصمة لاستعادت هيبة الدولة واسترجاع سلطاتها، رافعين شعار ولافتات تقول « من حكم تعز يحكم اليمن ». كما وجه المتظاهرون رسائل هامة لمحافظ تعز أكدوا وقوفهم مع السلطة المحلية من أجل تجنيب المحافظة حماقات الحوثيين والحفاظ على أمنها واستقرارها السياسي والأمني . وطالب المحتجون وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي بالوفاء بالوعود التي أطلقها سابقاً وتعهد فيها بحماية تعز و ومواجهة أي مليشيات تحاول اقتحامها، مؤكدين أن تعز هي الاختبار الحقيقي لوزير الدفاع الصبيحي والحكومة الجديدة .