- خاص اي وفاء تحمله يا صديقي النائب حاشد!! اي نبل هذا الي يجعلك ايها الجريح تخرج من المستشفى فورا الى ساحة الاعتصام لتزور وتطمئن على حالة جرحى الثورة !! الاسرة هناك كانت تننظر عودتك بباقات الورد لكنك يممت نحو من احبوك ونافسوها بحبك .. همو جرحى الثورة.. ذهبت اليهم تحمل الورد المهدى لك وقلبك الذي احبهم في ايام واسابيع الاضراب عن الطعام والجوع والبرد والتخويف من بعبع الذين لا يجيدون الا الضرب حتى كدت تفقد حياتك !! هو الوفاء ياصديق في زمن قل فيه الاوفياء لمبادئهم وقناعاتهم الا من رحم ربي, حتى غدا القابض على ضميره الحي وروحه النقية وقناعاته الثورية الاصيلة التي لم تدنسها المصالح والمال بدرجة رئيسية كالقابض على الجمر . يا احمد .. ياصديقي .. ايام مرت في المستشفى وانا ارقب وأتأمل سلوكك بنظرة الفاحص .. واذا انت انت ..!! كثر الزوار من الوزراء والاحزاب وووووو ..غير ان اللحظات الصادقة التي كنت التقطها هي عندما يأتيك ممن لا تعرفهم ومن بعيد.. من الحديدة وتعز والجوف ومارب ليقولوا لك: جئنا لسنا جرحى ولكن جئنا متضامنين ومنددين بما حدث ومعجبين بصدق انك وقفت مع جرحى الثورة بشجاعة ومصداقية وتضحية .. وعبارات تكاد تبكي من فطريتها وصدقها . اتذكر كيف عانقك الجرحى يوم المغادرة ومن ثم كيف مر يوم ذكرى عيد ميلادك الذي لم تذكره وذكره اصدقاء وارسلت للجرحى باقات الورد ليحتفلوا هم ولم تحتف بعيد ميلادك. واتذكر حين كثر الزائرون وغضب الطبيب المناوب من كثرتهم واوقف الزيارة ومنهم جرحى بعكاكيزهم واحدهم جاء على عربته و كيف اردت التخلص من الاجهزة من على صدرك وطلبت ان تنزل للقاء بهم باب المستشفى وكيف غضبت من منعهم من زيارتك رغم سوء صحتك لحظتها !! شعور انساني رفيع ومحبة للآخرين ممن بادلوك الحب.. شعرت بأولئك الصادقين .. بل كدت ابكي شخصيا بالرجل الذي يبكي اخاه اقبال يحيى الهتار احد شباب الثورة من الحديدة الذي يرقد في مستشفى الثورة العام المصاب بالضرب بالراس .. وهات ياضرب الرؤوس ففقد حواسه .. لا ينطق لالالالالالالالالالا.. لانهم دربوهم الضرب على الرؤوس !!ولا زالوا يضربون كما حدث لك يا صديقي وجنبك الله الموت او فقدان الذاكرة .. شعرت بالمختلفين من الاحزاب يتفقون انك كنت صادقا ,رغم عدم اتفاقهم ورغم نفاقهم تجاهك ,,فقالوا كلمات فيك كدت لا اصدقها .. لكنك كنت قد ارغمتهم بوفائك لقضية الجرحى بانك صادق الوعد لا تبحث عن مال ولا جاه وانما عن قضية تستحق الاعتراف بعدالتها بدون احكام قبل ان يعترف بها اللئام . حقيقة اسجلها الان وكنت معك اليوم في ساحة مجلس الوزراء وكيف رأيت الاستقبال والكلمات تخرج من جرحى الثورة دون نفاق : انك لامست الجروح الغائرة في النفوس قبل الاجساد المثخنة بالنسيان ولذلك احبوك من اعماق اعماقهم ! ألم يكونوا هم الذين انتزعوك من بين ايدي من ضربك وارادوا القضاء عليك بالصمول واتبعوها بقنبلة مسيلة للدموع ليبعدوك عن الانظار ليجهزون عليك !!! هم .. هم شباب صادقون كصدق قضية الثورة التي تسابقوا للتضحية في سبيلها رغم الالتفاف عليها والحصانات التي اوقفت انتزاع الحقوق ومحاسبة القتلة والمفسدين وسارقي الثروات واحلام اطفالنا . حمدا لله على السلامة صديقي النائب حاشد .. واحذر المتشدقين والمرتزقة والكاذبين ممن يريدون ان يغدو جرحى ثورة حتى وان كانوا قد سقطوا من على سلم منزل او جدار !! فللثورة جرحاها والشارع والمدن والعقول والعيون تعرفهم . حذار .. حذار .. فهناك من يريد خلط الاوراق !! لك الصحة والعود الحميد وساحات النضال تنتظر الصادقين لا الذين يبحون عن الجيوب.