بعد ما كُنا دولة تعيش على المعونات أصبحنا دولة تعيش من أجل المعونات !!!!! وصل بنا الحال فعلاً أن نعيش أو بالأصح نموت على المعونات ويا ريتها كانت معونات تستاهل دموع المسؤولين لكنها ليست إلا فكه مُتبقيا , حتى هذه المعونات أين تذهب وأين هو الإصلاح الذي حققته هذه المبالغ فأهم مقومات البنية التحتية لأي بلد على كوكب الأرض ( الكهرباء ) معدوم طيلة أيام المواسم و أيام المواسم هي شهر رمضان , عيد الفطر وبعده عشرة أيام , عيد الأضحى وبعده عشرين يوم , باللإضافه إلى أعياد الشرطة والأم والأعياد الوطنية وكل أعياد ميلاد المواطنين ويتم الإحتفال بهذه الأعياد بإشعال الشموع و إطفاءها مع بعض الأغاني ولا ننسى عيد المسلمين كل يوم جمعة حتى عيد الشجرة عيد البقرة عيد البصلة كله كله يتم الإحتفال به وطبعاً هنا تكمن الحكمة من إنقطاع الكهرباء فكل الحكومات التي مرت على اليمن حريصة على رومانسية الشعب . عندما تشاهد فليم خيالي ( أجنبي ) تجد أحد المشاهد يحكي عن واقعة خيالية مثل مشهد بالفضاء , بالقبر , بالجنة , بالجحيم , أو حتى بالأحلام والكوابيس و في أي مكان تجد الكهرباء موجوده حتى بالغابات وبرغم من أن هذا خطاء لكن لا يوجد أي ناقد سينمائي قد ذكره , هذا لأنهم لا يستطيعوا تخيُل أي شيء من غير كهرباء لكن في بلادنا الوضع مختلف أو متخلف بمعنى أدق فالكهرباء أصبحت من نوادر الحياة مثلها مثل ليلة القدر تأتي مرة واحده ولمدة نصف ساعة لتحقق كل الأمنيات ( إلي يتمنى يشحن التلفون يشحن , يكوي الثياب يكوي , يشحن اللاب توب يشحن – إن وجد – , يشوف مشهد على أي قناة يشوف ) وإدلع يا مواطن إدلع . عندما يكون طموح دول العالم توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية عوضاً عن الطاقة النووية ونحن نطمح لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمعية , وعندما يظن بعض الأخوه من الدول المجاورة أننا مُتمسكون بطقوس رمضان مثل الفانوس لأصالتنا والحقيقة لإحتياجنا فقط , وعندما تكون تتحدث مع صديق لك على الإنترنت وخلال ربع ساعة يقطع الاتصال خمس مرات و السبب ( الكهرباء طفاءت ) , وعندما تجد بأحد المستشفيات طبيب يقول وبالفم المليان أن العملية فشلت بسبب إنقطاع التيار الكهربائي , و عندما يصل بك الحال أن تتصل بأحد الأقارب المُسافرين لتقول له أن يأتي بشموع معه نظراً لغلاء سعرها وزيادة الطلب عليها و عندما وعندما ....إلخ إعلم أنك في اليمن وليس في أي مكان بل في قلب الحدث . نجد أن أولوليات حكومة الوفاق الوطني هي تقسيم المناصب والحقائب , وتم تكريم هذه الأولويات بمؤتمر حوار وطني ولا نعلم كيف سيكون هذا المؤتمر مئات الأشخاص في مكان واحد ومنصة بها نفس الأشخاص - أعتقد هُنا يجب وضع مائة علامة تعجب – وقد تم تدبيس أسماء باللجان التحضيرية والفنية لهذا المؤتمر بعض أسماء كي يرضوها وأسماء كي يدبسوها المهم أن أحد هذه الأوليات لم تكون الكهرباء ولا حتى النظافة مع العلم أن كل المُحافظات اليمنية تغرق بالقُمامة - وأقترح أن يتم إنشاء وزارة التنظيف والتعقيم السكاني لهذا الغرض – و أكثر ما يبعث الإحباط عندما تسمع أن دولة ما تحتفل بمرور 50 سنة على عدم إنقطاع التيار الكهربائي ونحن نتمنى أن نحتفل ب 10 ساعات فقط بعدم إنقطاع الكهرباء بكافة أنحاء الجمهورية . لا أستطيع أن أنسى نظرة الدهشة والذهول لأحد الأصدقاء العرب عندما نظر إلي وأنا أشاهد قناة يمنية وقال وهو مازال في ذهول : كيف تجود عندكم قنوات فضائية من دون تيار كهربائي ؟ طبعاً حاولت مراراً وتكراراً أن أقنع هذا الصديق أنه يوجد عندنا كهرباء فلم يقتنع و حتى الفيديو الشهير لعلي عبدالله صالح وهو يقول ( سنولد الكهرباء بالطاقة النووية ) لم يكفي لإقناع صديقي , نظرت له وقلت بسخرية جرحتني أنا : صحيح لو كُنا دولة تولد مايكفي شعبها من الكهرباء لغيرنا أسم اليمن من الجمهورية اليمنية إلى الجمهورية اليمنية الكهربائية هذا ( لقة الولف ) . إذا كُنت من سكان محافظة تعز أو لحج فالمشكلة ستكون بالتربيع بالنسبة إليك فلا كهرباء ولا ماء ولا نظافة ولا إهتمام حكومي وتجد في كل بيت أشياء وجودها أهم من وجود رب البيت نفسه وهي الشمعه والكبريت , الجرلد الممتلئ بالماء , 16 قصعه فلتكس وبفباف عشان النامس و للعلم أن الأمطار خصوصاً في هاتين المُحافظتين تأتي بغزارة لكن يتم الإستفادة من الأمطار بشكل عكسي يتم تركها لتصبح مُستنقعات مائية لتكون بيئة خصبة لأجود أنواع الناموس والذُباب الذي يُقارب وزنه للربع كيلو وصوت جناحيه قريب للموبايل الصيني ... ويجب هُنا الإشاره لكل الأُمهات في تعزولحج وكذلك الحديدة أنهنّ خير أُمهات الأرض لتعامُلهنّ بطريقة إحترافية مع هذا الوضع الغير آدمي . قصعة قصيرة .... في أحد الدول النامية نمواً غير طبيعي تم إتخاذ قرار مصيري وهو أن يتم وضع توليد الطاقة الكهربائية ضمن أولويات الحكومة الغامضة وتم فعلاً وضع الكهرباء ضمن الأولويات وفعلاً تم صرف مبالغ إضافية لإنشاء محطات توليد جديدة ومبالغ لإصلاح المحطات القديمة وتم إقتصاص هذه المبالغ من مبلغ مخصص لتسليح قبيلة موجودة في هذه الدولة النامية وفعلاً ونورت الدنيا بالكهرباء ,,, ولكن وفجئة إستيقظ الفتى من الحلم السعيد ووجد نفس الدولة النامية ما زالت تنمو نمواً غير طبيعي وما زالت الحكومة غامضة ومن دون أولويات والقبلية مستمرة بالتلسح وفعلاً الدولة النامية منورة لكن ليس بالكهرباء بل منورة بأهلها .