تشهد أغلبية المحافظات اليمنية تظاهرات شبه يومية تطالب بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، وتحوّل بعضها إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. توسعت الاحتجاجات الشعبية في اليمن، المطالبة بالإصلاح السياسي وتحسين الوضع الاجتماعي، في وقت أصدر « شباب الثورة » أمس، « قائمة سوداء » بأسماء مسؤولين اتهموا بأعمال القتل والتحريض ضد المتظاهرين في عموم المدن اليمنية، أبرزهم أحمد نجل الرئيس علي عبدالله صالح، إضافة الى مسؤولين عسكريين ووزراء. « وتضم القائمة التي توعد » شباب الثورة في بيان، بملاحقتها، 13 شخصية في مقدمتهم قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبدالله صالح، ووزير الداخلية مطهر رشاد المصري، ومدير أمن محافظة عدن عبدالله قيران المتهم بقتل 21 متظاهرا برصاص القناصة، ورئيس الحرس الخاص طارق محمد عبدالله صالح، ووزير الإعلام حسن اللوزي، ووكيل جهاز الأمن القومي عمار محمد عبدالله صالح. « كما تضمنت القائمة أسماء وصفهم البيان ب » القادة الميدانيين للبلطجية « ، ومنهم » محافظ تعز حمود الصوفي، ورئيس المؤسسة الاقتصادية العسكرية حافظ فاخر معياد، والأمين العام المساعد للحزب الحاكم سلطان البركاني، ومحافظ صنعاء نعمان دويد، ومسؤول دائرة الشباب في الحزب الحاكم عارف الزوكا. « واعتبر البيان أن » هذه القائمة ستظل مفتوحة لتشمل كل من يقف وراء أعمال القتل والقمع والبلطجة بحق المسيرات والاعتصامات والتظاهرات السلمية في كل محافظات اليمن. إلى ذلك، جدّد الرئيس اليمني الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني عام بمشاركة كل القوى السياسية في البلاد. « وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية أمس، أن صالح عقد في وقت متأخر من مساء أمس الأول، » اجتماعا مع قيادات الدولة ووقف أمام تطورات الأوضاع الراهنة في اليمن خصوصا مع تجدد التظاهرات اليومية في عموم مدن اليمن. « وقالت الوكالة إن الاجتماع أقر » اتخاذ كل الإجراءات والاحتياطات الأمنية اللازمة للحفاظ على أمن واستقرار اليمن والسلم الاجتماعي، وملاحقة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة والعناصر الخارجة على القانون وإلقاء القبض عليها وتقديمها إلى العدالة. « وسبق للرئيس اليمني أن دعا إلى مؤتمر وطني في يونيو الماضي، غير أنه لم يعقد بسبب الأزمة السياسية بين المؤتمر الشعبي العام الحاكم والمعارضة الممثلة في » اللقاء المشترك. إضراب عمالي وبدأ الآلاف من عمال التنظيفات أمس، إضرابا مفتوحا في العاصمة صنعاء، مطالبين بتحسين أجورهم، بينما أصيب ثلاثة منهم عندما قامت الشرطة بتفريقهم. وتجمع المئات من العمال في أحد الشوارع الرئيسية في صنعاء، إلا أن الشرطة فرقتهم بإطلاق الرصاص الحي في الهواء وبالقنابل المسيلة للدموع. « وقال ناصر يحيى (45 عاما) الذي يعيل 12 شخصا من أفراد عائلته: » نحصل على خمسمئة ريال (2.3 دولار) في اليوم، ونطالب بأن يتم اعتبارنا موظفين. وتوقف عمال التنظيفات البلدية منذ مساء الثلاثاء الماضي عن جمع القمامة التي تكدست في شوارع العاصمة اليمنية. يشار إلى أن معظم المدن اليمنية تشهد منذ نحو شهر تظاهرات تنادي بإسقاط صالح وأسرته بعد حكم استمر أكثر من 30 عاما، وسقط فيها عشرات القتلى والجرحى. « من جهة أخرى، دعا رئيس التحرير السابق لأسبوعية » الشورى « المستقلة عبدالكريم الخيواني إلى عصيان مدني شامل، وإلى تحرر » ثورة الشباب من سيطرة الأحزاب. « وقال الخيواني، الذي سبق أن سجن عدة سنوات بتهمة إهانة صالح، في محاضرة في ساحة التغيير في جامعة صنعاء: » ادعوا إلى توسيع نطاق الثورة السلمية وعدم سيطرة الأحزاب عليها والانتقال إلى العصيان المدني تشمل اليمن كلها، حتى يضيق صالح بقصره ويلفظ أنفاسه الأخيرة.