المتابع لما يجري في سوريا يجد أن أمريكا وأدواتها في المنطقة أرادوا أن تصبح سوريا مصرح لمؤامراتهم ومن ثم يختلقون أحداث ومشاكل وصراعات تحت مسمى ثورة شعبية فيما الواقع هي ثورة إعلامية فقط .. هنا نتساءل لماذا كل هذا الحشد على سوريا من قبل أمريكا المجتمع الدولي وقطر وتركيا والسعودية إسرائيل ؟! حيث جعلوا من الوهابية والسلفية وقود لحرب أمريكية صهيونية على سوريا .. وتكفلت السعودية وقطر وتركيا تكاليف الحرب فتقاطرت المجموعات السلفية والوهابية من السعودية واليمن والصومال والعراق ولبنان وتركيا وليبيا وتونس .. في الوقت نفسه هناك أطراف تهيئ لهذه المجموعات الوصول إلى تركيا ومن ثم يتم استقبالهم في معسكرات معدة لهم للتدريب على الحدود التركية السورية .. وبعد ذلك يسلحونهم ويدخلوهم سوريا ليدمروها كما عملوا في أفغانستان عندما أعلنت الجماعة الوهابية الجهاد ضد الروس الملحدين فكان جهاد في خدمة أمريكا فهل سيعاد نفس السيناريو في سوريا ؟ ندرك جميعا إنما تتناوله بعض الوسائل الإعلامية كالجزيرة والعربية وبعض القنوات المؤدلجة التي تسعى في تمهيد وترويج للمؤامرات الأمريكية في المنطقة فعندما يتعاملون مع الأحداث الجارية في سوريا بشكل واضح وجلي وغير مهني في تزييف الأحداث وإلقاء التهم والكذب يوما بعد يوم .. فمن الملاحظ أيضا أن سوريا تواجه ثورة إعلامية سياسية تهدف في تفكيك الشعب السوري المتماسك والحر .. ففي خضم التكتل الدولي والعربي وسعيهم الحثيث في المسارعة لإجراء عقوبات اقتصادية وتدويل الملف السوري لهو بالأمر الجلي والواضح أن سوريا في مرمى مؤامرات استعمارية تهدف في الضغط على سوريا وكذلك على الشعب السوري أن يتنازل من موقفه الحر والأبي ويقبل الوصاية الدولية ويخضع للدول الاستكبار العالمي كبقية الدول العربية المعروف موقفها التبعية والمنخرط في المشروع "الصهيو أمريكي" في المنطقة والمرادف له .. كما أن أمريكا حولت الربيع العربي إلى ربيع سلفي وهابي وسارعت في الوقوف إلى جانبهم بشكل علني دون تحرج أو ريب .. ولو كانت أمريكا صادقة والمجتمع الدولي فيما يدعوه بأنهم يقفون مع الشعوب المنتفضة ضد أنظمتها لدعموا الشعب البحريني والشعب السعودي .. لكي ينالوا حريتهم لا أن يقفوا ضدهم ويسمحوا للنظام البحريني والسعودي لقمع شعوبهم حتى القنوات الإعلامية لا تتحدث عن هذه الثورات بل وقفت أمريكا للحيلولة دون نجاح هذه الثورات لان الأنظمة تابعة لها وهي تحت الوصاية والخدمة .. فليس من السهل أن تتنازل أمريكا وتترك الشعوب العربية والإسلامية تأخذ حريتها وتبني نفسها وتخرج من تحت الوصاية الاستعمار .. فأمريكا تحافظ على الأنظمة التي بنتها حتى لو ثارت الشعوب عليها فهي من تسعى لوضع الحلول والمبادرات للمحافظة على الأقل لما تبقى من هذه الأنظمة .. لكن في القابل الأنظمة التي ليست تتبع أمريكا تسعى في التأمر عليها وتحشد الإعلام والقنوات صوبها وتدعم وتسلح مرتزقتها لتنفذ بعد ذلك ما تريده وهذا ما بدا واضحا في سوريا ..