تتولى ردود الأفعال عن تقرير جمال بن عمر إلى مجلس الأمن وبحيدة وموضوعية فإن الشيء الذي لا يمكن إنكاره أن ابن عمر منذ شروعه في مهمته الشاقة والصعبة في اليمن وإبحاره في المياه الآسنة والملوثة أظهر براعة في التجديف وفي التعامل مع السلاحف والتماسيح التي كانت تعج بها تلك المياه. تعامل بحنكة وصبر ودأب مع مختلف الأطياف المتصارعة والمتناقضة برغم الضغوط الداخلية والخارجية على أمل تحقيق القدر الممكن من النجاح في مهمته الشديدة التعقيد. تعرض لانتقادات واتهامات من قبل بعض القوى السياسية، بعضها ممن كان يعبر عن أجندات خارجية. إصراره وقوة شخصيته وديناميكيته تغلب على العديد من الصعوبات وفي مقدمتها فهمه العميق للشخصية اليمنية وممثلي القوى السياسية التي يغلب عليها الباطنية والتي أعيت الأولين والآخرين، فعدم الوضوح وسوء الطباع والازدواجية والتعامل مع أشخاص يظهرون ما لا يبطنون قد شكل أكبر عائق أمام التسوية السلمية وأمام الوصول للغاية المرجوة بعد كل اللبيج الذي استمر سنوات في دهاليز وكواليس موفنبيك. الآن وبعد تقديم تقريره إلى مجلس الأمن والذي قوبل بارتياح غالبية من الناس وبعضهم من الذين قاطعوه واتهموه وهم كثر، فإن الرجل أثبت أنه كان يوزن تلك القوى التي شاركت في الحوار في موفنبيك، وأظهر أنه لم يكن مرتهناً لأحد، مستوعباً لمهمته وملتزماً بقناعته في مقابل تذبذب مواقف مختلف القوى التي كان يتعامل معها. المصدر: صحيفة الأولى