بددت مظاهر الفرح بقدوم عيد الأضحى المبارك لدى سكان محافظة تعز، جنوبي العاصمة اليمنية صنعاء، وسكان قرى ومناطق أرحب، شمالاً، مع استئناف قوات الجيش الموالية للرئيس علي عبدالله صالح قصف مناطق عدة في ضواحي العاصمة ومدينة تعز وكذلك أحياء في مركز المدينة بالمدفعية . وقصفت قوات الجيش في تعز أحياء ومناطق في محيط المدينة بعد هجمات استهدفت دوريات عسكرية من قوات الجيش التي كانت انسحبت من مدينة تعز بناء على اتفاق للتهدئة بين السلطات المحلية وممثلي أحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك المعارض ووجهاء قبائل مناهضين لنظام الرئيس صالح . وقال معارضون إن طفلة في العاشرة قتلت نتيجة القصف العشوائي، فيما أصيب خمسة آخرون من أسرة واحدة بجروح مختلفة بعضهم في حال حرجة بعدما سقطت قذيفة على منزلهم ليل الجمعة فجر السبت . ولفت هؤلاء إلى أن قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل صالح العميد أحمد، قصفت كذلك أحياء الموشكي والروضة ومحيط ساحة الحرية وشارع الستين بالمدفعية، مشيرين إلى أن القصف الذي استمر لساعات، شاركت فيه الوحدات المرابطة في المعهد الصحي وقلعة القاهرة المطلة على المدينة ومناطق أخرى، فيما قصفت الدبابات التابعة لقوات اللواء 33 مدرع أحياء سكنية في منطقتي الحصب وبير باشا . وأكد ناشطون أن قوات الجيش المتمركزة في منطقة الجند، قصفت كذلك مناطق في الجعاشن يتمركز فيها مسلحون مناهضون لنظام الرئيس صالح من دون الإفصاح عن سقوط قتلى وجرحى . وهزت الانفجارات ليلاً أرجاء المدينة حتى صباح السبت، وقال وجهاء وسكان محليون إن قوات الجيش المرابطة في ضواحي المدينة الشمالية قصفت كذلك مناطق في شارع الستين والذكرة والهشمة، فيما شهد بعض المناطق مواجهات متقطعة وقصفاً متبادلاً أوقع قتلى وجرحى . وتجددت المواجهات غداة مقتل الشاب مروان محمد السميعي، الطالب في كلية الطب البشري، برصاص جنود، عندما كان يقود سيارته في شارع القصر الجمهوري القريب من القصر الرئاسي ليل الجمعة، وروى شهود أن الشاب قتل بعد توقف سيارته عند حاجز تفتيش تابع لقوات الحرس الجمهوري فسمح له أحد الجنود بالمرور ثم باغته آخر بعدما طلب منه فجأة ايقاف سيارته . وانخرط الآلاف من شبان الثورة المناهضين لنظام صالح في تظاهرات احتجاج جالوا فيها الشوارع مرددين هتافات تدين قصف قوات صالح الأحياء السكنية وترويع الآمنين وتطالب المجتمع الدولي بممارسة الضغوط على نظام صالح لوقف العنف والتنحي سلمياً، وأكد المتظاهرون رفضهم إجراء أي حوارت مع نظام صالح تتيح له ولمعاونيه الحصانة من الملاحقة القانونية . وخلافاً لحال مركز المدينة التي عادة ما تفتح فيها أكثر المحال التجارية حتى موعد صلاة العيد، فقد أقفلت كثير من المحال التجارية أبوابها تحسباً من توسع دائرة القصف التي شهدتها ضواحي المدينة، فيما شهدت وسائل النقل العام حركة نشيطة للسكان المتوجهين إلى مناطق الأرياف لقضاء إجازة عيد الأضحى . وفي أرحب عاودت قوات الحرس الجمهوري أمس قصف بعض قراها التي يتمركز فيها رجال قبائل مناهضون لنظام الرئيس صالح بالمدفعية والدبابات ما أدى إلى سقوط قتيل واحد على الأقل وإصابة آخرين إلى تدمير منازل ومزارع . وقال النائب منصور الحنق إن قوات الحرس المرابطة في معسكرات الفريجة والصمع، قصفت بشكل عشوائي عدداً من منازل المواطنين ما أدى إلى استشهاد مواطن وجرح آخرين وهدم عدد من المنازل . وناشد أهالي القرى المجتمع الدولي التدخل الفوري لوقف المجازر الوحشية التي يرتكبها صالح بحق المدنيين العزل . ومن جانب آخر كانت أحزاب المعارضة الرئيسية في اليمن قد صعدت من الاتهامات الموجهة للرئيس علي عبدالله صالح بحشد الاستعدادات والأسلحة والذخائر بهدف تفجير حرب أهلية في البلاد وفرض الحسم العسكري لإنهاء الأزمة السياسية المتفاقمة التي تواجه نظام حكمه منذ أكثر من تسعة أشهر . واتهمت مصادر سياسية معارضة في تصريحات ل "الخليج" الرئيس صالح بالتحضير والتدبير لتفجير حرب أهلية وشيكة في البلاد وباستغلال أجواء التهدئة التي فرضها اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك واستئناف الحراك الإقليمي والدولي الهادف إلى إحداث تسوية سياسية للأزمة القائمة في البلاد لحشد الاستعدادات العسكرية لتعزيز قدرات وإمكانات القوات الموالية له على خوض حرب واسعة النطاق تستهدف ضرب مناوئيه وتحقيق الحسم العسكري للأزمة المتصاعدة جراء اتساع نطاق الاعتصامات والفعاليات الثورية المطالبة بإسقاط نظام حكمه . وأشارت المصادر إلى أن صالح وجه بتحويل شحنات من الأسلحة وصلت قبل أيام إلى ميناء الحديدة، وتم التعاقد عليها بشكل غير معلن، إلى مخازن تابعة لقوات الحرس الجمهوري في الحديدة . المصدر : "الخليج"