صنعاء:وقعت المعارضة اليمنية مساء السبت على المبادرة الخليجية التي تنص على تنحي الرئيس اليمني في غضون ثلاثين يوما، وذلك في حضور الامين العام لمجلس التعاون الخليجي، بحسب ما افادت مصادر معارضة لوكالة فرانس برس. وذكرت المصادر ان ممثلين للقاء المشترك الذي تنضوي تحت لوائه احزاب المعارضة البرلمانية، وقعوا على المبادرة خلال اجتماع مع الامين العام عبد اللطيف الزياني. ومن المتوقع أن يوقع الرئيس علي عبدالله صالح غدا الاحد على المبادرة بحسب ما افاد المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي في وقت سابق. وكان رئيس هيئة الأركان العامة اليمنية اللواء الركن أحمد علي الأشول أكد أن المؤسسة العسكرية والأمنية في اليمن ستتصدى لما وصفها للأعمال الإرهابية وستدافع عن البلاد ومكتسباتها مهما كان حجم التحديات ومهما إرتفع سقف المخاطر. وأوضح الأشول في كلمة له اليوم خلال احتفال عسكري أقيم في صنعاء إحتفاء بالذكرى ال 21 لإعادة تحقيق الوحدة بين شمال وجنوب اليمن أن الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن يدركان أن اليمن تمر بأوقات عصيبة وظروف طارئة غير سوية لافتا إلى أن بعض الظروف الطارئة لها أسبابها الوجيهة وإنه تم اتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها من قبل الحكومة في حين أن أكثرها بحسب قوله "تفاقمت جراء التأجيج السياسي وإشعال الفتن وتجاوز كل الخطوط الحمراء والثوابت الوطنية". ووصل الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني والوفد المرافق له إلى صنعاء مساء اليوم السبت في إطار المساعي والجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون لحل الأزمة الراهنة في اليمن وفقا لما تضمنته المبادرة الخليجية. وبدت احتمالات التوقيع على الخطة الخليجية لانها الازمة في اليمن وشيكة السبت رغم الانتقادات التي وجهها الرئيس علي عبد الله صالح معتبرا انها "مؤامرة بحتة لكننا سنتعامل معها"، في الوقت الذي اوضح فيه احد قادة المعارضة ياسين نعمان ان وفدا يضم خمسة من قادة المعارضة "سيوقع على الخطة الخليجية مساء السبت". وبالاضافة الى نعمان وهو الامين العام للحزب الاشتراكي، يشارك في التوقيع عبد الوهاب الانسي عن حزب الاصلاح، حسن زيد عن "الحق"، محمد سالم باسندوة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني، وصخر الوجيه (مستقل). من جهته، قال محمد قحطان المتحدث باسم اللقاء المشترك وشركائه ان المعارضة عبر "توقيعها الخطة هذا المساء، انما تقوم برمي الكرة في ملعب الرئيس صالح". واضاف ان التوقيع سيكون في مقر المفاوض الرئيسي للمعارضة وزير الخارجية الاسبق محمد باسندوة بحضور الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني. كما اعلن المتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم طارق الشامي في وقت سابق اليوم ان "الرئيس صالح سيوقع على الخطة الاحد في صنعاء". واعلنت الامانة العامة في مجلس التعاون الخليجي ان الزياني توجه مجددا الى صنعاء بعد ظهر السبت بناء على "دعوة من الحكومة اليمنية، لاستكمال الاجراءات المتعلقة بالتوقيع على الاتفاق الخاص بتسوية الازمة" هناك. ووضعت دول الخليج، القلقة من استمرار الازمة في اليمن منذ كانون الثاني/يناير، خطة بالتعاون مع واشنطن والاتحاد الاوروبي تتضمن مشاركة المعارضة في حكومة مصالحة وطنية مقابل تخلي الرئيس علي عبدالله صالح عن الحكم لصالح نائبه على ان يستقيل بعد شهر من ذلك مقابل منحه حصانة وتنظيم انتخابات رئاسية خلال مدة شهرين. واكد نعمان انه فور توقيع الطرفين على الخطة، ستقوم لجنة مكونة من النظام والمعارضة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة "بالاشراف على تطبيق الاتفاق خلال فترة ثلاثين يوما"، اي منذ دخوله حيز التفيذ حتى التصويت في البرلمان على استقالة الرئيس. في غضون ذلك، قال صالح خلال احتفال عسكري بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين للوحدة اليمنية ان "المبادرة في حقيقة الامر عملية انقلابية بحتة لكننا سنتعامل معها بشكل ايجابي (...) فهي بدات بدفع خارجي". وهاجم الرئيس اليمني الغرب منددا ب"مؤامرة دولية كبيرة في تونس ومصر وسوريا والاردن والبحرين من قوى تصدر مشاكلها الى الاخرين وتدعي الوصاية على شعوب مغلوبة على امرها بسبب اوضاعها السياسية والاقتصادية وتخلفها الثقافي والاجتماعي".