اذا كان هدف عاصفة الحزم تدمير القدرة العسكرية للحوثي - صالح على تهديد اراضي المملكة فهي قد نجحت الى حد ما فيما يتعلق بالأسلحة. لكن المشكلة انه هدف قصير المدى. فالحوثيون اثبتوا قدرة على اعادة بناء المواقع العسكرية التي تم قصفها بأسلحة اقل لكن بفعالية كبيرة. اما الحصار البري والبحري حتى ولو استمر لسنوات لن ينجح في منع الحوثيين من اعادة بناء قوتهم. كما فعل حزب الله في لبنان بالرغم من الحرب الاسرائيلية والحصار الدولي على تزويده بالسلاح. اما اذا كان هدف عاصفة الحزم تهميش النفوذ الايراني في اليمن واعادة الاستقرار الى الجار الجنوبي فلا يبدو انها نجحت في ذلك، لأن السعودية قادت حربا جويه بعد ان فقدت كل حلفائها في الداخل. و هذا المأزق الذي ستضطر لمواجهته لوقت طويل وبتكلفة عالية فيما سيأتي من ايام. أن التدخل العسكري الحالي قد يجعل اليمن في وضع اكثر خطرا على اليمنيين وعلى السعودية مما كان عليه قبل "العاصفة". وقد تنقسم اليمن بين النفوذ الايراني ونفوذ القاعدة وداعش في تحد مزدوج وخطير. على سبيل المثال استولى الحوثيون الايام الماضية على مديرية حريب في مارب وهي واحده من اكبر مديريات المحافظة. كما اصبح لهم تواجد عسكري في جزيرة ميون التي تتوسط باب المندب، مما يعني انه اصبح لهم تواجد مسلح قريبا جدا من المنفذ المهم دوليا. وبعد سيطرتهم على عدن تقدم لهم الاحداث في المكلا ذريعة جديدة للتدخل والسيطرة على البوابة الشرقية لليمن. فعلى الميدان الداخلي يصبح تحالف الحوثي - صالح اقوى مما كان قبل بدء ضربات طائرات التحالف. اضف الى ذلك ان المكلا سقطت بأكملها في يد القاعدة في الوقت الذي تتحول فيه القاعدة اليمنية نحو اساليب داعش في قطع الرؤوس وتفجير المساجد واطلاق عنف وحشي لا يوفر صغيرا ولا كبيرا. و بعد ان اصبحت داعش على الحدود الشمالية للمملكة من ناحية العراق قد تفاجأ المملكة ان داعش صارت تحاصرها من حدودها الجنوبية ايضا. السيناريو الاخطر ان تكتفي السعودية بإبعاد خطر الصواريخ والطائرات عن اراضيها وتحويل اليمن الى ساحة صراع طائفي دموي على هيئة عراق اخرى في الجنوب. و لنتذكر ان تجربة التدخلات العسكرية في العراق وسوريا وليبيا ادت الى نتيجة واحده هي "استدعاء داعش". وفي اليمن يساعد التمدد الطائفي والعسكري للحوثيين واسقاط مؤسسات الدولة في تسهيل صحوة الوحش الارهابي النائم واطلاقه ضد الجميع. من حائط الكاتب على الفيس بوك