رغم غياب جميع الحركات الإسلامية وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين بالاضافة الى بعض الاحزاب، ومنها حزب الوفد، فان التواجد الشعبي في ميدان التحرير تحديدا أعطى مؤشرا على ان الشارع المصري ما زالت لديه دوافع التجمع والتظاهر والتعبير عن مطالبه بأعداد كبيرة حتى وان لم تصل إلى مليونية. فقد شهد ميدان التحرير عقب صلاة الجمعة توافد عشرات الألوف من المتظاهرين للمشاركة في مليونية تصحيح المسار. وكانت حركات واحزاب عدة منبثقة عن «ثورة 25 يناير» دعت المصريين الى النزول الى الشارع مجددا لمطالبة الجيش بجدول زمني محدد لنقل السلطة الى المدنيين وبتنظيم افضل للمرحلة الانتقالية. تظاهرة حضارية وجاءت تظاهرة الأمس سلمية «بشكل حضاري» ولم تشهد أي نوع من الاشتباكات أو المشادات حيث شهد الميدان العديد من الهتافات كان أبرزها «الشعب والجيش ايد واحدة» رغم اعتراض المتظاهرين على قرارات المجلس الاعلى للقوات المسلحة. وطالب المتظاهرون في الميدان بسرعة المحاكمات وتطهير مؤسسات الدولة من بقايا رموز النظام السابق، وإعلان نتائج التحقيقات بشفافية واسترداد الأموال المنهوبة. واحتشد المتظاهرون تحت الشمس الحارقة، وتجمعوا في احد اركان الميدان للاستماع لخطبة الجمعة. التي تأخرت لنصف ساعة بسبب مشاكل في التجهيزات الصوتية. وقال الشيخ مظهر شاهين خطيب الثورة وإمام مسجد عمر مكرم انه سيكون من العار على المصريين نسيان ثورتهم. وهاجم عددا من شهود الاثبات في محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، وعددا من كبار مساعديه، للشهادات التي ادلوا بها في المحكمة، وقالوا فيها انهم لم يتلقوا اوامر باستخدام القوة القاتلة ضد المتظاهرين خلال الثورة. واكد انه يجب اتهامهم بشهادة الزور. وتساءل كيف يمكن لشاهد اثبات ان يتحول الى شاهد نفي. ودان الخطيب كذلك محاكمة المدنيين امام محاكم عسكرية. وكان المجلس العسكري الذي يتولى ادارة شؤون البلاد بعد الاطاحة بمبارك اصدر احكاما بالسجن على الالاف منذ فبراير. وعند انتهاء الخطبة ردد المتظاهرون هتافات ضد المجلس العسكري والمشير محمد حسين طنطاوي. وتواجد شاهدا الإثبات الثامن والتاسع في قضية قتل الثوار في ميدان التحرير وقاما بإلقاء كلمة للمتظاهرين في الميدان. وشهد الميدان تواجدا مكثفا من «ألتراس» النادي الأهلي ونادي الزمالك المشاركين في جمعة تصحيح المسار، وشهدت الشوارع المحيطة بميدان التحرير العديد من المسيرات ومنها التي ذهبت إلي وزارة الداخلية وأطلقت عددا من الهتافات، وطالبت بإطلاق سراح جماهير الأهلي المقبوض عليهم في أحداث الشغب التي حدثت في مباراة النادي الأهلي الأخيرة مع وكيما الأسواني. سحب شرطة الشغب وقالت وزارة الداخلية انها سحبت شرطة مكافحة الشغب المتمركزة في ميدان التحرير للسماح للمحتجين بالتظاهر. ومن المقرر ان يتم إخلاء الميدان في منتصف الليل، ولن يسمح بمبيت أي متظاهر بداخلة كما تواجد بعض الافراد. من ناحية أخرى، شهدت الشوارع المحيطة بالسفارة الإسرائيلية تكثيفاً أمنياً من قبل قوات الشرطة العسكرية والأمن المركزي، حيث تواجدت 7 مدرعات أمام مقر السفارة، وتمركزت قوات الأمن المركزي، وذلك تخوفاً من «مسيرة المطارق» التي دعا اليها نشطاء على الفيس بوك لتحطيم الجدار العازل أمام السفارة الإسرائيلية. المصدر: صحيفة القبس الكويتية