تتواصل احتفالات شباب الثورة في ميادين وساحات الاعتصام في اليمن لليوم الثالث على التوالي بسقوط الزعيم الليبي معمر القذافي ونجاح ثوار ليبيا في السيطرة على معظم المناطق الليبية، حيث خرجت في مسيرات في العاصمة صنعاء وعدد من المدن الأخرى ابتهاجاً بنجاح الثورة الليبية وهم يرددون النشيدين اليمني والليبي والشعارات المباركة لهم بالنجاح تعبيراً عن فرحتهم وتصعيدهم للحسم الثوري . واحتفل العاملون في المستشفى الميداني بساحة التغيير في العاصمة صنعاء بكعكة بطول ما يقارب ثلاثة أمتار مكتوب عليها "مبروك لليبيا"، وأوضحت رئيسة تحالف "من أجل الوطن" الطبيبة جهاد الجفري أن الغرض من الكعكة التي تم تجهيزها داخل ميدان المستشفى الميداني بساحة التغيير مشاركة اليمنيين الشعب الليبي فرحته، وقالت ل "الخليج" إن "هذه رسالة من الشعب اليمني لثوار ليبيا المبتهجين بنجاح ثورتهم التي ستزيد العزم والصمود لثوار اليمن لإسقاط بقايا نظام الرئيس صالح" . وأضافت أن سقوط القذافي الذي حكم أكثر من أربعين سنة بغرور وظلم قد أعطى اليمنيين الأمل الكبير في نجاح ثورتهم، مشيرة إلى أن المنظمين لهذا الاحتفال هم العاملون في المستشفى الميداني والخيام الطبية في ساحة التغيير . وفي مدينة تعز خرج الآلاف من مناهضي النظام لليوم الثالث على التوالي بمسيرة ليلية احتفاء بانتصار الثوار في ليبيا وسقوط نظام القذافي، رافعين لافتات تحيى الثوار في ليبيا ومطالبين فئات المجتمع اليمني كافة بضرورة الحسم الثوري لإسقاط ما تبقى من نظام صالح، معلنين بداية الحسم الثوري لإسقاط المحافظة في مرحلة تصعيديه جديدة . ويعتقد عضو اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية عبدالهادي العزعزي أن نجاح الثورة الليبية أعطى دفعة معنوية كبيرة للثوار في ساحات الاعتصام وأعاد إليهم الأمل من أن قتال الثوار في ليبيا لم يذهب هدراً" . وأضاف: "لا يوجد شيء مستحيل حينما تكون الإرادة قوية، وسقوط القذافي رسالة مهمة تحمل مضموناً للحكام العرب من أن كل ما كان يمتلكه القذافي عجز عن حمايته من انتفاضة شعبه ضده وسقط سقوطاً مهيناً، فهل يتعظ الآخرون، خاصة في اليمن من هذا السقوط، إذ لا السلاح ولا المعسكرات استطاعت أن توفر للقذافي ونظامه البقاء والحماية" . ويؤكد الشاب عاد نعمان من عدن أن سقوط القذافي سيزيد حماس الثوار في اليمن نحو التصعيد من خلال خروجهم بمسيرات مؤيدة للثوار، وقال إن الحماس سيصعد بعد فترة فتور وركود، وستزيد عملية التصعيد في اليمن، وتخوف عاد من ردة فعل النظام ضد التصعيد المقبل مع سقوط القذافي" . من جهته قال القيادي بتكتل اللقاء المشترك المعارض عبدالسلام رزاز إن ما حصل في ليبيا سوف يسرع بعملية الحسم الثوري السلمي في اليمن بدليل خروج الثوار في ساحات وميادين الاعتصام ابتهاجاً بثورة ليبيا، وهو ما يؤكد أن انتصار الثورة الليبية أثر في الساحات في اليمن وربما يدفعها هذا الانتصار إلى تحقيق خطوات نحو الحسم . من جانبه بارك المجلس الوطني لقوى الثورة لليبيين تلك الانتصارات التي حققها الثوار، رغم آلة القمع والقتل والتدمير التي استخدمها القذافي وأبناؤه والمرتزقة الذين استأجرهم وبصورة وحشية، وقال المجلس الوطني في بيان له أمس إن "انتصارات الثوار الليبيين تؤكد من جديد أن إرادة الشعوب لا تقهر" . وتمنى المجلس أن "يكون المصير الذي آل إليه الطاغية القذافي وأبناؤه أمام ضربات أحرار شعب ليبيا عبرةً لمن بقي من الحكام العرب وأبنائهم المتشبثين بالكراسي والذين يصرون على سفك مزيد من دماء شعوبهم ومن قتل وتدمير ظناً منهم أن ذلك سيقيهم من إرادة الشعوب التواقة للحرية والتخلص من الظلم" .