لا تحزن يا فيصل إن حولوا عرسنا إلى أحزان ومياتم واغتالوا صباحاتنا وظل الفساد يعترش حاضرنا؛ فانتصار الباطل إلى حين وأنت خير العارفين. لا تحزن يا قبس النبوة المسكون بالطهر والنزاهة والزهد في زمن الدمامة والقبح والنفوس الموحلة بالفساد والعهر والوباء. فالعظماء يُجلُّون ويُخلّدون في الزمن الآتي لأنهم مشاعل الحاضر. عشاق التغيير والمستقبل. نازلت الفاسدين بعفة يدك وحُلمك وصبرك ونقائك وسماحتك وصدقك المعهود ونازلوك بفحش فسادهم وكيدهم وعفنهم وحقوق غيرهم. منازلة غير شريفة ولا نزيهة ولا متكافئة البتة. كم أنت عظيم يا فيصل. لا تحزن إن تمزقت الروح بين الأمل والفجيعة وقد خذلك البسطاء أو كثير منهم فكم من نبي ومصلح وثائر صده بسطاء قومه وخذلوه أو قتلوه أو صلبوه ولكن في نهاية المطاف تنتصر الحرية وينتصر الحلم والأمل والفرح على الظلم وإن بلغ المدى ولنا في التاريخ شواهد ومواعظ وعبر. لقد أطليت في سمانا يا فيصل قمراً. نجماً وسحابة تحمل بشرى الغيث والمطر في زمن مثقل بالقحط والبور والدبور. لقد دارت عجلة التغيير ولن تتوقف نحو الأتي. فعلاقتك بالمستقبل حميمية وعاشقة وعلاقتهم بالمستقبل غاربة ونافرة ورحيلهم ليس بمستحيل. دعوني أمضغ جرحي وأتقيأ أحزاني. أبشروا يا قبيطة وأعبوس. أبشروا يا كل المتاعيس. أبشر يا وطن. المؤتمر فاز بأغلبية كاسحة في الرئاسة والمحليات. الآن اطمئنوا على مستقبلكم ومستقبل أولادكم. غنوا وغردوا في وعر الضياح ما لنا إلا علي. لن يبقى شبر في قراكم المحرومة إلا وغنم مشروعاً أو أثنين على الأقل. المهم تحمدوا الله على نعمته و نعمة المؤتمر ولا تبطروا فالله لا يحب البطرين. ستتم تحلية مياه البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي وسيرسلها لكم المؤتمر مدرارا مع الجمّال (الطَبَل) أو مع طير أبو حلبة.. لن تعطشوا بعد اليوم ولن تهجروا قراكم والمؤتمر بالوجود. أبشروا بماء البحر المحلى وإن أردتم ميناء في (المداكشة) أو في (نجد الضاحة) فالأمر يسير وإن أردتم نقل البحر إلى القبيطة والأعبوس فأمره ميسور ومقدور. أخي المواطن وقد فاز المؤتمر اطلب وتمنى المستحيل. أطلب ما تريد وستجد من يقول لك: (شبيك لبيك عفريت المؤتمر بين يديك). بالماء المحلى ستزرعون أشجار الخوخ والمانجو وحتى العصيد ستزرعونها إن شئتم. لن تأكلون الوزف بعد اليوم فالسمك ستجدونه يزحف إلى أبواب بيتوكم يرجوكم أن تأخذوه شهيا طريا ويقول لكم لا مستحيل أمام المؤتمر حتى ولو كان لبن العصفور. جبالكم الغبراء والدبراء المعلقة في السماء سيحولها المؤتمر إلى مروج آسره وحدائق غناء تدخل قائمة عجائب الدنيا السبع مكان حدائق بابل المعلقة. وكل منكم سيعلقه المؤتمر برجله لما ينوق حمار البحر. جبالكم وضياحكم إن لم تجد حفنة التراب لا تهموا ولا تهتموا. الله يعافي المؤتمر سوف يستورد لها التراب من الهند أو الصين أو الباكستان. غنوا يا قبيطة وابترعوا يا أعبوس. وأبشر يا وطن. الكهرباء بالطاقة النووية. وكل واحد سيفتح له المؤتمر في بطنه طاقة أو باب أو ممشى. فلا تنسوا ذكر الله والدعاء لأمريكا وكندا بالخير ولبوش ورئيس المؤتمر بالعافية وطول العمر. أخبرت صديقي الطريف الشاعر طه الجند عن مشروع الكهرباء بالطاقة النووية وقبل أن أتم الخبر انقطعت الكهرباء فتركني كالملسوع وهو يقول: بخاطرك رايح أشتري لي فانوس. وتواً جاءتني رسالة جوال من الأخ عابد المهذري تقول: الرئيس يتعهد بتوليد الكهرباء بالطاقة النووية وشفط المجاري بأشعة الليزر. شر البلية ما يضحك يا وطن المتاعيس.. غنوا ياقبيطة ما لنا إلا علي وابترعوا يا أعبوس على المرفع والمدفع وابشروا بسكة حديد المؤتمر. لن تبقى قرية ولن يبقى جبل أو ضاحه أو ضاحية بمنأى عنها. عندما يفكر أحدكم بالذهاب إلى سوق السبت أو الربوع أو الخميس أو الاثنين لشراء الكراث أو البصل لن يذهب على رجلين أو فوق ظهر حمار على أربع بل سيذهب بقطار سبع عربات. إن أردتم أن تذهبوا في بيوتكم إلى الحمام لقضاء الحاجة سيوفر المؤتمر لكل واحد منكم قطاراً لقضاء حاجته وحوائجه. أهم شيء تعوذوا من الشيطان قبل دخولكم الحمام. آه كم ظلموك البسطاء من الناس وكم ظلموك الساسة أيها الشيطان. لا تلوموني إن غلبني القهر ومضغت جراحي وتقيأت أحزاني على عرسكم الديمقراطي، فعرسكم كان على وجعي وأوجاع الأحرار منكم ولم أعد أبالي فالوجع قد بلغ اليوم مداه.