قُ تل جندي يمني وأصيب آخر ومدنيان، أمس، بهجوم شنه مسلحون على دورية أمنية في محافظة لحججنوب اليمن، حيث تتصاعد منذ سنوات حركة احتجاج شعبي مطالبة بالانفصال عن الشمال. وقالت مصادر محلية ل"الاتحاد" إن مسلحين "هاجموا قوات أمنية منتشرة في مدينة الحوطة"، كبرى بلدات محافظة لحج، التي تعد مناطقها الشمالية معقلاً رئيساً لما يسمى ب"الحراك الجنوبي" الذي يضم فصائل عدة غير متجانسة تقود الاحتجاجات الانفصالية في الجنوب منذ 2007.وأوضحت أن المهاجمين "ينتمون إلى الحراك الجنوبي"، الذي دعت بعض فصائله، الليلة قبل الماضية، إلى عصيان مدني صباح السبت في مدن الجنوب، وسط معارضة قيادات في المعارضة الجنوبية المنقسمة أيضا بشأن مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي انطلق في صنعاء منتصف الشهر الفائت، في أهم إجراء لاتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي بشأن انتقال السلطة في اليمن. وأسفر الهجوم عن مقتل الجندي منير محمد علي وإصابة زميل له ومدنيين اثنين، حسبما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ". ووصف محافظ لحج، أحمد المجيدي، الهجوم بأنه "عمل إجرامي"، منتقدا محاولة مسلحي "الحراك الجنوبي" فرض العصيان المدني في المدينة من خلال "إجبار الناس على إغلاق محالهم التجارية وإيقاف العمل في مكاتب الدولة الخدمية". وذكر أن من يقفون وراء هذه الأعمال يحاولون "إذكاء نار الفتنة والعنف" من خلال ممارسة "أساليب عنف قهرية"، داعيا "قيادة الحراك الجنوبي السلمي إلى تحديد موقفها من تلك التصرفات المزعزعة للأمن والاستقرار وتأكيد حرصها على نبذ العنف". وقال محافظ لحج :"على الرغم من حرصنا الدائم عدم الانجرار إلى منزلق العنف إلا أن تلك الممارسات الإجرامية تستوجب الوقوف ضدها بصلابة لتقف عند حدها وتوقف تلك الممارسات الخطيرة". ولم تلق الدعوة إلى العصيان المدني استجابة واسعة في أغلب مدن وبلدات الجنوب، حيث اقتصرت مظاهره، وبدرجة أقل زخما عن السابق، على منطقتين سكنيتين في مدينة عدن الساحلية، كبرى مدن الجنوب اليمني، حسبما ذكر سكان ومصادر محلية هناك.وعزا علي سعيد، وهو ناشط في المعارضة الجنوبية بمدينة الضالع التي لم تشهد عصيانا مدنيا، الاستجابة الضعيفة إلى أن "الدعوة لم توجه من قيادة الحراك، وإنما من بعض المكونات الشبابية" المنضوية في هذا المكون الذي يمثله فصيل واحد فقط في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي سيبحث 13 قضية رئيسية وثانوية على رأسها المطالب الانفصالية في الجنوب والتوتر المسلح في محافظة صعدة (شمال) حيث المعقل الرئيس لجماعة الحوثي الشيعية المسلحة. ومن المتوقع أن تحتضن العاصمة المصرية القاهرة خلال أيام لقاء لعدد من قادة المعارضة الجنوبية المقاطعين لمؤتمر الحوار الوطني. وقالت وكالة أنباء عدن"، المؤيدة للانفصال، أمس السبت، إن اللقاء سيضم الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق، علي ناصر محمد، وأول رؤساء حكومات اليمن الموحد، حيدر أبو بكر العطاس، ورئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب"، حسن باعوم، إضافة إلى "عدد من القيادات البارزة في الحزب الاشتراكي"، الذي كان يحكم جنوب اليمن حتى عام 1990، وينوب عنه 37 شخصاً في الحوار الوطني.