شدد المفكر والكاتب المصري المعروف فهمي هويدي,على ضرورة خروج الرئيس المخلوع من المشهد السياسي نهائيا وترحيله بعد ذلك الى خارج اليمن كي تستقر احوالها وتمضي الى بر الامان. ووصف هويدي في حوار مع " الجمهورية " المبادرة الخليجية التي افضت الى تنحي صالح عن السلطة بانها " حل منقوص ",مشيرا الى انه كان ينبغي أن يرتب رحيلاً أو ترحيلاً لعلي عبدالله صالح خارج اليمن. وقال : لا تستطيع أن تغفر له كل ما فعله وتحصنه, ثم تتركه باقياً فيصبح البلد كأنه فيه وجيش آخر, وابنه رئيس الحرس الجمهورى, ومع وجود أقاربه وعشيرته, هذا لا يجوز, خروجه كان حلاً معقولاً,, ولكن بهذه الصيغة أنا أظن أنها عملت عقدة فى الحالة اليمنية. وازاء ذلك اعتبر الكاتب المصري الذي يتناول الشان اليمني في كتاباته بشكل شبه دائم ان هذا الحل الذي وصفه بالمنقوص والذي لم يجبر صالح على مغادرة البلاد أحد أسباب اضطراب الأوضاع في صنعاء. واضاف :هذا حل لم يكتمل, فعلي عبدالله صالح ينبغى أن يخرج من اليمن, لكى يستقيم الأمر, فنحن نراه في التليفزيون يوقع على أوراق, وهناك اغتيالات وحشود وقبائل وسلاح, هذا لا يساعد, خصوصاً أن هناك هماً في الشمال وهماً في الجنوب, البلد لا ينقصه تمزقات, فهذا لغم وضع في صنعاء, لن يكتفوا بإلغام الشمال وإلغام الجنوب. وأكد هويدي أن ترحيل صالح مفتاح الحل, كونه يعد لغماً كبيراً في العاصمة ومحيطها, لافتا الى انه يتعين للالغام الاخرى كالحوثي في الشمال وبعض مطالب الانفصال في الجنوب . وحول الدور الإيراني في اليمن,قال هويدي إن إيران لاعب أساسي ولكنها ليست الوحيدة دون ان يحدد بقية الاطراف الاخرى التي لها يد فيما يجري في اليمن,موضحا ان إحدى مشكلاتنا مع إيران أننا وقفنا متفرجين عليها, وطلبنا منها أن تفعل كل شيء. وسئل عن تشخيصه لقضية صعده,فقال : "أحياناً كما يقول الأصوليون تحليل المشكلة قبل حلها, أولاً ما هي المشكلة في صعدة؟ هل هي مشكلة تخلف اجتماعي وإهمال وفقر؟ أم هي مشكلة محاولة تطويع قام بها علي عبدالله صالح في البداية؟ أم هي مشكلة اختراقات إقليمية؟ أم هي مشكلات اختراقات إيرانية؟ محتاجة إلى تحليل مثل أي مريض يحتاج إلى تشخيص للحالة, أنا أسمع أن المشكل الاقتصادي والاجتماعي هو الأساس في صعدة, واتخذ شكلا مذهبياً لم يكن كذلك في وقت لاحق, وقد أتصور أن بعض الإيرانيين أو بعض المراجع انتهزوا الفرصة وأقاموا علاقات وحصل تمويل وبعدها كبرت المشكلة " . وشن هويدي هجوما عنيفا على نظام الرئيس المخلوع الذي وصفه بأنه كان نظاماً أمنياً بوليسياً, مؤكدا انه اهتم بالقمع أكثر من الاهتمام بالحوار والإصلاح,وكان يتعامل بالهراوة والدبابة ولا يتعامل باحترام كرامة الناس. ونصح النظام المؤقت في اليمن فيما يتعلق برؤيته لحل مشكلة صعده,بإتباع السياسة والمكاشفة, لابد أن تكون هناك سياسة تفاهم, ولابد أن تكون هناك مكاشفة, وتكون هناك مواجهة, أنا أتمنى أن تواجه إيران بأدلة. واستغرب هويدي من تخلي العرب عن اليمن وتساءل عن السبب الذي يجعل الجامعة العربية لا تتولى الملف اليمني بدلا من تركه للآخر كما انتقد عدم قيام السفراء العرب في اليمن بواجبهم على غرار تحرك السفير الأمريكي وسفراء الدول الأوربية. ووجه هويدي رساله إلى أبناء الجنوب في إطار حديثه عن قضيتهم,قائلا : " لابد أن يدرك أبناء الجنوب أن لهم مصلحة حقيقية ضمن دولة الوحدة والتعويض والاعتذار ورد الاعتبار للناس, والحقيقة فكرة الديمقراطية الحقيقية هي التي تسمح للناس بالانتخابات والتمثيل, فعندك رئيس وزراء ورئيس جمهورية من الجنوب ووزير الدفاع من الجنوب أيضاً. وحول تقييمه لفترة حكم الرئيس عبدربه منصور هادي,قال :"بصراحة, أراه على البعد يتقدم بحذر, وأنا أرى أن بقاء علي عبدالله صالح في اليمن مشكلة؛ لأن البلد له جيشان, فمثلاً ماذا يعني أن ابن علي عبدالله صالح يترأس الحرس الجمهوري؟ بأي معيار سياسي أو عقلي؟! ",ونصحه في الوقت ذاته بالتخلص من علي عبدالله صالح وإخراجه من المشهد.