مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    كأن الحرب في يومها الأول.. مليشيات الحوثي تهاجم السعودية بعد قمة الرياض    ماذا تعني زيارة الرئيس العليمي محافظة مارب ؟    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    أصول القطاع المصرفي الاماراتي تتجاوز 4.2 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخها    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    استشهاد 6 من جنود قواتنا المسلحة في عمل غادر بأبين    استشهاد 23 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محافظة صنعاء.. قبائل تتساءل عن الجمهورية.. (1-2)
نشر في الوسط يوم 07 - 10 - 2009

أرياف بلا مشاريع وقبائل تتناحر وأسواق لسلاح دويلات في ظل دولة تحقيق/ محمد غالب غزوان محافظة صنعاء كانت قبل التقسيم الإداري الجديد مترامية الأطراف وتنظم لها المناطق التي كانت تشكل خطرا على عاصمة الحكم مثل جبال ريمة التي كانت تتواجد فيها الجبهة الوطنية التابعة للمد الاشتراكي في الجنوب، وليست ريمة البعيدة بمفردها كانت تحتضن المد الاشتراكي بل أرحب القريبة من صنعاء وكذا نهم وخولان وبني ضبيان وحتى حرف سفيان التي أصبحت تتبع محافظة عمران، فكافة القبائل التي تتبع محافظة صنعاء والأخرى التي تم جر تبعيتها إلى صنعاء قبائل شديدة البأس تتطلع إلى الحكم وتفرض نصيبها من خيرات الحكم ولهذا تحاط محافظة صنعاء بالمعسكرات الضخمة من أجل حماية الحكام.. فإلى محافظة صنعاء التي ينتسب إليها رأس الحكم. حزام صنعاء ومن أجل التوضيح للقارئ الكريم فمحافظة صنعاء غير أمانة العاصمة صنعاء التي أخذت تتوسع وتمتد بمدنيتها إلى أراضي القبائل وتعتبر مدينة صنعاء القديمة أصل أمانة العاصمة ويتمتع سكانها الأصليون بروح المدنية والحداثة والمسالمة وكثيرا ما عانت صنعاء من القبائل المحيطة بها وتعرضت للنهب من قبلهم بعد ثورة 48 وبسبب ذلك النهب نمت فيهم عقدة من القبائل كانت العامل المساعد في إنجاح فك حصار صنعاء في حرب السبعين يوما والذي كان بدعم سعودي ورجال من القبائل من أجل إجهاض الثورة وإعادة الحكم الإمامي، حيث أبناء مدينة صنعاء جنبا إلى جنب الثوار لفك حصار السبعين خوفا من تكرار نهب القبائل لصنعاء. وتعتبر مديريات محافظة صنعاء حزام المدينة وبوابتها من كافة الاتجاهات وخزانها ومزرعتها وهي بمثابة سياج للعاصمة رغم ملاصقتها لها، فمن جهة الشمال تقع قبائل بني حشيش أرحب ومن ومن الشمال الغربي قبائل همدان والمحويت ومن الغرب بني مطر والحيمة قبيلة الرئيس سنحان ومن الجنوب قبائل بلاد الروس ومن الشرق خولان وبني ضبيان التي تجاورها قبائل الجدعان التابعة لمأرب وقبائل همدان التابعة لمحافظة الجوف فكافة القبائل المذكورة تشكل دائرة محكمة الانغلاق على العاصمة صنعاء وكافة هذه القبائل زيدية المذهب بدون استثناء وبكيلية النسب باستثناء قبيلتي سنحان وهمدان فهما حاشديتا النسب مع العلم أنه لم تكن هناك أي نعرة قبلية بين بكيل وحاشد داخل محافظة صنعاء وقد تم استقطاع العديد من المناطق القبلية لصالح محافظات أخرى، فمثلا تم ضم قبائل حرف سفيان وحاشد إلى محافظة عمران التي كانت مديرية تتبع محافظة حجة وتم ضم قبائل برط إلى محافظة الجوف وتم فصل منطقة ريمة بعد أن أصبحت محافظة بمفردها. وتقع محافظة صنعاء في تضاريس صعبة في هضبة تتكون من سلسلة جبلية شاهقة ويقع فيها ثاني مرتفع قمة في الجزيرة العربية في منطقة جبل النبي شعيب في بني مطر وهي محافظة زراعية من الدرجة الأولى وفيها ينتج أفضل أنواع العنب ولكن أغلبية مساحاتها الزراعية يزرع فيها القات والذي لا فائدة منه غير الضرائب المفروضة التي تصل إلى مائة مليون في الشهر بينما عوائده من الزكاة وصلت هذا العام إلى ثلاثمائة مليون ريال ولكنه استنزف الثروة الجوفية للمياه وتوسعت زراعته على حساب المزروعات الغذائية الأخرى. القبائل المحيطة بصنعاء تلعب دورا كبيرا في التأثير على سير الحكم وقد أنجحت الكثير من المخططات السياسية وكذلك أجهضت الكثير ولا يستطيع المرء أن يميز ما يدور في دهاليز الحكم بدون أن يعرف عن دور القبائل المحيطة بصنعاء وبعد اندلاع الثورة في عام 62 لم تهدأ الكثير من هذه القبائل التي كان منها من هو معاد للثورة ومن كان مناصراً لها إلا بعد سلسلة من الحروب والتصفيات حتى تم فرض التيار الجملكي في الحكم في عهد الرئيس الراحل عبدالرحمن الإرياني فهدأت هذه القبائل ولكنها ظلت معزولة عن مفاهيم الدولة واعتمدت على المعونة السعودية التي كانت تقدم للدولة وللقبائل على حد سواء ولكن بعد أن تولى الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي مقاليد السلطة والذي رد اعتبار الثورة اليمنية وكسر شوكة بعض المشائخ التابعين للتيار الجملكي، حيث خضعت القبائل لنظام الدولة الحديث وكان ينتمي الحمدي قبليا إلى قبيلة بكيل الأكثر عددا والمحيطة بالعاصمة صنعاء باستثناء القبيلتين السالفتي الذكر التابعتين لحاشد همدان وسنحان ولكن بعد الغدر به وبدعم من (عصابة عمنا رشوان) انتقل الحكم إلى قبيلة همدان برئاسة أحمد حسين الغشمي والذي حصل على تأييد قبيلة سنحان وقبائل بلاد الروس لإجهاض محاولات لواء العمالقة الذي كان يرابط في ذمار الذي حاول التوجه إلى صنعاء من أجل الإطاحة بالرئيس الغشمي فقطعت قبائل بلاد الروس وسنحان الطريق على لواء العمالقة ومنعته من دخول العاصمة صنعاء، كذلك كان هناك دور للرائد علي عبدالله صالح في مقاتلة لواء المظلات الذي تحصن في منطقة الحجرية بقيادة عبدالله عبدالعالم وحين تم اغتيال الرئيس الغشمي انتقل الحكم إلى قبيلة سنحان بقيادة علي عبدالله صالح الذي أصبح رئيسا لليمن الشمالي حينذاك. مراكز القوى وبعد تولي الرئيس صالح للحكم لم تعلن قبائل بكيل رفضها لحكمه صراحة ولكنها تقبلت المد القادم لها من الجنوب وأخذت تفرض مفهوم الوحدة اليمنية كحلم تتطلع إليه الجماهير وامتد مد النظام الجنوبي حتى لامس محافظة صنعاء وبسرعة توغل في خولان وبني ضبيان وأرحب ونهم وحرف سفيان وبرط وهذه القبائل لعبت دورا كبيرا في منع قرار الاجتياح العسكري لدولة الجنوب حين وصل السلاطين إلى العاصمة صنعاء وبثوا إذاعتهم عبر الأثير وجهزوا مقاتلين بدعم سعودي بعد أن سحبت السعودية قواتها العسكرية من لبنان وقامت بنشرها على الحدود الجنوبية حين ذاك وحركت أمريكا البارجة البحرية "كسوليشن" إلى البحر الأحمر استعدادا لاجتياح الجنوب وإقامة حلم السلاطين/ دولة الجنوب العربي ولكن القبائل البكيلية المحيطة بصنعاء ضغطت باتجاه إقامة دولة الوحدة اليمنية وصياغة دستورها خلال عامين من الاتفاقية ولكن تم الإطاحة بالرئيس عبدالفتاح إسماعيل بدعم سعودي وتولى علي ناصر محمد زمام الحكم في الجنوب والذي قام بتجميد دستور دولة الوحدة واحتجازه في أدراج المكاتب بعد توافق مع حكومة الشمال وقام بإيقاف الدعم عن القبائل المحيطة بصنعاء والتي كانت تناصر النظام في الجنوب وتطالب بفرض الوحدة وهكذا تم إجهاض اتفاقية الكويت وتم تجميد الحوار لإقامة دولة الوحدة وتمييعه حتى تمت الإطاحة بحكم علي ناصر محمد في الجنوب وتمت الوحدة بعد أربع سنوات من استلام الحكومة الجديدة لمقاليد الحكم في الجنوب وفي حرب صيف 94 الأهلية التي نشبت بعد إقامة دولة الوحدة تكبد الحزب الاشتراكي الهزيمة ولم يلق أي مناصرة من تلك القبائل التي كانت في حال دعمها له ستنقض على صنعاء إلا أن تلك الزيارة التي قام بها الأستاذ علي سالم البيض إلى السعودية وبروز عبدالله الجفري صديق السعودية أحد أركان مشروع دولة الجنوب العربي دفع تلك القبائل إلى التخلي عن الحزب الاشتراكي ولأول مرة تتمرد قيادات الشمال مع القبائل على السعودية.. إن القبائل المحيطة بصنعاء لها تأثير كبير على مراكز الحكم كما أنها ليست راضية بما آلت إليه الأمور ولكن الحبائل تحيط بها لتوقعها في شرك التدجين. العلاقة مع الحاكم ثلاث قبائل من القبائل المحيطة بصنعاء تحظى باهتمام الحاكم و90% من شبابها ورجالها يعملون في السلك العسكري ويتبوأ الوجهاء والمتعلمون فيها مراكز حساسة تلك القبائل هي سنحان وهمدان وبلاد الروس وتأتي قبيلة خولان التي كانت تقض مضجع قبيلة الرئيس سنحان في مرتبة لا بأس بها بعد أن تمت المصالحة معها وناسبها الرئيس إلا جزء منها والمتمثل في قبيلة بني ضبيان ما زال غير راض كل الرضا على جحيم النسب الذي ما زال يفرض العزلة عليها وتعيش تهميشا سياسيا وهجمة شرسة نالت من سمعة القبيلة التي احتارت بين رجالها الشرسين ودولة تستثمر أخطاءهم من أجل إذلال كبارهم ومصادرة مخصصاتهم ويبقى حبل الود موصولاً مع قبائل بني مطر المجاورة لقبائل الحيمة وكلا القبيلتين تتميزان بخصوبة التربة ومؤهلة لتصبح قبائل غنية وكلاهما متواجدتان في دهاليز الحكم ذات الدرجة الثانية ولكن كلاً منهما سلاح ضد الآخر حين تستلزم الضرورة لدى الراغب في إشغالهم فيتم إشعال الحروب المشهورة بينهما منذ سنوات طوال، فتلك الخصومة التي أصبحت بين الحيمة وبني مطر تاريخية تندلع عند الضرورة وكل منهما يكسر ناب الآخر أما قبائل حراز فهي مسالمة ويقع في إطارها قبائل ذات توجه إسماعيلي يتبع إسماعيلية نجران ومذهب يتبع بهرة الهند والباقون جزء منهم زيود وجزء شوافع هادئي الطباع وخيرات الثورة لم تصلهم بعد. أما قبائل أرحب فقد تمكنت الدولة أن تجعل حبل الود معها موصولاً ولكنها تشكل كثافة سكانية وشحة في الخدمات تؤهل لانقطاع ذلك الحبل فجأة أما قبيلة "نهم" فتعاني من العزلة المفزعة والتعامل الحذر معها بجانب أن أرضها لا تتمتع بالخصوبة الوافرة وذات تضاريس صعبة تؤهلها أن تلحق بشراسة قبيلة بني ضبيان أما قبائل بني حشيش فأصحاب أرض خصبة ومركز الفواكه اليمنية وما أثر عليهم اقتصاديا ونفسيا عملية إقحامهم في الحرب الخامسة وفرض بعض النشاط السلفي على فئة زيدية أبا عن جد. أما القبائل التي تقع في الشريط المطل على جبال محافظة المحويت فهي تتحاشى التصادم مع الكبار ومغلوبة على أمرها رغم أنفها. بيت بوس عاصمة غير معلنة كانت منطقة الروضة العاصمة المعلنة لمحافظة صنعاء وكان مقر المحافظة فيها في مبنى حكومي ذي طابع أثري ملكا للدولة ولكن بدون سابق إنذار تم ضم منطقة الروضة إلى أمانة العاصمة وتم نقل مقر المحافظة إلى منطقة بيت بوس مع الاحتفاظ بالمقر القديم وتقع منطقة بيت بوس في مكان ملاصق لمدينة حدة وتشهد نهضة عمرانية بشكل ملفت تشعرك بأن جزءاً كبيراً من المبالغ التي تلهف من خزينة الدولة تتواجد في باطن تلك الفلل الضخمة التي يملكها الحاكمون والمسئولون وتشهد منطقة بيت بوس كذلك نهضة تجارية ملفتة وارتفعت فيها أسعار الأراضي بشكل مضاعف بعد أن تم نقل المحافظة إليها وبالتالي زادت فيها عملية الصراع على الأراضي وأصبحت كل الأراضي فيها مملوكة حتى أراضي الوقف وغيرها ولم يضرب فيها أي حساب لأماكن المقابر وليس من المعقول أنهم سيصدرون أمواتهم إلى أمانة العاصمة خاصة وأن مقبرة الشهداء قد امتلأت بالشهداء وغيرهم. أسواق السلاح السلاح لازمة ضرورية لصراعات القبائل ولهذا فأسواق السلاح تشكل حضوراً يليق بمقامها على مستوى مديريات المحافظة وفي كافة المديريات تتوفر أماكن بيع السلاح والذخائر والتجارة بالسلاح تجارة مربحة وعملية البيع والشراء تختلف طرقها من منطقة إلى أخرى، فبعض المناطق مثل جحانة والحتارش توجد محلات تجارية لبيع السلاح والذخائر بالجملة والتجزئة والمشائخ الموثوق بهم يحظون بالتقسيط ومنطقتا جحانة والحتارش تقعان في نطاق محافظة صنعاء وعلى مشارف أمانة العاصمة وتمدان حتى القبائل المجاورة في المحافظات الأخرى بالسلاح والباعة من أبنائهما يبيعون سلاحهم بوضوح وقالت مصادر إنهم يدفعون الضرائب ويؤدون الزكاة للدولة!! ولكن لم يوضحوا تحت أي بند تتم جباية الضرائب منهم وأكدت تلك المصادر أن البضاعة المتفجرة والقاتلة من السلاح تصل إليهم من داخل العاصمة، مؤكدين صعوبة منع هؤلاء التجار من التجارة بالسلاح ولكن بالإمكان أن تتقهقر محلاتهم قليلا إلى الخلف بعد أن أصبحت على مشارف مدينة صنعاء جراء الزحف العمراني وتوسع العاصمة وأضافت تلك المصادر أن تجار السلاح من بائعين وموزعين معروفون لدى الدولة ووراءهم شخصيات تشكل ثقلاً قبليا وسياسياً وعسكرياً. أما في باقي المديريات الأخرى فيعرض السلاح للبيع بوضوح في أيام الأسواق حيث كل مديرية لها يوم محدد يكون موعد التسوق فيها ويصل إليها في ذلك اليوم المحدد كافة التجار لكافة أنواع التجارة ومن ضمنهم تجار السلاح الذين يعرضون الأسلحة المتنوعة في مفارش وبعضهم فوق سياراتهم بينما يتواجد هناك تجار آخرون لهم شهرة ويبيعون السلاح في أماكن سكنهم، حيث تكون لهم غرفة خاصة منفصلة عن المنزل وهي مكان للمقيل وتناول القات واستقبال زبائن السلاح الذين يصلون إليهم من كافة القرى المجاورة وهؤلاء التجار مثلما يبيعون السلاح أيضا يقومون بشرائه وتبديله بموديل أفضل، فالسلاح عند القبائل مثل المجوهرات عند النساء مرغوب ومضمون ثمنه علاوة على أنه رأس
مال القبيلي ومحكمته وضامن لحقوقه ومانع للنخيط الحكومي والتعسف العسكري. الخارطة الدينية منذ وقت مبكر بدأت الخارطة الدينية الأصلية لليمن تتعرض للاستهداف والتغيير وكانت بداية ذلك الاستهداف تتمثل بوضع اللبنات الأساسية للفكر السلفي حسب توجه المجدد السعودي محمد بن عبدالوهاب الذي انبثق تجديده من المذهب الحنبلي الذي أخذ كل ما فيه من تشدد وقدمه كمذهب جديد متعارف عليه حاليا. وكانت البداية في الثمانينات كمرحلة تمهيدية تمت عبر جماعة تسمى جماعة الدعوة والتي مركزها الرئيسي في الهند ودعمها وقياداتها في الرياض والتي تسب في الظاهر الفكر السلفي وفي الباطن تسكب الحساء الساخن على الطبق السلفي وكانت بداية هذه الجماعة من منطقة سنحان كمركز يعمل لترويض الزيود وجماعة أخرى كانت في الحديدة وإب تستهدف ترويض الشوافع وهذه الجماعة من أهم أساليبها إحراج أي شخص استلطفها الانضمام إليها والتنقل معها لغرض الدعوة ولكن توجهها الفقهي يتطابق مع التوجه السلفي وبعد نشاط هذه الجماعة تلاها التواجد السلفي عبر المعاهد العلمية حتى توغلت أكثر بمساندة من رجال في الدولة عسكريين ومدنيين ومشائخ تلتها ظاهرة إنشاء المراكز الخاصة بها في دماج ومعبر ومأرب وبدأت تستحوذ على المساجد ولكنها لم تتمكن من احتواء قبائل صنعاء رغم تواجدها حتى في داخل سنحان مما اضطر قيادتها إلى مضاعفة دعم القيادات التي ضاعفت نشاطها وخاصة بعد تحقيق الوحدة ولم يلق الفكر السلفي عوائق في المناطق الشافعية لأنه تمكن بسهولة من القضاء على المذهب الشافعي الذي يعيش حالة موت سريري لأن السلفية تقمصت شخصية الشافعية وفرضت على الشوافع لبس ثوب السلفية باسم الشافعية أما المذهب الزيدي فلم يتنبه للخطر السلفي إلا بعد أن أصبح الحكام الذين دعمهم أعداء الداء له والنشاط السلفي في اليمن واضح ولا يستطيع أحد نكرانه وقد أدركت القبائل المحيطة بصنعاء سياسة تغيير الهوية الدينية التي تستهدفها والكثير منها بدأت تعادي السلفيين بينما آخرون اتجهوا إلى السلفية ولكن بمقابل كما أن كافة القبائل المحيطة بصنعاء إذا تم توجيه النشاط السلفي في أوساطها فسيتم مقابلته بالقتال مثل ما حصل في بني حشيش أما حرف سفيان فالحرب عليها انتقامية وكانت تتبع صنعاء وتولت قبيلة حاشد تأديبها وقد انتشرت شرائط مسجلة تتحدث عن الغدر وتتهم المذهب الزيدي بأنه ذو جذور غادرة.. وفي كافة مديريات محافظة صنعاء قالت مصادر منهم أن الترويج لمثل هذه الشرائط يلقي بظلال من الشك على حقيقة حرب صعدة ويشعرهم أنهم مستهدفون كذلك سيساعد هذا الأمر على تشطير اليمن لأن الجنوبيين ستكون حجتهم قوية في فك الارتباط مع أمة لم تخلص لمذهبها الديني وانسلخت منه بسهولة من أجل المصلحة، أمة مثل هذه لا يمكن أن يأمن جانبها. فالفكر الزيدي متواجد بقوة في كافة مديريات محافظة صنعاء ويواجه الدعاة السلفيون بسخرية حتى أنهم يضحكون على أنفسهم ويرددون أن الوضع يريد هذا!! ولكن الخارطة تتجه إلى تعميم السلفية في اليمن كشرط قيل إنه من شروط ضم اليمن لدول الخليج وهو ما شكك بمصداقية أحد أبناء قبائل صنعاء قائلاً: في "المشمش". محافظة "اللبيج" "99" مكتباً و"14" وكيل ومائة مديراً أبناء محافظة صنعاء يسمون محافظتهم محافظة "اللبيج" وآخرون يسمونها محافظة الخبيط بسبب تناثر مقرات مكاتبها في أكثر من مكان فالمراجع والمعامل ممكن أن يفاجأ بطلب الاتجاه إلى أقصى شمال العاصمة لغرض توثيق مذكرته بتوقيع مدير عام والمؤلم حين يصل إلى مكتب ذلك المدير أن يجد الرد "المدير عنده اجتماع خارج ارجع غدوة".. فمدراء المحافظة ما أكثر اجتماعاتهم الخارجية. الوسط في محافظة اللبيج في صباح يوم السبت المنصرم كانت صحيفة "الوسط" في مبنى محافظة صنعاء وبين طياتها تحمل أوجاع أبناء المحافظة.. تلك الأوجاع كانت متنوعة وكل قبيلة تختلف نسبة أوجاعها عن القبيلة الأخرى.. والقبيلة التي لم نجد فيها شاكيا أثناء زيارتنا الميدانية ووجدناها في أحسن حال هي قبيلة سنحان التي ينتسب إليها فخامة الرئيس وباقي الأقارب من المسئولين المعروفين وقليل جدا من قبيلة خولان وهمدان شكاويهم لم ترتسم عليها جراح وتقيحات القبائل الأخرى الذين يعانون من البؤس والإهمال الأشد مثل بني ضبيان وأرحب ونهم وحراز والحيمة والذين سنورد أوجاعهم وظروفهم في الحلقة القادمة. مبنى المحافظة الضخم ذو الارتفاع الشاهق والمزين بالرخام من الداخل هو ملك أحد المواطنين والمحافظة مجرد مستأجر في ظل دولة تتربع على حكم بالإيجار لكن ما يثلج الصدر أن الأثاث جديد والمكاتب ضخمة كلفت خزينة الدولة مبالغ طائلة ولكنها ملك المحافظة حيث لم يتم استئجار المبنى مفروشاً وقد صدمت الصحيفة بخواء المكاتب من الداخل رغم أن الساعة كانت تشير إلى التاسعة والربع بل كانت أغلبية المكاتب مغلقة وحتى العاشرة وأغلب الموظفين لم يصلوا بعد. مدراء بالكيلة اتجهنا إلى مدير شئون الموظفين كي نعرف منه وقت الدوام في المحافظة فرد علينا وهو يبتسم أن هناك مكاتب خاصة بالوكلاء هي مغلقة ومكاتب أخرى لا تقع تحت إشرافه مثل مكتب الشباب والسياحة والشئون القانونية والمغتربين والشئون الاجتماعية والنقل حيث المكاتب السالفة الذكر كل واحدة منها لها مدير شئون موظفين خاص غير مدراء العموم والمديريات الأخرى، فبين غرفتين متجاورتين أو متقابلتين أكثر من أربعة مدراء، فكثر المدراء حول الموظف العادي إلى فاكهة مرغوبة يحمل الأعباء وأصبح نادر التواجد ففسد العمل، وقال بعض الموظفين الذين التقتهم الصحيفة فيما بعد أن هؤلاء المدراء مجرد مناصب لزوم النخيط لكن لا يتمتعون بأي امتيازات مالية وهذا القول هو شر البلية لأنه يعني أن أغلبية موظفي المحافظة ثقافتهم تميل إلى الإدارة بكفاءته أو بدون وبأسلوبها المشرف أو لا المهم أن يكون "مدير بزلط أو بدون" فكيف سيتم ضبط العمل في دهاليز عمارة المدراء وعقلية "المهم أقع مدير". فارس الكهالي الساعة تشير إلى العاشرة والنصف والهدوء ما زال يخيم على مبنى محافظة اللبيج عدا مكتب الوكيل فارس الكهالي الذي لم نطرق أبواب مكتبه، فهناك ثلاثة عشر وكيلاً بجانبه وبحكم أن منصب الوكيل في الوزارات أو المحافظات مجرد مناصب أحيانا يخجل منها أصحابها بسبب أن مناصبهم غير ضرورية وبعضها مجرد مناصب ترضية توجب على صاحبها أن يكون مضبوطاً مثل الساعة "الصليب" لا تقدم ولا تؤخر، فرغم تصريح بعض المصادر أن الوكيل فارس أكثر نشاطا والتزاما وفاعلية ومع هذا لم ننقل إلى مكتبه أوجاع المواطنين لأننا ندرك أن الصلاحيات محدودة وقد سبق وأن التقينا بوكلاء في محافظات أخرى وبدل ان نحرك فيهم الأحزان على وضع محافظاتهم شرحوا لنا أوجاعهم فأبكونا. سرب الغرَّامة الساعة تشير إلى الحادية عشرة إلا ربعاً صباحا وصل المحافظ وفجأة فتحت أبواب المكاتب التي كانت مغلقة وسكرتارية المحافظة والبوفية والأسانسير "المصعد الكهربائي" لم يعد يتسع للقبائل التي كانت تنتشر خارج أبواب المحافظة وتتربص قدوم المحافظ وبمجرد قدومه ومشاهدة سيارته خرجت من كل زقاق وبوفية وركن فازدحمت المحافظة بالقبائل الغرامة وكلهم في الهم سواء. طرقنا أبواب مدير مكتب المحافظ نطلب تحديد موعد لنعرض عليه حال أبناء محافظته وتم تحديد موعد للقاء بصحيفة الوسط. الأمين العام حينها لم يكن الأمين العام نائب المحافظ قد وصل المحافظة ولم نجد حتى مدير مكتبه ولا أحد من موظفيه ربما أنها عادة اعتادت عليها محافظة صنعاء فإذا تأخر المسئول فإن الدكاكين التابعة له يجب أن تقفل ولكن عند البوابة الخارجية شاهدنا الأمين العام يدلف بوابة المحافظة وهو يسأل إن كان المحافظ قد جاء ويستفسر عن المكتب التنفيذي الذي لم ينفذ شيئاً وحشرنا أنفسنا معه في المصعد الكهربائي وقدمنا له المذكرة الموجهة من الصحيفة التي تأمل تعاونه بالرد على أسئلتنا واستفساراتنا لكنه كان في عجلة من أمره ورد المذكرة لنا وأكد على ضرورة تقديم أسئلتنا مكتوبة، تلك العادة التي تعود عليها مسئولونا في الرد على الأسلة وهم مكيفون بالقات غالي الثمن الذي استرخص إنسانية هذا المواطن وما زلنا نأمل ردود الأمين العام على أسئلتنا مباشرة ولن نسأله إلا في صميم الأعمال الموكلة إليه والمهام المناط به تنفيذها وبالتأكيد هو على التوضيح والرد جدير ولا نقصد في الوسط إلا نقل هموم الموطنين ومصلحة هذا الوطن المثخن بالجراح. فوضى غير خلاقة المصيبة الكبرى في دوائرنا الحكومية أن المسئولين في أي مجمع حكومي يعجبون بإنجازات بعضهم البعض وكل واحد يشيد بالآخر ويمنح صاحبه شهادة وحولهم زمرة الإطراء وشلة "مشي حالك" ترخي عضلات وجهها، راسمة علامة الانبهار ولكنه مزيف، فيظن المسئول أنه قد أصاب والحقيقة ظنه آثم وهو قد أسهب في ترسيخ الخطأ، فمثلا في العديد من الدول المجاورة يكون الأمير على رأس المسئولين وهو صاحب قدرات بسيطة في الفهم ولكن المتخصصين والإداريين لا يعتمدون كثيرا على فنيات النفاق ويعملون على تطبيق أصول الأعمال الإدارية والتعامل وفق النظام. فمحافظة صنعاء تعيش فوضى إدارية عارمة رغم توفر المكاتب وإمكانيات العمل الإداري وربما أيضا يتوفر الكادر الإداري علاوة على الأجهزة التقنية، فالدور الأرضي الذي يجب أن يكون مكاتب إدارية خاصة بالإدارات الخدمية المهمة التي تستقبل معاملات المواطنين وتظلماتهم وتوصل إليهم المعاملات المنجزة تم تحويله إلى أماكن للمقيل وكشك استعلامات خاو ويخيل للزائر أنه في مبنى مستشفى خاص فاشل وكل المعاملات تتركز على مكتب المحافظ والامين العام ومع هذا صرحت بعض المصادر أن محافظ المحافظة متفهم ونشيط ويحظى برضا الكثير ولكن لوبي التطبيل يوجد المبررات للفوضى وهو يلبس قناع الإخلاص فيهيئ بيئة قابلة للتعايش مع جرثومة الفوضى التي أصبح لها أنصار يشرعون لممارستها. مكتب الصحة في المحافظة كان أفضل المكاتب التزاماً الوضع الصحي في عموم البلاد مترد ومحافظة صنعاء مثل غيرها من محافظات الجمهورية ويكون أحيانا هناك تميز في بعض الإدارات حسب إخلاص مسئوليها ومحافظة صنعاء تشكو من نقص الكوادر وقلة الدواء والمعاناة من المرض وتكاليف العلاج وقد زرنا عدداً من المراكز الصحية في المديريات فوجدناها شبه مغلقة وبعضها يتواجد فيها متطوعون لهم علاقة بالمهنة وآخرون طالبو الله وفي كل الأحوال يسدون فراغ الموظفين الرسميين الذين يتهبشون في المدينة طوال الشهر تحت مبررات "نراجع، نعامل" ولا نعيب مسئولي المحافظة لأنهم ليست عندهم قدرة إلهية لمعرفة الغيب ولكن نعيب أعضاء المجلس المحلي الذي يتشكل من طابور طويل متواجد في كافة المديريات والذي تقع على عاتقه مهمة الرقابة والإشراف ولكنهم يهملون مهمتهم الأساسية ويريدون أن يتحولوا إلى جهة تنفيذية بحثا عن الدسم أو المشاركة فيه بدل محاربة السلبيات والإهمال إخلاصا لأصوات الجماهير التي أوصلتهم إلى تلك المواقع. لا توجد مراكز صحية مغلقة وقد اجاب مدير مكتب الصحة في محافظة صنعاء على أسئلة صحيفة الوسط عند زيارة الصحيفة لمكتبه يوم السبت المنصرم والذي بدا أفضل المكاتب التابعة للمحافظة من ناحية تواجد الموظفين وقال الدكتور المنتصر: بالنسبة للكوادر الطبية يتم التوظيف بشكل سنوي بحسب الدرجات المتاحة ويلعب في ذلك سياسة وزارة الخدمة المدنية وربما هناك دور مغاير من قبل المجالس المحلية في المحافظة على كوادرهم في إطار المرافق الصحية بالمديريات برغبة الدخول إلى الأمانة وأضاف: بالنسبة للأدوية فإنها توزع على المرافق الصحية أولا بأول بحسب توفرها من وزارة الصحة ولكن الوعي المجتمعي يلعب دورا في مدى معرفته بتوفر الأدوية من عدمها ومن وجهة نظرهم والتي تتغاير مع سياسة الترشيد في صرف الأدوية. وعن مديرية بني ضبيان قال الدكتور المنتصر: بني ضبيان من المديريات النائية والتي تعاني من إشكالية توفر الكوادر الطبية، في ظل عدم اهتمامهم بتدريب أبنائهم وتدريسهم لينالوا فرصة الحصول على العمل فيها وإن وجدوا ربما يفضلون العمل في مناطق أكثر تحضرا.. حاليا يوجد بها عدد من المرافق تقدر ب15 مرفقاً وجميعها وزعت لها كوادر. وأضاف: بالنسبة للمرافق الصحية في مديريات أرحب وحراز والحيمة ليست مغلقة ولدينا زيارات لتلك المرافق من المختصين وكذلك الدواء المجاني لمرضى السكر يتم توزيعه للمرضى بموجب الكروت في كافة
المديريات مجانا وربما أنه لا يغطي الحاجة وعلى الوزارة أن تأخذ ذلك بعين الاعتبار. وأوضح المنتصر أن عدد المستشفيات في المحافظة 9 مستشفيات و78 مركزاً 139 وحدة صحية وهناك نواقص في الكادر الطبي والتجهيزات ووسائل نقل المستشفيات والإسعاف وضعف التدريب في الإدارة، مؤكداً على ضرورة بذل الجهود من أجل تحقيق التأمين الصحي في المحافظة بمعونة زملائه وقيادات المحافظة التي تتجاوب قدر الاستطاعة. محافظ المحافظة الأستاذ نعمان دويد ل"الوسط" : أسواق السلاح تحت رقابتنا ولن نترك الخامري يتعرض للابتزاز .. وبناء الجيل القادم من أهم اهتماماتنا بعد لبيج استغرق يومين تمكنا من الظفر بمدة ساعة كاملة من وقت محافظ المحافظة الأستاذ نعمان دويد الذي تجاوب بالرد على أسئلة الصحيفة مباشرة فإلى نص الحوار.. *الوسط: المواطنون من أبناء المحافظة يسمون محافظتهم بمحافظة (اللبيج) بسبب تناثر مقراتها، فهل هناك خطة أو مشروع من أجل إنشاء مجمع حكومي متكامل في مكان واحد؟ - المحافظ: أولا محافظة صنعاء تعتبر أم المحافظات وكانت تشكل مساحة واسعة، تم بتر بعضها لصالح محافظات أخرى أنشئت مؤخرا ومنطقة الروضة التي كانت تتبع بني الحارث والتي كانت تتبع محافظة صنعاء تم ضمها مؤخرا إلى أمانة العاصمة ولهذا قمنا بإطلاق خطوتنا الأولى بإنشاء مجمع حكومي يجمع أغلبية الإدارات في مكان واحد حتى تسهل عملية الرقابة وتقل معاناة المواطنين ونحن نسعى لإنشاء مدينة جديدة وجميلة وذات مخطط حديث لمحافظة صنعاء وقد قمنا بتقديمه إلى الحكومة ونحن منتظرون مساندة رئاسة الوزراء من أجل بناء المدينة الجديدة. ونحن في محافظة صنعاء عانينا الكثير ومطلوب منا بذل المزيد من الجهود حتى نتغلب على العشوائية التي ما زالت موجودة حتى في أمانة العاصمة ومخططنا الذي قدمناه للحكومة والذي نأمل تأييده سيقوم بنقل المحافظة نقلة نوعية. *الوسط: ما يقارب خمسة ملايين ريال تدفع مقابل الإيجارات شهريا للمقرات والفروع ألا تؤثر هذه المبالغ على ميزانية المحافظة؟ - المحافظ: الاستئجار ليس جديداً بل من السابق، نحن جمعنا هذه المبالغ التي تصرف وقمنا بعملية تطوير للمجمع الحكومي والمبنى السابق كان لا يستوعب كل الإدارات التي تم احتواؤها في هذا المبنى وقد قمنا بالاستفادة من ذلك المبنى الأثري الذي حولناه إلى بيت للثقافة الذي سيؤدي دورا كبيرا في العملية التثقيفية. *الوسط: قال بعض المواطنين إن أغلب مدراء المديريات يستأجرون مقرات داخل صنعاء باسم مديرياتهم ويسكنون في صنعاء فكيف يديرون مديرياتهم؟ - المحافظ: هذا صحيح.. بعض المديريات وليس كلها مقراتها في صنعاء لأن بعض المديريات معزولة لا توجد فيها أسواق وباقي الاحتياجات فاضطررنا إلى توفير طباخين في بعض تلك المديريات ومن أجل حل هذه المعضلة سيتم في هذا العام إنشاء ثلاثة مراكز.. نحن بحاجة إلى مراكز مدن ثانوية فكما أسلفت أن هناك مديريات معزولة وهذا الحال لن يدوم إن شاء الله. *الوسط: في صباح السبت المنصرم عند زيارتنا لمبنى المحافظة وجدنا أغلب المكاتب خالية من الموظفين في وقت الدوام الرسمي وبسؤال مدير عام شئون الموظفين اتضح لنا أن هناك أكثر من مدير لشئون الموظفين مما يعد أمراً غريباً وعجيباً علاوة على غياب الموظفين؟ - المحافظ: لا أعتقد أن الغياب الذي تتحدث عنه كان بمخالفة من الموظف ربما قد يكون منهم مكلفون في متابعات خارجية ولا ننكر أن الغياب أصبح يمثل جزءاً من شخصية الموظف اليمني ولا يعني ردنا الرضا بذلك وسنتحرى في الأمر والالتزام بأوقات الدوام الرسمي نتمسك به ولا نتهاون بالاستهتار به لأنه ملك المواطن. *الوسط: لديكم في المحافظة عدد 14 وكيلاً.. هل هذا العدد الكبير للوكلاء له ضرورة؟ - المحافظ: محافظة صنعاء محافظة كبيرة وقد قسمنا المحافظة إلى 3 قطاعات وفي كل قطاع وكيل عن المحافظة وأيضا قمنا بإنشاء لجان تشكل أهمية لتطوير المحافظة وكل لجنة يشرف عليها ويرأسها وكيل فالعمل موجود طالما توفرت الرغبة لدى الشخص في خدمة وطنه في أي مجال وفي أوساط هؤلاء الوكلاء كفاءات عالية وجيدة ونستفيد منهم فلا مشكلة من هذه الناحية. *الوسط: يشكو المواطنون من عدم قيام المجالس المحلية بدورها الرقابي ما هو تقييمكم لهذه المجالس؟ - المحافظ: بالتأكيد أن صحيفتكم من خلال زيارتها الميدانية لمست أن هناك إنجازات كبيرة وجميلة من مدارس ومجمعات تربوية ولا ننكر أن هناك تعثر في بعض الأماكن وهذا لا يعني أن المجلس المحلي لا يقوم بدوره، فالمجالس المحلية تقدم تقاريرها ونلتقي بها في اجتماعات دورية وأيضا مع باقي الإدارات نناقش خلال الاجتماع ما تم إنجازه وما هو متعثر. *الوسط: حراز والحيمة وبني ضبيان وأرحب ونهم مديريات تعاني من قلة الخدمات ومظلومة هل سيادتكم تدرك ذلك وما هي المشاريع القادمة لها؟ - المحافظ: من أولويات الأعمال التي قمت بها كانت تنفيذ شق طريق صعفان في حراز وقريبا سيتم إنشاء معهد مهني فيها وفعلا المنطقة بحاجة إلى اهتمام، فهي ما زالت محرومة ومجتمعها مجتمع واع ومسالم ومنطقة نهم هي بحاجة إلى إكمال شبكة الكهرباء وستحظى باهتمامنا أما بني ضبيان فهي بحاجة إلى أن يتجاوب أبناؤها وفي أوساطها رجال جيدين وعليهم التعاون مع الدولة وبالنسبة للطريق لم يصرف أي مبلغ باسم بني ضبيان ومشكلتنا أن بعض المقاولين يرفضون أن يذهبوا إلى بني ضبيان من أجل تنفيذ المشاريع وهي فعلا منطقة محرومة وبحاجة للاهتمام، نأمل منهم التعاون مع الحكومة مع تأكيد أن فيها رجال جيدون وأرحب سنوليها الاهتمام مع العلم أن أغلبية مديريات صنعاء بحاجة إلى المزيد من المشاريع حتى سنحان التي تقول عنها إنها في حال أفضل فيها مناطق مظلومة ومحرومة في أوساطها وأطرافها حيث التجمعات السكانية وتعاني من نقص الخدمات. *الوسط: محلات بيع السلاح منتشرة في المحافظة علاوة على أكثر من مائة حرب قبلية قابلة للانفجار في أية لحظة.. هذا الخطر المحدق بالقبيلة والمجتمع كيف تتصرفون معه؟ - المحافظ: طموحاتنا في القضاء على السلاح أكيدة وفي المحافظة سوقان لتجارة السلاح في جحانة وأرحب وقد سبق وأن قمنا بإغلاق هذه الأسواق وطلبنا من الدولة تشكيل لجنة لتقييم ثمن السلاح من أجل الشراء من التجار حسب ثمنها المتعارف عليه حيث الكثير من هؤلاء التجار يعتمدون في معيشتهم على تجارة السلاح هم والعاملون معهم ولم يتم ذلك وهم اليوم تحت رقابتنا وبدون هذه الأسواق فالسلاح متوفر والتجار متعاونون معنا ونحن لسنا غافلين عنها وأجدها فرصة لأدعو كافة أبناء الوطن إلى استبدال القلم بدل السلاح والسلم بدل الصراع والمحبة بدل التباغض هدية لأبنائنا والجيل القادم. أما بالنسبة للصراعات القبلية فهي تأخذ الكثير من وقتنا في حلها والمشكلة أن أغلبها مشاكل مزمنة منذ عشرات السنين بعضها يصل عمرها إلى أكثر من خمسين عاما. *الوسط: الخاطفون من بني ضبيان ما زالوا يحتجزون المواطن عبدالملك الخامري والدولة تحتجز سبعين شخصا من بني ضبيان حجزاً تعسفياً لعدم علاقتهم بالخاطفين حسب قول القبيلة التي أكدت على هدر دماء الخاطفين وطلبت من الدولة القيام بواجبها فكيف ستتصرفون كونكم على رأس مسئولي المحافظة؟ - المحافظ: قضية خطف الخامري كان يراد لها أن تكون قضية ابتزاز للخامري وبالفعل قد سبق ابتزازه ولن نتركه عرضة للابتزاز، أما المحتجزون من بني ضبيان فليس حجزهم بسبب نسبهم إلى بني ضبيان ولكن منهم من له علاقة بالخاطفين كمساهم أو قرابة وأبناء بني ضبيان قد بدأوا يشعرون بخطورة عواقب الاختطاف والنيل من سمعتهم والدولة ليس لديها مشكلة وقادرة على تأديب الخارجين عن القانون من أين ما كانوا ولكن نريد تجاوب قبيلة بني ضبيان في الابتعاد عن العصبية القبلية وأن يضاعفوا من تعاونهم لأن منطقتهم وعرة ونحن نبذل جهودا من أجل إنهاء المشكلة. *الوسط: يا سيادة المحافظ هناك شباب من بني ضبيان وصلوا صنعاء من أجل الالتحاق بالسلك العسكري وعند ذهابهم إلى إدارة المباحث في الأمانة تم اعتقالهم بدون أي مبرر سوى أنهم من بني ضبيان ما تعليقكم؟ - المحافظ: لا أعتقد أن يكون الامر كذلك ربما لم تكن لهم علاقة فعليهم تقديم شكوى إلى النائب العام ومقاضاة من قام باحتجازهم حسب القانون ولا نرتضي بظلمهم. *الوسط: يقال والله أعلم إن عملية حجز الشيخ الدماني مجرد وفاق بين المحافظة وذلك الشيخ من أجل إسكات نداءات وتذمر صوت شقيق الخامري رجل الأعمال المعروف ما حقيقة هذا القول؟ - المحافظ: الشيخ الدماني هو شيخ ضمان للقبيلة الخاطفة والمشائخ جزء من أدوات الدولة باعتبارهم يستلمون من الدولة مستحقات ويعول عليهم مساعدة الدولة في حفظ الأمن ولهذا قمنا باحتجازه وقد طلب الشيخ الإفراج عنه من أجل أن يتفاهم مع أبناء قبيلته ووضع ولده في الحجز بدلا عنه وتجاوبنا معه فنحن نحرك كل الخيوط التي نقدر على تحريكها ولا نعول على التخرصات والأقاويل بحكم موقعنا الذي يتطلب منا السير بثبات. تنوية: في الحلقة القادمة سوف نستكمل باقي ردود المحافظ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.