عادت الهجمات -التي يعتقد أن تنظيم القاعدة باليمن ينفذها- بصورة لافتة الأسبوع الماضي، فخلال ثلاثة أيام قتل وأصيب العشرات من العسكريين، وأحرقت عربات وآليات للجيش، بهجمات استهدفت قوافل عسكرية وجنودا ومقرات أمنية في محافظة أبينجنوب اليمن. وثارت تساؤلات عن عودة هجمات القاعدة بعد فترة من الهدوء شهدتها المنطقة الشهرين الماضيين، إبان تنظيم اليمن فعاليات بطولة خليجي20 في مدينتي عدنوأبين. وبهذا السياق قال الباحث بشؤون تنظيم القاعدة سعيد عبيد الجمحي للجزيرة نت إن القاعدة اتخذت من بطولة خليجي20 فترة هدوء، لعدة أسباب أهمها عدم قدرته على المغامرة باختراق الطوق الأمني الذي أحاط بمدينة عدن بنحو خمسين ألف جندي ورجل استخبارات، فضلا عن إدراك مسبق بأن خسائره ستكون كبيرة، إذا حاول القيام بعملية هناك، علاوة على خسارته للتأييد الشعبي. وأشار الجمحي إلى أن بعض أنصار القاعدة تحدثوا عن استفادة التنظيم من بطولة خليجي20، حيث تدفق عشرات الآلاف من الخليجيين إلى اليمن لمتابعة مباريات البطولة، مضيفا أن التنظيم تلقى أموالا ودعما كبيرا هذه الفترة، كما استقبل وجند عناصر من الوافدين. وبشأن استهداف قوات الأمن والجيش، قال الجمحي إن القاعدة "أصلت شرعيا" دوافع استهداف قوات الأمن والجيش عبر وسائل إعلامها ومنشوراتها، ووضعت أسبابا كثيرة أن هؤلاء الجنود يدافعون عن ما أسموه "الطاغوت"، واعتبروا أنهم "الأداة والعصا التي يضرب بها المجاهدين"، وأنهم "سبب تثبيت الكفر وحماة الظالمين والسفارات الأجنبية". ورأى أن المرحلة المقبلة ستشهد مواجهات واسعة بين القاعدة وقوات الجيش اليمني، ولفت إلى زيارة وزير الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي زارت اليمن مؤخرا، ولقائها بالرئيس اليمني، وتأكيدها أن القاعدة تمثل خطرا مشتركا لليمن وأميركا. القاعدة موجهة وقال المحلل السياسي منصور بلعيدي -في اتصال مع الجزيرة نت من أبين- إن الشائع بين الناس أن القاعدة موجهة، أي يتحركون وفقا لأهداف سياسية وشخصية من نافذين في السلطة، ويتحدث البعض عن تسهيلات وغض الطرف من قبل نقاط أمنية تجاه المسلحين. وأشار إلى وجود عشرات النقاط الأمنية بين مدينتي جعار ولودر وسط تساؤلات عن عدم قيامها بتحركات ضد الجماعات المسلحة التي تهاجم قوافل عسكرية أو نقاطا أمنية، ولا تساند القوات التي تتعرض للاستهداف. ولفت بلعيدي إلى أن "الجماعات المسلحة شبه معروفة بأشخاصها وبمناطق تجمعها، حيث تقوم هذه الجماعات بغزو مدينة زنجبار عاصمة المحافظة، وينفذون عمليات قتل وهجمات على مراكز أمنية". ونفى أن تكون الإجراءات الأمنية قد خفت بعد بطولة خليجي20، مضيفا "بل ازدادت كثافة، حتى أن مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين تحولت إلى ثكنة عسكرية، ورغم ذلك فإن الجماعات المسلحة تقوم بعمليات قتل عسكريين وهجمات على مراكز أمنية داخل المدينة". وأكدت مصادر محلية للجزيرة نت أن الجماعات المسلحة التي يعتقد أنها تتبع تنظيم القاعدة تسيطر سيطرة تامة على مدينة لودر، حتى أنها تفرض بالمدينة حالة طوارئ من الساعة الخامسة عصرا وحتى السادسة صباحا، ولا يمكن للقوات العسكرية اقتحامها لأن المسلحين هم من أبناء المدينة ويلقون حماية من قبائلهم. المصدر:الجزيرة