اذا كانت السعودية تعتقد ان حربها العدوانية هي فقط ضد انصار الله وانها بذلك قد انتصرت عليهم فهي واهمة جدا جدا! بل انها تكون قد فشلت فشلا ذريعا في هزيمة انصار الله حتى ان انصار كحركة او جماعة لم يخسروا شيئا لا من بنيتهم القيادية والتنظيمية ولا من قوتهم العسكرية ولا من نفوذهم الشعبي والاجتماعي طوال 12يوما من العدوان. انصار الله وعلى خلاف ذلك ومع بداية الاسبوع الثاني من العدوان نجدهم قد توسعوا شعبيا وعسكريا وازدادوا قوة عسكرية وشعبية بما لم يسبق لذلك مثيلا حيث اصبحوا ومعهم الجيش يتحكمون اليوم في معظم محافظات الجمهورية ووصلوا خلال العدوان وعلى ظلاله ورافعته الى مناطق ومحافظات لم يكونوا يفكروا في الوصول اليها البتة والأهم من ذلك هم اليوم وبسبب العدوان وحدهم من يعبرون عن شعبهم ويدا فعون عنه وعن كرامته امام عدوان عنصري غاشم لا مبرر له. انصار الله ايضا كجماعة وليس كحركة شعبية وثورية وبعد ان امتصوا الضربة الاولى وتكيفوا معها لم يعودوا حتى بحاجة الى الرد على العدوان بعد ان فشل في تحقيق اي اهداف عسكري او سياسي ضدهم! اما ان كان العدوان على الشعب اليمني والدولة اليمنية والجيش اليمني ومنهم انصار الله - وهو كذلك بالفعل - فلاشك ان السعودية قد الحقت اذى كبيرا في شعبنا نفسيا وماديا فهي قد قتلت الاطفال والنساء وهدمت البيوت والاسواق والمباني على رؤوسهم وضربت مطاراتنا وموانئنا ومؤسسات الاتصالات والطرق والمصانع والمنشاءات العامة المحدودة اصلا.. وهي كذلك قد انتهكت سيادتنا واحتلت اجواءنا وبحارنا وضربت عاصمتنا ومعظم محافظاتنا بالطائرات ودمرت مخازن الاسلحة والمعسكرات وقتلت الجنود والمواطنين بدون حق. والأهم من ذلك واخطر انها الحقت اذى كبيرا في نفسيات شعبنا وفي كرامة وطننا حين انتهكت السيادة وضربت رموزنا الوطنية والتاريخية كالعاصمة صنعاء وعدن والمطارات والمباني السيادية الامر الذي يجعل عدم الرد على ذلك جرحا وطنيا كبيرا في الوعي الشعبي وسيكون له اثار نفسية هائلة في وحدة الشعب وفي هشاشة نسيجه الوطني وفي الوعي الجمعي الوطني وفي انكسار الارادة وفي تشظي اللحمة والجسد الوطني الواحد وفي اشعار كل يمني بانه لا يستطيع عمل اي شيء اذا ما قررت السعودية معاقبته على كرامته وعلى حريته وعلى قراره المستقل كما تعمل الان! و في هذا السياق وللدمج بين مكانة الجماعة في المجتمع في هذه الحرب البربرية فان انصار الله ليسوا في الحرب السعودية على اليمن يدافعون عن انفسهم وعقيدتهم الدينية كما كان يحدث في الحروب الستة الماضية التي كانت تستهدف استئصالهم وكسر قاعدتهم الاجتماعية، ولكنهم اليوم معنيون بالدفاع عن شعبهم وعن وطنهم وبالتالي فان انتصارهم الحقيقي على العدو ليس في الحفاظ على بنية الجماعة العسكرية والتنظيمية بل في الحفاظ على الوطن وكرامة اليمنيين ووعي وارادة المجتمع وعزته واستقلاله، وهذا ما يميز الحركة الثورية التي يقودها السيد عبد الملك الحوثي اليوم غن بقية الاطراف السياسية اليمنية التي سلمت في معظمها ومنذ وقت مبكر قيادها ووطنها للأجنبي وللسعودي تحديدا. يبقى ان نختم بالقول: اذا كان العدوان قد زاد من قوة وشعبية انصار الله من حيث لا تريد السعودية بل على خلفية فشلها في هذا العدوان الغاشم الا ان عدم الرد على العدوان سيقوض المجتمع ويقوض الجماعة داخله. وهنا الخطر الذي تعيه الجماعة ويعيه المجتمع وربما لا تعيه السعودية ولا عملائها البتة! * بين الحزام الناسف والطائرة ..! غارات الطائرات عمل جبان وليس فيه اي بطولة وهو يشبه كثيرا ما يقوم به الانتحاري في تفجير الاسواق والمساجد والتجمعات العامة للناس. المشرف على العمل الارهابي يقوم بإلباس الانتحاري حزاما ناسفا ثم يقول له اذهب وفجر في مسجد الحشوش ومسجد بدر او قم باغتيال الشهيد عبد الكريم الخيواني بواسطة مسدس كلوك، فيما المشرف على غارات الطائرات يقوم بتحميلها الصواريخ والقنابل المحرمة ثم يقول للطيار اذهب وغير على سوق باقم او قرية بيت رجال في بني مطر او مصنع يماني او الطريق العام في يريم ولكن عليك ان تحرص ان تضرب وقت الذروة اي حين يكون امامك اكبر عدد من الفرائس السهلة من الاطفال والنساء النائمين او العاملين في المصانع. بالمناسبة من يشرف على عاصفة الحزم هو ايضا من يشرف على اعمال القاعدة في اليمن وهم ال سعود تحديدا.