قالت الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن حرية الإعلام بشقيها القديم والجديد المدخل الأساسي إلى التغيير الشامل وهي الغاية والوسيلة , جاء ذلك في كلمة لها باليوم العالمي لحرية الصحافة في المؤتمر الذي تنظمه اليونسكو في تونس . وأشارت توكل كرمان إلى أن ثورات الربيع العربي قامت في أحد أهم جوانبها من أجل كفالة حرية الصحافة والتعبير, و أن شباب الربيع العربي يعلم جيداً أن "لا خير في الناس إلا إذا كانوا يعلمون" ، ولا سبيل لأن يعلم الناس بدون حرية تعبير وحرية صحافة تكفل الحصول على المعلومة ووصولها إلى المواطنين. و دعت توكل كافة برلمانات وأحزاب وحكومات والمؤسسات المدنية والسياسية في دول الربيع العربي ، إلى استحداث نص دستوري واضح يغنينا عن إي أطار قانوني مقسط ومقطر لحرية الصحافة والتعبير والتجمع السلمي ويكون النص الدستوري " بأن لا يحق للمجالس التشريعية في أي يوم من الأيام بأن تصدر قوانين أو تشريعات تحد من حرية الصحافة وتنتقص من حرية التعبير والتجمع السلمي". ودعت كرمان الحكومة التونسية ، إلى تأسيس جائزة سنوية لدعاة الحقوق المدنية والسياسية في كافة أرجاء العالم ، تمنح سنويا للعديد من مناضلي الحقوق والمدافعين عن الحريات ، وقالت أثق أن مثل هذه الجائزة التي ستمنحها تونس الثورة والدولة ، ستمثل دافعا حقيقياً لكفالة تلك الحقوق وستمثل حماية للمدافعين وانتصارا لحقوقهم المدنية والسياسية, مضيفة أن الثورة التونسية التي رفعت شعار الشعب يريد إسقاط النظام ، كانت ترفع في الوقت ذاته شعاراً واضحاً أن الشعب يريد حرية مطلقة للتعبير وللصحافة والفنون ولكافة أنواع الإبداع في مجتمع مفتوح للمعرفة ، وقائم على فلسفة أن لا خير ولا كرامة ولا حرية للناس إلا إذا كانوا يعلمون ، ولا مكان للمعرفة إلا في ظل حرية مطلقة للصحافة والتعبير . وأشارت توكل كرمان الى أن ثورات الربيع العربي في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا ، تقول بأن لا ديمقراطية بدون نظام رشيد يحفظ الحقوق ويصون الحريات ويكفل المواطنة المتساوية . لا ديمقراطية بدون حرية تعبير تبدأ بحق المواطنين في الوصول إلى المعلومة وتداولها ، وتقوم على أساس أن (الشأن العام هو شأن العامة) ، وعلى أساس أن الحق في امتلاك وسائل الإعلام مقروءة ومسموعة ومرئية حق متاح للأفراد والمنظمات والأحزاب ، وأن دولنا الجديدة لا مكان فيها لعقوبات على الرأي والنشر .